كارمن بصيبص: أحبّ أن أعيش اللحظة!

حوار: طونينا فرنجيّة، تصوير: Elsn، إدارة فنيّة: فرح كريديّة و Sima Maalouf، تنسيق: Jessica Bounni، مكياج: Julia, Faceplace ، شعر: أنيس من صالون Georges Mattar، بيروت 

في هدوئها الكثير من الرقيّ وفي حضورها بساطة لعلّها باتت مفقودة في عالم الأضواء ولكنّ هي التي تجعلها نجمة محبوبة وقريبة من القلب. في جمالها، سحر ناعم وفي نظرات عينيها ضوء يعكس موهبة أثبتت نفسها طبعاً ولكنّها لا تزال تُبشر بالكثير والمزيد. عفويّتها، بساطتها ونعومتها سرّ جمالها الهادئ ومحبّة الجمهور لها. 

قريباً، تستأنف تصوير الجزء الثاني من مسلسلها الذي خطف أنظار المشاهدين وننتظرها على الشاشة الكبيرة في عمل مصريّ أيضاً. إنّها كارمن بصيبص التي تنطلق قريباً جداً في استكمال تصوير الجزء الثاني من مسلسل " عروس بيروت " والتي سنراها في صالات السينما المصريّة مع فيلم " العارف "...معها تحدّثنا عن هذه المرحلة والحياة ما بعد كورونا وفي ظلّها وأيضاً عن العمل الانساني الذي لا بدّ من أن يكون أولويّة في هذه الظروف وطبعاً جديدها...

الحياة ما بعد فيروس كورونا هي حتماً ليست كما قبله، كيف تعيش كارمن بصيبص اليوم وما أكثر ما تبحث عنه حالياً وكيف تصف الحياة ما بعد كورونا؟

ممّا لا شكّ فيه أنّ الحياة ما بعد كورونا لا تشبه الحياة قبل انتشار الفيروس وما فرضه من حجر منزليّ وعزلة على الجميع. أنا بطبعي أحبّ المغامرة ويمكن وصفي بالمغامرة فلطالما عشقت السفر والتعرّف على أماكن جديدة وأناس جدد ولكن أجد نفسي اليوم أبحث عن الاستقرار وهذا ما يشدّني حالياً. في السابق، كنّا نعيش وتيرة حياة سريعة ونمط حياتنا كان كذلك وهذا ما كان ينطبق عليّ بطبيعة الحال نظراً لطبيعة عملي تحديداً وما يتوجّب علينا من سفر وساعات تصوير طويلة. اليوم، أرى نفسي أبحث أكثر عن الهدوء وأحاول تخفيف حدّة الضياع التي كانت تحيطنا جرّاء نمط الحياة السريع الذي اعتدنا عليه في السابق.

عند انتشار فيروس كورونا وإغلاق المطارات، كنت تصوّرين في اسطنبول ما اضطر بكم إلى البقاء هناك لفترة قبل العودة إلى لبنان، كيف تصفين تلك الفترة؟

أجل، بقينا في اسطنبول لمدّة شهرين تقريباً ونحن نصوّر وبعد إعلان إغلاق المطارات، اضطرّ بنا الأمر البقاء حوالي ثلاثة أسابيع كي يؤمن لنا إمكانية العودة إلى لبنان. طبعاً، لم تكن الفترة بالسهلة إنما كوننا كنا مجتمعين وعالقين معاً كفريق عمل شعرنا بالراحة أكثر وكانت تلك الفترة أسهل علينا. 

تعودين الآن لتكملي تصوير الجزء الثاني من مسلسل " عروس بيروت "، كيف هو شعورك لا سيما أنّ فيروس كورونا لا زال منتشراً؟ 

صحيح، نعود لنكمل التصوير وأنا متحمّسة في الحقيقة فمسلسل " عروس بيروت " حظى بانتشار واسع في العالم العربي وبمحبّة المتابعين أيضاً وهذا يحمّسني لعرض الجزء الثاني منه. ممّا لا شكّ فيه أنّ طريقة التصوير لن تكون كما كانت قبل انتشار فيروس كورونا إذ سيكون هناك معايير وقاية محتّمة ومتّبعة طبعاً وعلينا أخذ الحيطة والحذر ولكن وفي الإجمال أنا متحمّسة جداً.

هل تعتبرين أنّ هذا المسلسل شكّل نقلة نوعية في مسيرتك المهنيّة؟

أعتبر أنّ كلّ عمل أقوم به يضعني في مكانة جديدة فمن " مورين " و " ليالي أوجاني " لا يمكن ألا أقول أنّني لم أختبر شيئاً جديداً وأنّ هذه الأعمال وغيرها لم تقدّم لي الجديد. فكلّ من هذه الأعمال قدّم لي شيئاً مختلفاً ولكن لا يمكن أن أنكر أنّ " عروس بيروت " انتشر بشكلٍ كبير وقدّم لي مكانة مميّزة لا سيما فيما خصّ الانتشار الجماهيري العربي.

