طموحي العالمية لأنقل هويتنا وخصوصيتنا كعرب إلى أكبر عدد من الناس
الصورة الرئيسية: ساعة Hublot Big Bang One Click Sapphire Diamonds 39mm، الأزياء كلّها من Magda Butrym
وجه بريء وملامح ناعمة وقريبة من مظهر كل مراهقة وشابة عربية، مع موهبة قوية وبارزة، هي كانت جواز عبور الشابة الأردنية يارا مصطفى إلى قلوب الجماهير العربية، هي التي نجحت في تأدية دور دينا في "مدرسة الروابي" الجزء الأول، وتسعى اليوم لتثبيت اسمها على الساحة التمثيلية والغنائية، كما أنّها تتواجد بقوة عبر وسائل التواصل ومن خلال صفحتها عبر إنستغرام yaraalmustafa@. وقد اخترناها لتكون نجمة غلاف مجلة هَيا لشهر فبراير، فنتعرف أكثر على حقيقتها ونغوص في عالمها الخاص وأفكارها الحيوية والملهمة.
رئيسة التحرير: Sima Maalouf، تصوير: Esra Sam، تنسيق: Daniel Negron لدى MMG Artists، مساعدة منسّق: Ale Platz، شعر ومكياج: Kasia Gajewska، إنتاج: Kristine Dolor، موقع التصوير: QE2 Hotel
الساعات كلّها من HUBLOT
يارا المراهقة الناعمة التي عرفها الجمهور من خلال "مدرسة الروابي" باتت اليوم شابة جميلة، تفتحت شخصيتها كالزهرة، كيف تصف نفسها اليوم؟ كيف هي شخصيتها التي لا يعرفها الجمهور؟
يارا هي فتاة أحبت التمثيل والفن منذ سن صغيرة جداً.. كنت أقف أمام الشاشة وأقلّد الممثلين وأرقص وأتحرّك بثقة وكأنني نجمة كبيرة، وبعد فترة انتبه أهلي إلى موهبتي وبدأوا بمساعدتي لتوجيه هذه القدرات فيّ بشكل يخرج طاقتي الكامنة بالاتجاه الصحيح.
هل شعرتِ في مرحلة ما أنّكِ خسرتِ طفولتكِ لصالح مواهبك؟ أم أنّكِ عشتِ طفولة جميلة ومليئة بالذكريات السعيدة؟
الصغير سيستمتع بطفولته مهما كانت ظروفه، فهو سيخلق عالمه الجميل وسيعبّر عن نفسه بكل الطرق المتاحة أمامه. لم تكن موهبتي يوماً سبباً في حرماني من طفولتي وبراءتي، بل على العكس، ساعدتني في أن أعبّر عن نفسي بعدة طرق فأعيش عمري بكل مراحله. وبوجود أمي وأبي، وأصدقائي والذكريات التي عشتها، فإنني أحمل عن تلك الفترة مشاعر جميلة ترافقني أينما أذهب. يارا يومها كطفلة كانت تقضي وقتها في غرفة البيانو أو على مسرح المدرسة، وعكس معظم أطفال جيلها، فقد شعرت بمتعة في هذين المكانين أكتر من أي مكان آخر.
الأزياء كلّها من Valentino
عرفتِ الشهرة في سن صغيرة. كيف أثرت الشهرة على توازنكِ النفسي؟ هل أحببتها؟ وكيف تعلّمتِ التعامل معها ومع متطلباتها، نظراً لكونها تفرض بعض القيود على تصرفات الشابات ومواقفهنّ المختلفة؟
في الحقيقة، قد دخلت عالم الشهرة مع صديقاتي، وهذا الأمر سهّل عليّ المراحل الأولى من التواجد تحت الأضواء، فلم أشعر أنني وحيدة في عالم جديد وغريب. ولكن مع مرور الوقت وازدياد نشاطاتي وتضاعف عدد متابعيني، بدأت أحس بحجم المسؤولية، وعرفت أنّ الأمور ستكون أكثر صعوبة، فالوصول إلى أحلامي وأهدافي سيتطلب الكثير من التعب والتركيز. برأيي جيلنا اليوم من أقوى الأجيال، فهو يكسر الكثير من القيود ويحاول التعبير عن نفسه بطرق جديدة، وهذا الأمر سينعكس إيجاباً على جوانب متعددة من حياتنا في العالم العربي.
