مها مبارك الشامسي: ريادة الأعمال لبّت رغبتي في تحقيق الابتكار في المجتمع الإماراتي
مع اقتراب يوم المرأة الإماراتية، الذي يحل في 28 أغسطس، نحتفل بنساء الإمارات ونلقي الضوء على الإنجازات التي حققنها ويحققنها في مختلف المجالات، وقد سلطنا الضوء على فنّانتان تبرعان في عكس صور جديدة ومبتكرة عن العالم من حولهما، هما المها جارالله وسارة المهيري، كما تعرّفنا على رائدة الأعمال مها مبارك التي تقدّم صورة جديدة عن سيدات الأعمال الناجحات والملهمات.
في جعبتها أفكار كثيرة دفعتها للانطلاق في مجال ريادة الأعمال قبل سنوات لتحقق لنفسها مكانة بين بنات جيلها، فتطرح أفكاراً جديدة ومفيدة ومؤثرة في مجتمعها. إنّها سيدة الأعمال الإماراتية الشابة مها مبارك الشامسي التي تعتبر أن التعليم العالي هو الأساس لأي فتاة ترغب بالتميّز في مجالها. التقيناها لنتعرّف أكثر على أفكارها ولنكتشف رسالتها لبنات جيلها في يوم المرأة الإماراتية.
لماذا اخترت الانطلاق في طريق ريادة الأعمال؟ ما هي المهارات المطلوبة للنجاح فيه؟
اختياري للانطلاق في طريق ريادة الأعمال يعود إلى عدة عوامل، أحدها هو رغبتي في تحقيق الابتكار وتحويل الأفكار الإبداعية إلى واقع ملموس. أيضاً، أحببت فرصة العمل على مشاريعي الخاصة وتحقيق استقلالية وحرية اتخاذ القرارات. بالإضافة إلى ذلك، تجذبني إمكانية التأثير الإيجابي على المجتمع وخلق فرص عمل جديدة.
وللنجاح في ريادة الأعمال، هناك مجموعة من المهارات المهمّة، أهمها الإبداع والابتكار أي القدرة على التفكير خارج الصندوق وتوليد أفكار جديدة ومبتكرة، كما وامتلاك القيادة والرؤية والقدرة على تحديد الهدف وتوجيه الفريق نحو تحقيقه، وتحمّل المسؤولية واتخاذ القرارات الصعبة. يجب أيضاً التحلي بالمرونة والاستجابة للتغيير، والتحلي بمهارات الاتصال والتواصل، والقدرة على التخطيط والتنظيم والتصميم والتطوير، بالإضافة إلى التفاوض وإدارة العلاقات مع العملاء والشركاء والمستثمرين، ففي النهاية يجب التمتّع بالحماس والالتزام والرغبة بالتعلّم المستمر والتحسّن.
هل واجهتِ صعوبات كونكِ شابة جميلة بإقناع مجتمعكِ بأفكاركِ المتميزة؟ وهل ترين أنّ نظرة المجتمع اختلفت نحو سيّدات الأعمال الشابات وبات يوجد دعم كافٍ لهنّ؟
كشابة، قد واجهت تحديات بسبب تحول التوقعات المجتمعية والتحفظات الثقافية. ورغم ذلك، يجب أن أذكر أن العالم يشهد تغيراً تدريجياً في نظرة المجتمع نحو سيّدات الأعمال الشابات. ففي دولة الإمارات، هناك اهتمام كبير بتعزيز المساواة بين الجنسين وتشجيع النساء على تحقيق إمكاناتهنّ في مجال ريادة الأعمال. هذا الاهتمام والتشجيع قد أدّى إلى ظهور بيئة أكثر دعماً وتشجيعاً للشابات الطموحات اللواتي يسعين لتحقيق نجاحهنّ في مجال الأعمال، ولكن لا نخفي أنّ التحديات لا تزال قائمة. ومع ذلك، فإنّ وجود نماذج ناجحة وملهمة لسيدات أعمال شابات، بالإضافة إلى توجيه ودعم قادتنا وأيضاً دعم المنظمات والمؤسسات، يعزّز من فرص تحقيق النجاح .
