سارة الزرعوني: امرأة تلهمكِ معاني الشجاعة والإصرار لتحقيق النجاح
حققت الشابة الإماراتية سارة الزرعوني إنجازات كثيرة جداً خلال سنوات عملها في مجال التحول الرقمي والبيانات في دولة الإمارات، فكانت مثالاً أعلى للإصرار على تحقيق النجاح والتميّز في الوظائف التي شغلتها، وهي لا تكتفي بالإنجازات المهنية، بل هي أيضاً فارسة مخضرمة ومصورة محترفة، تعشق السفر وتراه متنفساً وخروجاً ضرورياً من منطقة الراحة بين الحين والآخر. تعرّفي في ما يلي على رحلتها المثيرة للاهتمام واستلهمي معاني الشجاعة والقوة والإرادة.
سيدة البيانات أو Lady Data، لقب استحقيته بعد العمل لسنوات في بناء قاعدة بيانات واسعة ومهمة جداً من خلال مركزكِ المهني، حدّثيني عما حققتِه في هذا المجال، وعن أهمية البيانات والحفاظ عليها في وقتنا الحالي؟
نحاول القيام بتحول ثقافي كبير من خلال التركيز على الناس لتمكينهم من إدارة البيانات بطريقة تشجع الانفتاح والمشاركة واستخدام البيانات مع حمايتها أيضاً. تُعد إدارة البيانات ضرورية لاتّخاذ قرارات مستنيرة ودفع الابتكار، ولكن حمايتها لا يقل أهمية للحفاظ على الخصوصية والأمن والثقة في عالم
اليوم المترابط.
مجال الأبحاث والإحصاء والبيانات يُعد صعباً أو فلنقل بعيد عن اهتمامات النساء. كيف عرفتِ أنّكِ ستحققين النجاح فيه، ولا سيما أنّكِ في مركز إداري يتطلب امتلاك مرونة للتعامل مع رجال ونساء من مختلف الخلفيات العمرية والثقافية؟
أنا إنسانة تنجح في مواجهة التحديات لأنّ هذه الأخيرة تدفعني إلى بذل المزيد من الجهد والنمو المستمر. لقد آمنت بقدراتي وركّزت على التعلم والتكيف مع وجهات النظر المتنوعة. ومن خلال شخصيتي المنفتحة والمتقبلة لكل شخص أعمل معه، بغض النظر عن الجنس أو العمر أو الخلفية، تمكّنت من النجاح في دوري القيادي وبناء علاقات هادفة.
في دبي الابتكار والريادة والمستقبل الرقمي، فكيف تنظرين إلى دوركِ ولا سيما أنّكِ من النساء الرائدات، اللواتي يُعتبرن مثالاً في الالتزام والتفوق الوظيفي والإنجاز؟
أرى أنّ دوري هو مصدر إلهام للنساء الأخريات من خلال التزامي وإنجازاتي المهنية وصفاتي القيادية. كوني رائدة، أهدف إلى إظهار أنّ النجاح لا يعرف حدوداً بين الجنسين وأريد المساهمة في خلق مستقبل أكثر ازدهاراً وتمكيناً للشابات.
قلتِ سابقاً أنّكِ بدأتِ الحياة المهنية بشكل سريع جداً بعد التخرّج، إلى أي مدى ساعدكِ العمل داخل شركات متعددة في تحقيق نقلات مهنية مهمة و اكتساب الخبرة في الإدارة والريادة؟
العمل في العديد من الشركات في بداية مسيرتي المهنية زوّدني بخبرة لا تقدّر بثمن في الإدارة والقيادة. لقد سمح لي بتعلم أساليب متنوعة، ومواجهة التحديات المختلفة، والتكيف مع ثقافات العمل المتنوعة، ما جعلني في نهاية المطاف محترفة وقادرة على القيام بنقلات مهنية مهمة.
ما هو العمل أو الاستحقاق الذي مثّل بالنسبة لكِ التحدي الأكبر خلال مسيرتك المهنية؟
تُمثل قيادة المشاريع على مستوى المدينة تحدياً، ولكنّها تجارب مجزية في مسيرتي المهنية، وتقدّم نتائج ذات معنى للمدينة وسكّانها.
