فاطمة الهاشمي: الموسيقى مهنة وليست هواية

شغفها بالفنّ والموسيقى وبآلاتها رافقها منذ صغرها. إنّها صاحبة الصوت الأوبرالي والعازفة الموسيقيّة فاطمة الهاشمي التي استطاعت أن تحقّق لاسمها مكانة مميّزة في المجتمع العربي كونها من بين أوائل النساء الإماراتيّات اللواتي خطفن الأنظار بفنّهنّ الأوبرالي وعزفهنّ على أكثر من آلة موسيقيّة.
خلال رحلة صقلتها بشهادات وخبرات وتجارب عدّة ووقفت فيها على مسارح عالميّة، استطاعت فاطمة أن تكون من النساء اللواتي نحتفي بهنّ في عالمنا العربي... هي التي نشأت في كنف عائلة تعشق الموسيقى واستطاعت أن تنتبه منذ الصغر إلى موهبتها تبرز اليوم كامرأة حقّقت نجاحاً كبيراً في وقت قصير وجعلت الأضواء مسلّطة عليها بسبب موهبتها وما تقوم به...

تتمتّعين بموهبة استثنائيّة، ما الذي يعنيه لك أن تكوني مغنّية أوبراليّة إماراتيّة؟ 
تمثيلي لدولة الإمارات في المحافل الثقافيّة والدبلوماسيّة سواء خارج الدولة أو داخلها هو فخر ومسؤوليّة فأنا أطمح إلى أن أكون مثالاً مشرّفاً للأجيال القادمة.

تعزفين أيضاً على أكثر من آلة موسيقيّة، أيّهما أجمل أو ما الذي تفضّلينه؟ الغناء أم العزف؟ ما الذي يكمّلهما وما الذي يفرّقهما؟ 
الموسيقى تمزج العزف والغناء. فالعزف هو غناء أيضاً بكيفيّة أداء الجمل الموسيقيّة. ولكنّ الغناء له مكانة خاصّة في قلبي، فهو يجعلني أكتشف قدرة جسم الإنسان ومدى تحكّمنا به لأنّ الحنجرة هي الآلة المستخدمة في الأداء.

تتشاركين حبّك للفنّ مع عائلتك وإخوتك، هل يساعدك ذلك في مسيرتك المهنيّة؟
ترعرعت في بيئة فنيّة جمعت بين فنون الأداء والفنون التشكيليّة. فعائلتي متذوّقة للفنّ ومحبّة للموسيقى بشكل خاصّ، وهي السبب الأوّل الذي دفعني إلى تطوير موهبتي في شتّى المجالات ودعمني في مسيرتي المهنيّة المتمثّلة بالفنّ.
 
إبداعك وموهبتك أوصلاك إلى المسارح العالميّة، هل من وقفة أو لحظة معيّنة تفضّلينها وتعتبرينها الأجمل؟ وما الذي يعنيه لك أن تقفي على مسارح عالميّة؟
أجمل اللحظات هي عندما أردّد السلام الوطني الإماراتي على المسارح العالميّة، ومن اللحظات المفضّلة لديّ ثناء الجمهور ومفاجأته بإتقاني لغات عدّة.

رغم شغفك بالموسيقى والفنّ منذ الصغر ورغم دعم أهلك لك درست الهندسة المعماريّة، لماذا؟ وماذا تقولين للشابّات الموهوبات واللواتي لا يلاقين الدعم العائلي لمواهبهنّ الفنيّة؟
درست الهندسة المعماريّة لحبّي وشغفي بالرسم. ولكن أحد الأسباب التي جعلتني أبتعد عن دراسة الموسيقى هي عدم توفّر التخصّصات الموسيقيّة في الإمارات، إلّا أنّني تعلّمها في المعاهد الخاصّة وحصلت على شهادة في أداء آلة البيانو حتّى أنّني حصلت على ماجستير في إدارة الفنون الأدائيّة. ولهؤلاء الشابّات اللواتي يمتلكن الموهبة ويبحثن عن فرص لهنّ أقول: إن لم تتوفّر الفرص فنحن نخلقها، فالموهبة نجعلها مهنة تماماً مثل ما جعلتها أنا من خلال رئاسة قسم الموسيقى في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة.

