في اليوم الوطني السعودي: ثلاث بطلات رياضيات رفعن اسم المملكة في المحافل الدولية

تمارس الكثير من الشابّات السعوديّات نشاطاً جبّاراً لفتح المجال أمام مشاركة غيرهنّ من نساء بلدهنّ في السبّاقات والراليات المحليّة والعربيّة والعالميّة، ليُثبتنَ للعالم أنّ ما من مجال يُمنع على المرأة في المملكة. فهي قادرة على النجاح والوصول إلى أيّ هدف تضعه نصب عينيها. في ما يلي نلقي الضوء على 3 بطلات أثبتنَ أنّ لا شيء مستحيل أمام القوّة والإرادة.

دانيا عقيل

بعدما شاركت الشابّة السعوديّة دانيا عقيل في سباقات على حلبات الإمارات والبحرين خلف مقود الدرّاجة الناريّة، وشاركت كأوّل سعوديّة في جولة عالميّة للراليات الصحراوية، ها هي اليوم تستعدّ لرالي داكار العالمي. فكيف بدأ حبّها للرياضة ولماذا قرّرت وهي الحاصلة على ماجستير في الأعمال الدولية من بريطانيا أن تعود للمملكة لتمارس هوايتها التي تحوّلت بجهدها الخاصّ إلى عمل دائم لها، فتجتهد لتثبت نفسها وترفع اسمها واسم أسرتها وبلدها عالياً من خلالها؟

هل كنت تهوين السباقات في مراهقتك وهل تخيّلت أنّك ستكونين أوّل شابّة سعوديّة تشارك في كأس العالم للراليات الصحراوية؟

أحببت السيارات والسرعة منذ طفولتي، فقد كنت أحسّ بالحماس والطاقة لدى رؤية أيّ آلية قويّة قادرة على السير بسرعة عالية. ولكنّني لم أفكر يوماً أنّني سأكون سائقة في سباقات محترفة. على مدى سنين ومع تطوّر قيادتي حيث نلت الرخصة في بريطانيا وأنا في السابعة عشرة من عمري وصرت أقود في مناطق ذات طبيعة وعرة وقاسية كالصحراء أو في أراض جبليّة مليئة بالثلوج، باتت لدي مهارات أكبر خوّلتني الدخول إلى ميادين أوسع في هذا المجال. وحين صرت فوق الثلاثين أردت أن يتحوّل حبّي للقيادة إلى عملي الدائم، فحصلت مجموعة صدف أوصلتني إلى كأس العالم، حيث شاركت في سباقات في دول عربيّة وفي المملكة وأستعدّ حالياً للمشاركة في رالي داكار.

كيف تستعدّين لكلّ سباق جديد؟

لا أفكّر في السباق في أوقات التحضير، بل يكون كلّ تركيزي منصبّاً على اللحظة التي أعيشها، لأن التفكير المسبق وعن بعد سيجعلني أقترف الأخطاء بعد الانطلاق.. أنسى كلّ شيء عن المسار وأظلّ في اللحظة الحالية، لحين الانطلاق حيث يجرّني الطريق وما أصادفه عليه إلى خط النهاية.

كيف تشجعين الفتيات على ممارسة الهوايات الرياضية التي يفضلنَها دون الخشية من نظرة المجتمع؟

في الحقيقة لم أتعرّض لنظرات سلبيّة من المجتمع فبكلّ بساطة أنا أمارس هواية ترضيني وتسعدني وأرى أنّها تطورني وتساعدني وتحسنّني بطريقة إيجابيّة. وهي لا تضرّني أو تسيء لمن حولي، لذلك أستمرّ في ممارستها. أمّا المجتمع، فطبيعي أن ينقسم ما بين مع وضدّ، أو حتّى قد نصادف من لا يعنيهم الموضوع لأن الرياضة لا تهمّهم. لذلك، لا ألتفت كثيراً لما يُقال لأنّ الوقوف عند كلّ رأي سيعيقني وسيضيع مجهودي وتركيزي. من هنا آخذ قراراتي معتمدة على أفكاري ومعتقداتي الخاصة. وأشجّع كلّ شابّة أن تتّبع إحساسها وتبحث عمّا يرضيها ويحقّق لها ولمن حولها الفائدة والتطوّر.

كيف هي استعداداتك للمشاركة في رالي داكار العام المقبل؟

أتدرّب في World Cup for Cross-Country Bajas وأنوي المشاركة في سباق أبوظبي وسباق حائل لأنّهما يعتبران من السباقات الطويلة التي ستساعدني لاكتشاف مسارات جديدة وصعبة، ما سيسهل عليّ الطريق حين أصل إلى داكار.

