يوم المرأة الكويتية 2022 دانه فيصل مدوه: نقل خبراتي في مجال التسويق طريقتي لخدمة الأجيال الجديدة

نحتفل بالمرأة الكويتية ونلقي الضوء لمناسبة يومها الذي يحل في 16 مايو من كل عام على نساء كويتيات نجحن في مجالات حيوية عدة، من العلوم إلى الكتابة والتصوير والتسويق والرياضة والفن والموضة، فنستشف من تجاربهن نبذة عن التحديات التي خضنها ونكتشف كيف حولنها إلى فرص ليكن من أهم الشابات اللواتي يعتبرن اليوم مثالاً أعلى في النجاح والإصرار وراء الطموح والتميز.

في داخلها عمق لا نجده عند الكثير من سيدات جيلها، أما أفكارها فتأخذك إلى عالم آخر من التفكر والتأمل، إنها دانه فيصل مدوه خبيرة التسويق الإستراتيجي والعلاقات العامة التي تفوق خبرتها في هذا المجال الـ15 عاماً، والتي تنشط أيضاً في مجال ريادة الأعمال كما أن لديها محاولات كتابية ملفتة وذوق راق في اختيار الإطلالات، ما خولها أن تكون من أكثر السيدات الكويتيات تأثيراً.

ما الذي جذبك إلى مجال التسويق؟

ستكون إجابتي نموذجية بامتياز إن أسندت كل قراراتي المهنية إلى خطة مسبقة الإعداد عادلت فيها بين قدراتي والنتائج المرجوة ثم وصلت إلى النجاح، ولكن في الحقيقة لم يحدث معي أي شيء مما ذكرته سابقاً ففي الحقيقة وعندما استلمت أول وظيفة لي كنت أشغل شاغراً في شركة أختي بشكل ودي وأساعدها في التسويق مقابل أن تأخذني للسوق ويصبح لديّ عملي الخاص، وذلك من خلال شركتها الصغيرة جداً. آنذاك قابلت العديد من العملاء الذين أبدوا اهتمامهم بانضمامي لشركاتهم ومن هنا انطلقت في مجال التسويق بالقطاع الخاص حسب العروض المقدمة لي. لذلك كان التدرج المهني طبيعي ولا أنكر أنه كان مليء بالإخفاقات ولكنه الطريق الأسلم للنمو و أنا اليوم بعد 18 سنة من العمل اكتسبت اسماً واضح الأثر ولازلت أتعلم، فرحلة النمو والتطور لا تنتهي وأنا أخوضها منذ زمن ومستمرة.

أنت سيدة شابة لمعت في هذا المجال الصعب والذي يعتمد على شركات كبيرة وواسعة الفروع في معظم الأحيان، حدثينا عن أدواتك للنجاح؟

المثابرة تؤتي ثمارها ولو بعد حين، المثابرة قد تكون منهكة ومملة وهي ليست وسيلة جذابة كالشغف مثلاً أو سحرية كالحظ، إطلاقاً فالمثابرة تتطلب جهد واستمرارية بغض النظر عن النتائج ولمدة طويلة ولكنها تصقل الموهبة وتروض الجموح وتهذب النفس. هي عمل هادئ دؤوب يمنحك نتائج يعول عليها وبناء راسخ لا يتأثر بالمتغيرات.

ما هي حسنات وسيئات تأثير طفرة وسائل التواصل على مجال التسويق والإعلان لمختلف المنتجات؟

إنه التطور الطبيعي للإعلان والتواصل فهو يلغي الحدود الجغرافية ويمنحنا فرصة الانتشار بالإضافة لأدوات دقيقة لقياس الأثر والتعرف على العميل بشكل مباشر لم يكن من الممكن أن نقوم به قبل مواقع التواصل الإجتماعي. أما السيئات فهي كثيرة ولا تخفى على أحد ولكن قد يكون أعظمها بالنسبة لي هو تضاؤل الانتباه بسبب الزخم والضوضاء، حيث أصبح الانتباه عملة نادرة تشترى بأغلى الأثمان وتفقدها في ثوان معدودة.

