يوم المرأة الكويتية 2022.. بزة الزومان: لولا نساء بلدي لما كنت وصلت لما أنا عليه اليوم

تبدع مصممة الأزياء الكويتية الشابة بزة الزومان أفكاراً جديدة كل موسم لتحافظ على المكانة المميزة التي بنتها في عالم الموضة قبل سنوات والتي خولتها أن تكون من أهم المصممات الخليجيات الشابات، فتؤسس علامة Bazza Alzouman وتسعى دائماً نحو الأفضل.

لماذا اخترت دراسة إدارة الاعمال ولم تتبعي شغفك الأول وهو دراسة تصميم الأزياء؟

كانت فكرة دخول الجامعة لدراسة تصميم الأزياء مستغربة وغير واردة كثيراً في ذلك الوقت، فنحن نتكلم عن سنوات خلت حين كنت في السابعة عشر من عمري، وكان موضوع دراستي مثار نقاش مع أهلي حيث نصحوني بدراسة إدارة الأعمال، وبدوري كنت أحب هذا المجال وقد ساعدتني سنواتي في الجامعة لكي أتابع شغفي في معرفة كل ما يجري في عالم الموضة، حيث كنت أقرأ مجلات الأزياء بنهم وأعرف كل ما يجري على منصات العرض، كما أني قمت بأول مشروع تصميم وتنفيذ فستان سهرة خلال سنتي الأخيرة، فبدأت بالبحث عن الخامات وشعرت أني أعشق هذه العملية بكل تفاصيلها ومراحلها، أي خلق فستان من لاشيء، حينها عرفت أني أريد أن أقوم بذلك كل حياتي. استفدت كثيراً من دراسة إدارة الأعمال وعملت فيها لعدة سنوات بعد التخرج، ولاحظت حين بدأت بدراسة الموضة بأن عقلي مبرمج قليلاً بشكل إداري وعملي فأنا كنت ألتزم كثيراً بالمواعيد ولا أخالف أبداً تعليمات المدربين، مثلاً حين يطلبون منا أداء مشروع ويطلبون الالتزام بنوعية خامات أو ألوان معينة، كنت ألتزم حرفياً بينما كان غيري يخالف القواعد ويترك المجال لظهور حسه الإبداعي، وللمفاجأة كان يتلقى التهنئة من المدربين بعد انتهاء المشاريع. في تلك المرحلة تعلمت كيف أميّز بين الحس الإبداعي المطلوب في تصميم الأزياء، والحس المهني الإداري المطلوب في النجاح في مجال الأعمال. صحيح أن الحيز العقلي المنطقي ضروري للنجاح في مشروع افتتاح عمل جديد كإنشاء علامة أزياء، ولكن التصميم يحتاج إلى شيء آخرمختلف كلياً وهو التفكير خارج الصندوق وترك المجال واسعاً أمام الابتكار والأفكار الخلاقة. هنا نجد أن دور الأزياء الكبيرة قد قسمت هذين المجالين، فخصصت مركزاً للجانب الإبداعي يقوم به شخص واحد، وآخر للإدارة وعمليات التسويق وغيرها من الأمور العملية البحتة. بينما أنا ولأني درست إدارة الأعمال وتابعت بعدها بدراسة التصميم، أقوم بالعملين معاً وأنجح حتى اليوم في الموازنة بين هذين الجانبين في شخصيتي.

حدثينا عن خطوة انتقالك الى نيويورك وعملك مع نعيم خان ومدى تأثير ذلك على خطك الخاص كمصممة أزياء؟

أنا مزيج من عدة ثقافات وتجارب وهذا ما يميزني فيما يتعلق بالتصميم، في نيويورك تطورت كثيراً في المجال العملي لأني حصلت على الأساليب اللازمة لكي أترجم الأفكار التي تدور في رأسي وأنقلها إلى العالم الحقيقي. تلقيت المعلومات الكافية لكي أدير وأوجّه الخياطين والمنفذين الذين سأتعامل معهم، لكي يطبقوا رؤيتي وينفذوا أفكاري بشكل صحيح. بت قادرة على شرح نفسي، كما أني عشت مع مجموعة من أكثر الناس الشغوفة بالموضة، وهذا أمر مفيد جاداً، فقد رأيت كيف تحصل عملية الإنتاج، وشعرت بأهمية كل لحظة فالخبرة العملية مع نعيم خان فتحت لي أبواباً كثيرة على الأرض وداخل نفسي لكي أكتشف المزيد عن إمكاناتي كمصممة وأنطلق في عملي الخاص.

هل من الضروري أن يكون المصمم ملماً بأجدد أساليب الخياطة أم يكفيه أن يكون صاحب الأفكار ويترك التنفيذ لفريق عمله؟

أعتقد أن التصميم البسيط يمكن أن يكون نتاج فكر المصمم ويترك مهمة تنفيذه للخياطين، ولكن ابتكار ثوب جديد ومختلف ومميز يتطلب معرفة المصمم بأساسيات التنفيذ، أنا لا أقول أني سأعرف كل ما يحصل في عالم الخياطة أو سأوازي أجدد وأهم المصانع بأساليب عملها، ولكني على الأقل ملمة بمختلف الطرق وذلك لكي أوجّه فريقي، وبعدها أترك لهم مسؤولية التنفيذ لأنهم في النهاية مختصون وجديرون بالثقة في المجال الذي يبرعون به.