هل تقومين بترتيبات يومية وما الذي يعطيك القوّة للاستمرار والسعي دائماً للتقدًم؟

أمارس الرياضة بشكل شبه يومي، وأحرص على تناول الوجبات الصحية لأقوًي عضلاتي وأحافظ على لياقة بدنية عالية. وما يعطيني القوّة هو اعتقادي أنّ كلّ خطوة نقوم بها في يومنا ستؤثر على الغد، وبالتالي لو أخذت عشرة قرارات إيجابية في يومي سأجد بعد شهر فوائد منها أو أكثر ربما. لأن كل شيء له أثر ولو لم يكن آنيّاً فسيكون مستقبليّاً. بالتأكيد أخذت قرارات خاطئة وهذا الأمر لا بدّ من أن يحصل، ولكن يبقى في نيّتي اتّخاذ قرارات مفيدة تحسّن حياتي وتنعكس إيجاباً على حياة الآخرين.

ما هي طموحاتك ومشاريعك للخمس سنوات المقبلة؟

تركيزي حاليّاً منصبّ على رالي داكار فهو كان بمثابة الحلم الذي أراه بات قريباً، ولذلك أشارك في مجموعة سباقات الممهّدة له إذ تساعدني على التدرب والاستعداد.

ما الذي يعنيه لك اليوم الوطني السعودي وما رأيك بالانفتاح الحاصل بالمملكة من تمكين النساء وتفعيل القطاع السياحي؟

يوجد الكثير من الفرص المتوفرة للسعوديات فنحن نعيش في زمن مشرق وإيجابي جداً بالنسبة إلى الشباب السعودي، لا سيّما تحت قيادة الملك سلمان ونجله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. بالتالي إنه وقت الاجتهاد والعمل لأنّ الأضواء كلها مسلطة على شعبنا، فيما نستمر بالتقدّم في كلّ القطاعات.

ريم العبود

لطالما أحبت الشابة السعودية ريم العبود سباقات الفورمولا إي ولم يمنعها كونها فتاة من أن تلحق شغفها لتصير وهي في سن يافعة أول وأصغر امرأة سعودية تنهي بنجاح إختبار القيادة على حلبة الدرعية في الرياض. حصلت ريم أيضاً على المركز الأول في الجولتين الثانية والثالثة من فئة السيدات في أوتو كروس على حلبة الريم بالرياض، وسجلت رقماً قياسياً في بطولة كسر الزمن لسباق السيارات مرتين على التوالي عن فئة السيارات المعدلة على حلبة الريم. وقد كان لنا معها لقاء تحدثت فيه عن مسيرتها والتحديات التي واجهتها وطموحاتها المقبلة.

ما هو الشعور الذي ينتابك حين ترتدين بدلة الفورمولا اي وتضعين الخوذة على رأسك؟

أشعر في كل مرة أتحضر لسباق بأني أنطلق لتحقيق أحلامي، فهو إحساس متجدد بالتحدي والفخر والسعادة وأتمنى أن يرافقني دائماً لكي أصل إلى حلبات عالمية وأحقق كل ما أصبو إليه.

كيف تسعين لتطوير نفسك على حلبات القيادة؟

الالتزام هو أساس كل شيء، فأنا مواظبة على التدريب وممارسة القيادة ولا أنقطع عن الميادين لفترة طويلة كما أن اللياقة وتعزيز القدرة على التحمل أمران مهمان جداً، بالإضافة إلى أني لا أفوت أي فرصة تسنح لي في هذا المجال، فالتجارب تزيد خبرتي وتكسبني المزيد من المهارات.

ما رأيك بتزايد تواجد النساء في المجالات الرياضية في المملكة؟

المرأة السعودية تحظى بدعم لا محدود من حكومتنا الرشيدة لتمكينها في مجتمعها وجعلها عضوة مساهمة في بناءه ورفعته بجانب شريكها في البناء الرجل السعودي، وقد شاهدنا الخطوات الجبارة التي قامت بها حكومتنا مؤخرًا من تحديث الأنظمة المتعلقة بمشاركة المرأة السعودية في الرياضات التنافسية والتي كانت مقتصرة على الرجال... يوجد الكثير من النساء البطلات في مختلف الأنواع الرياضية إن كان في الكارتينغ أو الفورميلا أو الرالي.. وأنا أعرفهن شخصياً وأرصد مدى شغفهن وحبهن لما يقمن به، وتزايدهن بشكل كبير أمر جميل جداً لأننا دائما نشجع بعضنا على المنافسة والتطور، فلدينا الروح الرياضية وهذه الصفة هي من من أهم الصفات التي تساهم في النجاح في أي مجال رياضي.

