عزة زعرور: يتحقّق السلام من خلال محو الظلم وتحقيق العدالة
تعدّد المواهب أمر رائع! فبين الإعلام والتمثيل والغناء وصناعة المحتوى، يبرز اسمها بوضوح، هي التي قدّمت المسلسل الرقمي الأوّل في الشرق الأوسط، وعرض حينها على منصّة انستغرام. هي الفنّانة الشاملة الفلسطينيّة عزة زعرور، التي حرصت على توجيه رسائل دعم إلى شعبها في خلال أزمته الحالية، مؤكّدة أنّ المرأة الفلسطينية متمكّنة في كلّ المجالات، فهي متعلّمة ومعلّمة وعاملة، ووصلت إلى أعلى المراكز. كذلك، تتكلّم عزة عن الغناء والتمثيل وأصول صناعة المحتوى الرقمي، بحسناته وسلبياته.
حوار: نيكولا عازار، تصوير:Sabrina Rynas لدى MMG Artists، إدارة فنية: Farah Kreidiyeh، تنسيق: Sima Maalouf، مكياج وشعر: Michel Kiwarkis لدى MMG Artists، موقع التصوير: Al Seef Heritage Hotel Dubai, Curio Collection by Hilton
امتلأت منصّات التواصل الاجتماعي بحملات تضامن غير مسبوقة مع الفلسطينييّن في خلال الأزمة الأخيرة، ولأوّل مرّة جذبت تلك الحملات مشاهير ونجوم من العالم أجمع. ماذا تبدّل؟
ما تبدّل هذه المرّة هو سرعة وصول المعلومة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، فكانت الحقيقة تصل بشكل واضح وسريع، بعيداً من الإعلام الرسمي من قلب الحدث ومشاهدات الجمهور الحيّة. أضف إلى ذلك الاهتمام العالمي بحقوق الشعب الفلسطيني بالحريّة والاستقلال. كما أصبح هناك وعي أكبر لكميّة الظلم الموجودة في العالم ككلّ وليس في فلسطين فحسب، وكأنّما الحرية في فلسطين مرتبطة بالحرية في كلّ العالم.
نضال المرأة الفلسطينيّة مستمر. كيف تصفينها اليوم بعد كلّ الذي مرّت به؟
نضال المرأة الفلسطينيّة من نضال المجتمع كلّه، إنّه جزء لا يتجزّأ من هذا النضال الممتدّ على مدى سنوات، علماً أنّ المرأة الفلسطينية متمكنة في كلّ المجالات، فهي متعلّمة ومعلّمة وعاملة، ووصلت إلى أعلى المراكز الاجتماعيّة والسياسيّة والثقافيّة والفّنية سواء على الصعيد الفلسطيني الداخلي أو العربي أو العالمي.
أنت امرأة فلسطينيّة. بماذا تشعرين حالياً؟
أشعر بالفخر الكبير بإنجازات المرأة الفلسطينيّة بشكل خاصّ وبإنجازات شعبي بشكل عام. ولكن وبدون شكّ أشعر بغصّة على ما يقدّمه شعبي من تضحيات في سبيل نيل حقوقه المشروعة.
ترفض نساء كثيرات جملة "مساواة مع الرجل"، فنساء اليوم لا تسعى لأن "تتشابه" في أوضاعها الحياتية والرجال، وإنّما لتحسين الظروف الإنسانيّة بالعموم. كيف تنظرين إلى واقع المرأة العربيّة؟
نضال المرأة العربيّة للوصول إلى حقوقها هو جزء من حركة عالميّة تناضل فيها النساء. وعلى الرغم من تلك الإنجازات الكبيرة التي حقّقتها المرأة العربية والنساء في كلّ العالم، إلّا أنّ ثمّة ظلم يُمارس على النساء من حيث القوانين في بعض الدول أو من حيث الظروف المعيشيّة أو حتّى النظرة المجتمعيّة. أتمنّى أنا ونساء جيلي بإحداث مستقبل أفضل للأجيال القادمة من النساء.
"ونضل نغني سوا فلسطين يا عينا..." هي الأغنية التي تلقى رواجاً كبيراً على صفحتك على إنستغرام. كيف يتحقّق السلام برأيك؟
يتحقّق السلام من خلال محو الظلم وتحقيق العدالة والحريّة لكلّ الشعوب ومن ضمنها فلسطين.
بعيداً عمّا يحدث في وطنك الأمّ، قدّمت أخيرا مسلسل "النفس الأخير" على صفحتك الخاصّة على انستغرام. واعتبر كثيرون أنّ ما قدّمته يُعتبر بمثابة ثورة دراميّة رقميّة. كيف تقيّمين هذه التجربة؟
صحيح ما ذكرته، لقد كان "النفس الأخير" أشبه بزوبعة دراميّة رقميّة، لاسيّما أنّه الأوّل من نوعه في الشرق الأوسط، إذ تمّ تصويره خصيصاً لمنصّة إنستغرام. وبدأت فكرة المسلسل تتبلور نتيجة ملايين المعجبين الذين يتابعوني بشكل يومي على صفحتي الخاصّة، من خلال المحتوى الخاصّ الذي أشاركه معهم، وأحببت أن أقدّم لهم عملاً قريباً منهم ومن هاتفهم المحمول، ومن هنا ظهرت فكرة المسلسل.