تقدّمين صورة مختلفة وعصريّة عن الشابة الإماراتية، ما هي مفاتيح شخصيتكِ القوية وثقتكِ بنفسك؟
أحاول أن أكون داعماً وملهماً للشابات الإماراتيات وأتمسّك بقيم قوية تعكس شخصيتي. بعض مفاتيح شخصيتي القوية وثقتي بنفسي تشمل التطلع والطموح فأنا متحمسة وطموحة، وأسعى دائماً لتحقيق النمو والتطور في مجالي وفي حياتي بشكل عام وكذلك إيجابية ومتفائلة، فأنا أؤمن بقوة العقل الإيجابي وأسعى للحفاظ على رؤية تفاؤلية في مواجهة التحديات والصعوبات. وكذلك أعتمد جداً على عامل الثقة بالنفس وأؤمن في قدراتي وقدرتي على تحقيق النجاح وأستمد الثقة بالنفس من خلال التعلّم والتجربة والتحدّي.
وما لايخفى عليكم هو أنّ النجاح يحتاج إلى وقت وجهد، وأنا عازمة على الاستمرار والمثابرة على طريق تحقيق أهدافي، وأقدّر أهمية بناء علاقات إيجابية والتعاون مع الآخرين وأؤمن بقوة التواصل الجيد والعمل الجماعي لتحقيق النجاح وألتزم بالأخلاق العالية والسلوك الأخلاقي في جميع جوانب حياتي المهنية والشخصية.
كيف تختارين محتواكِ على وسائل التواصل وما هي الرسائل التي تحبين إيصالها؟
أحرص على أن يكون المحتوى متوافقاً مع قيمي وهدفي في إلهام ودعم الآخرين وأحاول إيصال رسائل إيجابية وتحفيزية. أؤمن بأنّ الصدق والشفافية هما أساس ثقة الجمهور بي، وأتعامل مع المتابعين بكل بصدق واحترام. وأحرص على تقديم محتوى متنوع يهم جميع الفئات العمرية والاهتمامات المختلفة، وأحاول أن أكون شاملة ومتعددة الثقافات في الرسائل التي أرغب في إيصالها. فبشكل عام، أسعى لإيصال رسائل تلهم وتشجّع وتزوّد الناس بالمعرفة والأدوات التي يحتاجونها لتحقيق أهدافهم والنجاح في حياتهم.
إلى أي مدى ساهم كونكِ امرأة إماراتية في وصولكِ لما أنتِ عليه اليوم؟
كوني امرأة إماراتية قد لعب دوراً حاسماً في وصولي إلى ما أنا عليه اليوم. فالحكومة توفّر الفرص والمنصّات للمرأة للمشاركة في مختلف القطاعات، بما في ذلك ريادة الأعمال. وقد استفدت من هذه الفرص والموارد التي تمكنت من خلالها من تطوير مهاراتي واكتساب المعرفة والخبرة في مجال ريادة الأعمال. بالإضافة إلى ذلك، تاريخ وثقافة الإمارات تعزز قيم التعاون والاحترام المتبادل بين الناس، وهذا يؤثر إيجابياً على نهجي في التعامل مع الآخرين وبناء علاقات متينة في مجال الأعمال.
ما هي العادات والقيم التي نشأتِ عليها في الإمارات وتفتخرين بها وتنقلينها لأطفالك؟
هناك العديد من القيم التي أفتخر بها وأنقلها أيضاً لأطفالي، أهمّها الاحترام والتسامح والحفاظ على قيم العائلة والمجتمع والاعتزاز بالتراث والهوية الوطنية، فنحن كلّنا فخورين بتاريخنا وثقافتنا ونشجّع صغارنا على المشاركة في الفعاليات الثقافية والرياضية المحلية. كما أحثّ أولادي على التعلم والتطوير الشخصي، وعلى القراءة واكتشاف العالم من حولهم وتعلّم اللغات الجديدة، وأربّيهم على الانضباط والمسؤولية، بالإضافة إلى الحفاظ على البيئة وإدراك المسؤولية الاجتماعية تجاه الطبيعة والحيوانات، وأشجعهم على الاستدامة وإعادة التدوير والحفاظ على الموارد الطبيعية.
