غالية خوجة: اليوغا للطفل بحر من العلاجات لمشاكله النفسية والجسدية

بعد أن تخصصت السعودية غالية خوجة في مجال التعليم المبكر للأطفال وعملت لفترة في مجال الإدارة والتعليم وجدت نفسها تميل نحو الرياضة واليوغا ولأنها تحب الصغار وتفضّل براءتهم وعالمهم البعيد عن التزلف والنفاق، شعرت أنها بحاجة للاستمرار في التعامل معهم إنما من خلال مجال مختلف عن التعليم. فاختارت الرياضة وتحديداً اليوغا وتعمقت في دراسة تمارين التأمل المخصصة لهم وبدأت بإعطاء دورات وصفوف موجهة لمختلف فئاتهم العمرية في جدة. وقد التقينا غالية لتحدثنا عن مدى استفادة الأولاد من اليوغا وانعكاسها على صحتهم النفسية والجسدية.

لماذا قررت تعليم الأطفال مجال جديد عليهم وهو اليوغا؟

أحببت اليوغا عندما بدأت التعمق بمختلف أنواعها وأدركت مدى أهميتها على المستوى النفسي والجسدي وقدرتها على تهذيب الروح والارتقاء بالمشاعر وتخفيف كل أنواع التوتر والضغوط الحياتية المختلفة. ولكثرة حبي بالأطفال أردت أن أعطيهم الفرصة بالاستفادة من هذا المجال فتعلمت عنه وعن مختلف الرياضات المخصصة لهم وبدأت بإعطاء دورات مختلفة ولكل الفئات العمرية من 3 حتى 12 سنة. وجدت تفاعلاً كبيراً من قبل الأهل والصغار الذين كانوا يحبون الصفوف ويتفاعلون بشكل إيجابي معي.

ما هي الفوائد الجسدية والنفسية التي تعود على الأطفال الذين يمارسون اليوغا؟

تماماً كالكبار يبدأ الأطفال بفهم الكثير من مشاكل الحياة منذ سن الثالثة تقريباً وبالتالي يكونون مختلف أنواع المشاعر كالقلق والخوف والتوتر، وهم بالتالي سيستفيدون من اليوغا ليهذبوا تصرفاتهم ويكونون أكثر هدوءاً وانسجاماً مع محيطهم. وهذا ما ألاحظه بعد انتهاء دورة من اليوغا على تصرفات الأطفال الذين خضعوا لها، إذ يصيرون أكثر لطفاً وانضباطاً وانفتاحاً على النفس والآخرين. من الناحية الجسدية فإن اليوغا تتضمن الكثير من التمارين الرياضية التي تضمن للصغار القيام بحركات ونشاطات هم بحاجة إليها ليخرجوا الطاقة الكامنة لديهم والتي ازدادت كثيراً بعد أن قبعوا لوقت طويل في المنازل بعد كورونا. فالصغير يحتاج أن يلعب في الحدائق والأماكن المفتوحة وأن يكتشف محيطه ولا يظل جالساً بين 4 حيطان وممسكاً الهاتف الخلوي بيديه. بالتالي فإن هذه التمارين تزيد نشاطه وتقيه من مخاطر كثيرة كالسمنة وغيرها من الأمراض التي باتت لا تفرق بين كبير وصغير.

هل تختلف الحركات التي يتعملها الصغار عن تلك التي يقوم بها الكبار في صفوف اليوغا؟

بالطبع تختلف الحركات كثيراً فالوضعيات تكون أسهل ووقتها أقصر لأن الطفل لن يتمكن أن يحافظ على توازنه لفترة طويلة في وضعية صعبة. من هنا أسعى إلى التنويع في الحركات وابتكار صفوف تدخل فيها أنماط مختلفة من النشاطات كي أفيد الأطفال الذين يتواجدون معي. أسعى أن يكون هناك هدف لكل صف، مثلاً قدمت دروساً تساعد في السيطرة على الانفعال والغضب، فيتعلم الأطفال كيف يسيطرون على مشاعرهم من دون تدخل أحد، فقط من خلال إدارة ناجحة لأفكارهم وحركاتهم.

بماذا تختلف اليوغا عن باقي النشاطات الرياضية؟

اليوغا ليست لعبة تنافسية أي لا تنمي لدى الطفل أي رغبات بالتفوق أو تضعه تحت ضغط لكي يظهر أفضل ما عنده، كما نلاحظ في ألعاب أخرى. إنها نشاط جماعي يركز على كل فرد على حدى ويحاول مساعدته على الانسجام مع الفريق الذي يتواجد معه. تمارين اليوغا تسعى لتقوية اللياقة البدنية وزيادة الليونة وتجعل الطفل أكثر هدوءاً وتهذيباً كما أنها تغيّر في شخصياته وتزيد انفتاحه وتجعله يتحدث عن مشاعره وما يزعجه. إنها بمثابة علاج نفسي كما أنها تعطي الفوائد الجسدية التي يحصل عليها من أي نشاط رياضي آخر.

هل يوجد مستويات للصفوف؟

بالتأكيد هناك مستويات مختلفة للصفوف وأنا أقيّم الطفل الذي ألتقيه للمرة الأولى لأعرف ما هو النشاط الأنسب له. فبعض الولاد الذين يحبون بطبيعتهم الحركة يكونون أكثر استعداداً للتعلم والتقدم السريع نحو مستويات أعلى. وآخرين يجدون صعوبة في التحكم بحركات الجسد وبالتالي يحتاجون مجهود أكبر. أنا أحاول أن أسهل الحركات على الأطفال فلا ألزمهم بضرورة إتقان التمارين الصعبة من المرات الأولى بل أعطيهم الوقت اللازم كي يصلوا إلى مرحلة إتقان أي وضعية أو نشاط. فالمهم أيضاً هو تعزيز الحس بالتعلم والاستفادة كي يشعر الطفل بأهمية الإنجاز الذي حققه في نهاية الطريق.

هل شعرت أن الأطفال الذين تمرنوا معك أحبوا اليوغا؟

يصدمك الأطفال بمدى التزامهم وتفانيهم في تقبل الملاحظات والتوجيه لكي يتحسنوا، كما أن دور المدرب يكون بتوجيههم وبحثهم أكثر على الالتزام وعلى الاستمتاع بوقتهم خلال فترات التمرين. الطفل هو كالعجينة الخام والبريئة والصافية التي تحتاج إلى يد ثابتة وقوية تساعده وتدله على ما يفيده إنما لا تأمره أو تقسو عليه، وحين يشعر بالأمان سيبدع في الكثير من المجالات المتاحة أمامه.

كيف تشجعين الأمهات على تسجيل أطفالهم في صفوف يوغا؟

جميع الأمهات يفكرن بمصلحة أطفالهن ولا سيما بعد أن خضعوا للحجر لوقت طويل، ومن مصلحة الطفل أن يخرج ويلعب ويتفاعل مع محيطه، ونحن في Studio Pulse للتمرين وموقعنا في جدة نحرص على أعلى معايير النظافة والتعقيم لكي يكون الأهل مطمئنون على صغارهم، كما أننا نقيم دورات دائمة ونستقبل جميع الأعمار. فلذلك أشجع الأم أن تأتي مع صغارها لكي تزيد من نشاطها الرياضي وتضع أولادها على هذا الطريق الذي سيفيدهم من مختلف النواحي.

اقرئي المزيد: أنشطة جديدة وصحية بانتظارك في العلا في السعودية

 
العلامات: يوغا للأطفال
شارك