هبة شطا لأم الطفل المتوحد في يومه العالمي: فلنمنح صغارنا كلّ الحبّ والدعم

في الثاني من شهر أبريل من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للتوحّد، وذلك بعد اعتماد الأمم المتّحدة له بهدف زيادة اكتشاف الأطفال المصابين به ونشر التوعية اللازمة. ولأنّ أمّهات هؤلاء الأطفال هنّ البطلات الحقيقيّات، بعضهنّ يعشن في الظلّ فيخدمن صغارهنّ بتفانٍ وحبّ كبيرين، وأخريات يقرّرن القيام بأكثر من ذلك. 

وفي هذه المناسبة التقينا  الدكتورة السعوديّة هبة شطا التي أسّست مركزين للتوحّد، الأوّل هو «مركز الطفل للتدخّل الطبّي المبكر» وهو يقدّم خدمات التشخيص والتدخّل المبكر والثاني هو «مركز الطفل للتعلّم وتعزيز المهارات»، وهو بمثابة مدرسة للمصابين بالتوحّد.

حدّثتنا هبة في لقاء سابق معها عن ظروف تأسيس المركزين، فبعد أن وجدت صعوبة في إيجاد أماكن تناسب حالة ابنتها في الإمارات، ابتعدت عن مجال اختصاصها وهو طبّ الأسنان كي تتفرّغ لشؤون الصغيرة، وهي تقول: "بحثت كثيراً حتّى أختصر على صغيرتي طريق الألم وأخفّف عنها الضغوط النفسيّة، شعرت بمسؤوليّة كبيرة دفعتني إلى تأسيس المركزين، الأوّل لاكتشاف وضع الأطفال بسرعة وعدم تضييع الوقت عليهم كي يبدأوا بتلقّي التدريبات والعلاجات المناسبة، والثاني لتوفير بيئة نموذجيّة تشبه المدرسة الحقيقيّة وتؤهّلهم للتواصل مع الآخرين وتسهّل دمجهم في المدارس لاحقاً، ومع تقدّم سنّ الأطفال أدركت أنّه يجب توفير خدمات للفئة العمريّة الأكبر، ومن هنا أنشأت مركز مهارات تعليمي، وهو مركز متكامل للموارد والمصادر التقنيّة الحديثة والأكاديميّة لدعم التربية الخاصّة إلى جانب العلوم التقنيّة والهندسيّة والرياضات لذوي الاحتياجات التعليميّة الخاصّة. ويقوم التأهيل المهني للأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصّة على مجموعة من الأسس والمبادىء التي ينطلق فيها العاملون والمختصّين لمساعدتهم على التفاعل والاندماج في البيئة المحيطة".

أمّا عن نصيحتها للأمّهات، فتقول: "يجب أن نقبل الأمر وألّا نشعر بالرفض والغضب لأنّ أحاسيسنا السلبيّة تصل إلى طفلنا وتزعجه، علينا أن نتدارك الأمور منذ بداياتها كي نوفّر للطفل سبل اكتشاف مواهبه وقدراته الخاصّة ونوجّهه كي يصل إلى مراحل متقدّمة من التأهيل والاعتماد على النفس والدمج الكامل... فلنمنح صغارنا كلّ الحبّ والدعم كي يعيشوا بسعادة وراحة".

وتكمل: "من المهمّ أن تسارع الأسرة إلى طلب المساعدة لتطوير إمكانات طفلها، فهو عبارة عن كتلة من المهارات والطاقات الكامنة التي تظهر خلال العمل الدؤوب معه وهي تحتاج إلى إنسان متمرّس كي يخرج هذه الطاقات المكنونة ويساعده على أن يكون له دور بارز في المجتمع".

 
شارك