هدى عبد الرحمن المطروشي: الإمارات ستظل منارة للعلم والتطور والنجاح

تؤمن هدى عبد الرحمن المطروشي أن لا شيء يجب أن يحد قدرات المرأة فهي قادرة على النجاح في أكثر من مجال في حال امتلكت الإرادة والأفكار الجديدة، لذلك كانت السباقة في أن يتم اختيارها قبل 3 سنوات رئيساً للمجلس الآسيوي للمبارزة للمرأة، وهي اليوم تستمر في ممارسة مهامها مع المكتب التنفيذي الآسيوي بالإضافة إلى عملها ككاتبة ورائدة أعمال ترعى العديد من المشاريع الواعدة. التقيناها لمناسبة اليوم الوطني وكان حديث عن إنجازاتها ورؤيتها عن نساء بلدها.

العمل في المجال الرياضي مستغرب في مجتمعنا العربي، فكيف وصلت إلى أن تصيري عضواً في المجلس الآسيوي للمبارزة للمرأة؟

هذه هي النظرة السابقة والتي لطالما حدت قدرات النساء ووضعتهن ضمن إطار معين، ولكن المرأة اليوم وبالأخص المرأة الإماراتية متواجدة في جميع المحافل وحتى الرياضية وبقوة. وجودي في المكتب التنفيذي الآسيوي وكرئيسة للجنة المرأة وأمين صندوق الاتحاد العربي واللجنة النسائية في الاتحاد الدولي ماهو إلا دليل على قوة تواجد وتأثير شابات الإمارات الناجحات في المجالات الرياضية.

ما الذي جذبك إلى مجال المبارزة وكيف تجدين واقع المرأة الإماراتية فيه؟

مجال المبارزة هو مجال جديد الى حد ما حيث تأسس الاتحاد قبل ١٥ عاماً فقط، وقد اعتبرته نوع من التحدي لتطوير هذه اللعبة وتعريف النساء بها بشكل أكبر ووضع الخطط والاستراتيجيات على الصعيد الإماراتي لمحاولة تعزيز تواجد الشابات فيها، وزيادة المنتسبات لللعبه وتشجيعهن لاكتشاف جماليتها مع ما تحويه من منافسة وروح رياضية مميزة، وأنا فخورة بأن عدد الفتيات في هذه اللعبة في تزايد وهن يحققن مراكز متقدمة في بطولات خليجية وآسيوية ونتطلع للعالمية قريبا .

كيف تسعين من خلال مركزك إلى زيادة تواجد النساء العربيات في مجال المبارزة؟

أحاول القيام بذلك من خلال دعم البرامج الخاصة وتنظيم الأنشطة والتدريبات والمعسكرات الداخلية والخارجية والتنسيق مع الأندية والهيئات الرياضية ورفع كفاءة الشابات العاملات معي. وهنا لا أتحدث فقط عن اللاعبات بل يوجد طاقم نسائي كبير يعمل في الظل من إداريات ومحكمات ومشرفات في المجال الرياضي وفي مجال تنظيم البطولات، فهذا المجال حيوي وواسع جداً ويجب أن تكون المرأة المناسبة في المكان المناسب كي ننهض به ونطوره كما يستحق.

برأيك هل تلقى المجالات الرياضية اهتماماً كافياً من نساء الإمارات؟ وكيف يمكن تشجيع المرأة عليها أكثر؟

الاهتمام بالمجال الرياضي يزداد يوماً عن يوم، وبهذا الصدد أنوّه بدعم الهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية، فهناك حرص على وجود المرأة كعضو في مجالس الإدارة، كما أن لها تواجد كبير في وضع الخطط والبرامج المستقبلية، وربما مستقبلاً تترأس إدارة اتحادات رياضية بالإضافة إلى تزويدها بكل الممكنات القيادية للوصول للعالمية من حيث السعي لإشراكها في الدورات والورش التخصصية لكي تطور معارفها وتزداد معلوماتها عن المجال الرياضي الذي تعمل ضمنه

