مثايل آل علي: أحاول أن أكون قدوة حسنة للشابات الطموحات

اسم مثايل آل علي برز في السنوات الأخيرة سريعاً في الساحة الإماراتية فهي بالإضافة إلى كونها ناشطة ومؤثرة عبر وسائل التواصل تعد من أبرز رائدات الأعمال الناجحات.

أنت اليوم امرأة ناجحة ومستقرة مهنياً وعاطفياً. حين تنظرين إلى الخلف هل ترين أن الصدف لعبت دورها في حياتك أم أن كل شيء كان مدروساً ومخططاً له؟

صحيح أن الصدف لعبت دور في حياتي ولكني أؤمن أن الإنسان عليه أن يستغل الفرص التي يضعها الله في طريقه فعلينا السعي. والاجتهاد حين يتعين علينا ذلك كي ننجح. أنا لا أؤمن بالصدف بل بالسعي والعمل على النفس للوصول إلى ما نرغب به. لدى كل شخص مهارات خاصة يجب أن يكتشفها ويستفيد منها. من جهة ثانية التوقيت ساعدني فقد التقيت بالأشخاص الصح في الوقت الصح وهذا ما جعلني أوظف مواهبي وطاقاتي بشكل منطقي. قراراتي كانت عفوية في وقتها ولكنها جاءت صائبة في مجملها. كان لدي حدس خاص يوجهني ولم يخذلي ولا مرة. صحيح أني حين كنت صغيرة لم أكن بالوعي الذي وصلت إليه اليوم ولذلك في حينها اتكلت على إحساسي وحدسي أما اليوم فصرت منطقية أكثر أزي الأمور بعقل وأتخذ القرارات على أساس قوي ومتين.

درست الإعلام فلماذا لم تتجهي إلى التقديم عبر التلفزيون أو الوظيفة الثابتة بل قررت سلك الطريق الصعب وهو افتتاح مشروع خاص بك؟

في الحقيقة كنت أظن أن افتتاح شركة سيكون الطريق الأسهل فقد حاولت الهرب من الروتين الناتج عن الدوام الطويل في الوظيفة الثابتة فأنا من مواليد برج الميزان وأكره التكرار والروتين. قررت افتتاح مشروع بدون أي خلفية عن إدارة الأعمال ولهذا أخفقت في مشروعي الأول الذي افتتحته سنة 2014 ولكن هذا الفشل لم يثنيني عن البدء من جديد. بعد أكثر من سنتين وتحديداً في عام 2017 قررت إعادة افتتاح المشروع بعد أن حصلت على دورات في إدارة الأعمال.. ما دفعني هو رغبتي في أن يكون لدي مهنة خاصة فنجاحي عبر السوشيل ميديا لا أعتبره مهنة ثابتة تتحدث عني وعن رؤيتي وأردت شيئاً يدوم ويحمل اسمي.

ما اكتشفته أن مجال إدارة الأعمال صعب جداً جداً وإمكانية القيام بالأخطاء واردة فأنا أتعلم دروس مختلفة كل يوم ولذلك أعمل بدقة وحذر وأتوقع كل الاحتمالات لمستقبل شركتي "تخيل" وما يحفزني هو الدافع القوي بأن أنجح ويكون لشركتي مكانة مرموقة على الساحة الإماراتية وفي العالم مستقبلاً.

من دعمك وساعدك وساهم في إنجاح رؤيتك قبيل إطلاق شركتك "تخيل" ؟

أصدقائي كان لهم دور كبير في دعمي ومساعدتي في العديد من الأمور اللوجستية والإدارية كما كنت أستشيرهم في بعض القرارات ففي بدايتي كا لديّ موظفين فقط وقد عملنا بجهد لكي نفتتح "تخيّل" ونضمن لها انطلاقة قوية في السوق. استفدت أيضاً من معارفي عبر السوشيل ميديا والمتابعين الأوفياء لي ولكن ما أطمح له هو أن تقف شركتي على قدميها بمجهودي الخاص ومن دون الحاجة إلى دعم وسائل التواصل.

