منى جابر: "ميزون تيني" خيار تسوّق أمثل للأمهات وترفيه مميز للأطفال

حين ترغبين بشراء أغراض لأطفالك سيكون عليك التوجه إلى أكثر من مكان للحصول عليها، ما يعني تضييع الوقت بالتنقل بين المتاجر، بالإضافة إلى الجهد والتعب الناتجين عن البحث المتواصل. وللتخلص من هذه المشكلة فكرت رائدة الأعمال منى جابر بمشروع فريد من نوعه هو «ميزون تيني» حيث يمكنك إيجاد كل ما تبحثين عنه لأطفالك!

كيف بدأت فكرة “ميزون تيني” لتصل إلى المفهوم الرائع الذي نراه في المتجر اليوم؟

بدأت رحلتي مع «ميزون تيني» بعد بضعة أشهر من انطلاق مشروعي الأول «جايلين فايندس» لأثاث الأطفال المستدام في العام الماضي. كانت أكبر مشاكلي هي التصوير. وكانت معظم مبيعاتي تأتي من الأونلاين، ما يعني أنني كنت بحاجة إلى ترتيب جلسات تصوير منتظمة. ولأفعل ذلك، كنت أنقل قطع الأثاث باستمرار من المعرض إلى منزلي، وأستخدم غرفة أطفالي وغرفة ألعابهم كذلك، وأعيد ترتيبها في كل مرة. لذلك حلمت بأن أفتتح صالة عرض صغيرة في نفس موقع المستودع.

وفي يوم من الأيام كنت أضع طفلتي في سريرها وهو على شكل منزل، فخطرت لي فكرة المعرض المصمم كبيت للأطفال. وفي اليوم التالي اتصلت بصديقتي المصممة الرائعة جود ملحس، وشاركتها الفكرة، فبدأت العمل عليها على الفور. ومع الوقت، تبلورت الفكرة وكبرت، وقررت أن أستضيف علامات محلية صغيرة أخرى تصمم وتبيع بعض المنتجات الخاصة بالأطفال، من ملابس وألعاب، وأدوات تعليمية، وديكورات مختلفة. وها نحن هنا اليوم، في هذا المكان الساحر.

وكأم لطفلين، فإن اصطحاب الأطفال إلى السوق كان أمراً متعباً. لذلك أردت تصميم مكان مختلف في «ميزون تيني»، حيث يمكن للأطفال لمس الأثاث واللعب بالألعاب وتجربتها بأنفسهم، بينما يمكن للوالدين التسوق وهما مطمئنان لأن أطفالهما يقضون وقتاً ممتعاً. وأجمل ما في الأمر هو أن الوالدين يستطيعان اكتشاف الألعاب التي تلفت انتباه أطفالهما، وبهذا ينفقون أموالهما على الأشياء التي ينجذب أطفالهما إليها حقاً وليس على ألعاب لا تلقى اهتمام الصغار.

«ميزون تيني» هو مجتمع من المشاريع الصغيرة، هو مكان يمكنك فيه أن تتعلمي من الخبراء كل ما تحتاجينه عن تربية الأبناء، وهو مكان يمكنك أن تكوني واثقةً فيه من جودة ما تشترينه لطفلك الذي سيلعب ليختبر، كما أنه سيلعب ليتعلم.

ما الذي يمكن للسيدة وطفلها العثور عليه في «ميزون تيني»؟

تخيلي زيارة منزل، ماذا ترين فيه؟ هناك أثاث، ملابس، ألعاب، مواد تعليمية، لوحات فنية، ديكورات للجدران... إلخ. هذا هو ما نوفره للأطفال، وقد بدأنا نتوسع قليلاً ونوفر قطعاً مختارة للأمهات والحوامل، وكذلك بعض منتجات العناية بالبشرة
ومنتجات التجميل.