أنت ملهمة للكثير من الشابات السعوديات فما هي رسالتك لهن؟

أقول للمرأة السعودية: لا عذر لك اليوم لكي لا تعملي بجد في المجال الذي تبرعين فيه كي تساعدي في بناء وطن أكثر تطوراً وتساهمي في صنع إنجازات جديدة مع وجود الدعم الكبير من حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده حفظهم الله لجميع أبناء الوطن سواء نساء أو رجال. وأقول لها أيضاً: لا يوجد مستحيل عندما يكون لديك الطموح والإصرار والاستمرار، هذه الكلمات الثلاث هي السر أو المفتاح للنجاح في كل المجالات وليست فقط في رياضة السيارات.

صرت أصغر سعودية تقود فورمولا اي فما الذي عناه لك هذا الإنجاز وهل أحببت النجاح والشهرة؟

بالطبع أحسست بفرح غامر وشعرت بحجم المسؤولية التي ازدادت على كاهلي ولذلك أنوي الاستمرار في هذه الرياضة والمواظبة على التدريب والتطوير لكسب المزيد من الخبرة ودخول سباقات عالمية فأنا أتطلع للوصول إلى الفورميلا بكل أنواعها.

ما الذي يعنيه لك اليوم الوطني السعودي وما الذي تطمحين لتحقيقه كي ترفعي اسم المملكة في المحافل الدولية؟

هو يوم فخر وسعادة لنا جميعا كرياضيين وغير رياضيين وأطمح بالمشاركة والفوز في بطولات عالمية لتحقيق المراكز الأولى ورفع اسم المملكة عالياً، فهي وطني وفخري وانتمائي وأهدي كل إنجاز أحققه لأرضها وشعبها.

مشاعل العبيدان

 

بفضل شغفها الكبير وقوّتها وإصرارها، كانت مشاعل العبيدان أوّل سعوديّة تحصل على رخصة قيادة الدراجات النارية الترابية، كما أنّها حاصلة على ماجستير في الولايات المتّحدة والترخيص والتدريب في الديرت بايك والستريت بايك. وقد خاضت رالي باها الشرقية الدولية وباها أراغون في إسبانيا وسطّرت أمجاداً جديدة لنفسها ولبنات بلدها على الخارطة الرياضيّة العربية والعالمية. وهي تستعدّ لرالي داكار العام المقبل.

هل كانت مشاعل الطفلة تظنّ أنّها ستكون في يوم ما أوّل شابّة سعوديّة تشارك في كأس العالم للراليات الصحراوية؟

كنت أعرف أنّني سأحقق شيئاً كبيراً حين أصبح كبيرة فقد كانت لديّ قناعة أنّني سأرفع اسم بلدي وسأكون مميّزة عن بنات جيلي. لكنّني لم أتوقّع أن يكون ذلك في مجال الراليات، مع العلم أنّني لطالما أحببت السرعة والرياضات الخطيرة التي تتطلّب الحركة وتزيد من الأدرينالين. وتعلّمت قيادة السيارة بإشراف والدي في سنّ الحادية عشرة وكنت أستمتع بركوب الخيل وبقيادة السيارات رباعيّة الدفع. أحببت الرياضات منذ كنت صغيرة جداً، فهذا الميل هو جزء من شخصّيتي كمَيل بعض الفتيات نحو القراءة مثلاً أو الرسم، وبعدها صرت أحبّ ممارسة كلّ الرياضات الجديدة والصعبة . فبالنسبة إليّ الحركة هي الدواء لكلّ داء، مع الوقت ازداد تركيزي على الراليات وبدأت أحقّق إنجازات مهمّة في هذ المجال.

صفي لنا الشعور الذي ينتابك حين ترتدين بدلة السباق وتستعدين للانطلاق؟

أجمل شعور أعيشه هو لحظة الانطلاق ففي هذه الثانية يكون كلّ تركيزي منصبّاً على ما هو مقبل. وأنسى كلّ شيء في الحياة وأعيش متعة كاملة وتركيزاً عالياً جدّاً على السباق. كلّ حواسي تكون حاضرة ومستعدّة: يداي في عمل مستمر ورجلاي تتحركان باتّساق، سمعي مع مساعد السائق ونظري مركز على الطريق أمامي.. إنّها حالة متكاملة تأسرني في كل مرّة أعيشها.