أنت ناشطة عبر وسائل التواصل فما هو المحتوى الذي يميزك والأفكار التي تسعين إلى نشرها بين متابعاتك؟

سأكون صريحة معك فأنا لا أظن في بداياتي أني كنت محبوبة بل كنت مشهورة لأني كنت من أوائل الشابات الإماراتيات اللواتي انتشر اسمهن عبر إستغرام فكان الناس يتابعوني بدافع الحشرية وللتعرف على نمط حياة شابة من الإمارات. في أحد جلسات التدريب على الحياة التي حصلت عليها قالت لي المدربة: اسألي نفسك لماذا تجمعين انتقادات أكثر مما تجمعين الإعجاب؟ هذه الجملة أثرت فيّ كثيراً وفكرت أنه ربما يعود السبب إلى أني لا أكون على طبيعتي 100% ومنذ ذلك الحين قررت أن اكو على طبيعتي وأظهر على حقيقتي بهذه الطريقة سأكتشف من يحبي فعلاً ومن لا يعجبه طبعي يمكنه أن يبتعد أو ينتقد. حين طبقت هذه الخطة صرت أكثر سعادة وبات تفاعلي أكثر عفوية مع متابعيني ولاحظت زيادة في أعدادهم.

تواجدك على السوشيل ميديا مدروس بعناية فكيف تختارين العلامات التي تتعاملين معها؟

مؤخراً اتخذت قراراً وهو أن أتعامل فقط مع العلامات التي تقدم منتجاً مفيداً يقنعني شخصياً لكي أقنع به غيري وأكون صادقة معهم إلى أبعد حد. ومنذ تلك اللحظة صرت أشارك فقط في مشاريع تعكس فعلياً نمط حياتي وأفكاري. صرت أعمل مع الأشخاص الصح وأعكس الصورة التي أرغب بها عن نفسي وعنهم.

ما الذي يعنيه لك اليوم الوطني وكيف ساعدك كونك إماراتية في تحقيق النجاح؟

أنا منتج وطني 100% فكل حياتي منذ الروضة وحتى تخرجي من الجامعة قضيتها في الإمارات ولذلك أحاول أن أعكس صورة مشرفة عن هذه الدولة وأكون بقدر الإمكان قدوة حسنة للجيل الجديد وللشابات اللواتي يرونني صورة ناجحة عن بنات البلد. أما بالنسبة للعيد الوطني فهو مفهوم متغير ومتجدد بالنسبة لي كل سنة فمع الوقت ومع العمر يزداد عمق رؤيتي عن الوطن وأعتقد أن توقيته في نهاية العام هو فرصة لكي نقوم بجولة على كل ما حققناه لكي نبدأ بداية جديدة وقوية فنسأل أنفسنا: ما الذي قدمناه للوطن هذه السنة وما الذي نحضره للعام المقبل؟

كيف تشبهين دولة الإمارات التي تربيت ونجحت في أرضها؟

تشبهني الإمارات بالطريقة التي تبرز بها بين جميع الدول في العالم فهي دولة خارجة عن المألوف ومختلفة وهذا ما أحاول أن أكون عليه.

كيف مرت هذه السنة في حياتك ما الذي تعلمته منها؟

يمكن أن أقول إنها كانت من أجمل السنوات في حياتي فأنا كنت في سباق دائم مع الوقت ولم أتمكن ولو ليوم واحد من عيش ناحية في حياتي إلى مداها لكي أعطي كل جزء منها حقه فأنا في اليوم الواحد أقوم بأكثر من مشروع فأركض من مكان إلى آخر لكي أخذ القليل من كل شيء ولكن هل أقضي يوماً كامل في العمل؟ أو في البيت؟ أو مع الأسرة؟ لا. فللأسف لم أتمكن من إعطاء كل حيز من حياتي وقته الكافي.. اليوم صرت صديقة للوقت وحصلت على الفرصة لأكتشف نفسي وأعرف فعلاً ما الذي أرغب بالتركيز عليه مستقبلاً.


 

 
العلامات: مثايل آل علي
شارك