ما هو أكثر إنجاز تفتخرين به وترين أنّه عكس هويّتكِ الخاصّة وفرادتكِ كشابة إماراتية؟
في الحقيقة أفتخر بتعليمي العالي والحصول على درجة الماجستير وبعدها الدكتوراه. هذا الإنجاز يمثل الالتزام بالتعلم والسعي لتحقيق التميّز في مجال معيّن. وباعتباري امرأة إماراتية، فإن التعليم يحظى بتركيز كبير في المجتمع، ويُعتبر ركيزة أساسية للتنمية والنجاح الشخصي. أؤمن بأنّ التعليم هو مفتاح التغيير والنمو الشخصي والمهني. ويعزز هذا الإنجاز هويتي كشابة إماراتية ملتزمة بالتعليم والتفوّق الأكاديمي، ويمثّل فرادتي في سعيي لتحقيق طموحاتي وتميّزي في المجال الذي أختاره.
ما هي رسالتكِ للشابات في يوم المرأة الإماراتية؟
أوّد أن أهنئ الشابات بمناسبة يوم المرأة الإماراتية. هذا اليوم يعكس قوة وإلهام المرأة وإسهاماتها الهامة في جميع المجالات. أقول لهنّ: أنتنّ الأمل والطاقة لمستقبل مشرق.
أريد أن تعلمن أن لديكنّ القدرة والقوّة لتحقيق أحلامكنّ وتحطيم الحواجز، لا تخشين تجاوز الحدود والتحدّيات، فأنتنّ قادرات على التأثير والتغيير. امضين في طريقكنّ بثقة وإصرار، وتعلمن من نماذج النجاح التي سبقتكنّ، واستفدن من الفرص والمنصّات المتاحة في الإمارات، لتكتشفن شغفكنّ وتتبعنه بكل تفانٍ وتفوق، وتذكرن أهمية الشمولية والتعاون. كونوا داعمات لبعضكنّ البعض واستفيدوا من قوة الفريق، فأنتنّ مصدر إلهام لبعضكنّ البعض وللأجيال القادمة. في النهاية أنتنّ جيل جديد يعكس تقدّم الإمارات وتطلعاتها، فثابروا في بناء الطريق للمستقبل، وتذكّروا أنكنّ قادرات على تحقيق الكثير.
ما الذي تسعين إليه مستقبلاً لترفعي اسم بلدكِ عالياً؟
أهدف إلى تحقيق المزيد من النجاح والتأثير بطرق مختلفة، وأطمح بتأسيس مشاريع ناجحة ومبتكرة في مجالات تهمنّي، وذلك من خلال تقديم منتجات أو خدمات تحلّ مشكلات وتلبّي احتياجات الناس. وأرغب في تمثيل بلدي على المستوى الدولي والمشاركة في مناقشات وقرارات تهمّ المجتمع العالمي، سواءً في المجالات الاقتصادية أو الاجتماعية أو البيئية. وكذلك أيضا ًأسعى لأكون مصدر إلهام وتأثير إيجابي على الأشخاص من حولي.
من هو ملهمكِ من قادة الإمارات؟
كإمرأة وأمّ وقائدة إماراتية، أجد العديد من قادة الإمارات ملهمين ومحفّزين لي. هناك عدة شخصيّات قيادية أجد فيها الإلهام والتأثير، من بينهم: الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فهو قاد نهضة الإمارات وساهم في تحويلها إلى دولة مزدهرة ومتقدمة، والمغفور له بإذن الله الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي يُعتبر مثالاً للقيادة الحكيمة والرؤية الاستراتيجية.
والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي يتميّز برؤيته الريادية وتفانيه في تطوير دبي وتعزيز التعليم والابتكار وجعل المستحيل ممكناً. والشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي يعتبر رمزًا للقوة والحكمة وله دور بارز في تحقيق التنمية الشاملة في الإمارات... هؤلاء القادة الإماراتيون يلهمونني بقيادتهم الحكيمة والرؤية الطموحة لتحقيق التقدم والازدهار في الإمارات. إن إرثهم وإنجازاتهم تعكس قيم الشمولية والتميز والتفاني في خدمة الوطن، وهذا يلهمني في سعيي لتحقيق أهدافي ورفع اسم بلدي عاليًا.
اقرئي المزيد: المها جارالله: فنّي انعكاسٌ لقصص نساء إماراتيات قويات نقشن تأثيراً كبيراً في داخلي