نادين نجيم: 2020 هو علامة فارقة في مسيرتي الفنيّة
لا شيء يعرقل مسيرتها الفنّية الناجحة أو يحدّ من نجوميتها! يزداد إصرارها يوماً بعد يوم على تحقيق التميّز، بعدما تمكّنت من أن تسطّر قصّة نجاحها بمحبّة زرعتها بقلوب ملايين الناس. هي النجمة اللبنانيّة نادين نسيب نجيم التي شكّلت في عام 2020 صورة إيجابيّة مشرقة للكثير من الأشخاص الذين تعرّضوا لإصابات بالغة جرّاء انفجار مرفأ بيروت، بينما تشكّل في موسم رمضان 2021، حدثاً استثنائيّاً من خلال مشاركتها في مسلسل 2020 الذي يحقّق بدوره نجاحاً واسعاً ويحتلّ الصدارة الرقميّة والمرتبة الأولى في أكثر من بلد عربي، كما أنّ نجمته هي الأكثر بحثاً هذا الموسم على محرّك "غوغل".
حوار: نيكولا عازار، تصوير: Jermey Zaessinger لدى MMG Artists، إدارة فنية: Farah Kreidiyeh ، محرّرة الموضة: Sima Maalouf، تنسيق: Jony Matta، مكياج: Alberto Makeup، شعر: Steve Wassim، موقع التصوير: Address Beach Resort
الأزياء من مجموعة Dior للأزياء الجاهزة لموسم ربيع وصيف 2021
مبروك مسلسل 2020، الذي تمّ تأجيله من عام 2020 إلى 2021. ورغم فظاعة 2020 إلّا أنّ مسلسلك يحقّق نجاحاً كبيراً يترجم من خلال الشاشات التي تعرضه ومن خلال الإشادات المختلفة من الجسم الصحافي والفنّي على حدّ السواء. لماذا هذا العمل هو حديث الشارع؟
صحيح أنّ سنة 2020 سنة بؤس، هي كانت عاماً صعباً على كافّة المستويات، إلّا أنّ سوء الحظّ لم يتمكّن من التغلّب على مسلسل 2020 الذي كان من المفترض أن يعرض في العام الفائت، لكنّني تفاءلت بالخير عندما قرّر المنتج صادق الصباح تأجيل عرضه إلى العام الحالي. لماذا هذا العمل هو حديث الشارع؟ لأنّه يروي حكايات شعبيّة بسيطة بعيدة عن الفخفخة والاستعراض. كما أنّ الناس اشتاقوا إلى هذا النوع من الأعمال، لاسيّما أنّها تلقي الضوء على قصّة جديدة في عالم الدراما. وعلى الرغم من أنّني سبق وشاركت إلى جانب قصي خولي في مسلسل "خمسة ونص"، إلّا أنّ المشاهد يشعر بأنّ هذا الثنائيّة تظهر للمرّة الأولى على الشاشة، لأنّها مطروحة بطريقة مختلفة عمّا عكسته سابقاً.
اعتبر البعض أنّ هذه الثنائيّة أجمل بكثير من الأولى. هل توافقينهم الرأي؟
لكلّ منّا وجهة نظره أو رأيه الخاصّ، لكن لا شكّ أنّ مسلسل 2020 يحقّق انتشاراً كبيراً وبالتالي فإنّ المشاهدين متأثّرون حاليّاً به، لكن لا يُخفى على أحد أنّ "خمسة ونص" حقّق أيضاً نجاحاً واسعاً ومشاهدات عالية حين عُرض، غير أنّ 2020 يبقى له نكهة خاصّة.
تؤدين شخصيّتين في العمل: النقيب سما والمحقّق المتخفي حياة. هل كان من الصعب الفصل بين عالمين وطبقتين ونمطّي حياة؟
شعرت بالقلق في بادئ الأمر، علماً أنّني درست الشخصيّتين بعمق، ورسمتهما في ذهني، وحاولت فصلهما عن بعضهما البعض، فشخصيّة "حياة" ليست حقيقيّة إنّما تمثيليّة بحتة، تؤدّي دورها كمتخفية للإيقاع بصافي وتحقيق العدالة. وتكمن الصعوبة هنا في وضع المُشاهد في وضعيّة الإثارة والتشويق، حتّى يتعاطف مع الدور ومن ثمّ يندمج معه، وهذا ما حصل.