حدّثينا عما عناه لكِ تواجدكِ في برنامج قيادات دبي، وما هي برأيكِ صفات القيادي الناجح والمؤثر في مجتمعه؟
كان الانضمام إلى برنامج قيادات دبي بمثابة تجربة تحويلية بالنسبة لي. لقد زودني برؤى ومهارات وشبكات لا تقدّر بثمن والتي شكلت بشكل كبير رحلتي القيادية. بالنسبة لي، القائد الناجح والمؤثّر هو من يترك أثراً إيجابياً في حياة من حوله.
تجدين في جدولكِ وقتاً لهواية ركوب الخيل، حدّثينا عن التأثير الذي يحدثه هذا النشاط الرياضي في حياتكِ المزدحمة بالمسؤوليات؟
ركوب الخيل هو أكثر من مجرد هواية بالنسبة لي؛ إنّه شكل من أشكال الانعزال عن ضغوطات الحياة اليومية ومصدر للطاقة والراحة النفسية. فهو يسمح لي بتصفية ذهني، والبقاء نشيطًة بدنياً، والتواصل مع الطبيعة في بيئة سلمية.
لطالما ارتبط الخيل والفروسية بنا نحن العرب، فهل لثقافتنا التي تقدّر هذا الحيوان الأصيل دور في جعلكِ تحبينه؟ وكيف بدأ شغفكِ بهذا المجال؟
ثقافتنا العربية تقدّر الخيل وتعتبره جزءاً من التراث والثقافة، وهذا الأمر ساهم بشكل كبير في جعلي أحب الخيول.أما بالنسبة لشغفي بالفروسية، فقد بدأ منذ صغري. كنت دائماً معجبة بجمال الخيول وقوتها وأناقتها. فعندما كنت صغيرة، كنت أحلم بأن أركب الخيل وأتعلم فن الفروسية. ومع مرور الوقت، بدأت في تعلم ركوب الخيل واستكشاف عالم الفروسية، وكانت هذه التجربة ملهمة وممتعة بالنسبة لي. منذ ذلك الحين، أصبحت الفروسية جزءاً لا يتجزأ من حياتي وشغفي الدائم. تعتبر الفروسية تجربة تفصلني عن العالم الخارجي وتعزز اتصالي بالطبيعة. إنّ الاتصال بالطبيعة والعمل مع الحيوانات، بالإضافة إلى تحديات تعلم ركوب الخيل وتطوير مهارات جديدة، يمكن أن يساعد على تخفيف التوتر وتحسين المزاج والشعور بالراحة النفسية.
صفي لنا المشاعر التي تنتابكِ على صهوة الجواد؟
أشعر بالحرية والسعادة والتواصل العميق والانسجام مع الخيل والطبيعة. لطالما كانت الفروسية تجربة ملهمة تمنحني شعوراً بالتوازن والسلام الداخلي. وعلى صهوة الخيل، أجد تواصلاً عميقاً مع نفسي ومع الخيل، وهذه التجربة تأخذني إلى عالم آخر وتمنحني فرصة للتأمل والتوازن والسكينة التي يصعب العثور عليها في مكان آخر. حين أقود الحصان أكتشف المزيد عن ذاتي وأنمّي قدراتي وأكتسب شعوراً كبيراً بالثقة والقوة والتمكّن.
من خلال تجربتكِ مع ركوب الخيل، كيف تشجّعين الشابات على تخطّي خوفهنّ واكتشاف روعة الفروسية؟
من خلال تجربتي الشخصية، أسعى أن أشجع الشابات على تخطّي حاجز الخوف واكتشاف جمال هذه التجربة الرائعة، فهي فرصة لبناء الثقة بالنفس والاستعداد لمواجهه التحديات والكشف عن القوة الداخلية والقدرة على التغلب على أي تحدي. فببساطة، يتطلب الركوب توازناً وتنسيقاً وتركيزاً، فثقي بنفسكِ واستمتعي بكل لحظة في هذه التجربة واكتشفي عالم ركوب الخيل بكل جوانبه، كما أنصحكِ بالتقدّم بحذر وثقة، وتذكّري بأنّ الخوف ليس عائقاً، فتخطيه لتعيشي الحريّة والسعادة الخالصة مع كل رحلة على ظهر الحصان. ومع الدعم والإرشاد المناسبين، ستكتشفين أنّكِ قوية جداً، وتذكّري أنّ هدفي هو أن ألهمكِ وأشجعكِ للاستمتاع بأي مغامرة تطمحين لها لتحققي أحلامكِ بثقة وثبات.
