الرياضية السورية يسرى مارديني: من الحرب إلى أولمبياد طوكيو

تشارك الشابة السورية يسرى مارديني في أولمبياد طوكيو 2020 ضمن عضوية الفريق الأولمبي للاجئين وقد نافست اليوم في سباق المئة متر فراشة لتقدم قصة مميزة للعالم بأسره حول أهمية الإرادة لتحقيق الطموحات.

ليسرى قصة تفوق مؤثرة لأنها هربت من الحرب في بلدها سوريا في شهر آب من العام 2015، حيث مضت مع شقيقتها في رحلة شاقة، وذلك عندما ركبتا في الطيارة من دمشق إلى لبنان، ثم توجهتا إلى تركيا، ومن تركيا ركبتا قارباً أوصلهما إلى اليونان.

وكان من المفترض للرحلة بالقارب أن تستغرق 45 دقيقة، لأن المسافة لا تتجاوز عشرة كيلومترات، إلا أن القارب المخصص لستة أو سبعة أشخاص تعطل بمجرد أن ركب فيه عشرون شخصاً. وبعد مرور عشرين دقيقة، وجدت يسرى نفسها مع شقيقتها وأحد أصدقاء أبيها واثنين آخرين من الركاب وسط الماء، فأخذ كل منهم يدفع القارب الذي تعطل نحو الشاطئ بعد مضي أكثر من ثلاث ساعات، وعن تلك التجربة تقول يسرى: "كنا نسمع طيلة الرحلة الجميع يبتهلون ويدعون الله بصوت واحد".

 

واصلت يسرى رحلتها إلى وجهتها الأخيرة، أي ألمانيا، سيراً على الأقدام، وبالحافلة، كما استعانت بالمهربين أيضاً. وبعد مرور أقل من عام على ذلك، خاضت يسرى مسابقة في ريو دي جانيرو عام 2016 لتنضم إلى أول فريق أولمبي للاجئين أسسته اللجنة الأولمبية الدولية في تاريخها. وعن تلك التجربة تحدثنا ابنة الـ 22 ربيعاً فتقول: "كانت الرياضة سبيلنا للخروج، إذ كانت الشيء الذي منحنا الأمل لبناء حياة جديدة لنا".

تقول يسرى بأنها أقامت علاقات وطيدة مع زملائها في فريق اللاجئين، إذ ما يزالون يتواصلون مع بعضهم بعضا حتى اليوم من خلال مجموعة قاموا بإنشائها على تطبيق واتساب، وعن ذلك تقول: "ذكرياتي مع كل فرد منهم رائعة للغاية، ولهذا كلما حقق أحدنا إنجازاً رائعاً فإننا نعلم بعضنا به".

يذكر أن يسرى منذ أن شاركت بمسابقات السباحة في دورة الألعاب الأولمبية بريو قامت بنشر قصتها على شكل كتاب أصبح ضمن قائمة الكتب الأكثر مبيعاً ويحمل هذا الكتاب العنوان: "فراشة" إلى جانب صورة تعريفية ببطلته.

وقد أعربت يسرى مؤخراً عن سعادتها الكبيرة للمشاركة في أولمبياد طوكيو وأضافت مارديني في كلمة مصورة، نشرتها اللجنة الأولمبية الدولية "IOC"، على موقعها الإلكتروني، أنها عازمة على الأداء بشكل جيد والفوز بإحدى ذهبيات بطولة دورة أولمبياد طوكيو.

وأوضحت مارديني أنها فخورة بمشاركتها في البطولة كممثلة لأكثر من 80 مليونا من المهجرين قسرا حول العالم. وتابعت: "يشرفني أن أمثل طالبي اللجوء، أنا حاليا أعيش في برلين، وأدعو جميع طالبي اللجوء إلى مواصلة تعليمهم والمضي قدما في حياتهم". وأعربت عن أملها أن يصل المجتمع الدولي إلى حل جذري يعالج به قضية اللجوء القسري. ويشارك في بطولة طوكيو 29 رياضيا لاجئا، يتنافسون ضمن 12 فرعا لألعاب عدة.

اقرئي المزيد: 5 حركات يوغا تساعدك في التغلّب على حرارة الصيف العالية

 

 
شارك