يوم المرأة الكويتية 2022.. رنا النيباري: أنا فخورة بأن أكون في موقع أخدم من خلاله بلدي
نحتفل اليوم بالمرأة الكويتية في يومها الذي يحل في 16 مايو من كل عام ونلقي الضوء على نساء كويتيات نجحن في مجالات حيوية عدة، من العلوم إلى الكتابة والتصوير والتسويق والرياضة والفن والموضة، فنستشف من تجاربهن نبذة عن التحديات التي خضنها ونكتشف كيف حولنها إلى فرص ليكن من أهم الشابات اللواتي يعتبرن اليوم مثالاً أعلى في النجاح والإصرار وراء الطموح والتميز.
تدرجت رنا النيباري في العديد من المناصب الحيوية في الكويت لتصل اليوم إلى إدارة المركز العلمي الذي يعد من أهم الصروح العلمية ويهدف إلى تعزيز أهمية العلوم والبيئة ونشر الوعي من خلال المعارض التفاعلية، وهي تشرف اليوم على توسعته وتطويره مستفيدة من خبرتها الكبيرة في مجال الإدارة.
حاصلت على شهادة جامعية في الهندسة الصناعية من جامعة نورثرن الأمريكية وبعدها نلت شهادة الماجستير التنفيذي في إدارة الأعمال من كلية لندن للأعمال. كيف انتقلت من الهندسة إلى إدارة الأعمال، وما الذي أضافه إلى معارفك كلا الاختصاصين؟
قبل سنوات من الآن لم تكن كل الخيارات متاحة أمام الشابات المتخرجات حديثاً، فأخذت في الاعتبار بعض المجالات التي تعجبني ومنها الهندسة التي أعتبرها تضيف إلى دارسيها نهجاً خاصاً أو طريقة محددة في التفكير، كنت محظوظة لأني اخترت هذا الاختصاص فقد صرت شخصاً قادراً على التأقلم مع أكثر من نوعية بيئة عمل وهذا الأمر خدمني كثيراً في السنوات اللاحقة. أما اختياري متابعة دراساتي العليا في إدارة الأعمال فهو لأني أدركت مدى أهميتها في الحياة المهنية التي أريدها لنفسي فهي أساسية وجزء من تطوري على المستوى المعرفي.
دراستك كانت خارج الكويت، فما الذي أضافته تجربة السفر إلى شخصيتك وكيف ساهمت في تقويتك وتغييرك؟
أنا أؤمن أن الاعتماد على النفس يبدأ من مرحلة الشباب وتحديداً خلال سنوات الجامعة، فهذا وقت بناء الثقة واكتشاف الحياة على حقيقتها ومعرفة أن إمكانية مواجهة المشاكل واردة ولكن يجب أن نتمتع بالقوة لمواجهتها وتخطيها. هذا الأمر يحصل سواء بقي الشخص في بلده أو اختار السفر وإكمال الدراسة في الغربة. بالنسبة لي فادتني هذه السنوات في اكتشاف شخصيتي وتقويتها واكتساب الثقة والتأكد بأني قادرة على الاتكال على نفسي فقط، لم تكن التجربة جميلة على الدوام بل واجهت الصعوبات ولكني تعلمت منها دروساً كثيرة، فاستقليت مادياً وصرت أرتب كل أموري بمفردي وأنظم جدول مواعيدي، كما تعرفت على شخصيات من مختلف الخلفيات الثقافية والتعليمية أضافت إليّ الكثير من المعارف والخبرات. أتمنى أن يختبر أولادي الثلاث هذه الفترة الحياتية ويمروا بتجاربهم الخاصة التي ستساهم في شد عودهم وستغيّر شخصيتهم برأيي نحو الأفضل.
لماذا اخترت العودة وبدء الحياة المهنية في وطنك؟
فترة إقامتي في أميركا كانت مرحلية فلطالما عرفت أني أريد العودة للعمل مع أهلي ووطني وأفراد مجتمعي، فأنا سافرت لاكتساب العلم فقط، لأني مؤمنة أني أريد لمعارفي أن تتضاعف، ولا أرضى إلا بالأفضل من دون الاعتماد على أي مساعدة، وحين تحقق لي ما أردت عدت إلى وطني.
ما هو أكثر إنجاز مهني تفخرين به؟
أفتخر أني استثمرت دائماً بنفسي وسعيت لكي أتطور فكنت أتابع دوراتاً تدريبية وتعميلية أو أستكشف المستجدات في مجال عملي وأمضي ساعات طويلة في الوظيفة من دون شكوى أو تعب حتى أنهي ما هو مطلوب مني، هذا التفاني هو ما جعلني أبرز كشخص يمكن الاتكال عليه، فمُنحت الثقة من جهات كبيرة وتسنى لي الوصول إلى مراكز حيوية ومهمة في بلدي.
