اسم اسبانيا قديما والتحولات التي مرت بها

تعتبر إسبانيا من أهم الدول الأوروبية ولها تاريخ طويل ومحطات مهمة أوصلتها إلى وضعها السياسي والاجتماعي الحالي، تعود بدايات الحديث عن إسبانيا إلى عام 1492 عندما تمكن الملوك الكاثوليك من استعادة شبه الجزيرة بأكملها. ومع ذلك، في عام 1492 لم يكن هناك أمة إسبانية على هذا النحو، بل مجموعة من الممالك التي شكلت ما نسميه الآن اسبانيا. ويذهب بعض المؤرخين إلى أنه في ذلك الوقت قد تم إرساء أسس ما يُعرف اليوم بدولة اسبانيا، فمتى تأسست الدولة وماذا كان يطلق عليها سابقاً؟

كان يطلق على إسبانيا قديماً اسم الأندلس، وذلك خلال فترة الحكم الإسلامي في العصور الوسطى، وتضمّ إسبانيا العديد من المساجد المعروفة، والحدائق التي ترجع إلى تلك الفترة، والتي شهدت تطوّر الشّعر، والفلسفة، والعلوم أيضاً، وقد استمرّ الحُكم الإسلامي في إسبانيا لمدة 781 عاماً، إذ لا يزال تأثيره حاضراً في الهندسة المعماريّة والعلوم المختلفة.

تقع دولة إسبانيا في أقصى جنوب غرب قارة أوروبا، وتمتد هذه البلاد إلى ما يقارب 85% من شبه الجزيرة الإيبيريّة، ويعود تاريخ أول استيطان لمنطقة إسبانيا لحوالي 35.000 سنة؛ إذ حكمت إسبانيا العديد من الإمبراطوريات، وتُعدّ الإمبراطوريّة الرومانيّة أول إمبراطوريّة حكمتها في عام 200 قبل الميلاد، حيث أطلق عليها اسم هسبانيا (Hispania)، كما حكمت القبائل الألمانيّة إسبانيا بعد سقوط الحكم الرومانيّ في العصور الوسطى، ثمّ وقعت تحت الحكم الإسلامي من قبل مسلمي شمال أفريقيا في عام 711م، ثمّ أصبحت إسبانيا دولة موحدة في القرن الخامس عشر؛ بسبب اكتمال سيطرة المغاربة على شبه الجزيرة الإيبيريّة في عام 1492م

إن التحوّل الذي عرفته اسبانيا أو هيسبانيا بعد دخول المسلمين إلى شبه الجزيرة جعل من الصعوبة بما كان إعادة بنائها إلا من كيان ثقافي وديني مختلف عن الكيان الموجود في القرنين الثامن والتاسع في شبه الجزيرة الإيبيرية. كان هذا الكيان هو المسيحية والدين الكاثوليكي. ومن ثم، عندما غزا الملوك الكاثوليك غرناطة، حدث تنصير كامل لسكان شبه الجزيرة بالقوة، حيث تم طرد كل من المسلمين واليهود أو إجبار من فضّل البقاء منهم على التحول إلى المسيحية.بدأت عملية استعادة الإسبان من أيدي المسلمين من جبال كانتابريا وبفضل الطموح التوسعي لملوك القوط الغربيين، تُعرف اسبانيا باسمها الحالي وليس باسم الأندلس.

وتكرر هذا الطموح التوسعي في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، ويحتفل الإسبان ببدء تلك العملية في 12 أكتوبر من كل عام، العيد الوطني لإسبانيا والذكرى السنوية لاكتشاف (غزو) أمريكا اللاتينية. لكن أصل اسبانيا كدولة قومية وأمة جاء بعد ذلك بكثير. بدأ استخدام هذا المصطلح بعد معاهدة وستفاليا في عام 1648، وهناك بدأ وضع أول الحدود الأساسية للمصطلح. أي منطقة محددة، وسكان ثابتون إلى حد ما لكنهم متنقلون، وجيش وسلك دبلوماسي. زمن خلال هذه المعاهدة، تم إنهاء النظام الإقطاعي القديم وتم الاعتراف لأول مرة بوجود السكان والأقاليم التي تتعايش تحت ولاية نفس الحكومة.

وحدث التقدم المهم في سياق تأسيس اسبانيا كدولة سنة 1812 حين جرت محاولة اعتماد الدستور، رغم فشلها، إلا أن إرهاصات التحضير للدستور بدأت في عام 1810.

اقرئي المزيد: قصص حب خلدها التاريخ وانطبعت بالأذهان

 
العلامات: اسبانيا
شارك