مع أو ضدّ نشر تفاصيل حياتيّة على وسائل التواصل؟
ازداد لجوء النساء إلى وسائل التواصل الاجتماعي مع تقلّص العلاقات الاجتماعيّة الناتج عن استمرار جائحة كورونا، إنّما هل يجوز نشر تفاصيل حياتيّة وشخصيّة على هذه المنصّات أم يجب المحافظة على حدود معيّنة لما نشاركه عبرها؟
نداء شرارة: حين تفضفض المرأة تفرغ ما يزعجها أو ما يفرحها وفي الحالتين تستفيد
تقول الفنّانة نداء شرارة :"أنا مع استخدام وسائل التواصل لإيصال صوت النساء في مختلف المجالات. ففي الماضي كانت المرأة تعاني بصمت وتجد القمع حتّى من أهلها، ممّا زاد من مشاكلها النفسيّة وتسبّب في تراكمات وأحزان يمكن أن توصلها إلى الكآبة من دون أن يشعر بها أحد. أمّا اليوم، فباتت المرأة قادرة على مشاركة قصصها، التي تكون في الكثير من الأحيان صعبة وقاسية مع الناس. وهي حين تقوم بذلك تشعر بالراحة وكأنّها تخلّصت من جزء كبير من همّها لأنّها وجدت من يفهمها ويدعمها حتّى لو كان الدعم عبارة عن تعليق على صورة نشرتها أو دعم معنوي يقوّيها ويرفع معنويّاتها. وأثبتت وسائل التواصل أنّها الصوت للنساء اللواتي لا صوت لهنّ، كما أنّها تنجح في نقل الأفكار والمشاريع الجديدة والواعدة وتزيد من انخراط المرأة في مجتمعها. فضلاً عن أنّها تطلعها على كلّ ما يجري حولها من تغييرات حياتيّة لا سيّما مع استمرار انتشار فيروس كورونا والحجر الذي فرضه، الأمر الذي صعّب فرص الحصول على عمل أو حتّى البقاء على تواصل حسّي وفعلي مع الناس".
رابعة الزيات: لا يجب أن تكون خصوصيّتنا مباحة بل علينا المحافظة عليها قدر الإمكان
تقول الإعلاميّة رابعة الزيات: "كثيرات ينسَينَ الاستمتاع بحياتهنّ على أرض الواقع لمجرّد رغبتهنّ في الظهور بصورة مثاليّة على وسائل التواصل للتماهي مع متابعينهنّ من مؤثّرات أو فنّانات. وتجسّد هذه الوسائل لا سيّما إنستغرام معايير مجتمع مادّي ومزيّف يجب أن نحاول قدر الإمكان الخروج من سطوته لعيش الحياة على حقيقتها وبساطتها وجمالها مع من نحبّ ومن يهتّم لأمرنا. وبالتالي، يجب الحدّ من سيطرتها على يوميّاتنا ووضع حدود لما نشاركه عليها، فلا تكون حياتنا مباحة وخصوصيّتنا معرضة للانتهاك في أيّ لحظة. فغيّرت هذه الوسائل قيمنا والكثير من المبادئ التي اعتدنا عليها بشكل سريع جدّاً، لذلك يجب الانتباه جيّداً إلى مدى تأثيرها وعدم السماح لها بأن تنسينا أساسيّات الحياة التي تقوم على تطوير الذات والسعي إلى تحقيق الأهداف والعمل بجهد من أجل الوصول. أمّا ما نلقاه من حبّ وإعجاب وتقدير، فيمكن أن يتبخر سريعاً في عالم السوشيل الميديا. وبالتالي فلنحاول أن نكسب محبّة الغير وتقديرهم بفضل أعمالنا الناجحة وليس أخبارنا الشخصيّة العابرة".
اقرئي أيضاً: وسائل التواصل مفيدة لتحقيق الطموح أو وسيلة للانفصال عن الواقع؟