نورا العقيلي: الفن يثري عالمي والكتابة تزيد تمكني كممثلة

هي من الوجوه التي تحبّها الشاشة، تملك الجمال والحضور القوي والكاريزما العالية والموهبة التمثيلية والكتابية، وتشق طريقها بثبات نحو النجومية في الساحة الخليجية، هي الممثلة والكاتبة السعودية الشابة نورا العقيلي التي تتواجد اليوم في الولايات المتحدة لدراسة التمثيل والإخراج، وتحدّثنا في هذا اللقاء عن البصمة التي وضعتها وتسعى لتثبيتها في الساحة الفنية العربية والخليجية.

ما هي الأفلام والصور التي انطبعت في ذاكرتكِ من الطفولة، وجعلتكِ تحبين التمثيل؟

أكثر الأفلام التي انطبعت بذاكرتي حين كنت مراهقة كانت من نوع السينما الكلاسيكية، وأتذكر فيلمين تأثّرت بهما كثيراً هما The Silence للمخرج إنغمار بيرغمان وفيلم Notorious لهيتشكوك.

من هنّ الممثلات اللواتي تأثرتِ بهنّ وأحببتِ طريقتهنّ وحضورهنّ على الشاشة؟

في الحقيقة، أغلبهنّ ممثلات عربيات رغم حبي لكثير من الممثلات الأجنبيات، إلا أنه لدينا الكثير من المواهب التي تبدع في الدراما الخليجية منهنّ هدى حسين وحياة الفهد وعربياً أعشق النجمة السورية منى واصف، ويلفتني في هوليوود أداء كل من نيكول كيدمان وساندرا بولوك.

كيف دخلتِ عالم التمثيل؟ هل كان الأمر صعباً بالنسبة لشابة سعودية لديها معايير معينة في الظهور وقبول الأدوار؟

يعود الفضل للمخرج البحريني الاستاذ محمد القفاص الذي آمن بموهبتي كممثلة منذ بداياتي واقتنع بإحساسي العالي وبأدائي، وبعد ذلك استطعت إثبات موهبتي وتقديم أدوار تناسبني وتتلائم مع قناعاتي وأفكاري.

تأخذ الكتابة حيزاً من اهتمامكِ، ما هي المواضيع التي تكتبين عنها؟

الكتابة بشكل عام هي متنفس بالنسبة لي، فأنا أتطرّق إلى القضايا والمواضيع التي تخصّ المرأة وتبرز احتياجاتها وحقوقها، وقد كان لي تجربة فيلم قصير تحدّثت من خلاله عن وضع النساء في ظل الحروب، وحالياً أعمل على تأليف مسلسل متكامل له قصة جديدة بكل المقاييس، ولكنني لم أعرضه بعد على أي جهة منتجة، وأنتظر اكتمال عناصره، علّه يبصر النور قريباً.

كيف يختلف التعبير على الورق (كتابة)، عن التعبير بالكلام وحركات الوجه والجسد (التمثيل)؟

اختلاف التعبير يثري فكر الفنان وهو مفيد لأي شخص لديه حس إبداعي، فأنا حين أكون كاتبة متمرسة سأتمكّن من اختيار الدور الذي يناسبني وسأؤدّيه بأفضل طريقة، لأنني على دراية ومعرفة بمعظم الحالات الإنسانية والحياتية من حولي، والأكيد أنّ أي شخصية جديدة تتطلب تظافر أدوات داخلية وخارجية لكي تنجح، بدايةً من تمكّن الممثل وأن يكون تحت إدارة مخرج قادر على إخراج أفضل ما لدى الممثلين، وفهم تفاصيل كل دور وتأثيره. أنا دائماً أعود لمرجع أساسي في تعليم التمثيل وهو ستانسلافسكي ولا سيما كتابه «إعداد الممثل»، ومن أهم الدروس التي استفدتها منه هو قوله إننا لا يسعنا وضع الإنسان في حدث لم تخصه به الطبيعة، وهنا جلّ ما يستطيعه هو أن يبذل قصارى جهده في تطوير ما لديه واستكماله بالشكل الصحيح مهما بدا له ضئيلاً.

ما رأيكِ بالبطولات النسائية التي نرى ازديادها داخل المملكة؟ ما هو السبب برأيكِ في ازدياد إقبال الجمهور عليها؟

سأجيب عن هذا السؤال بعيداً عن المعايير الجندرية، فأنا أثق بأنّ كل موهبة ستفرض نفسها وستلقى الدور الذي يناسبها، وأعتقد أنّه من ضمن الرؤية التي تتبعها المملكة حالياً هو عدم تهميش دور المرأة حتى على الصعيد الفني والثقافي، وهذا طبعاً سيعني فتح المجالات وإعطاء الفرص للممثلات الموهوبات و اللواتي أثبتن أحقيّتهنّ بأدوار البطولة مثل ميلا الزهراني وريم الحبيب وأضوى فهد وغيرهنّ الكثير من الممثلات.

هل يمكن أن تقبلي دوراً صغيراً ولكن تأثيره كبير في سياق العمل الدرامي؟

برأيي إنّ المساحة المهمة والكبيرة في أي عمل هي شي ضروري لأي ممثلة أو ممثل لكي يثبتوا قدراتهم التمثيلية، ولكن هذا الشيء ليس قاعدة عامة إذ يمكن تحقيق النجاح من خلال دور صغير ومؤثّر في السياق، ولكن للأسف أغلب الممثلات والممثلين متشبثين بفكرة أنّ كثرة المشاهد والحوارت تعني أنّ الدور مميز، وسأعطي مثالاً هنا فيلم Seven حيث كان دور كيفن سبايسي صغير جداً ولكن مشاهده وتأثيرها الكبير طغت على العمل كله.

