نساء لبنانيات تحولن إلى بطلات بنظر العالم

المرأة الحاضرة في كل مكان رأيناها بطلة خلال تفجير مرفأ بيروت قبل يومين.. وجوه لم نعرفها من قبل ولكننا اليوم صرنا نألفها لأنها تركت بحكاياتها أثراً كبيراً في نفوسنا، فيما لي نستعرض قصص نساء تحولن إلى أيقونات وكسبن منا ومن العالم بأسره كل الاحترام والتقدير.

الممرضة ملاك الرحمة

انتشرت صورة الممرضة الشابة باميلا زينون بسرعة البرق عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهي تحمل 3 رضع من حديثي الولادة لتهريبهم خارج مستشفى الروم الذي تعمل به والذي أصابه الكثير من الدمار عقب الانفجار المأساوي.

تقول باميلا "بعد الانفجار سارعت إلى غرفة الأطفال المتواجدين في قسم العناية والمولودين قبل أوانهم للاطمئنان عليهم، لم أفكر بأن أتصل بأهلي حتى، فكل ما كان يهمني أن يكونوا بخير تحت الركام، سحبت 3 منهم ووضعتهم بالقرب من قلبي وخرجت مسرعة أحاول الوصول إلى الدرج رغم الدمار المحيط بي. كنت أتأكد على الدوام من نبضهم ولونهم لكي أعرف أنهم بخير... خلال هذه المسيرة المرعبة كنت أفكر بأهلي ورفاقي الممرضات وأصدقائي وحياتي قبل التفجير.. فكرت أيضاً بأهالي الصغار بين يدي.. انتظروهم لسنوات حتى يفرحوا بقدومهم وتمنيت من الله أن يظلوا بخير فلم يخيب رجائي".

تضيف الشابة "لدى خروجنا رأيت الدمار في كل مكان والجرحى على الطرقات ولكن جل ما كان يعنيني هو تأمين أسّرة للرضع وبالفعل نقلتهم إلى مستشفى أخرى وبقيت إلى جانبهم للاطمئنان على صحتهم".

العاملة المنزلية الوفية

دورها هو العمل في المنزل لمساعدة سيدته ولكنها في هذا الموقف أثبتت عن عاطفة وإنسانية يوازي شعور الأم! إنها العاملة الأثيوبية التي كانت تتواجد على الشرفة مع ابنة مخدوميها وعند لحظة الانفجار ركضت بسرعة البرق لكي تحمل الطفلة وتقيها من الزجاج المتكسر وتدخل بها إلى المنزل فتنقذ حياتها.

المسعفة الشهيدة

غيابها ترك أثراً كبيراً في قلب خطيبها الذي كان ينتظر بشوق موعد زواجهما ورثاها بكلمات مؤثرة أمس، ولكنه أيضاً أثر فينا جميعاً فهي رمز التضحية والإخلاص في العمل.. إنها المسعفة البطلة سحر فارس التي لم تتأخر لدقيقة عن تلبية نداء الواجب والخروج مع 9 من رفاقها الشباب لإطفاء الحريق الذي اندلع قبل التفجير الكبير، لم تكن تعرف أنها آخر مرة ستخرج فيها لتلبية مهمة إنسانية، فخطفها الموت وهي في عز شبابها. يقول خطيبها " "الله يحرق قلب اللي حرمني منك"، وأضاف: "كسرتيلي ضهري، حرقتيلي قلب قلبي، راحت طعمة الحياة مع غيابك".

سيدة موسيقى الأمل

خطفت سيدة لبنانية انتباه العالم بعد أن ظهرت في مقطع فيديو، وهي تؤدي معزوفة على البيانو، وسط بيتها القريب من مرفأ بيروت، وذلك رغم كون بيتها قد دُمِّر بشكل شبه كلي. يظهر في المقطع، الذي تداوله آلاف من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، هذه السيدة اللبنانية، المتقدمة في السن، وهي تؤدي مقطوعة غنائية بالبيانو، في وسط منزلها الذي تدمَّر بالكامل. هذا المشهد أثَّر في نفوس آلاف ممن شاركوه، وأعربوا عن تضامنهم معها، كما عبَّروا عن إعجابهم بالطريقة التي تفاعلت بها مع الحادث وبعزفها المؤثر.

صامدة رغم الدمار

امرأة أخرى كبيرة في السن خطفت الأنظار لإصرارها على البقاء في بيتها رغم تضرره الكبير واحتمال سقوطه. وقد انتشرت صورتها على الشرفة تطل إلى أسفل لرؤية الدمار الذي أصاب منطقتها. وحين حاول رجال الإطفاء حثها على ترك البيت قالت لهم "أنا بخير في منزلي، أفضل أن أموت في سريري الخاص".

اقرئي المزيد: ساعدي بيروت المنكوبة وقدّمي التبرّعات اليوم قبل الغد

 
العلامات: انفجار بيروت
شارك