ما الذي يميزكم عن سائر المتاجر المخصصة لاحتياجات الأم والطفل؟

الاختلاف هو في أننا لسنا مجرد متجر. «ميزون تيني» هو مكان للعب، والتعلم، والتسوق. نحن مجتمع من المشاريع الصغيرة، التي أسستها أمهات وآباء رائعون، ينتجون ويصممون منتجات جميلة وعالية الجودة، ومستدامة في الوقت نفسه. ونحن أيضاً مكان لبناء المجتمعات. نوفر مساحاتنا للخبراء للتحدث في مواضيع التربية المختلفة، حول النوم والتغذية وفهم سلوك الأطفال، لنوفر النصائح والنقاشات التي تساعد الوالدين في مجتمعنا وتوجههم في رحلة تربية أبنائهم.

حدثينا عن كيفية اختيار العلامات التي تعرض لديك منتجاتها؟

أول وأهم ما في الأمر، هو الشخص الذي يقف خلف العلامة. نبحث دوماً عن الأفضل، وعن العلامات التي تعتمد على فريق عمل مميز. ولا نبيع لعلامات تنافس منتجاتها منتجات علامة أخرى بطريقة مباشرة، وذلك لنمنح كل علامة مساحة كافية لتنمو وتتميز. ولنحقق ذلك، نتأكد من العمل مع الشخص المناسب. ويكمن الجوهر في اختيار العلامات التي نتعامل معها في أن نهجها يجب أن تكون متماشية تماماً مع نهج «ميزون تيني»، أي مثلاً نحاول الحد من النفايات ولا نروّج للألعاب البلاستيكية.

حدثينا عن أركان المنزل المختلفة ودور كل واحد منها في تحفيز الطاقة والذكاء والمعارف لدى الأطفال؟

نريد أن يشعر أطفالنا بالحرية وكأنهم في بيتهم من لحظة دخولهم إلى المكان. وللمنزل فناء خارجي، وفيه مكتبة وغرفة معيشة ومطبخ وغرفتا نوم وغرفة رضيع ومكتب منزلي.

ونرى الطفل يدخل ويخلع حذاءه ويقفز مباشرة في بركة الكرات. مع أننا نسمح للأطفال بلمس كل شيء في المنزل واللعب به، إلا أننا خصصنا منطقتين للعب، وتعمّدنا جعلهما الأكبر مساحة بين الغرف الأخرى، ونرى الأطفال يلعبون فيهما فعلاً. واتبعنا منهاج المونتيسوري في تصميم المكان، فأي لعبة أو عنصر تجده في متناول الأطفال يكون مسموحاً للأطفال لمسه واللعب به، وجميعها معروضة منفردة على الرفوف حتى يراها الطفل. ويساعده ذلك على اختيار ما يتمنى اللعب به وعلى معرفة كيفية اللعب به. والمنزل مبني بتصميم يشجع الفضول عند الأطفال وهم يتنقلون من غرفة إلى أخرى، ولا يعرفون ماذا يمكن أن يجدوا في الغرفة التالية.

مع ازدياد توجه الأطفال نحو وسائل التواصل والألعاب الإلكترونية، كيف يمكن إعادة جذبه إلى الألعاب الحسية على الأرض والتفاعل مع أطفال في مثل سنه؟

إن العودة إلى الطبيعة هي أفضل طريقة للحفاظ على تواصل أطفالنا مع البيئة المحيطة والأشخاص من حولهم. فالطبيعة تهدئ الأطفال، وكذلك البالغين، وتمنحنا الهدوء وتبطئ اندفاعنا مما يجعلنا نلاحظ أموراً صغيرة لم نكن ننتبه لها. والاتصال بالطبيعة أيضاً يمنحنا كل الأدوات التي نحتاجها في تربية أشخاص أفضل، لذلك من المهم أن نوجه أطفالنا للعودة إلى الطبيعة، وللعب في الخارج، ونسمح لهم باللعب بالرمل، واستنشاق الهواء النقي، والقفر فوق برك الماء. فمشكلة تعلق الأطفال بالشاشات نحلّها بخروجهم إلى الهواء الطلق.