يقال إنّ المرأة التي تعزف الموسيقى تكون حسّاسة أكثر من غيرها، هل هذا صحيح؟ ما الذي يميّز فعلاً المرأة الفنّانة؟
تعرف المرأة بعواطفها الجيّاشة كما أنّ الفنّان يتمتّع بحسّ فنّي فكيف إذا اجتمع الاثنان معاً! 

يقال أيضاً إنّ الفنّانة تفكّر بفنّها وبقلبها أكثر من عقلها وما يهمّها هو فنّها وجودة ما تقدّمه أكثر من الشهرة والربح، ولكنّك استطعت النجاح فعلاً، فما سرّ نجاحك كفنّانة؟ 
شغفي وحبّي لفنون الأداء وتحديداً الموسيقى والغناء، فأنا أبحث عن التميّز والجودة وهما لا يجتمعان إلّا باستمرار التدريب وكسب المعرفة.

صرّحت مرّة أنّ الموسيقى مهنة وليست هواية وأنّ وجودها في الإمارات واقع جديد، ما هي الخطوات الذي ترينها ضروريّة لتطويرها وتسليط الضوء عليها في المجتمع الإماراتي لا سيّما أنّك ترين ضرورة وجود تربيّة موسيقيّة في المراحل المبكرة في المدارس؟
أوّلاً أجد ضرورة لوجود الوعي الثقافي في المجتمع، فالمهن المستقبليّة في مجال الفنون هي أصلاً موجودة، كوظائف التدريس في المدارس أو الوظائف الإداريّة في الجهات الاتحاديّة والمحليّة أو الوظائف الفنيّة في المسارح ومراكز فنون الأداء. ثانياً، أرى أهميّة إعادة النظر في المناهج الموسيقيّة في المدارس والتركيز على المواهب المميّزة لصقلها وتهيئتها للمرحلة الجامعيّة التخصصيّة أمر ضروري.

نحتفل قريباً بيوم المرأة العالمي، كيف تصفين المرأة؟ وما الذي يميّز المرأة العربيّة تحديداً؟
المرأة هي المجتمع وما يميّز المرأة العربيّة هو تمسّكها بهويّتها رغم ثقافتها وعلمها ومعرفتها بشتّى المجالات.

كامرأة وجدت طريقها إلى النجاح، ما هي نصائحك لأيّ امرأة تسعى لتحقيق نجاحها؟ هل من وصفة معيّنة للنجاح؟ هل من تحدّيات واجهتها وما الذي ساعدك على تخطّيها أو كيف تخطّيتها؟
عدم الاستسلام هو سرّ النجاح! فالعثرات ما هي إلّا خطوات تقودنا إلى سلّم النجاح. التحدّيات كثيرة ومتنوّعة ولكن إصراري على ما أفعله هو ما يجعلني أتخطّاها بسهولة. 
 
ماذا تقولين لكلّ امرأة محبطة اليوم أو لكلّ امرأة فقدت الأمل أو تشعر بأنّها مكبّلة؟
تحكّمي بذاتك ولا تجعلي محيطك يتحكّم بك.

من هي المرأة التي ألهمتك والتي لا تزال تلهمك والتي تعتبرينها مثالك الأعلى؟
كثيرات هنّ النساء الملهمات ولكن مثالي الأعلى هي سعادة هدى ابراهيم الخميس، مؤسّس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون.

هل قرأت يوماً كتاباً أو مقولة لفتت أنظارك لدرجة أنّك حفظتها واعتبرتها مقولة ملهمة عملت بها؟
مقولة مغنّية الأوبرا الشهيرة ماريا كلاس: “لا تحدّثوني عن القوانين، أنا من يضع القوانين بوجودي”. هكذا امتازت ماريا كلاس بأدائها عن باقي مغنّيات الأوبرا.

إن كان عليك اختيار عنوان لرحلة نجاحك هذه، ماذا قد يكون؟
على الطريق...

 
شارك