هل صحتّك النفسيّة بخير؟ طرق تخوّلك تحسين توازنك الذهني
لا تقلّ أهميّة الصحّة النفسيّة عن عافية الجسم وسلامته وهذا ما أكّدته لنا الناجية من مرض سرطان الثدي الممثلة ورائدة الأعمال الشابّة ياسمين غيث. فحين يكون العقل مرتاحاً والذهن متحرّراً من الأفكار السلبيّة تنعكس هذه الطاقة على صحّة الجسد ويزداد تفاعل أعضائه مع العلاجات المقدّمة له أو فلنقل على الأقل يكون المريض أقوى لمواجهة ما ينتظره من آلام جسدية. ولمناسبة اليوم العالمي للصحّة الفسيّة الذي حلّ في العاشر من الشهر الحالي ومع تزامنه مع شهر التوعية من سرطان الثدي ومع كل ما مررنا به من اضطرابات نفسية في الآونة الأخيرة بسبب كورونا، حدّثتا Aakanksha Tangri مؤسسة مركز Re:Set في دبي والمختصّة بكل ما له علاقة بالصحّة النفسيّة عن سبل التأكّد من تمتّعنا بالتوازن النفسي وطرق تحقيق العافية الذهنية.
تقول: «على مدار الأشهر القليلة الماضية، كثيراً ما سمعنا عبارات «أوقات غير مؤكدة» أو «الوضع الطبيعي الجديد». وذلك لأنّ فيروس كورونا ضاعف من تحديات الصحة العقليّة وزاد عدم المساواة القائمة في عالمنا. إنّما ما نمرّ به الآن قد لا يشبه أيّاً ممّا سبق أن عشناه، وهذا أمر من المهم أن نتذكّره. ولهذا السبب تماماً، يعدّ الاهتمام بصحّتنا العقليّة وبرفاهنا أمراً بالغ الأهميّة، لا سيّما وطلب الدعم طوال الطريق». وتضيف: «إذا وجدت أنّك تمرّين بوقت عصيب، فتواصلي مع أحد أفراد أسرتك أو أخصائي صحة عقليّة. كذلك، أنشئي دائرة من الأصدقاء وأفراد العائلة الموثوقين الذين من شأنهم توفير مساحة آمنة لك ومساعدتك في التغلّب على تحديات صحّتك العقليّة في اللحظات الصعبة. ومن الممكن أن يتمثّل ذلك بمجرد الاستماع إليك أو مساهمتهم في الأعمال المنزليّة حينما تجدين أنّه لا يمكنك إنجازها بنفسك. كذلك، ويمكنهم أيضاً مساعدتك في العثور على أخصائي صحة عقليّة أو مرافقتك في المواعيد عند الحاجة. وصحيح أنّ الأمر قد يكون صعباً، إنّما لا عيب في طلب المساعدة والتواصل للحصول على الرعاية والدعم اللازمين».
الرعاية الذاتيّة
في هذا السياق، تعتبر: «لا يسعك العطاء لنفسك ولا للآخرين ما لم يمتلئ فنجانك أوّلاً. إذاً خصّصي وقتاً لممارسة ما تحبّين سواء كان ذلك التمارين أو الجلوس ببساطة. فاليوم، ضُخّمت ثقافة الحياة كثيرة الانشغال والسعي لتحقيق الإنتاجيّة لدرجة أنّنا غالباً ما نشعر بالذنب أثناء أخذ استراحة. بينما الواقع أنّ أخد الإجازات يتيح لنا إعادة شحن طاقتنا وضبطها لمعالجة كلّ ما يأتي في طريقنا. ولذلك، إن كان جدولك مزدحماً، فمن شأن 10 إلى 15 دقيقة من الرعاية الذاتيّة أن تساعدك في استجماع قواك.
وتكمل قائلة: «لاحظي كيف تتحدّثين مع نفسك، لأنّ لذلك تأثير كبير على رفاهك. هل تهملين نفسك باستمرار؟ هل تشعرين بعدم الكفاية؟ هل تحتضنين قواك؟ الحقيقة أنّنا غالباً ما نكون أسوأ منتقدين لأنفسنا، ولهذا السبب نحتاج إلى أن ننتبه إلى ذاك الصوت في رؤوسنا. إذ إنّ المبالغة في انتقاد نفسك سيؤثر على احترامك لذاتك ويضرّ بك. وللتغلّب على ذلك، ننصحك بتطوير عقليّة تتعلّمين فيها النظر إلى الإيجابيّات. والنتيجة أنّ ذلك سيمنحك الثقة بالنفس ويعزّز رفاهك. ومن الطرق البسيطة للقيام بذلك أن تكتبي قائمة بما تشعرين بالامتنان له، وتدوّني ما تفخرين به والأسباب التي تجعلك تستحقين أن تكوني محبوبة».
وتضيف:«من المهمّ أن تتحلّي بالإدراك والوعي تجاه أيّ تغييرات في صحّتك العقليّة وأن تكوني على اطّلاع بهذا الخصوص. لذا ابحثي عن موارد موثوقة تساعدك في رحلة الرفاه الخاصّة بك. علاوةً على ذلك، يمكنك الانضمام إلى مجموعات الدعم، والاستماع إلى حلقات النقاش حول الصحة العقليّة والبحث عن مجتمع شامل لأنّ القيام بذلك سيقلّل من شعورك بالوحدة، ويساعد على التخلّص من وصمة العار التي ترتبط بالصحة العقليّة ومن الممكن أيضاً أن يوفر لك الدعم الذي تحتاجينه. وسيسهم في زيادة إدراكك بأنّ حياتك لا تقتصر على التحديات فحسب وبأنك تستحقين كلّ الخير الذي يحصل لك في طريقك». وتنهي حديثها: «في حال كنت في وضع يسمح لك بذلك، فاحرصي على إقامة حوارات مفتوحة حول الرفاه والصحة العقليّة في مكان عملك. لأنّ ذلك بدوره سيساعد على محاربة المعلومات الخاطئة حول الموضوع ويسهم في الرفاه العام لفريقك. كذلك يمكنك أن تستعيني بالخبراء، وتخصّصي أياماً للصحّة العقليّة أو للحصول على العلاج المدعوم. ومن المهم أيضاً ألّا تجعلي الموظفين يشعرون بالخجل كما لو أنّهم يعانون خطباً إن سعوا للحصول على الدعم. وفي حال كنت موظفة، فيمكنك التواصل مع مديرك أم مديرتك بشأن إطلاق برنامج العافية وتنفيذها في مكان العمل أو تعزيز المساحات الآمنة فيه.»
اقرئي أيضاً: تعرّفي على فوائد توت الآساي على صحة جسمك وصحة بشرتك