ما رأيكِ بما تقدّمه المنصات من أعمال درامية تعكس البيئة الخليجية وهل سنراكِ قريباً بطلة أحدها؟

ما أحبه في أعمال المنصات وخاصةً «شاهد» هو أنّها لم تعتمد هوية معينة للأعمال، فالتنوع حاضر بكل الأعمال التي تقدّمها، والهوية الخليجية تحتاج هذا التنوع فهي واسعة جداً ونحن نحتاج إلى غزارة في الإنتاج لكي نقدّم نماذج مختلفة من البيئة الخليجية. حالياً، يوجد عروض ومفاوضات على عدة مشاريع ولكنني أنتظر الدور المناسب والوقت الكافي لأشارك بكل قوّتي وحضوري.

ما هو الدور الذي عنى لكِ أكثر من غيره؟

أكثر شخصية أحببتها هي شخصية «شيخة» في مسلسل «أمر إخلاء»، حيث كان عملاً شبابياً وطرح مواضيع مميزة بطابع كوميدي.

ما رأيك بالحراك السينمائي الحاصل في المملكة؟ وكيف ترين دور المرأة فيه؟

الحراك السينمائي الحاصل ولو بشكل خجول مهم ويبشر بمستقبل أفضل، فأنا شعرت بفخر كبير بمشاركة فيلم نورة للمخرج توفيق الزايدي في مهرجان كان السينمائي هذه السنة، بالتالي هناك محاولات مهمة ويجب دعمها لتمثل المملكة في أهم المحافل.

صفي لنا شعوركِ حين ترين استقطاب بلدكِ لأهم النجوم والمواهب العالمية الفنية من خلال المهرجانات التي تقام فيه حالياً؟

لطالما كانت المهرجانات المحطة الأساسية لعرض الأعمال وتقييمها وتبادل الخبرات الفنية وأرى أنّ مهرجان البحر الأحمر بكل دوراته استطاع أن يكون محطة أساسية لاستقبال وانطلاق العديد من الأفلام والمواهب من خلال عرض أعمالهم أو من خلال دعم المشاريع السينمائية مادياً عبر صندوق البحر الأحمر .

بالتأكيد أشعر بالسعادة حين أرى العديد من النجوم والمخرجين والكتاب وصناع الفن متواجدين في السعودية بطريقة تنظيم واستقبال تليق بنا كعرب، والأهم هو أن نكسب منهم ويكسبون منا ويتعرفون على ثقافاتنا من خلال الأعمال السينمائية والأدبية والفنية التي يتعرفون عليها حين يزوروننا.

تعيشين خارج المملكة، لماذا اخترتِ الابتعاد؟ ما هي الصورة التي تعكسينها عن الممثلة السعودية المعاصرة؟

الابتعاد كان لأسباب دراسية وعائلية ولكن أنا حاضرة دائماً وبشكل متكرر، وبالنسبة للصورة التي أظهر فيها فهي «ممثلة» تؤدّي الأدوار بشكل مقنع، أمّا كوني امرأة شابة فهو يطوي الكثير من الصفات والمزايا وأحياناً العيوب التي لا يمكن أن تظهر للجمهور.

كيف تستعدّين لأي دور جديد، وكيف تفصلين بين شخصيتكِ الحقيقة وتلك التي تقدّمينها على الشاشة؟

أستعد من خلال القراءة الجماعية والبروفات مع الممثلين ومحاولة استخراج أفضل مافي الشخصية مع مخرج العمل وكاتبه والفريق الكامل له.

هل من قضايا اجتماعية معيّنة تحبّين طرحها مستقبلاً من خلال أدواركِ؟

أريد من خلال أعمالي الكتابية أن أطرح قضايا تخصّ الجيل الجديد وتساعده في تذليل العقبات التي تعترضه لكي يقدّم كل ما لديه من أفكار.

ما هي رسالتكِ أو نصيحتكِ للشابات الباحثات عن فرص في المجال الفني؟

نصيحتي الأساسية هي العمل على زيادة الثقافة وصقل الموهبة بالدراسة وعدم الاستسلام أمام الظروف بل أن تتذكر دائماً أنّ لكل مجتهد نصيب.

تتمتعين بالشكل الجذّاب والجمال الطبيعي، هل كان جمالكِ في يوم ما عائقاً في وجه طموحكِ أو فلنقل إنّه حصركِ في نمط أدوار محدد؟

الحمد لله على نعمة القبول ولكنني لم أعتمد يوماً على شكلي الخارجي بل سعيت دائماً على التنويع في أدواري في «بين انف وشفتين»، «الجابرية»، «الرحلة 422»، «أمر إخلاء». كل شخصية قدّمتها لا تشبه قبلها سواء في الشكل أو في المضمون.

ما هي مشاريعكِ لما تبقّى من العام الحالي؟

حالياً أعمل على كتابة مسلسل من 15 حلقة سيكون مختلفاً وجريئاً بفكرته، وأستمر في دراسة التمثيل والإخراج في New York Film Academy، وبالنسبة للتمثيل فأنا أقرأ العديد من النصوص وسأختار الأنسب بينها.

اقرئي المزيد: سول مرقص: أقدّم صورة عن جيل ألفا الواثق بنفسه وبمواهبه

 
شارك