اللافت أنّك تلقّيت تدريبات خاصّة لاستخدام السلاح لدى قوى الأمن الداخلي في لبنان!
لا تستطيع أن تؤدّي دور نقيب وألّا تكون ملّماً بهذا العالم الخاصّ، وهذا ما فعلته على مدى أيّام، حيث قمت بتمارين خاصّة وجلست مع رجال قوى الأمن الذين قدّموا لي نصائح عمليّة تليق بهذه المؤسسة العريقة لتأدية دوري على أكمل وجه.
اتّهم البعض الحلقات الأولى من المسلسل بأنه يحرّض على البلطجة. لكن باعتقادي إن لم يهاجم العمل، فهذا يعني أنّه ليس مشاهَداً. هل توافقيني الرأي؟
لم أسمع بهذا الكلام من قبل، بل على العكس، فإنّ الجمهور انجذب إلى المسلسل منذ بداية بثّ الحلقات وحتّى قبل عرضه، فالعمل لا يحرّض على البلطجة أو العنف، بل هو يلقي الضوء على الأجهزة الأمنية التي تقوم بدورها وتلاحق المجرمين والمخلّين
بالأمن والاستقرار.
كاتبة العمل اللبنانيّة نادين جابر ذكرت أنّه لا يوجد شخص سيئ أو بلطجي في المطلق، بل إنّ الظروف المحيطة تدفعه في بعض الأحيان إلى الوقوع في الخطأ. ما تعليقك؟
قد نُواجه في حياتنا الكثير من المصاعب والعقبات التي تدفعنا في بعض الأحيان إلى الدخول في مطبّات نحن بغنى عنها، وهذا لا يبرّر الصحّ أو الخطأ لكن لا شكّ في أنّ كلّ إنسان يُحاسب على أفعاله.
اللافت في مسلسل 2020 أنّ كل ممثّل يؤدّي دوره بحرفية عالية، بل يشعر المرء بأنّه أمام تحفة فنّية رائعة.
أوافقك الرأي. كلّ شخص مشارك في العمل قدّم أفضل ما لديه ولعب الدور باتقان ومن صميم قلبه.
مسلسل 2020 هو فعلاً علامة فارقة في مسيرة الدراما اللبنانيةّ، هل هو أيضاً علامة فارقة في مسيرتك؟
طبعاً... أكيد أكيد أكيد، علماً أنّ كل عمل شاركت فيه من مسلسل "لو" حتّى يومنا هذا، هو علامة فارقة في مسيرتي الفنّية، لكن سيبقى 2020 مطبوعاً داخل أذهان الناس لفترة طويلة.
يضيء 2020 إلى جانب قضية تجارة المخدّرات على حياة سما الشخصيّة وصراعها مع حقّ الوصاية على طفلتها، الأمر الذي يعيد أهميّة طرح قضايا قوانين الأحوال الشخصيّة في الدراما اللبنانية.
صحيح، وخصوصاً إذا كانت المرأة أرملة أو مطلّقة، فإنّ قوانين الأحوال الشخصيّة قد تكون ظالمة بحقّها، وكثيراً ما تصدر أحكاماً تنتهك الحقوق الإنسانيّة للمرأة. يجب أن تُعطى المرأة حقّ الأمومة العادل والموحّد والمحقّ.