كيف تشجّعين الفتيات على ممارسة الهوايات الرياضية التي يفضّلنَها من دون الخشية من نظرة المجتمع؟

حين قرّرت المشاركة في الراليات لم يكن هناك رخص للبنات لممارسة هذه الرياضة في المملكة، لذلك طرقت باب الاتّحاد السعودي وعملت بجهد معهم لأحصل على رخصة، ولم أستسلم أو أفكر بالتراجع ولو لمرّة. وأقول للشابّة السعوديّة: لا شيء تريدينه يكون سهلاً ولكن لو أردته بحقّ فيجب ألّا تستسلمي، وستجدين 20 باباً مغلقاً أمامك إنّما لو آمنت بنفسك، فستفتحينها وتمرّين. حين تتعبين أكثر تأكّدي أنّ النتيجة ستكون أفضل فلا شيء يضاهي الشعور بالإنجاز بعد تالعب والجهد.

كيف هي استعداداتك للمشاركة في رالي داكار العام المقبل؟

أستمرّ في المشاركة براليات عربيّة وأجنبيّة، وفي نيتي التمرّن والتعرّف على مسارات جديدة لأتحضّر للسباق الحلم بالنسبة لي وهو رالي داكار. فهدفي هو أن أدخل داكار وأنهيه هذه السنة. والدخول إليه ليس سهلاً وإنهاؤه كذلك. أتمرّن بشكل مكثّف وتماريني تتفرّع إلى ثلاثة أنواع فهي جسديّة ونفسيّة وميدانيّة، فأحاول زيادة قوّة جسمي من خلال الرياضة، وأعزّز طاقتي الإيجابيّة وتركيزي ووعيي. كما أزور مدن مختلفة لتجربة مسارات صعبة فأزور حائل أو دبي وأتدرّب هنا في الشرقية ولا أتوانى عن المشاركة في أيّ سباق جديد لأزيد من استعدادي.

هل أحببت الشهرة وأن تكوني تحت الأضواء؟

لا تعنيني الأضواء بل هي توتّرني وتزعجني أحياناً ولكنّها تساعدني في الوصول إلى هدفي في إلهام من حولي في مسيرتي وبالجهد الذي بذلته لأصل إلى تحقيق جزء من أهدافي.

حدّثينا عن سباق باها أراغون الذي خضته في أسبانيا مؤخراً في خامس جولات بطولة كأس العالم للباها كروس كانتري؟

يسمّى هذا السباق بالـ"ميني داكار"، وهو أصعب جولة في البطولة الأوروبيةّ، وحرصت على دخوله لشدة المنافسة فيه ولوجود أهمّ الأبطال العرب والأجانب من العالم ضمنه. وقد كنت في الجولة الوحيدة من الفئة التي أسابق فيها وهي T3 مع 16 متسابقاً، حيث لم يسبق لأيّ سيّدة عربيّة أو خليجيّة المشاركة في أحد المنافسات الأوروبيّة، وأنهيت السباق وكنت من العشرة الأوائل حيث حللت في المركز السابع.

ما الذي يعنيه لك اليوم الوطني السعودي وما رأيك بالانفتاح الحاصل بالمملكة من تمكين النساء وتفعيل القطاع السياحي؟

لي الفخر أن أكون ابنة المملكة التي تعمل على الدوام لخدمة شعبها وتواكب التغيير بسرعة كبيرة على مختلف الأصعدة. نحن اليوم نستقبل وننظم أفضل السباقات العالميّة كما أنّنا نواكب ونقيم أهمّ الأحداث الفنّية والثقافيّة ونرعى الشباب ونقدّم لهم كلّ الدعم للنجاح في كلّ المجالات الحيوية. أنا فخورة بأنّني سعوديّة وفخورة بكلّ أبناء بلدي سواء في المجالات الرياضيّة أو غيرها، وأعيد وأكرر أن أيّ إنجاز نحقّقه يتمّ بدعم القيادات الرشيدة التي توجّهنا وترعانا وتهتمّ بمصلحة الشعب لتذهل العالم بإنجازات واعدة بوقت سريع وتعد بالمزيد في كل المجالات.

اقرئي المزيد: تخريج أول دفعة من المجندات في السعودية

 

 
شارك