ضي الهلالي: أشعر بتحفيز وحماس وبالاندماج الكامل في العالم الافتراضي للّعبة

مجال واعد وحيوي ومليء بالفرص هو عالم الألعاب الإلكترونية الذي يجذب اليوم أكثر من أي وقتٍ سابق الكثير من الشابات إليه، فاللعبة لم تعد مجرّد مراحل سهلة أم معقدة توصلكِ إلى الفوز، بل باتت أشبه بعوالم خيالية مليئة بالاختبارات مع زيادة القدرة على التواصل والتفاعل بين اللاعبين والجمهور بحيث يتضاعف الحماس وتزداد الرغبة لدى الجميع في اكتشاف خفايا هذه العوالم. ونعرّفكِ فيما يلي على قصص 5 من أشهر لاعبات العالم العربي، بعضهنّ لديها خبرة سنوات في هذا المجال، وأخريات يُعتبرن جدد نسبياً، ولكنهنّ استطعن معرفة مفاتيح النجاح فيه، فاكتشفي المزيد عنهنّ وعن تجاربهنّ في هذه اللقاءات الموسّعة.

امتلكت الشابة السعودية الموهوبة ضي الهلالي أدوات النجاح في مجال الفن والتمثيل والإنتاج السينمائي، ولكنّها على المقلب الآخر كانت تطوّر موهبة اللعب وتقدّم محتوى مفيد ومسلٍ وتشويقي من خلال الألعاب الإلكترونية التي أحبّتها وبرعت فيها، وهي تشارك شغفها هذا مع متابعي صفحتها عبر إنستغرام: dhay.xx@، بالإضافة إلى محتوى توعوي وتثقيفي يهم كل شابة عربية.

في داخلكِ ممثلة قدّمت أحاسيس وحالات مختلفة على الشاشة، وفي ذات المرأة يوجد لاعبة تحب التحدّي والدقة ومواكبة أجدد التطورات في مجال الألعاب الإلكترونية. كيف اجتمعت فيكِ هذه الصفات وكيف تكونت شخصية ضي لتكون اليوم بهذه الثقة والقوة والإقدام على ما ترغب في تحقيقه؟

تجمّعت هذه الصفات في شخصيتي من خلال تجاربي المتنوعة وتعاملي مع مختلف المجالات والأشخاص. التمثيل يعلّمني كيف أُظهر العواطف وأتفاعل مع الآخرين بطريقة مقنعة، بينما لعب الألعاب الإلكترونية يعزز من قدرتي على التحدّي وتطوير استراتيجيات جديدة. وبمرور الوقت، تطوّرت هذه الصفات لديّ لتشكّل شخصيّتي الحالية وتجعلني أكثر ثقة بنفسي وجرأة في سبيل السعي نحو تحقيق أهدافي.

في التمثيل يتقمّص الممثل شخصيات مختلفة، وفي الألعاب أيضاً تخوضين في شخصيات ربما خيالية وخارقة، فهل ترين أنّ هذه أوجه التشابه بين المجالين؟

نعم، بالتأكيد. في كلتا الحالتين، يتعيّن عليكِ تجسيد شخصية معيّنة وتقديمها بطريقة مقنعة وملهمة للجمهور أو اللاعبين. وسواء كانت المرأة تؤدّي دوراً في فيلم أو مسلسل، أو كانت تلعب دور شخصية في لعبة فيديو، يتطلّب الأمر فهم الشخصية، والتعرّف جيداً على خصائصها وميولها وأهدافها، ومن ثم تقديمها بطريقة تجعل الجمهور يشعر بالارتباط بها ويتفاعل معها.

بعودة إلى البدايات، كيف أحببتِ الألعاب الإلكترونية؟ هل استغرب المحيطون بكِ من شدة تعلّق فتاة بهذه الألعاب التي غالباً تتوجّه للشباب؟

لقد بدأ حبي للألعاب الإلكترونية منذ كنت طفلة صغيرة. كنت أجد متعة كبيرة في استكشاف عوالم الألعاب في البداية، وحل الألغاز والتحديات التي تقدّمها. وبالطبع، كان هناك بعض الدهشة من بعض الناس حولي، خاصةً من قبل أشخاص ينتمون إلى فئة عمرية محددة، ولكن مع الوقت بدأ المحيط القريب مني يحترم هذه الموهبة، ويعون أهميتها ومدى تميّز الشخص الذي يتمتع بها. في النهاية، فإنّ لهذه الألعاب تأثيرها الإيجابي على التفكير الاستراتيجي والتعاون والمنافسة، وهذه الأمور تتجاوز حدود الجندر أو العمر وحتى الشكل، فأنا أتميّز فقط لدى تحقيق التقدّم والتغلّب على التحديات الصعبة.

