كيف نضمن عودة سلسة وناجحة للعمل والدراسة والمسؤوليّات؟
عادت مؤسسات كثيرة إلى استقبال موظّفيها بعد توقّفها بسبب جائحة كورونا، وشهدنا تغييرات جديدة في الحياة الاجتماعية مع رجوع الأطفال إلى المدرسة أو تعلّم الكثير منهم عن بعد، كل هذه الأمور حصلت ضمن فترة زمنية بسيطة، فكيف يمكن التأقلم معها ومواكبتها بنجاح والتخلّص من الارتباك أو التراجع في الأداء الناتج عنها؟ سواء تعلق الموضوع بالرجوع إلى الدوام وممارسة المهام الوظيفيّة المعتادة أو الابتعاد من جديد عن الأطفال وعودتهم لممارسة نشاطهم الطبيعي. ومن جهة ثانية كيف يمكن تخطّي مشاعر الخوف والقلق والخوف من الفشل التي لا تزال ترافقنا، وعدم السماح لها بمنعنا من الإنطلاق في تحقيق أهدافنا؟
التغيير في العادات يكون صعباً في بدايته ولكن يجب أن نتحلّى بسرعة البديهة والرغبة في النجاح لنكون على قدر التوقّعات المطلوبة في أيّ مرحلة نمرّ بها. من هنا يجب أن نسارع إلى إستعادة طاقتنا التي خزّناها في الفترة السابقة لأنّ وقت العمل والإنتاج أتى، ويجب أيضاً أن نستعيد الرغبة في التعلّم والتقدّم فلا نخشى الانتقادات أو نقف عند العثرات الصغيرة. مع ضرورة حماية النفس والالتزام بالتعليمات الصحية لنحافظ عل قوّتنا الجسديّة التي لا تقلّ أهميّة عن القوّة والثبات النفسي. لنكتشف المزيد عن هذا الموضوع، التقينا مدرّبة الحياة رنا الزهيري.
كيف يمكن للمرأة أن توازن بين أدوارها الحياتيّة المختلفة؟
دائماً أقول أنّ الحياة الخارجيّة هي انعكاس للحياة الداخليّة فإذا وجدنا الاتّزان في الداخل سنجده مع العالم. إذ ينقسم الاتّزان الداخلي للمرء إلى جسد وعقل ونفس، ومن المهمّ تغذيتها هي الثلاثة على حدّ سواء والاهتمام بكلّ منها على حدى .
كذلك، يجب نسف الخرافات القديمة التي تقول إنّ المرأة لا بدّ من أن تضحّي لأجل أولادها أو زوجها أو من البيت أو حتّى العمل، لأنّ هذا الأسلوب يؤدّي في النهاية إلى المزيد من التعقيدات في حياة النساء وإلى مشاكل مع الشريك ومع الأطفال وفي الوظيفة. هذا أسلوب خاطئ في التربية يؤذي نفسيّة المرأة ويؤثر سلباً على تربية الأطفال في المستقبل. فلم يطلب الله سبحانه وتعالى التضحية منّا أبداً، والمعنى الصحيح الذي يجب على المرأة أن تفهمه هو الإيثار ومفاده أن يُقدم المرء على عمل ما وهو بكامل إرادته وليس مجبراً بل سعيداً ومستمتعاً. ما يعني أنّه عليك أن تستمتعي بتقديم المساعدة لأهلك وأولادك وزوجك بعد أن تكوني قد أسعدت نفسك وفهمتها وقمت بما يجلب لها راحتها وسلامها الدخلي.
كيف نتخلّص من الطاقة السلبيّة الناتجة عن ضغوط الفترة الفائتة؟
من المهمّ جداً للمرأة سواء كانت عاملة أم ربّة منزل أن تتعلّم كيف تُفرغ الطاقة السلبية التي تشحنها طوال اليوم في العمل أو نتيجة الضغوطات والمسؤوليات المختلفة أو التّحديات والصعوبات التي تواجهها، وذلك لخطورة تخزينها. بحيث أنّ المرأة هنا غير الرجل، فهي تحتوي مَن حولها فهل تتخيّلين ما يحدث إذا مُلئ هذا الاحتواء بالطاقة السلبية سواء في الأطفال أو الزوج أو منظومة الأسرة ككل؟
لذا من المهمّ جداً ممارسة التأمل يوميّاً حتّى ولو لمدّة 10 دقائق في اليوم، أو الصلاة بالطريقة الصحيحة عبر الإتّصال بالخالق فحسب من دون التفكير في أي شيء آخر. فهذا سيساعد كثيراً في الوصول إلى التوازن الداخلي والنفسي الذي سيؤدي بدوره إلى التوازن الخارجي.
ثمّة خوف من الفشل يرافقنا مع عودة المسؤوليّات فكيف نوقفه عند حدّه؟
ثمّة تعريف أعمق للفشل يجعلك تحوّلينه إلى طاقة إيجابيّة وبنّاءة، فالفشل في المحاولات الأولى دليل على أنّك في الطريق الصحيح لأنّه بمثابة رسالة يبعثها إليك الكون لتعديل شيء ما في طريقة عملك لتزوّدك بطاقة أكبر وتحصّنك بها. لذا عليك أن تجعليه حافزاً كبيراً للإنطلاق وهنا سأعطي مثالاً بسيطاً: ماذا يحدث لك عندما تفشلين في لعبة تلعبينها؟ تتفجّر فيك الحماسة لتجربي مرّة وثانية إلى أن تنجحي بها، وهذا تماماً ما يجب أن نفعله في حياتنا أي أن نستمتع بالتّحديات لأنّ العيش ضمن روتين واحد ليس سوى أمراً ممّلاً وقاتلاً. فلا تخشي إذاً مّما تجلبه الحياة لك بل انتظري منها مفاجآت سارّة، ولا تجعلي نفسك رهينة للأزمات بل كوني أقوى من الظروف التي تحيط بك.
نصائح في هذا الإطار:
- تحرّري من ضغوط الفترة السابقة واستقبلي يومك بتفاؤل
- ركّزي على الرياضة التي تساعد لاسترجاع التوازن المنشود
- اقرئي أجدد الأبحاث والدراسات التي تخصّ مجال عملك
- جدّدي العلاقة بالزميلات والصديقات اللواتي انقطعت عن أخبارهن
اقرئي أيضاً: تعرّفي على 5 أطعمة مفيدة في فصل الخريف تساعدك على خسارة الوزن