فستان من      Rouba.G 
أقراط من      Henry Dakak

هل تشبهك شخصيّة ثريا؟ وهل سنرى تطوّراً لهذه الشخصية في الجزء الثاني؟

إنّ ما يشبهي بشخصية ثريا هو قربها للناس وحبّها لهم وكذلك بساطتها وعفويّتها إنما حتماً لا تشبهني بردات فعلها وطريقة تفاعلها. لن نرى تغيراً في شخصية ثريا إنما تطوراً في استكمال الأحداث معها وعلاقتها بفارس والستّ ليلى وكل الشخصيات الأخرى.

ننتظرك أيضاً في عمل جديد ولكن هذه المرّة على الشاشة الكبيرة ومع فيلم " العارف "، أين هي كارمن من الدراما المصريّة؟

أشعر بسعادة فعلاً والسبب أنّه أول فيم مصريّ أشارك به. لطالما انتظرت اللحظة المناسبة وأعني بذلك النصّ المناسب والعمل المناسب كي أقوم بهذه الخطوة وفيلم " العارف " يجمع في مقوّماته كلّ ما كنت أبحث عنه من نصّ ملف وفريق عمل وشركة إنتاج. العمل يأتي في إطار تشويقيّ بامتياز ودوري مميّز وجديد ومختلف ولم ألعب مثله في السابق وهو من إخراج أحمد علاء وإنتاج شركة Synergy وتمثيل أحمد عزّ وأحمد فهمي ومصطفى خاطر وغيرهم من الممثلين المميزين. يتناول الفيلم موضوع " الحرب المعلوماتية " ورغم أنّني مثلت في السابق في فيلم " رحلة الشام " ذات الإطار التشويقي أيضاً غير أنّ دوري لم يكن كذلك.

عملك هذا يتكلّم عن حرب المعلوماتية واليوم نعيش عصر مواقع التواصل الاجتماعي ونراك تبعدين حياتك الشخصية عنها، لماذا؟

بالنسبة لي، أفضّل إبقاء مواقع التواصل الاجتماعيّ من أجل التواصل مع متابعيني ومحبّيني ولكنّني لا أفضّل نشر حياتي الشخصية عليها. ففي الحياة الشخصية، أفضّل الحفاظ على بساطة حياتي وعفويّتها وأشعر أنّني أنّه ومن خلال نشر حياتي الشخصية على هذه المواقع ستمّحى خصوصيّة هذه الحياة واللحظات وهذا ما لا أفضّله.

في ظلّ كورونا، برز كثيراً تطبيق Tiktok وهناك من رأى من خلاله منصّة لاكتشاف المواهب، ما رأيك بذلك؟

أرى فعلاً هذا التطبيق كسيف ذو حدّين. فإن أدرك الشخص كيفيّة استخدامه وما الذي يجب نشره نجح في استخدامه بالطريقة الصحّ ولكن إن أخطأ في ما يقدّمه أوقع نفسه في الفخّ.

هناك ما ينشر يعكس مادة مميّزة وملفتة ولكن هناك ما نراه لا يقدّم إضافة مميّزة ولا يعكس صورة ملفتة. لذلك أرى ضرورة الانتباه إلى ما يتمّ تقديمه على هذا التطبيق. وهنا أعتبر أنه من الضروريّ الأخذ برأي المحيطين وتقبّل رأيهم في المادة التي يقدّمها هذا الشخص على هذه المنصّات.

ما رأيك بالأعمال المختلطة لا سيما أنّ هذا الموضوع لا يزال يشكّل موضوعاً مطروحاً دائماً في الوسط الفني والسجالات الفنية؟

في الحقيقة أشجّع كثيراً الأعمال المختلطة وأنا جدا ًمن المدافعين عنها والسبب أنّني أرى أنّ الإعمال المختلطة تضيف نكهة مميّزة على العمل ككلّ بفعل وجود هذا الاختلاف أو الاختلاط إذا صحّ التعبير. فمنذ بدايتي تقريباً والأعمال التي شاركت بها كانت بمعظمها مختلطة " Pan Arab " وأرى أنّ هذه الأعمال يمكن للمثل أن يضيف إليها ويأخذ منها الكثير وهذا ما يجعلها غنيّة ومميّزة ولكن يجب طبعاً الانتباه أيضاً إلى النصّ الذي تقدّمه هذه الأعمال إذ عليها أن تكون واقعيّة وأن تكون مكتوبة بشكل صحيح.