حدثينا أكثر عن مسار حياتك المهنية والوصول إلى إدارة المركز العلمي في الكويت وهو من أهم الأصرحة العلمية في البلاد؟
في بدايتي عملت في بنك واستفدت كثيراً من ناحية البرامج التدريبية التي كانوا يقيمونها لتحسين أداء الموظفين، بعدها انتقلت إلى شركة Global Investment House التي كانت من أرقى وأهم شركات الاستثمار في الكويت، وسعيت مع فريق العمل لتوسعة نطاقها وتسنى لي اكتساب خبرات كبيرة جداً في هذا المجال الحيوي، على الإثر حظيت بفرصة العمل مع مؤسسة غير ربحية وهي "إنجاز" وقد كانت فترة عملي معهم الأجمل والأحب إلى قلبي، فقد أحسست أن هذا المكان الذي يمكنني أن أبدع فيه وقضيت حوالى الخمس سنوات في تطويره، وقمنا بإنجازات كبيرة ومهمة. بعد ذلك شعرت أن وقت التغيير قد حان وهكذا انتقلت إلى المركز العلمي الذي أستمر فيه حتى يومنا هذا.
ما الذي عناه لك أن تكوني مديرة للمركز العلمي، وما هي أبرز إنجازاتك فيه، وأهدافك المستقبلية له؟
أستمتع بالعمل على تغيير اتجاه الإدارة في أي مؤسسة أنتقل إليها، فأنا أدخل روح التغيير والتطوير والتحسين على صروح كبيرة منها المركز العلمي الذي يعد من أهم الأماكن الحيوية الموجودة في الكويت. اليوم نقوم بأكبر توسعة للمركز وقد عملت مع فريق جبار ومتمكن في أدائه، وننتظر الانتهاء من البناء الجديد الذي سيكون مواز للمركز الرئيسي، حيث سنوسع رقعة المعروضات لكي نزيد من قيمتها وتكون مصدر فخر لأبناء بلدنا. عملنا أيضاً على إرساء استراتيجيات جديدة وأدخلنا أنظمة جديدة للـIT وفعّلنا البرامج الأونلاين لخدمة المقيمين في الكويت وزيادة التفاعل معهم.
تتطلب الإدارة صفات قيادية فهل تواجدت لديك أم نميتها وطورتها مع الوقت؟ وهل وجدت صعوبة أن تكوني سيدة شابة تترأس فريقاً كبيراً فيه الكثير من الرجال؟
أعتقد أني تأثرت بالبيئة العائلية التي تربيت فيها، ولا سيما شخصية والدتي التي عملت في مؤسسات كبيرة وكانت من القيادات الحكيمة والناجحة، حيث كانت متفانية في عملها وتفرض احترامها وكلمتها الصائبة على من حولها. أما بالنسبة إليّ فأنا ألتزم بواجباتي وما هو مطلوب مني وأعمل مع أشخاص مختصين ومتمكنين في مجالاتهم وبالتالي فإن علاقتنا يحكمها الاحترام وتبادل المعارف لخدمة مؤسستنا، كما أن وضع الحدود والالتزام بها وأداء الواجبات تامة لن يعرضني أو من حولي لأي صعوبات.
هل تسعين من خلال عملك إلى تمكين نساء بلدك؟
صراحة لا أفرّق بين امرأة ورجل لأن النساء أثبتن كفاءتهن في المجالات الكافة وهنّ لا يحتجن إلى معاملة خاصة، ولكني أفهم جيداً ما تعيشه الشابة العاملة بعد أن تنجب فتحتاج إلى التغيب لوقت طويل عن عملها، وهذا أمر طبيعي، أفهمه أنا لأني امرأة أكثر من المدير الرجل ربما، لذا لا أنسى مدى كفاءتها وتفانيها في العمل قبلاً، بل أسمح لها ببعض التراخي في هذا العام فلنقل، على أن تعود أقوى وأكثر عطاء بعد عام أم أكثر بقليل. أنا لن أفضّل رجل على امرأة أو العكس، بل ما يهمني هو "الكفاءة"، فالمعرفة متاحة أمام الجنسين ومن يعمل على تطوير نفسه أكثر سيكون هو من يحصل على أي مركز شاغر للعمل.
ما هي رسالتك للشابات الكويتيات في مناسبة يوم المرأة الكويتية؟
أنا جد فخورة بأن أكون في موقع أخدم من خلاله بلدي، فأنا لم أسع إلى الربح أم التقدير المادي طوال مسيرتي المهنية بقدر رغبتي بخدمة أبناء شعبي بحب وشغف. رسالتي لكل شخص هي أن يعمل بجهد ولا يتكل على اسم العائلة أو أي شيء ما عدا كفاءته، وليكن على ثقة أنه سيصل إلى ما يطمح إليه وسيحصل على التقدير المنشود.
اقرئي المزيد: السعودية جمانا الراشد ضمن قائمة أقوى صناع الإعلام في الشرق الأوسط