كشفت زميلتك الممثلة اللبنانيّة كارمن لبّس التي تؤدي دور "رسميّة" في العمل أنّ الأدوار غير منصفة في حقّ المرأة الكبيرة في السنّ في الدراما. أنتِ اليوم نجمة في الدراما العربيّة وتؤدّين دائماً أدوار البطولة. هل تخشين من فقدان هذه الميزة حين تصبحين في عمر متقدّم؟
يختلف منظار البطولة بين شخص وآخر، فبالنسبة إليّ "رسمية" هي بطلة، ومنى واصف هي بطلة في "الهيبة"، والممثلة رندة كعدي هي بطلة في 2020. البطولة ليست عبارة عن 300 أو 400 مشهد، أو أن يكون اسمك في طليعة العمل، البطولة هي الدور الجميل المتقن، الذي من دونه يفقد المسلسل رونقه. أنتِ من يعطي الدور صفة البطولة!
في الوقت الذي تواجه معظم الشعوب العربيّة اليوم تحديات معيشيّة خانقة هي الأصعب، استطاع مسلسل 2020 أن يكسب الرهان وأن ينال نصيبه عند المشاهد العربي. هذا دليل على ماذا؟
دليل على أنّ المشاهد مشتاق لمشاهدتنا على الشاشة، ودليل أيضاً على أنّ العمل كامل ومتكامل من ناحية الكتابة والإخراج والإنتاج وفريق العمل. كلّ العناصر الجيّدة اكتملت في هذا العمل، علماً أنّ المشاهد يتابعك بحبّ وشوق وليس وفق محسوبيّات أو تصفية حسابات معينة، كما يحدث على بعض مواقع التواصل الاجتماعي.
بعيداً من الدراما الرمضانيّة، عشتي دراما صعبة عام 2020. هل تخطّيتها كليّاً؟
نعم الحمدلله.
ما هو الدرس الذي تعلّمته؟
الحياة دروس والدنيا تجارب ولا بدّ من أن نتعلّم من كلّ شيء يمرّ في حياتنا، مهما كان صعباً أو قاسياً، فالصعوبات تقوّي عزيمة الإنسان وتجعله أكثر قوّةً وصلابةً وإصراراً على الحياة.
يسأل كثيرون عن بقائك قوية طوال الفترة التي تعرّضت لها لإصابات بالغة جرّاء انفجار بيروت.
لم يكن هناك حلّ آخر سوى البقاء قويّة وصامدة! فالله أنقذني من الموت وعفا عن حياتي، ورغم إصابتي البالغة في وجهي إلّا أنّني لم أتشوّه أو أفقد نظري.
في كلّ تجربة يتغيّر شيء ما في داخلنا، وأحياناً كثيرة تتغيّر حياتنا بأكملها.
لذلك يجب أن نتجاوز التّحديات بأقلّ ضرر ممكن. فهي بالنهاية ليست إلّا مجرّد مرحلة يجب أن نتخطّاها بسلاسة.
هل أنت امرأة سعيدة في الوقت الراهن؟
سعيدة من نواحي معيّنة، لكن علينا أن نبقى أقوياء! ما أعيشه اليوم من نجاح مسلسل 2020 يؤكّد أنّ الصبر مفتاح الفرج وهي ليست مجرّد عبارة نقولها.
الفلتر الخاصّ بك على إنستغرام يحقّق انتشاراً كبيراً في العالم العربي. الكلّ يريد أن يكون نادين نجيم.
تخطّى عدد مستخدمي الفلتر الخاصّ بي على موقع التواصل الاجتماعي المليار مستخدم حول العالم. هي فكرة راودتني بعد انفجار بيروت لضرورة تغطية آثار الندوب التي خلّفتها الإصابة على وجهي. من هنا جاءت فكرة الفلتر للحفاظ على الملامح الأساسيّة قدر الإمكان منها الشامة والعينين. ولاقى رواجاً كبيراً لأنّه يليق بكلّ الوجوه.
تشاركين في مسلسل "صالون زهرة" مع معتصم النهار. ويبدأ التصوير قريباً. ماذا تخبرينا عنه؟
هو مسلسل رومانسي - لايت كوميدي، يدور حول قصص النساء، وعلاقاتنا مع الرجل والأصدقاء. ويلقي الضوء أيضاً على قصص معاصرة عايشتها نساء وفتيات مختلفات من جيلنا.
اقرئي أيضاً: إطلالات نادين نجيم بدون مكياج في مسلسلها الرمضاني 2020