كيف تشجعين على الخيارات المستدامة من خلال السلع في «ميزون تيني»؟

نختار العلامات التي ندخلها إلى مجتمع «ميزون تيني» بعناية فائقة. ولا نبيع الألعاب البلاستيكية، ولا نروج لأي لعبة تعمل بالبطاريات. ونختار العلامات التي تصنع الملابس وتدمج بين الجمال والاستدامة في منتجاتها، باستخدام الأقمشة العضوية في تصاميم عصرية أنيقة. ونفتخر باختيارنا العمل مع أشخاص طيبين، يحاولون أن يكونوا لطيفين مع البيئة وكذلك مع الأشخاص المحيطين بهم. فالأساس هنا هو «المحاولة»، لأننا نعلم أننا لا نتّصف بالكمال.

لديك الكثير من المبادرات المهمة في ريادة الأعمال كما أنك كاتبة وأم متفانية، فما هو مجالك المفضل وكيف تجدين الوقت لكل هذا وما الذي يعطيك الدفع للاستمرار؟

أنا آلة تصنع الأفكار باستمرار، ولا يمكنني أن أجاري نفسي معظم الأوقات. بصراحة، من السهل أن ينهك المرء نفسه في محاولة إتمام كل ما يريد فعله. وبالنسبة إلي، أكثر ما أحبه هو التواصل مع الآخرين وبناء الأشياء، كالمشاريع، والفعاليات، والمفاهيم المختلفة... إلخ. وعملية «البناء» والإعداد هي الجزء الأكثر جدية برأيي. ويتماشى ذلك جيداً مع عملي اليومي، لأنني أقابل باستمرار أصحاب العلامات الذين يمكن أن ينضموا إلى مجتمع «ميزون تيني». وفي الحقيقة، من بين أكثر من 55 علامة نتعامل معها حالياً، قابلت جميع أصحابها شخصياً وتناولنا القهوة معاً لأكثر من ساعة ونصف، ما عدا اثنتين من إمارات مختلفة لم تتمكنا من الحضور إلى دبي. ولدي رؤية دقيقة أعرف منها إلى أين نحن متجهون، لكن الآراء الجيدة أيضاً تحفزني على الاستمرار بفعل ما أفعله. ورؤية ردة فعل الناس عند دخولهم من هذه الأبواب، ووصول رسالة من زبونة سعيدة، وسماع ابنتي ذات الأعوام الخمسة تسوّق
لـ «ميزون تيني» بين زميلاتها في المدرسة، كلها أمور تجعلني أشعر أن هذا الأمر يستحق التعب من
أجل تحقيقه.

كيف يمكن للأم أن تنظم وقتها لتتواجد في حياة أسرتها ويكون لها شأن مهني خاص بها فتحقق طموحاتها من دون التقصير في حياتها الشخصية؟

ساعات اليوم لا تكفي لفعل كل هذه الأمور. إذا قلت لك إنني اكتشفت طريقة للموازنة بين الحياة والعمل فسيكون هذا غير واقعي أبداً، بل ومضللًا. ونعلم أن الموازنة في بداية رحلة المشروع أمر شبه مستحيل. لكن العنصر الأهم في هذه المعادلة هو نظام الدعم القوي الذي يمكن للمرأة الاعتماد عليه حقاً، كي لا تعاني أسرتها من أي تقصير. فوجود أخت داعمة، أو زوج متفهم ومساند، أو صديقة يمكن الاعتماد عليها هو سر النجاح الحقيقي. ولا ننال النجاح بالعمل لوحدنا. إذا قابلت امرأة «لديها كل شي»، عمل وحياة وعائلة، فهي بالتأكيد تحظى بشبكة من الأشخاص الذين يدعمونها بقوة كي تتمكن من فعل ذلك. وأمر آخر مهم وهو أن جودة الوقت أهم من مدته. فعندما أقضي وقتاً مع أطفالي، أحاول أن أكون حاضرة بالكامل معهم وأن أجعل هذا الوقت ذا قيمة. 

اقرئي المزيد: الإعلامية هيا ياسمين: أريد أن أجعل العالم أقرب إلى كلّ منزل عربيّ من خلال رحلاتي

 
شارك