لبنى عبد العزيز: يجب أن يكون للمؤثرة أو الإعلامية ألف أذن وعين وفم واحد لنقل المعرفة للناس

حققت المذيعة والممثلة السعودية لبنى عبد العزيز انتشاراً كبيراً في الآونة الأخيرة عبر وسائل التواصل ولا سيما تيك توك حيث يتابعها أكثر من 13 مليون شخص، والسبب يعود إلى الفيديوهات المؤثرة التي تقدمها وتحاكي من خلالها قضايا ومشاكل ومواقف المرأة العربية بكل شفافية وصدق، لتلامس بصوتها الرخيم وتعابيرها الصادقة قلوب ومشاعر وضمائر النساء من مختلف الفتات والخلفيات. فمن هي هذه الإعلامية الشابة وكيف تسللت إلى حياتنا لتكون صوت كثيرات يبحثن عن منبر يمثلهن؟

في فترة قصيرة لمع اسمك كواحدة من أكثر الشابات العربيات الساعيات لنشر التوعية الاجتماعية في صفوف الشابات ولا سيما عبر وسائل التواصل، كيف قررت الاستفادة من هذه المنابر لنشر آرائك وأفكارك؟ وما هو أكثر فيديو برأيك ساهم في شهرتك؟

لكل عصر أدواته ووسائله وأيقوناته والحقيقة أني لم أكن أخطط أن أكون جزءاً من هذا العالم أو أصير من الشخصيات المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي ولكن لأني أرفع شعار «ما يخرج من القلب يصل الى القلب»، ولأني شابة عفوية تلقائية تقول ما تشعر به، فقد بات طريقي مفتوحاً إلى قلوب الناس وخاصة الفتيات وحققت النجاح والحمدلله. هناك الكثير من الفيديوهات التي تنتشر لي وتصير كوسم أو ترند لكن أكثر ما نجح برأيي هو فيديو أتحدث فيه عن الشابة الراقية التي تستمع إلى أغانيها المفضلة في السيارة غير عابئة بكل مشاكل العالم.. حاكيت خلاله عدد كبير من البنات البسيطات العفويات المحبات للحياة والمنطلقات واللواتي لا يتأثرن بأي من المنغصات أو التحديات أو الخذلان.. إن ما تحلم به البنت هو أن تكون على هذا الشكل وهذا برأيي سبب انتشاره.

حققت من الانتشار والاحترام والتقدير ما تقضي بعض الإعلاميات سنوات طويلة لتحصيله. ما هو السبب برأيك؟ هل أسلوبك السلس، أم صراحتك الكبيرة، أم حرصك على تقوية المرأة وإعطائها ما تبحث عنه من الدعم لكي تنتصر لنفسها ولأفكارها وطموحاتها؟

أنا سعيدة جداً بأن يراني العالم الفتاة القوية المحترمة الراقية التي تشعر بكثير من تحديات النساء في عالمها، وأعتبر أنه كرم من الله سبحانه وتعالى بأن أقدم للناس ما يراه خير فأنا سعيدة جداً بهذه النظرة عني، برأيي هذا الشيء حدث بسبب البساطة والعفوية لأني أشبه الكثير من النساء العربيات البسيطات المتواجدات في الطبقة البسيطة كما وغيرهن المنتميات إلى الطبقة الراقية. أنا أشبه كثير من النساء وأتحدث عما تراه الكثير من النساء وتشعرن به، وهذا هو الانطباع الذي اتلقاه من الكثير من الشابات اللواتي أقابلهن أو من خلال رسائلهن عبر وسائل التواصل، أنا أعبر عن عواطف النساء وحتى أحياناً الرجال في كلمات ونصائح بسيطة، ليس من الضروري أن تكون عن تجربة شخصية ولكن ربما عن طريق التأمل في ظروف المحيطين بي مثل صديقاتي وأخواتي وزميلاتي فآخذ الحكمة منها وأقلها للناس بطريقة بسيطة جداً.

إلى أي مدى ساعدك شكلك الطبيعي من دون مكياج أو تجميل أو مبالغة بالاهتمام بالمظهر في محاكاة الشابة العربية التي لا تزال تعيش في كنف العادات والتقاليد وأسس التربية السليمة لكنها في الوقت نفسه ترغب بتحقيق ذاتها والتعبير عن فرادتها؟

منذ بداياتي وأنا حريصة أن أكون شابة تشبه الكثير من البنات في الشارع، لست نجمة من نجوم مواقع التواصل كما أني لست نجمة سينمائية أو تلفزيونية... نجوميتي تأتي من أني أشبه الفتاة في المنزل العربي، أشبه الموظفة والطالبة والأم.. أشبه كل أنواع النساء. المكياج والترف والثراء والتكلف لا يمثل الأغلبية أبداً فمعظمنا هنّ البنات البسيطات والعاملات اللواتي يتعبن للحصول على ما يرغبن به. كنت حريصة أن أقدم نموذجاً مختلفاً عما يقدم على الشاشات، فأنا على صورة جمهوري وأشبهه.

