أصول الحفاظ على العادات وتبادل المعايدات خلال رمضان وفترة العيد
خلال الشهر الفضيل، تناقلنا عبر الأجيال عادة الزيارات الشخصية من أجل تبادل المعايدات. ولكن، مع تسارع نمط الحياة ومع تغيّر الظروف في السنوات الأخيرة، باتت هذه المعايدات والأمنيات تتمّ عن بعد كعبر الهاتف مثلاً. ولكن، ما هي الأصول أو الإتيكيت في هذا الإطار وكيف يؤثر ذلك على العلاقات بين الأفراد؟
نادين ضاهر
خبيرة الإتيكيت والصورة
تُعتبر المعايدة بشكل عام لفتة جميلة تؤكّد على رغبتنا بأن يتواجد الشخص الآخر معنا في السنة المقبلة وأن يكون بصحة جيدة، وترتكز المعايدة على 3 أركان هي الاحترام والصدق وشفافية الشعور الذي ينتابنا، فنحن نعايد الأشخاص الذين نحب وجودهم في حياتنا ونكون صادقين في الأمنيات التي نوجّهها لهم ونعبّر لهم عن أهميتهم بالنسبة إلينا. أمّا بالنسبة إلى كيفية المعايدة، فتختلف من وقت إلى آخر ومن شخص إلى آخر ومن بلد إلى آخر. وفي الآونة الأخيرة، أخذ الهاتف أو الرسائل القصيرة أو الواتساب حيزاً كبيراً في حياتنا. ففي البدء، كان الجميع يعتمد على الزيارات ومن ثم على بطاقات المعايدة الورقية قبل أن يتطوّر الوضع لنصل إلى استعمال الهاتف ومن بعدها إلى تطبيق الواتساب الذي أصبح وسيلة مقبولة نوعاً ما. ولا بدّ من القول إنّ جائحة كورونا غيّرت أموراً كثيرة، ومن بينها المعايدة عبر الزيارات، ما ساهم في تعزيز الاعتماد على المعايدة عن بعد لتصبح افتراضية. من الأصول التي يجب اتّباعها للمعايدة الفعلية، تحديد موعد الزيارة والتأكّد من إمكانية استقبال الطرف الآخر لنا. أمّا بالنسبة إلى المعايدة الافتراضية أو عبر الواتساب، فمن أصولها التوجّه بمعايدة شخصية للفرد الآخر أي مع ذكر اسمه والتوقيع باسمنا الخاص من دون أي لقب طبعاً.
سيمازا حابي
أخصائية اجتماعية ولايف كوتش
نتّفق جميعنا على أنّ المعايدة، مهما كانت الطريقة المتّبعة لإيصالها، أساسية للتعبير عن المشاعر الإيجابية بين الأفراد، بخاصّة أنّها جزء من تجهيزات الشهر الفضيل. وفيما يعتمد البعض المعايدة عبر الهاتف، لا يزال البعض الآخر يفضّلون المعايدات الشخصية عبر الزيارات كما جرت العادة. وعلى الرغم من الدور الذي تؤديه وسائل التواصل الاجتماعية أو التطبيقات أو الهواتف في تعزيز التواصل السريع وتسهيل الحياة، لا تسمح لنا في المقابل ملامسة المشاعر والأحاسيس الجميلة كما في التواصل الشخصي على أرض الواقع، علماً أنّ الإنسان بطبيعته يحبّ التفاعل والأنس والتواجد مع الآخرين. بالإضافة إلى ذلك، حين تصلنا المعايدات الافتراضية، قد لا نشعر بأنّنا مميّزين بالنسبة إلى الشخص الآخر الذي يكون ربّما قد أرسل المعايدة نفسها إلى الجميع. لا شكّ في أنّ جائحة كورونا ساهمت في زيادة الاعتماد على المعايدات الافتراضية، ولكن لا يزال كثيرون منّا يهتمّون بالزيارات واللقاءات الشخصية خلال الشهر الفضيل. ولا بدّ من القول إنّ المعايدة الشخصية تنطوي على لغة الجسد وتسمح لنا بأن نشعر بالأحاسيس الشفّافة مع أفراد أسرتنا وأصدقائنا.
اقرئي أيضاً: أسوأ العادات المتّبعة أثناء العطل والرحلات