مي خُليف: الرياضة وسيلتك الأولى لإيجاد السلام الداخلي
في العام 2016، حظيت مي خليّف بفرصة الحصول على دورة رياضيّة من الأكاديميّة الطبّية الدوليةّ في السعوديّة كانت مخصّصة للسيّدات، وفي ذلك الحين كانت الرياضة أصعب على السعوديّات من وقتنا الحالي. وتمثّل هدف مي الأوّل في زيادة معارفها ومهاراتها، إذ كانت تهوى الرياضة كالجري وكرة السلّة منذ أيّام المدرسة. وبعدها، ازداد حبّها لها في الجامعة التي ارتادتها في مصر حيث تلقّت دروساً في الملاكمة ورفع الأثقال. ومع انتهاء الدورة، رغبت في تطوير معرفتها لتزيد كفاءتها فباتت تسافر للحصول على دروس ودورات رياضيّة من مختلف أنحاء العالم. ثمّ عادت إلى السعوديّة وقرّرت حجز مكان صغير لتدريب الشابّات واستمرّت بتطوير عملها فأسّست نادي Mfit ووجد طريقه إلى النساء في المملكة، بعد أن دعمته بصفحة مميّزة عبر إنستغرام هي mfit_maikholief .
هل ترصدين ازدياد اقبال المرأة السعوديّة على الرياضة؟ وكيف تشجعينها على البدء بالتمرن؟
ازداد اهتمام المرأة السعوديّة بصحّتها وبالتمارين الرياضيّة بشكل كبير، إذ تحرص على إيجاد منفذ لها لتتخلّص من ضغوطاتها اليوميّة، سواء كانت امرأة عاملة أم سيّدة منزل. لديّ مقولة لأشجع المرأة على البدء وهي: ابدئي من المكان الذي أنت فيه، ولا تستخدمي الأعذار مثل ليس لديّ وقت أو أوزان أو أدوات رياضيّة. فثمّة الكثير من الصفوف التي تستطيعين متابعتها أونلاين. كذلك، يمكنك التواصل مع مدرّبة تشجعك وتضعك على الطريق الصحيح. أو حتّى الخروج من البيت لو تسنّى لك الوقت والذهاب إلى النادي لتتشجّعي لدى رؤية من حولك حريصات على التمرّن وكسب اللياقة البدنيّة. لذا راجعي أولويّاتك، فكلّنا لدينا 24 ساعة في اليوم وأنا متأكّدة أنهّ يمكنك أن تخصّصي ربع أو نصف ساعة منها للرياضة. وأؤكّد لك أنّ هذا الوقت القليل لن يذهب سدى، بل سينعكس طاقة إيجابيّة على باقي نشاطاتك وواجباتك اليوميّة.
ما الذي شجّعك لتكوني مدرّبة وتنشري خبرتك عبر إنستغرام؟
حصل الأمر صدفةً، إنّما الشهادة التي حصلت عليها من الأكاديميّة الطبيّة شجّعتني. فقد اكتسبت بعض الخبرة وأردت مضاعفتها وحين بدأت أكتشف جمال مختلف الرياضات وأهميّتها، احتجت أن أشارك ما تعلّمته مع كلّ من يرغب ببعض التغيير في حياته. ففتحت صفحتي عبر إنستغرام وازداد عدد المتابعين وبدأت بالتوسّع، ولا زلت أحاول زيادة معارفي لنشر كلّ جديد أقدّمه لمن هم بحاجة للتوجيه.
كيف يمكن للمرأة في ظلّ كلّ الضغوط التي تتعرّض لها من وسائل التواصل وحتّى المجتمع أن تجد السلام الداخلي مع شكلها الخارجي؟
علينا تذكير أنفسنا دائماً أنّ ليس كلّ ما نراه عبر وسائل التواصل حقيقي، فلا نتأثّر كثيراً بالتعليقات السلبيّة. ويحصل ذلك من خلال الاهتمام بالذات وإعطاء الصحّة النفسيّة والجسديّة حقّها. وأنصح بتعزيز الثقة بالنفس دوماً وتطوير المهارات وتذكّر الإنجازات الجميلة والكبيرة التي قمنا بها في حياتنا وتقدير ما نملكه من صفات داخليّة وخارجيّة لأنّ هذا الحبّ سيجعلنا أكثر قوّة وصلابة في التعامل مع كلّ ما نتعرّض له.
كيف يمكن أن نحبّ جسدنا ونحتفي به ونقدّره لنصل إلى قناعة ضرورة الاهتمام به من خلال الرياضة ونمط الغذاء الصحّي؟
يوجد مقولة أحبهّا مفادها: لدينا جسم واحد وعلينا أن نحبّه ونهتمّ به. بمعنى ألّا نعاقب هذا الجسد بل نعرف قيمته وأهميّته ونقدّره على كلّ ما مرّ به. فالأمّ مثلاً التي تحمّلت الولادة وما بعدها والرضاعة، يجب أن تحتفي بهذه النعم وترى الفضل الكبير الذي لعبه جسمها في تحقيقها. ولا ضير لو كسبت بعض الوزن، فلا تقسو على جسمها بل تترك له المجال ليرتاح وتساعده من خلال الرياضة والغذاء الصحّي ليستعيد توازنه.
إلى أيّ مدى تساعد الرياضة في تحسين حياة المرأة وتعزيز صحّتها النفسيّة والجسديّة؟
للرياضة فوائد على مختلف الأصعدة وسأبدأ بالناحية الجسديّة، إذ تساعد في فقدان الوزن والتخلّص من الدهون والوزن الزائد حيث تعمل على رفع معدّلات الحرق بالجسم والقضاء على أمراض الشيخوخة ومحاربة التجاعيد وإعطاء الجسم المرونة والليونه. وثمّة بعض أنواع الرياضة الخفيفة التي تناسب السيّدة الحامل حيث تعمل على تقوية عضلات الحوض وتوسيعها وتسهيل عمليّة الولادة الطبيعيّة. فضلاً عن أنّها تساعد المرأة المرضعة على نزول اللبن وسرعة تدفّقه، كما أنّها تقلّل من الإصابة بأمراض السمنة والسكّر والضغط. بالإضافة إلى أنّها تسّهل النوم والاسترخاء والهدوء عند التوتّر وتعمل على رفع كفاءة جهاز المناعة. أمّا من الناحية النفسيّة، فهي تساعد على إفراز هرمونات السعادة وتعزيز الثقة بالنفس خاصّة بعد رؤية التغييرات الإيجابيّة في شكل الجسم بعد المثابرة على التمارين... ببساطة الرياضة عبارة عن نشاطات مسلّية ومفيدة في آن، ولكن عليك اكتشاف ما تحبّينه منها لتمارسيه بشغف ولا تشعري أنّك مجبرة على القيام بأمر يزعجك أو يتعبك أو حتّى يضيّع وقتك.
اقرئي المزيد: موسم العلا يعود بأربعة مهرجانات ومجموعة من الفعاليات