ما هو شعوركِ خلال اللعب؟

عندما ألعب، أشعر بتحفيز وحماس كبيرين، أشعر بالاندماج الكامل في العالم الافتراضي للّعبة، حيث أنسى كل شيء حولي وأركّز بشكل كامل على الهدف أو المهمة التي أقوم بها. إنّه انفصال جميل جداً عن الواقع، ولا يمكن أن يفهمه إلا من يجرّبه ويدخل في هذا العالم.

ما هي الألعاب التي تفضّلينها وتشجعين الجيل الجديد عليها؟

The Legend of Zeldaمن أفضل الألعاب، فهي تجمع بين الحركة والمغامرة، كما أحب Assassin's Creed وألعاب الألغاز مثل Portal بالإضافة إلى ألعاب الاستراتيجية مثل Limbo و Civilization و xcom. أنصح الجيل الجديد بتجربة هذه الألعاب لأنّها لا تقدّم تجارب ممتعة وتحفيزية فحسب، بل تطوّر الذكاء الاستراتيجي والحس التخطيطي، وتعزز مهارات العمل الجماعي، وتعلّم البحث عن الحلول الإبداعية والجديدة للمشاكل والعقبات.

برأيكِ ما هي أهمية أن يميل الجيل المقبل من الفتيات إلى الألعاب الإلكترونية أكثر؟ بمعنى ما هي أهميتها في تنمية الذكاء وسرعة البديهة والدقة؟

تكمن أهمية تعزيز حب الألعاب الإلكترونية لدى الشابات في تنمية مجموعة واسعة من المهارات الحيوية. فهي تزيد من التفكير الاستراتيجي وتوسّع أفق البحث عن مخارج مبتكرة من المشاكل، كما تعزز قدرتهنّ على اتّخاذ القرارات بسرعة ودقة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الألعاب الإكترونية على تحفيز الإبداع وتطوير المهارات الإجتماعية مثل التعاون وإدارة الوقت. ونحن من خلال توجيه الفتيات نحو هذه الألعاب، نساهم في تعزيز ثقتهنّ بأنفسهنّ في مجالات التكنولوجيا والعلوم والهندسة، وهذا أمر ضروري في عالم يزداد فيه الاعتماد على التكنولوجيا ودخول الذكاء الاصطناعي مختلف المجالات الحيوية.

لماذا لا نرى إقبالاً كبيراً من الشابات العربيات على الألعاب الإلكترونية؟

هناك عدة عوامل قد تؤثّر على عدم رؤية إقبال كبير من الشابات العربيات على الألعاب الإلكترونية، منها الثقافة والتقاليد، ففي بعض المجتمعات العربية، قد تكون الألعاب مرتبطة بالشباب الذين اعتادوا منذ الصغر على هذا النوع من وسائل التسلية وتمضية الوقت، كما أنّ هناك صعوبة في وصول الفتيات إليها وتوجيههنّ نحو الألعاب التي قد يعجبن بها، وبالتالي لا تشعر الفتاة أنّها مهتمة لأنّها بالأساس لا تعرف الكثير عن هذا العالم، وفي النهاية فإنّ هناك نقص تمثيل للنساء في صناعة الأعاب الإلكترونية عالمياً. لكننا اليوم نجد مع زيادة الوعي والتوجيه لتشجيع جميع الفئات الشبابية لخوض مجال الألعاب، فهناك جهود في دولتنا تُبذل لنشر الوعي ولذا بدأنا نرى ازدياد اهتمام من قبل الشابات العربيات بهذه النشاطات.

ما هي نصيحتكِ للأهل فيما يتعلّق باختيار الألعاب التي يلعبها أولادهم؟ هل يوجد فعلاً ألعاب مسئية للقيم ويمكن أن تؤدّي بالمراهق أو الطفل إلى قرارات أو تصرفات خاطئة؟

يجب على الأهل معرفة وتقييم محتوى الألعاب التي يلعبها أولادهم، والتأكد من أنّها مناسبة لعمرهم وتحتوي على مضامين ذات قيم إيجابية. ينبغي أيضاً تشجيع الأطفال على توزيع وقت فراغهم بين الألعاب الإلكترونية والأنشطة الأخرى المفيدة، مثل القراءة والرياضة والتفاعل الاجتماعي. نحن كلاعبون ندرك جيداً وجود ألعاب تؤثّر سلباً على السلوك وتحتوي على أمور غير مناسبة للصغار وستنعكس على تربيتهم، لذا على الآباء والأمهات التأكّد من المضامين التي يتلقهاها الأطفال فيحرصوا على أن تعزز قيم الصداقة والتعاون والعدالة.