تدربتِ أيضاً على الغناء منذ صغرك، من انتبه إلى صوتكِ الجميل؟ وما هي الأنماط الفنية والموسيقية التي تفضلينها؟
تدربت على الغناء بمفردي، وطورت من نفسي من خلال الاستماع إلى كل الأنماط الموسيقية. وبالنسبة لي أحب الكثير من الأنماط وأستمع إلى الموسيقى التي تناسب حالتي النفسية، فكل أغنية ستناسب موقفاً نعيشه أو مشاعر نحسّ بها. ولكن بشكل عام، يمكن أن أقول أنني متحيزة لنمط الروك أند رول.
كيف اكتسبتِ الثقة بالنفس في سن صغيرة فتمكنتِ من التعامل بقوة وثقة في الوسط الفني المليء بالتحديات والمنافسات؟
أنا إنسانة اجتماعية وأحب الاختلاط بالناس من خلفيات وثقافات مختلفة، واليوم بعد أن سافرت واختلطت بالناس من مختلف الجنسيات، تطورت شخصيتي وزادت ثقتي بنفسي ومعرفتي بحقيقتي وقدراتي، كما أنني أدركت أهمية حضارتنا وثقافتنا العربية، وعرفت أهمية التاريخ الكبير الذي نبني عليه مستقبلنا، وأريد من خلال فني أن أنشر المزيد عن هذه الثقافة في العالم، وأبدي فخري وثقتي بفني وبفن البلاد التي آتي منها.
الأزياء كلّها من Loro Piana
الحقيبة من Okhtein
أين تجدين نفسكِ أكثر: في التمثيل أم الغناء أم كونكِ مؤثرة على وسائل التواصل؟
أن أكون مؤثرة وصاحبة مواقف مهمة في مجتمعي، هو أمر أطمح أن أكونه بشكل كبير، ولكنني أرى نفسي أيضاً أصل للناس عن طريق صوتي وتواجدي المسرحي والتمثيلي.
ما هي الصورة التي تحبين أن تقدّميها عن الشابة العربية الطموحة والحقيقية سواء في شكلها الخارجي أو في مضمون ما تقدمه في حياتها وأيضاً عبر وسائل التواصل؟
للأسف هناك صورة نمطية غير صحيحة تحكم نظرة جزء كبير من العالم الغربي عن الفتاة العربية، وأرى أنّه من دوري أن أبرز صورة عن الشابة الطموحة والمليئة بالإرادة والقوة لتحقيق أهدافها.
مؤخراً تبرز الكثير من النماذج النسائية المشهورة على وسائل التواصل والتي تبين صورة مغلوطة عن سهولة النجاح، فكيف يجب على الشابة أن تدرك زيف هذه الصور، ومدى خطورة هذه المعتقدات على مستقبلهنّ؟
أؤمن بالمثل الذي يقول "الشهرة سلاح ذو حدين" فهي يمكن أن تخدم الفتاة ويمكن أن تضرّها. وللأسف هناك فئة من الشابات اللواتي يقعن في فخها ويستخدمنها لأهداف غير مجدية لهنّ ولمجتمعهنّ. أحب أن أرى نفسي ومن هنّ في محيطي، مركزات على مضمون مفيد ومهم، ويسعين لتطوير مواهبهنّ ومشاركتها بطريقة راقية من خلال وسائل التواصل.
تطرّق دوركِ في الجزء الأول من مدرسة الروابي إلى موضوع خطير ويؤثر بشكل كبير على نفسية المراهقين وهو التنمر. كيف تمكنتِ من تأدية هذا الدور الصعب؟
التنمر ظاهرة موجودة وهي تتكاثر يوماً بعد يوم، ووجود وسائل التواصل واختلاط الشعوب وتبادل الآراء التي أحياناً تكون قاسية ومجحفة، يؤدي للأسف إلى نمو هذه الظاهرة. حين حصلت على فرصة أن أؤدي هذا الدور في المسلسل، أحسست أنّ من واجبي تقديمه لألقي الضوء على أشخاص يؤثر التنمر سلباً على حياتهم، ولا سيما في سن حسّاس هو المراهقة، مثل "دينا" من مدرسة الروابي.