أنت رائدة أعمال تشرفين وترعين العديد من المشاريع فحدثينا عنها؟

أعمل في مجال الضيافة والأغذية والتصنيع وهذا المجال متنوع وجميل ويرضيني وتستطيع المرأة وهي متمكنة أكثر من الرجل فيه، الإبداع في مشاريعه ولكن بشرط اختيار فريق العمل الذي يساندها مع الاعتماد على الإبداع والابتكار لكي تكون متجددة فلا تقلد غيرها بل تطرح مفاهيم وأفكار جديدة على السوق. أثق بأننا كنساء قادرات على النجاح في أكثر من مجال وأنا لا أرغب أن يحدني شيء بل أترك خياراتي مفتوحة لكي أحقق أفكاري وأصل بها إلى أكبر قدر ممكن من الناس، لذلك أكتب وأتابع نشاطي في المجال الرياضي وأزيد معارفي في قطاع الغذاء والمطاعم.

كيف تدعمين المرأة الإماراتية وتعززين قدراتها من خلال عملك الريادي؟

كوني عضو في مجلس سيدات أعمال الإمارات أحرص على التواصل مع سيدات من قطاع الأعمال للتشاور وتبادل الأفكار وربما أيضاً تعزيز ثقتهم للدخول في مجالات اقتصادية أوسع وأجدد. في كثير من الأوقات ننظم بعض الجلسات الخاصة لمن يحتاج إلى المشورة أو النصيحة والتوجيه فندعم الشابات الصغيرات وصاحبات المشاريع المتواضعة لكي يصلن بها إلى النجاح. ولكن بشكل عام أنا فخورة بابنة بلدي المرأه التي استطاعت للوصول للعالمية في مجال الضيافة والأزياء وتكنولوجيا المعلومات وغيرها من المجالات الحيوية.

أنت كاتبة ورائدة أعمال وناشطة في المجال الرياضي، كيف تقسمين وقتك وأين تجدين نفسك أكثر؟

في الحقيقة فإن أسعد أوقاتي أمضيها عندما أكون مع أسرتي وأتناقش معهم في كل المجالات حتى في مجال عملي والكثير من الأوقات أجد أن وجهات نظرهم تفتح لي آفاقاً وأفكاراً كانت بعيدة كل البعد عن ذهني، فالعائلة هي المتنفس الذي أحتاجه لكي أستجمع نفسي وأكون أكثر قوة وإصراراً على العمل والعطاء. كما أني أجد نفسي أيضاً بين الكتب والدراسات فالقراءة عالم ممتع يبقينا على تواصل مع الذات والعالم الخارجي.

من هم ملهموك من قادة الإمارات؟

قاده الإمارات السبع يلهمونني برؤيتهم ورسالتهم الواحدة وهي: سعادة الشعب. فقادتنا أرادوا لنا الرقم واحد في كل الأمور ولا ننسى رسالة التسامح والانسجام مع الثقافات المختلفة والتواضع... إنها سمات رفيعة يتمتع بها قادتنا ونحن نسير على نهجهم ونفتخر بهم، مع حرصي على التنويه بدور الشيخة فاطمة أم الامارات لدعمها اللا محدود لكل نساء العالم .

ما الذي يعنيه لك اليوم الوطني الإماراتي؟

في 2 ديسمبر من كل عام يُحتفل باليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، ويصادف في العام 2021 اليوبيل الذهبي لخمسين عاماً من روح الوحدة. وكان حكام الإمارات وقّعوا في 2 ديسمبر 1971 اتفاقية لتوحيدها وإنشاء دولة الإمارات العربية المتحدة، وبالتالي تحويل الإمارات المنفصلة إلى دولةٍ واحدة متحدة ومزدهرة، وأنا وسعيدة لأننا سنحتفل باليوم الوطني واليوبيل الذهبي وأتمنى أن تظل بلادنا منارة للعلم والتطور والخير والرفاه والنجاح لكل من يقصدها باحثاً عن الفرص.

اقرئي المزيد: أول مهندسة طيران في الإمارات سعاد الشامسي تحدثنا عن حلم تحوّل إلى حقيقة

 
شارك