ما هو السبب لزيادة الاقبال العربي على الالعاب؟ كيف يمكن وضع حدود لمدى قضاء الوقت في اللعب حتى لا يتحول إلى إدمان؟

بالنسبة لزيادة الإقبال العربي على الألعاب، فقد يكون له عدة أسباب، مثل زيادة التوفّر والقدرة على الوصول إلى التكنولوجيا وانتشار الانترنت. ولكنني مع وضع حدود لمدى قضاء الوقت في اللعب وتجنّب الوصول إلى الإدمان، والانعزال شبه الكامل عن الحياة الحقيقية. لذا مطلوب من الأهل وضع قواعد واضحة حول الفترة الزمنية المسموح بها اللّعب، وتشجيع الأنشطة الأخرى التي تعزز التوازن والتنوع في حياة الطفل، كما يجب مراقبة سلوك الطفل ورصد علامات إدمان محتملة، مثل الانسحاب الاجتماعي وانخفاض الأداء المدرسي.

في أحد فيديوهاتكِ، تُظهرين الانزعاج من الضجيج حولكِ، وحين تضعين سماعات الأذنين، تنفصلين عن العالم وتجدين الراحة والهدوء. لماذا فضلتِ العالم الافتراضي وعالم الألعاب على العالم الحقيقي؟

العالم الافتراضي وعالم الألعاب يوفّران مساحة هادئة ومريحة بالنسبة لي، حيث يمكنني الانغماس في أنشطتي المفضّلة بدون التأثّر بالضجيج والتشويش من حولي. بالإضافة إلى ذلك، يمنحني العالم الافتراضي فرصة للتعبير عن نفسي واستكشاف هواياتي بحريّة، سواء كان ذلك من خلال اللعب أو التفاعل مع المحتوى الإبداعي أو حتى التواصل مع أصدقاء جدد من جميع أنحاء العالم. لا أنكر أبداً أهمية العالم الحقيقي والتواصل المباشر مع المحيط القريب والبعيد، لذا أحرص على الحفاظ على التوازن وأجد الوقت الكافي للاستمتاع مع الأصدقاء والعائلة والقيام بالكثير من الأنشطة الخارجية.

صناعة المحتوى تميّزكِ عبر وسائل التواصل، كيف تأتيكِ أفكار الفيديوهات الجديدة؟

أفكار الفيديوهات الجديدة تأتيني من مصادر متنوعة، بما في ذلك تفاعلات المتابعين وتعليقاتهم، والأحداث الجارية في العالم، والمواضيع التي تثير اهتمامي الشخصي. أيضاً، أستلهم من تجاربي الشخصية ومواقفي اليومية، وأحاول دائماً تقديم محتوى مفيد ومسلٍ يلهم من حولي ويضيف قيمة إلى حياتهم.

تقدّمين صورة عصرية عن الشابة السعودية المثقفة والمتعلمة والمنفتحة على كل جديد، كيف تختارين إطلالاتكِ؟ كيف ترين التطورات الحاصلة في المملكة وخاصة دور المرأة فيها؟

عند اختيار إطلالاتي، أحرص على أن تكون مواكِبة للموضة وتعبّر عن شخصيتي المثقفة والمتعلمة. أفضّل الألوان الزاهية والقطع المريحة والأنيقة التي تعكس الثقة بالنفس والحرية الشخصية.

وأرى أنّ هناك تطورات ملحوظة في المملكة العربية السعودية، خاصةً فيما يتعلّق بدور المرأة، حيث تزايدت فرص التعليم والعمل للنساء، وأعطيت كل حقوقهنّ وازدادت مشاركتهنِ في مختلف المجالات. إنّ هذه التطورات تعكس التزام المملكة بتحقيق كامل المساواة وتعزيز دور المرأة في تحقيق التنمية الشاملة.

من هو الجمهور الذي تستهدفينه وما هي الرسائل التي تحبين توجيهها من خلال هذه الوسائل؟

جمهوري المستهدف يشمل الشبان والشابات السعوديين والعرب الذين يتطلّعون إلى المستقبل ويرغبون في إيجاد مواضيع ثقافية واجتماعية ممتعة ومفيدة. أحاول توجيه رسائل تلهمهم وتشجّعهم على تحقيق أهدافهم وتطوير مهاراتهم الشخصية والمهنية.

ما هي مشاريعكِ المقبلة؟

أتطلّع إلى تقديم محتوى متنوع ومفيد عبر وسائل التواصل، بما يعكس التطورات الاجتماعية والثقافية الحاصلة في المملكة ويساهم في نشر الوعي والتواصل بين الثقافات وتعريف العالم بمدى ما يمكن للشابة السعودية أن تحققه في مجالات كانت في السنوات القريبة الفائتة بعيدة عن اهتمامها.

اقرئي المزيد: داليا حمّود: النجاح كغايمر يحتاج موهبة ودقة ملاحظة وتطور مستمر

 
شارك