غالية أمين: المرأة السعودية لديها كل ما يلزم لتبدع وهذه رسالتي في اليوم الوطني

كسرت الشابة السعودية غالية أمين القوالب النمطية للجمال ونجحت في مجال عرض الأزياء فتعاملت مع أهم العلامات الكبرى، كما تألقت في مجال تقديم البرامج وبات لها صوت بارز في العديد من القضايا التي تهم النساء العربيات والخليجيات والسعوديات. التقينا غالية التي درست تاريخ الفنون لكي تحدثنا أكثر عن تجربتها العملية وتشاركنا الوجهات المفضلة لها في المملكة.

لماذا اخترت دراسة تاريخ الفنون وكيف استفدت من هذا المجال لإدراك أهمية الإبداع والفن ودورهما لفتح آفاق للتواصل بين الناس؟

كان والدي جامعًا للفن وداعمًا للفنانين السعوديين الشباب وللفن الإسلامي، وكان هو السبب وراء انسياقي إلى عالم الفنون وشغفي بهذه المجالات الإبداعية، لطالما كان الفن بالنسبة لي وسيلة للتعبير ولتدوين ما أشعر به وما يجول في خاطري كما وللتطرق إلى ما يحصل حولي في العالم وذلك بأسلوبي الخاص، فأنا أعتبر الفن لغة عالمية وهو جسرًا حقيقياً للتواصل والتقارب بين الثقافات.

كيف أخذك الاعلام من مجال دراستك، وما هي أدوات نجاحك كمذيعة؟

بالإضافة إلى دراستي للفن فقد درست الموضة في مركز سانت مارتن في لندن. لقد بدأت الحياة المهنية كمنسقة أزياء وهو مجال أحبه كثيراً ويلامس قلبي وقد كان لعملي فيه دور في دخولي مجال الإعلام فقد تم التواصل معي بعدها لكي أقدم برنامجاً متنوعاً عن الموضة والفن والحياة. أعتقد أنّ ما يميزني هو بحثي الدائم عن الاكتشاف والمعرفة والرغبة بتعلم أمور جديدة، كما أن تنوع خلفيتي الثقافية وأفكاري كانا ولا يزالا السبب في بصمتي الخاصة.

تتابعك آلاف الفتيات اللواتي يثقن بآرائك في مجالي الموضة والجمال، فكيف تزيدين معارفك في هذين المجالين ومن هن النساء اللواتي ألهمنك؟

قي الحقيقة أنا أستمد إلهامي من الأفلام القديمة سواء الأعمال العربية بالأبيض والأسود أو أفلام هوليوود الكلاسيكية، ففي المشاهد التي تمر أمامنا يوجد الكثير من المشاهد التي تعكس تطور معايير وصيحات الموضة والجمال عبر التاريخ.

بالنسبة لملهماتي، فأنا أحب آشلي جراهام وكانديس هوفين وأجدهما من أكثر النساء اللواتي حافظن على طبيعتهن في الطريقة التي يتحدثن بها أو يتفاعلن مع المتابعين، كما أظهرا ثقة كبيرة بالنفس وبالشكل وهو ما تحتاج إليه كل فتاة شابة.

تحاكين بأسلوبك وثقافتك وجمالك واهتمامك بمظهرك الشابة السعودية الحديثة، فما هي نصائحك لها لتكتشف مكامن قوتها وتزيد ثقتها بنفسها؟

أقول لها: اتبعي أحلامك دائماً واكتشفي نفسك قبل محاولة إرضاء الآخرين، واحرصي على القراءة فهي تساعدك لتكتشفي ذاتك ولتعثري على ما تحبين القيام به.

كشخصية سعودية عامة ومعروفة، ما هو برأيك أكبر إنجاز لك؟

أكبر إنجاز لي هو أن أصبح أول عارضة أزياء سعودية ممتلئة، على الرغم من أنني لا أحب مصطلح الحجم الزائد أو أن يتم التركيز عليه، فمهمة العارضة هي أن تقدم الملابس التي ترتديها بالشكل الأمثل بغض النظر عن حجمها الذي أراه أمراً خاص.