ألا تخشين من الوقوع كأن يغدر بكِ الخيل؟ كيف تعززين الشجاعة في داخلك؟
الوقوع جزء لا يتجزأ من تعلّم ركوب الخيل، وعلى الرغم من أنّه قد يكون مخيفاً في البداية، إلا أنّ الثقة في الخيل وفي النفس تلعب دوراً كبيراً في تجاوز هذا الخوف. فبعض الطرق التي أعزز بها الشجاعة داخلي تتمحور حول التدرب باستمرار وتكرار التجارب، وهكذا يمكنني تعزيز شجاعتي وثقتي في الركوب والتحكّم في الخيل، ما يساعدني في التغلّب على المخاوف والوقوع بثقة وسلامة.
التصوير أيضاً له حصّة من اهتمامكِ، ما الذي ترغبين بالتقاطهِ وعكسهِ وإيصالهِ للآخر من خلال كاميرتكِ؟
التصوير الفوتوغرافي يعني الشعور من خلال عدستي بأنني ألتقط اللحظات التي تعكس المشاعر التي نشعر بها جميعاً والقصص التي تنتظر أن تُروى. أتمنّى أن أنقل إحساساً بالدهشة والتعاطف والتقدير للعالم الذي يلهم الآخرين لرؤية الجمال في كل لحظة وإيجاد الفرح في أبسط الأشياء. اعتدت امتلاك استديو للتصوير، إلّا أنّ انشغالاتي الكبيرة جعلتني أبتعد عنه، ولكنني أحرص على ممارسة هذه الهواية حين أكون مسافرة أو حين أرى مشهداً يستحق التوثيق.
هذا الحيز الكبير الذي تمنحينه للاهتمام بالهوايات والنشاطات خارج العمل والمسؤوليات، إلى أي مدى يساعدكِ في تحقيق التوازن النفسي الضروري لاستمرار طاقتكِ وتجددها؟
إنّ تخصيص وقت لممارسة الهوايات والأنشطة خارج العمل أمر بالغ الأهمية لتحقيق التوازن العقلي وتجديد الطاقة. تساعدني هذه الأنشطة على إعادة التواصل واكتساب المنظور الأفضل والشعور بالتجديد والحيوية، ما يتيح لي التعامل مع مسؤولياتي بعقل أكثر وضوحاً ونظرة أكثر إيجابية.
كيف تجدين الوقت لكل التزاماتكِ ونشاطاتكِ خارج العمل ورحلاتكِ ولاسيما أنّكِ محبة أيضاً للسفر؟
يُعد تحقيق التوازن بين التزاماتي مع تعزيز شغفي بالسفر أمراً ضرورياً للحفاظ على توازن صحي بين العمل والحياة. ويتيح لي السفر الخروج من منطقة الراحة الخاصة بي، واكتساب وجهات نظر جديدة، وإعادة شحن ذهني وروحي. إنّ استكشاف الثقافات والمناظر الطبيعية والتجارب المختلفة يُثري حياتي، ولا يقتصر الأمر على رؤية العالم فحسب، بل يتعلق أيضاً باحتضان مغامرات الحياة وإيجاد الإلهام في كل رحلة.
أنتِ ملهمة بأشكال كثيرة لنساء جيلك، ما هي نصيحتكِ أو كلمتكِ لهنّ؟
نصيحتي للمرأة هي «ثقي بنفسكِ، واتبعي شغفكِ، واعرفي قيمتكِ. أحيطي نفسكِ بأشخاص داعمين، وتقبّلي التحديات كفرص للنمو، ولا تترددي أبداً في الدفاع عما تستحقينه. صوتكِ مهم، ومن خلال البقاء صادقة مع هويتكِ، يمكنكِ إحداث فرق حقيقي في العالم.
اقرئي المزيد: دانا حوراني:" آمني بحلمكِ والنجاح سيكون حليفكِ"