ما هي أسرار نجاحك وما الذي يتطلبه الأمر لشابة عربية أن تنجح في مجال كبير وكثير المنافسة مثل تصميم الازياء؟

الموضة هي حب حياتي المستمر، فهذا المجال ليس سهلاً ولكني أعشقه ولذلك أستمر فيه وأسعى إلى تطوير نفسي وتقديم أفضل ما عندي، ما ساعدني في بناء علامتي هو أني أفهم زبوناتي لأني قريبة منهم، فهم يثقون بي لأنهم يعرفون أني أقدم لهن ما يعجبهن ويليق بنمط حياتهن. طاقتي متجددة نحو التصميم وأحياناً فإن الضغط الناجم عن اقتراب الموعد النهائي لتقديم المجموعة الجديدة يساعدني لكي أجلس مع نفسي وأبتكر الأفكار ، قد يكون الإلهام لوناً رأيته وأعجبني أو قماش محدد، فأبتكر مجموعة كاملة، يمكن أن يكون تجربة أو غرض أو أكسسوار أحببته، أحب أن تعكس تصاميمي مشاعر متجددة وتحاكي من يراها، فتعكس شعوراً بالثقة أو بالجمال، إنه شعور يختلف باختلاف المتلقي ولكني أحاول زرعه في كل قطعة تحمل توقيعي.

كيف قررت الانطلاق في علامة أزياء خاصة وما هي الصعوبات التي واجهتك؟

الأمر الأصعب كان اتخاذ قرار الانطلاق والقيام بالخطوة الأولى، ولكني قوية فلا يمكن أن يكون لديّ فكرة أو حلم ولا أسعى بكل جهدي لتحقيقه، حاولت الاستفادة من العثرات وتحويلها إلى حسنات، فأنا كنت امرأة كويتية تفهم احتياجات بنات بلدها، وكان النقص في عدد المصممات الشابات هو ما ساعدني لكي أبرز وأملأ هذا النقص بأفكار جديدة وثورية ولكنها في الوقت نفسه مناسبة للبنت الخليجية الباحثة عن التغيير والتطور. كل مرحلة فيها صعوبات ولكن التعامل معها بذكاء وحسن إدارتها سيخولنا دائماً الخروج منتصرين؟

كيف تظهر هويتك الكويتية في أزياءك؟

هناك توجه في عالم الموضة برؤية تخصص في مجال الموضة، كرؤية تطريز يدوي فلسطيني أو أزياء ذات طابع تراثي كويتي، ولكني أفضل أن تكون علامتي الخاصة هي هويتي، من ناحية المزج بين الحداثة والمحافظة على التقاليد في آن، لا أستسيغ العمل بالحرفيات والأمور التراثية ولكني أقدر كثيراً من يقدمها ويحاول إبراز هويتنا العربية من خلالها.

لماذا برأيك لا تتجه الشابات الكويتيات نحو مجال التصميم؟

لأنه ببساطة مجال صعب جداً، فهو مكلف ويحتاج إلى رأس مال كبير، كما أنه متحرك وديناميكي بشكل سريع، فأي خطأ يكلف الكثير، ويعيدك خطوات كبيرة إلى الخلف، لذا تكون المحاولات فيه بسيطة ولا تستمر لوقت طويل. كما قلت سابقاً فإن تفكيري العملي والإداري ساعدني لكي أتخطى عثرات كثيرة فيه، وهذا لا يتوفر لدى الكثير من الشابات.

ما هي مشاريعك للفترة المقبلة؟

أقوم بتحضير مجموعة خريف وشتاء 2022 والتي ستبصر النور في سبتمبر المقبل، كما أفكر في التوسع أكثر نحو أنواع مختلفة من الأزياء، مع المحافظة على التطور والتقدم في كل ما نقدمه.

ما هي رسالتك للشابات الكويتيات في مناسبة يوم المرأة الكويتية؟

المرأة الكويتية ناجحة ومتميزة في كل ما تقوم به، ولديها المجال لتقدم المزيد، ولكن عليها أن تحاول وتسعى جاهدة للوصول إلى ما ترغب به، فهي نصف المجتمع كما أنها مربية كل المجتمع، وهي كفوءة لهذه الأدوار ولغيرها أيضاً.

ما الذي يعنيه لك أن تكوني كويتية وهل ترين أن الدعم الذي توليه القيادات للنساء كاف وساهم بشكل كبير في تمكينهن؟

أنا فخورة جداً لأني شابة كويتية فلولا المرأة الكويتية لما كنت وصلت لما أنا عليه اليوم، بداية بأمي التي آمنت بي ودعمتني منذا بداياتي، ومثلها أختي وحتى نساء بلدي اللواتي وثقن بي ففي سنواتي الأولى كانت معظم زبوناتي من الكويتيات اللواتي شجعنني ووثقن بي، فاشكرهن على الدعم المستمر وأتمنى النجاح لهن في كل مجال يبرعن به.

اقرئي المزيد: يوم المرأة الكويتية 2022.. رنا النيباري: أنا فخورة بأن أكون في موقع أخدم من خلاله بلدي

 
شارك