قوة شخصيتك مدهشة، كيف وصلت إلى هذه الثقة والآراء العميقة وأنت في سن شابة؟

أرى حقيقة أن الكثير من النساء حولي هنّ أكثر إدهاشاً وإبهاراً ومني ولكن تسنى لي أن أعبر عن أفكاري وأوصلها بشكل صحيح، وأؤكد أنني لست أكثر قوة وصلابة وحكمة من باق الشابات، كل مافي الأمر ان الله أنعم عليّ بملكة التعبير والقول، وبالقدرة على عكس مشاعر الناس واستخلاص العبر من التجارب ونقلها.

كيف يمكن للشابة أن تقوي شخصيتها وتؤثر بمن حولها لتحقق ما تصبو إليه ولا تكون موضع استغلال من أحد قادر على فرض سلطته عليها؟

نقاط قوة المرأة تتجلى في التواضع واللين والتفهم والحب والنعومة والرقة والحنان والأنوثة والرحمة سواء أكان لنفسها أو لأهلها أو لزوجها أو لأبنائها. لذا لا تحاولي أن تشبهي الرجل لتكوني أقوى بل اسعي لتوسيع معارفك وتنويع ثقافتك وتقوية إيمانك كي تكوني محط إعجاب الجميع.

كيف تختارين المواضيع التي ستتطرقين إليها في فيديوهاتك؟

أتلقى الكثير من القصص والمشكلات عبر منصات التواصل المختلفة تحتاج إلى إلقاء الضوء عليها سواء كنماذج يحتذى بها أو كتحذير من مواقف معينة يجب البعد عنها وأطرحها بأسلوبي الخاص.

مسؤولية كبيرة على عاتقك تتجلى في القدرة على التأثير في عقول جيل كبير من الشابات اللواتي يثقن بك ويتابعنك. كيف تنمين معارفك في المواضيع التي تتطرقين إليها، لتحرصي على التمكين والتقوية وليس الحث على عصيان العادات الجيدة أو سلك طرق غير مناسبة لتحقيق الذات؟

المتابعة والمواكبة لكل ما هو جديد وحديث هو المفتاح دائما لتطوير المعارف، كما أقول دائما يجب أن يكون للمؤثر أو الإعلامي ألف أذن وعين حتى يستطيع استيعاب أكبر قدر من المعرفة والثقافة في مجاله، وفم واحد حتى يستطيع نقل هذه المعرفة للناس بعد تنقيحها وإزالة ما يتعارض مع قيمنا.

حدثينا عن حيز الحرية الذي تحصلين عليه في برنامجك التلفزيوني، وهل يلبي تواجدك الحالي من خلاله طموحك الإعلامي؟

برنامجي يعتبر من أقوى البرامج المجتمعية في العالم العربي وهذا ما يتجلى في نسب المشاهدة العالية التي يحظى بها وهو يتميز بأنه يعطي المساحة في حرية الرأي وطريقة التعبير واستخدام الأسلوب الذي تختاره كل مقدمة من مقدمات البرنامج والذي تراه ملائماً لشخصيتها سواء أكنت أنا أو أي زميلة. حتى بالنسبة لاختيار المواضيع فلدينا المساحة لاختيار الفقرات والضيوف.

هل يزعجك أحياناً التواجد تحت الأضواء وكيف تبقين حياتك الشخصية بمتناولك أنت فقط؟

الوجود تحت الأضواء هو شغف كل العاملين في مجال الإعلام فالشهرة أحد المعايير المهمة لمستوى نجاحك في هذا المجال،
وأستمتع بحب الناس لي لكن في الوقت ذاته أدرك حجم المسؤولية الكبيرة التي أحملها، وأنتبه إلى تصرفاتي. بالنسبة لحياتي الخاصة فأتمنع عن الكشف عنها وأضع حداً فاصلاً بين الحياة العملية والشخصية لأن هذه الأخيرة لا تتعلق بي فقط، بل بأهلي وصديقاتي ولا يحق لي أن أعرض حياتهم على الملأ.

ماذا يمكن أن تخبرينا عن مشاريعك في التمثيل، هل تجدين في نفسك القدرة على تقديم شخصيات مختلفة؟

أعمل حالياً في مسلسل جديد بعنوان (قوات الأمن الخاصة) وهو من بطولة خالد صقر وهبة حسين مع عدد مع الوجوه السعودية ويتوقع عرضه خلال شهر رمضان المقبل. المسلسل هو بمثابة تحية تقدير لجيشنا ورجال أمننا البواسل وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور السعودي والعربي. 

اقرئي المزيد: ريم الشرشني: أهدي إنجازاتي الرياضية لبلدي التي تثبت بتنظيم كأس العالم أن لا شيء مستحيل

 
شارك