"النفس الأخير" هو فعلاً تجربة رائعة بكلّ ما للكلمة من معنى، حملت الكثير من التّحديات مثل اعتماد تقنية التصوير العمودي وهي مختلفة كلّياً عن أسلوب التصوير الدرامي المعتاد، ما سمح لمستخدمي "إنستغرام" وتحديداً IGTV أن يخوضوا هذه التجربة الجديدة بدءاً من الصورة العمودية وصولاً إلى المشاهد عالية الجودة. وأنا فخورة بأن أكون أحد المؤسّسين لهذه النوعيّة من الأعمال المعروضة على منصّات التواصل الاجتماعي.
كتبت ولحّنت وغنّيت أغنية "شو بني"، شارة مسلسل "النفس الأخير". ماذا يعني لك الغناء؟
الغناء هو جزء لا يتجزأ من كياني ومن وجودي، فأنا أعشق الغناء منذ الصغر. كذلك، تعلّمت العزف على آلة العود.
كيف وجدت التمثيل إلى جانب زوجك نور ياسين؟
لا شكّ في أنّها تجربة شيّقة، اكتشفت من خلالها جوانب عدّة من علاقتنا، أهمّها الدعم الكبير الذي قدّمناه لبعضنا البعض أثناء التصوير، وهذا أعطاني ثقة أكبر لخوض هذه التجربة من دون أيّ تردّد.
هل التمثيل هو ما تطمحين إليه في الفترة المقبلة وهل أنت مقتنعة بأدواتك التمثيليّة؟
التمثيل هو حلمي منذ سنوات كثيرة، لكن العمل في التلفزيون حال دون تحقيق هذه الرغبة سابقاً. وبما أنّني اليوم بعيدة من الشاشة الصغيرة، أصبّ اهتمامي على التمثيل، من خلال تطوير أدواتي التمثيليّة بانتظام، لاسيّما أنّني أسعى دائما إلى تطوير ذاتي في كلّ المجالات التي أعمل فيها، سواء من ناحية الغناء أو التمثيل أو تقديم البرامج أو من خلال صناعة المحتوى.
تقدّمين نفسك باعتبارك صانعة محتوى على شبكات التواصل الاجتماعي. ما هي أصول هذا المحتوى؟
بدأت رحلتي في عالم صناعة المحتوى منذ ثلاث سنوات، بعدما قرّرت التخلّي عن الدوام الكامل في عالم الإعلام التقليدي أيّ التلفزيون. ومنذ ذلك الحين وأنا أتواصل مع المتابعين على صفحاتي وأتشارك معهم جزءاً من حياتي الخاصّة ومقاطع أغنيات على آلة العود وفيديوهات ترفيهيّة تعبّر عنّي أو عن اهتماماتي، وأحاول من خلالها رسم البهجة على وجوههم. وأستطيع القول إنّني خلقت لنفسي عائلة رقميّة تحتضنني بدعمها الكبير في كلّ خطوة أقوم بها، وهذه المحبّة من أثمن الهدايا التي حصلت عليها في حياتي.
ما هو أثر مواقع التواصل الاجتماعي على الأشخاص بنظرك؟
مواقع التواصل الاجتماعي مثلها مثل أيّ أمور أخرى في الحياة، لها سلبيّاتها وايجابيّاتها، وهي مرتبطة بكلّ شخص واهتماماته، وتختلف من شخص إلى آخر.
هل نصبح أثرياء بفضل هذه المواقع؟
نعم، ويتحقّق ذلك من خلال التمكّن من مفاتيحها واستخدامها بالشكل الصحيح، فهي تصبح حينها مصدر رزق مربحاً.
هل تثري هذه المواقع حياتنا برأيك؟
بلا شكّ، فأنا أتعلّم أموراً جديدة كلّ يوم، إذ لم تعد هذه المواقع مجرّد منصّات ترفيهيّة، بل تحوّل جزء كبير منها إلى قوّة مؤثّرة.
على الرغم من أنّ الغرض من منصّات التواصل الاجتماعي هو تواصل الناس فيما بينهم إلكترونيّاً، إلّا أنّ البعض يسيء استخدامها من خلال بثّ الكراهية والعنف. لقد كشفت أخيراً أنّ أحد المتابعين دفعك إلى البكاء بسبب تعليق سلبي. كيف تمكّن من ذلك؟
لا بدّ من أن أشير إلى أنّ غالبيّة التعليقات التي تصلني هي إيجابيّة، وأنا ممتنة فعلاً لهذا الحبّ الكبير، لكن التعليقات السلبيّة هي شرّ لا بدّ منه لدى معظم المشاهير، إذ لا أحد يستطيع أن يرضي جميع الناس. وعلى الرغم من أنّني أعي جيّداً هذا الواقع، إنّما أحياناً قد تجرحك بعض التعليقات، خصوصاً إذا كان فيها الكثير من الحقد والأذية، من دون مراعاة مشاعر الآخر، وشعرت حينها بالضعف، ما دفعني إلى البكاء. هذه هي ضريبة الشهرة، على الرغم من أنّها تحمل كمّاً كبيراً من الفرح. وتبقى العائلة وزوجي والأصدقاء والمتابعون الحقيقيّون الداعم الأكبر لأستمرّ بقوّة وعزم.
ما جديدك؟
أستعد لتصوير أغنية جديدة باللهجة البيضاء، تضمّ مقطعاً صغيراً باللغة العربيّة الفصحى وهذه مفاجأة أكشفها لكم للمرّة الأولى.