تشاركين في دورات تدريبية وتعليمية عبر وسائل التواصل، فكيف يمكن التوجه لجمهور مختلف الخلفيات بمعلومة واحدة، وكيف تبسطين محتواك لكي يطال مختلف الشرائح؟

أقدم المعلومة بأشكال مختلفة سواءً عبر وسائل التواصل أو من خلال منصات إلكترونية خاصة للدورات التدريبية، أو تدريب للطلبة وحديثي التخرج، أو تدريب الموظفين بمختلف فئاتهم أو أصحاب المشاريع ولذلك لدي القدرة على تقنين الكم والكيف في إيصال المعلومة حسب المستفيد حتى تتحقق الاستفادة الفعلية لهم، أسعد جداً بالتدريب ونقل المعلومة يمنحني شعور بالاعتزاز بمسيرتي المهنية وبالنسبة لي نقل الخبرات نوع من زكاة العلم لذلك أحبه، فما النفع من كل ما أعرفه إذا لم أتمكن من نشره ومشاركته لعلّ غيري يسنفيد منه فيكون بالنسبة إليه النقطة الأولى في مسيرة طويلة تحمل له النجاح والتقدم مستقبلاً.

أنت ناشطة عبر إنستغرام عبر صفحتك danamado، فكيف ولماذا قررت مشاركة خبراتك المهنية والحياتية والعائلية من خلاله؟

أنا مستخدمة لهذه القناة التي أصبحت جزءاً مهماً من الحياة الحالية، أنشط أحياناً وأخفت أحياناً أخرى حسب مشاغلي الحياتية ووقتي ومزاجي كذلك، فأنا إنسانة متعددة الأبعاد، أنا أم وربة منزل ومستشارة تسويق وسيدة أعمال وأحب الأزياء والسفر والطبخ، كما أني قارئة نهمة ولي أذن موسيقية طروب وأعتز بمواقف إنسانية ونسوية تعكس آرائي وتعبّر عن اختلافي في العديد من الأحيان، كما أن لديّ محاولات في الكتابة واهتمامات كثيرة تتجدد يومياً، لذا لا أخطط لمحتواي ولا أمتهن تقديم المحتوى أنا فقط أشارك وهناك من يستجيب. فكل شخص منا يبحث عما يعكس شيئاً من شخصيته في هذه الوسيلة ويتفاعل حين يجد ما يمسه ويقترب من طريقة تفكيره.

أنت كما يبدو أم متفانية وقريبة من بناتها، وسيدة عاملة ناجحة، ومفكرة لديها الكثير من الآراء القيمة والمفيدة، كيف وصلت إلى هذا النضوج، وما هي أهم الدروس التي تعلمتها في هذه الحياة، وكيف توفقين بين مختلف مسؤولياتك؟

مررت بجميع مراحل السخف والسذاجة ونضجت، أعتقد أن ما ساهم في نضجي هو تمسكي بمنظومة قيمية واضحة تجنبني فداحة الخطأ كما أني مستمعة جيدة جداً أنصت لمحيطي وآخذ العظة قبل أن أتلقن الدرس. مسؤولياتي مقدسة وأتممها على أكمل وجه قدر استطاعتي، أما عن الموازنة فأنا أستطيع أن أوازن لأني تخليت عن كل ما يستنزف وقتي وطاقتي بلا جدوى فتمكنت من امتلاك وقتي وإدارته حسب ما أراه مناسباً وليس حسب ما يفرضه عليّ عرف أو واجب أو مجتمع.

 

ما هو سر قوتك وكيف بنيت هذه الشخصية الصلبة والإنسانية المتعاطفة في آن؟

 

في كل مرة يطرح سؤال عن القوة و الصلابة أتساءل عن البديل.. إن لم أكن قوية فما هو الخيار الآخر؟ أما عن التحول فهو ليس مرهون بنقطة أو موقف، فالعملية تراكمية ومستمرة يصعب تفكيكها تبدأ من اللاوعي ويحسنها الإدراك والتفكر.

ما هي رسالتك للشابات الكويتيات في مناسبة يوم المرأة الكويتية؟

لم أكن أعلم بوجود يوم للمرأة الكويتية.. ولكن رسالتي لكل النساء هي: إبق رأسك مرفوعاً وعيشي حياتك كما تريدين فأنت الأجدر باتخاذ القرار الذي يخصك ويؤثر على حياتك.

ما الذي يعنيه لك أن تكوني كويتية وهل ترين أن الدعم الذي توليه القيادات للنساء كاف وساهم بشكل كبير في تمكينهن؟

كوني كويتية هو صدفة بيولوجية، أحب الكويت بمفهومي الشخصي الخاص جداً ولكن بمفهوم المواطنة الحقيقية فإن عتبي كبير وأملي شارف على النفاذ، فنحن نحتاج لإعادة هيكلة متكاملة لمفاهيم المواطنة والمدنية وتمكين المرأة على جميع المستويات، أتمنى ذلك لأني ابنة هذا البلد المليء بالخير، فبناته أخواتي وأتأمل بالأفضل لهن على جميع الأصعدة.

 

 
شارك