حدثينا عن تجربتك في عرض الأزياء ولا سيما أنك تملكين معايير جمالية مختلفة عن السائد؟

كانت تجربتي في عرض الأزياء إيجابية للغاية حتى الآن، لكني أتمنى أن أرى عارضات أزياء عربيات وخاصة خليجيات في مجلات الموضة وبالأخص المجلات العربية والخليجية والمواقع الإلكترونية التي تروج لجميع أنواع الماركات من المجوهرات إلى الجمال والموضة.. هذا المجال واسع ومتشعب ونحتاج إلى تواجد المرأة الخليجية بشكل أكبر فيه، لانها اليوم باتت ناشطة في مختلف القطاعات، فليس عليها أن تكون بعيدة أو أن تخشى النقد في حال أحبت مجالاً مختلفاً عما هو سائد في مجتمعها. نحن بحاجة لرؤية العارضات الخليجيات والعربيات في أهم الحملات وعلى أغلفة المجلات العربية واللوحات الإعلانية وحملات متاجر الأزياء. الكبيرة

كيف تعاملت مع الانتقادات وماذا تجيبين كل من يعلق على مظهر الفتاة أو يتنمر على شكلها منطلقاَ من صور نمطية سائدة عن الشكل المثالي؟

الانتقادات والتنمر سيجدان طريقهما إليك بغض النظر عن كل صفاتك الحسنة، فلا تبالي كثيراً بآراء الغير، بل حافظي على توازنك النفسي وثقتك العالية بذاتك، كي لا تسمحي لآراء الآخرين أن تؤثر سلباً عليك.

كيف يمكن للشابة تتقبل نفسها وأن تحب شكلها وتضع حداً لتأثير الآخرين على حياتها؟

المرأة التي تشعر أن صحتها الجسدية والنفسية بخير، ستكون واثقة تلقائيًا من نفسها لأنها ستعرف أنها تفعل الشيء الصحيح. يمكن فقط التحكم في طريقة تصرفاتك وما تعتقدينه لذا حاولي تغيير أفكارك وتعزيز ثقتك بخياراتك، لأنه لا يمكنك أبداً التحكم بآراء وأفكار الآخرين.

تسافرين كثيراً وتختلطين بأطياف مختلفة من الناس، فماذا حملت معك من عادات وتقاليد وقيم وذكريات المملكة الى العالم؟

أنا فخورة جداً بخلفيتي الحجازية وأنا أحملها معي من خلال لهجتي في كل مكان، وأعتقد أن هويتنا ترافقنا دائماً فكل حديث أو لقاء أو فكرة نناقشها، تحمل شيئاً من عاداتنا وخلفيتنا الثقافية، وستصل إلى الآخر المنفتح على من حوله والراغب بالاستفادة من تجارب الغير.

أي مدينة تجدينها تشبهك أكثر من غيرها في المملكة وتحبين قضاء وقتك فيها ولماذا؟

لدي العديد من المدن القريبة من قلبي في المملكة. بالطبع منطقة الحجاز وهي مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة. هذه هي أكثر المدن التي قضيت فيها أوقاتي حين كنت طفلة، ولا يمكن أن أنسى ذكرياتي بين أحياءها، كما أناسها وتفاصيلها... أحب كثيراً الشاطئ في جدة ولا سيما منطقة أبحر، حيث المناظر الخلابة والبحر الرائع، كذلك لا يمكن أن أنسى منزلي، وكل ما عشته فيه من أحداث مع أسرتي، أما عن الذكرى التي لا يمكن أن أنساها، فهي حين كنا نهم لشراء الحلوى قبل العيد من منطقة البلد بجدة، فالسعادة تعتريني بمجرد العودة بالزمن إلى تلك اللحظات، حيث البراءة والفرح الغامر والحقيقي.

حدثينا عن رأيك الإنجازات التي تحققها النساء في المملكة في السنوات القليلة الفائتة وما هي رسالتك لمناسبة اليوم الوطني السعودي؟

المرأة السعودية تحقق الكثير من الإنجازات التي تجعلنا نفتخر بها وهذه برأيي مجرد البداية، فاليوم لدينا كل ما يلزم لكي نبدع ونتميز في أي مجال نرغب به، وأنا فخورة بأني ابنة هذه الأرض التي شهدت وتشهد الكثير من الازدهار والتطور السريع في مختلف القطاعات، وأتمنى في اليوم الوطني أن نشهد المزيد من الإنجازات التي تحتاجها بلدنا من أبناءها.

كيف ترين مستقبل عرض الأزياء والموضة في السعودية بشكل خاص والعالم العربي بشكل عام؟

عالم الموضة وعرض الأزياء ينمو بشكل سريع وكبير في المملكة العربية السعودية حيث يمكن العثور على الكثير من المصممين المحليين المميزين الذين يصنعون الكثير من القطع الرائعة التي ستجد بالتأكيد طريقها إلى العالمية.

اقرئي المزيد: أول أكاديمية موسيقية إفتراضية في السعودية

 

 

 

 
شارك