الأزياء كلّها من Loro Piana
ما هي نصيحتكِ لكل شابة واجهت أو تواجه التنمر في حياتها اليومية؟
أقول لها: لا تحمّلي نفسكِ فوق طاقتكِ، وتذكري أنّ المتنمر هو إنسان ناقص وفارغ ولديه الكثير من العيوب، بينما أنتِ لديك شيء فريد ونادر فاجعليه أمراً يميّزكِ، ولا تهتمي بالمتنمرين الذين يفتقدون ببساطة لما لديكِ.
ما هي معاييركِ للقبول بأي عرض تمثيلي جديد؟ وكيف تستعدّين لكل عمل تنوين المشاركة فيه، وكيف تفصلين بين شخصيتكِ الحقيقة وتلك التي تقدمينها على الشاشة؟
أعتقد أنني أبحث عن الدور الجديد والطاقم الفني الكبير والمميز، مع المحتوى الجديد والذي يضيف إلى الساحة الفنية. بالنسبة للأدوار، أحياناً يصعب عليّ الفصل بين شخصيتي والشخصية التي أؤديها، ولكنني في المقابل أستفيد بعد أدائها إذ تزيد أبعاداً وأعماقاً مختلفة على شخصيتي.
ما هي القضايا الاجتماعية التي تحبين التطرق إليها في أدواركِ التمثيلية لاحقاً؟
في الفترة المقبلة، سأركّز على الموسيقى بدلاً من التمثيل، ولكن مستقبلاً أتخيل أنني سأحاول إبراز قدرتي على التعبير عن عدد كبير من المشاعر والانطباعات التي تشرح الكثير من الأشياء التي نعيشها في حياتنا اليومية ولا نعطيها حقها في وقتها.
الفستان من Genny
النظارات من Maison Alaïa
كيف تقاومين فكرة حصركِ في أدوار معينة خاصة أنّكِ شابة جميلة وسيكون من الأسهل للمخرجين اختياركِ في الأدوار الرومانسية؟
أتخيل أنّه مع مرور الوقت ومع مروري بأكثر من تجربة وبعدة أدوار مختلفة سيسهّل على الناس والمخرجين وصنّاع الدراما تقبّلي في أدوار بعيدة عن الرومانسية، ولكن بالنسبة لي كيارا، أحب الأدوار التي تحمل مشاعر كثيرة، وأشعر أنّها صعبة وتتحداني لإخراج ما بداخلي من أحاسيس.
ما رأيكِ بالبطولات النسائية؟ وهل ترين أنّ الجمهور بات متقبّلاً لغياب البطل الرجل عن الأعمال الدرامية؟ هل تطمحين للبطولة المطلقة أم يهمّكِ الدور حتى لو كان صغيراً؟
أفرح كثيراً بالبطولات النسائية وأستمتع برؤية الشابات الموهوبات على المسرح أو الشاشات، يتألقن في أدوار جديدة وكبيرة. وبدأنا نشهد تقبّل الجمهور لهذه الأعمال وازدياد إقبالهم عليها، نظراً لوجود الكثير من القضايا والمواضيع التي تتعلق بالمرأة العربية. بالنسبة لي، أعتقد أنّ نوع العمل يحدد تواجدي به، فأنا يمكن أن أقدّم دوراً صغيراً ولكن مؤثّر في عمل مهم ومع طاقم قوي، لكنني أيضاً أبحث عن البطولة المطلقة إذا توفّرت الظروف المناسبة والدور الذي يقنعني ويلامس أعماقي.
أين تتمنين أن تكوني بعد 5 سنوات؟ هل تفكرين بالعالمية مثلاً، أو التركيز على الانتشار عربياً أكثر؟ أم العمل على تطوير نفسكً واكتشاف المزيد من قدراتكً الفنية والشخصية؟
في الفترة المقبلة، سيكون تركيزي على الموسيقى وأتمنّى الوصول إلى المستوى العالمي لأنني أحب كثيراً أن أنقل هويتنا وخصوصيتنا كعرب إلى أكبر عدد من الناس.
الأزياء كلّها من Valentino
أنتِ مثالاً أعلى بالجمال والأناقة بالنسبة للكثير من الشابات، فكيف تختارين محتواكِ، وكيف تصفين أسلوبكِ باختيار الأزياء؟
أحب أن يعكس محتواي صورة عن شابة موهوبة فنياً، واضحة وصريحة ومتصالحة مع ذاتها. أمّا أسلوب اختياري للازياء فهو جريء وخارج عن المألوف، يعكس شخصيتي بطريقة ما.
اقرئي أيضاً:
