تأثير الشاشات الإلكترونية على عيون الأطفال مع د. جوليا سمبير
يهمّنا، نحن كأمّهات، أن يكون أطفالنا بأفضل صحة. ولذلك، نبذل كل جهد ممكن لنتأكّد من أنّ البيئة المحيطة بهم تناسبهم على مختلف المستويات، الجسدية والنفسية والعقلية وأنّها تراعي نموّهم السليم. وبعد جائحة فيروس كورونا على وجه الخصوص، أصبحت الصحة بالنسبة إلينا أهمّ لأنّنا أدركنا أنّ كلّ ما نملكه قد نخسره في لحظات وأنّنا لم نقلق سوى بشأنها طوال السنوات القليلة الماضية.
وبالعودة إلى الاهتمام بالأطفال وتربيتهم، نحرص بالفعل دائماً على اتّباع الخطوات اللازمة ليكونوا بصحة جيدة وحالة نفسية سليمة وسعداء أيضاً. وبما أنّهم يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات الإلكترونية، سواء الهواتف الجوّالة أو اللوحات أو أجهزة الكمبيوتر أو غيرها، من الضروري الانتباه إلى تأثير الشاشات الإلكترونية على عيون الأطفال.
ولذلك، تكشف لنا د. جوليا سمبير، أخصائية المياه البيضاء والزرق وطب عيون الاطفال والمتخصّصة في طب وجراحة العيون في مشفى باراكير للعيون دبي، أبرز المعلومات التي يجب معرفتها في هذا الإطار.
من أكثر الأسئلة التي نطرحها في هذا الخصوص "كيف يؤثر الاستخدام المفرط للإلكترونيات على عيون الأطفال؟" و"ما هو الوقت الذي لا يجب أن يتجاوزه الأطفال أمام الشاشات؟".
في السنوات الأخيرة ، تزايد القلق بشأن الوقت المفرط لمشاهدة الشاشات الرقمية في مرحلة الطفولة، بخاصة بعد فترة وباء كورونا. في الواقع، الضوء الأزرق هو جزء من طيف الضوء المرئي، وضوء الشمس هو أكبر مصدر للضوء الأزرق. غير أنّ الأجهزة الإلكترونية، مثل الأجهزة اللوحية أو الهواتف الذكية أو شاشات الكمبيوتر أو أجهزة تلفزيون الليد، هي مصدر للضوء الأزرق الاصطناعي أيضاً. ويدور القلق الحالي حول الآثار طويلة المدى للتعرض للشاشات عند الأطفال، وهو، كما نعلم، أكثر من الوقت الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية.
توصي منظمة الصحة العالمية (WHO) بما لا يزيد عن ساعتين في اليوم للأطفال باستثناء وقت المدرسة. ووفقًا لدراسة بصرية أجراها المعهد الوطني للعيون، فإنّ الأطفال أكثر عرضة للخطر من البالغين لأنّ عيونهم تمتص المزيد من الضوء الأزرق من الأجهزة الرقمية. وبالتالي، يؤدي الاستخدام المفرط للشاشات الرقمية عند الأطفال إلى مرض قصر النظر .
منذ العام 1971، تضاعف عدد الأشخاص الذين يصابون بقصر النظر. وهذه الزيادة الهائلة ترتبط بالإفراط في استخدام الشاشات الرقمية على مسافة قريبة، ما يؤدي إلى إجهاد العين بالإضافة إلى جفافها والحكة وتشوّش الرؤية والصداع.
كذلك، يُعد اضطراب النوم الناتج عن استخدام الشاشة أحد أهم المخاوف بشأن هذا الضوء الأزرق في السنوات الأخيرة. فعندما يستخدم الأطفال أو الكبار الشاشة في وقت قريب جداً من وقت النوم، يمكن أن يؤثر ذلك على جودة النوم وبالتالي إلى تغيير إيقاعات الساعة البيولوجية وتقليل إنتاج الميلاتونين أو هرمون النوم. وكما نعلم جميعاً، يُعتبر النوم عند الأطفال أكثر أهمية مقارنةً بالبالغين، ولذلك ينبغي تجنب الإفراط في استخدام الشاشات عند الأطفال.
وقد نشرت الأكاديمية الأميركية لطب العيون في العام 2019 أنّ التوصية البسيطة بقضاء الوقت في الهواء الطلق، على الأقل ساعة واحدة يومياً، بخاصة في مرحلة الطفولة المبكرة، يمكن أن تبطئ من تطوّر قصر النظر. ويوصى أيضًا بإراحة البصر كل 20 دقيقة مع القاعدة البسيطة 20-20-20 -، أي مقابل كل 20 دقيقة من العمل على مسافة قريبة على الشاشة، نحتاج إلى أخذ استراحة مدّتها 20 ثانية والنظر لمسافة 20 قدماً (أكثر من 6 أمتار)، وطبعاً تجنب مشاهدة الشاشات قبل النوم بساعة على الأقل. وبشكل عام، يتعلّق الأطفال بالشاشات وهذا أمر لا يفيد تطوّرهم المعرفي والصحة البصرية في آن.
اقرئي أيضاً: تقوية مناعة الأطفال وأفضل الأطعمة والفيتامينات لذلك