ما رأيك بالدراما اللبنانيّة حالياً وكيف تنظرين إلى الأعمال الرمضانية والسباق الرمضاني الذي يعتبر مهماً في الوسط الفني وأين أنت منها؟

أعتبر الدراما اللبنانيّة في تطوّر مستمرّ فعلاً وما نراه من أعمال ملفت حقاً أما بالنسبة إلى الأعمال الرمضانية فأنا لا أحبّ تسمية " السباق الرمضاني " ولا أفهم معناها حقاً. أحبّ تقييم العمل كعمل مهما كان موعد عرضه. بالنسبة لي، لست بعيدة عن الأعمال الرمضانية ولكن شاءت الظروف أنني كنت منشغلة حالياً في تصوير " عروس بيروت " ولكنّني قدّمت قبلها " ليالي أوجاني " و " الزيبق " وغيرهل من الأعمال ولكن العملين كانا في مصر ولكنّهما عرضا في شهر رمضان المبارك.

من الفنّ ننتقل لنتكلّم قليلاً عن لبنان وما يعيشه من مشاكل وظروف قاهرة حالياً، كنجمة شابّة كيف تشعرين اليوم وأنت ترين بلدك منهاراً؟ وما هي وجهة نظرك من الهجرة لا سيما أنّها موضوعاً مطروحاً أمام شباب لبنان بحثاً عن مستقبلهم؟

 فعلاً، نعيش فترة حزينة وصعبة وفي هكذا وضع وظروف لا يسعني سوى القول أنّ اللبناني إجمالاً والشباب اللبناني لا يستحقّ العيش كذلك وفي ظلّ هذه الظروف فهو لا ينقصه أيّ شيء. اللبناني يتمتّع فعلاً بالثقافة المطلوبة والعلم المطلوب ولا يستحقّ العيش في ظلّ هذه الظروف إنما يستحقّ فعلاً أن يؤمن له ظروفاً تناسبه وتساعده على التحليق عالياً.

للأسف، نعيش في ظلّ ظروف صعبة وبالنسبة إلى رأي في موضوع الهجرة أرى الأمر عرضة للجدل. شخصياً، أنا بطبعي أتعلّق بالأهل والعائلة والمكان وأتعلّق عاطفياً بذلك ولكنّني وفي المقابل، أرى أنّ الأمر يعود لظرف كلّ إنسان والظروف المحيطة به. فإن كان الشخص مؤمناً في وطنه ولديه فرصة عمل أو مكتفي إذا صحّ التعبير، لا أرى من مانع أن نعطي أملاً وفرصة لهذا الوطن ولكن طبعاً أعود وأشدّد أنّ هذا القرار رهين الشخص وظروفه.

فستان وقبّعة من  Sandra Mansour  

قرأت مقولة علقت في ذهني " غداً أجمل الأيام "، هل تؤمنين بالغد وترينه أجمل من اليوم؟

إنها حقاً مقولة ملفتة للغاية وقويّة ولكنّها جميلة وحزينة في الوقت ذاته. من المحزن بالنسبة لي أن نعتبر الغد أجمل الأيام وفي الوقت ذاته إنه لأمر ملفت أن يكون لدينا الأمل بأنّ الغد سيكون جميلاً. شخصياً، أحبّذ فكرة أن يكون " الآن أجمل الأيام " فأنا أحبّ وأفضّل أن أعيش اللحظة وأحلم بأن يكون الآن أجمل الأيام رغم أنّ ذلك ليس بالسهل اليوم وتحديداً مع كلّ ما نعيشه في بلدنا لبنان.

آمل أن يأتي يوماً ونشعر بأنّ الآن جميلاً وألا نتخلى في الوقت ذاته عن الأمل بغدٍ أجمل ولكن من دون إلغاء إمكانية أن يكون " اليوم " أجمل الأيام. أتمنى أن نشهد أياماً تكون كلّها جميلة.

أخيراً، لا بدّ من التكلّم عن الجمعيّة التي تشجعينها مؤخراً، ما الذي يضيفه إليك العمل الإنساني؟

ما يهمّني هو أن أنجح أنا بإضافة شيئاً معينا ًعلى جمعيّة " نساند " الإنسانيّة، هذه المنظمة غير الحكومية التي لفتني فعلاً هدفها وبرنامجها ألا وهو العيش المستدام. إنّ هذه الجمعيّة تهتمّ بمساعدة العائلات اللبنانيّة على العيش المستدام وهذا يعني تقديم الدعم لهم كي يحصلوا على فرصة عيش مستدامة وليس تقديم مساعدة آنية فقط. ففي لبنان تحديداً الكثير من العائلات التي هي بحاجة إلى المساعدة أكانت غذائية أو إعادة تأهيل المنازل أو توفير المؤن الغذائية أو المساحات بهدف الزراعة وتأمين المؤن من الزراعة أو حتى تأمين المواشي أيضاً وهذه الجمعية تعمل على ذلك في برنامجها كي تضمن لهذه العائلات الاكتفاء الذاتي.

 

 
العلامات: كارمن بصيبص
شارك