سارة الدباغ: تحدّي نفسك واجعلي كل مشروع أفضل من سابقه
بما أنّ منبع الأفكار لا ينضب لديها، احتاجت سارة الدباغ إلى مجال حيوي وجديد لتبعث ما يجول في خاطرها من صور وأفكار فأسّست قبل حوالى عشر سنوات شركة Lace Events لتنظيم الأعراس والحفلات ولاقت نجاحاً سريعاً وبات اسمها معروفاً في السعوديّة وخارجها. ولا ترضى إلّا بتقديم الجديد والأفضل لكلّ من يقصدها فتفكر بالمناسبة وبظروفها وبما يحتاجه منها العميل أو العميلة وتقوم بكل ما في وسعها لتقدم نتيجة راقية. شابّة طموحة ومثقفة وواثقة بأدواتها قررت بعد أن درست مبادئ تعليم الأطفال في «كلية سيمونز» الأميركية، أن تخوض المجال الآخر الذي تحبه فاستطاعت بإصرارها وإرادتها أن تكون واحدة من أشهر رائدات الأعمال العربيّات.
وبمناسبة اليوم الوطني السعودي كان لنا هذا الحديث معها:
من خلال عملك في تنظيم الأعراس والحفلات والمناسبات المهمة، ترافقين المرأة السعوديّة في أهمّ أحداث حياتها، ما الذي تؤمّنينه لها ولا تجده عند غيرك؟
أجد أنّ كلّ حدث أنظمه مهم ومميز وأعطيه كامل انتباهي، إن كان يوم زفاف أو حفل عشاء احتفالاً بالحياة اليوميّة. وبما أنّني أؤمن بكلّ مشروع أقوم به وأبذل قصارى جهدي فيه، أبني علاقة خاصّة مع عملائي فأعطيهم من وقتي وطاقتي ونشاطي بصدق وتفانٍ. وشخصيّاً، أعتبر أنّ التفاصيل هي التي تصنع التصميم أو المنتج الجديد وتحدث الفارق كلّه. كذلك أحبّ البساطة، ولكنّها لا تعني السهولة بتاتاً أو فلنقل الاستسهال لا بل الواقع أنّه من الصعب جداً إنشاء تصميم بسيط وجعل الناس يتحدثون عنه بدلاً من ابتكار تصميم غامر ومليء بالتعقيد.
ما هي وصفتك الخاصة للنجاح؟
إنّني من المؤمنين بأهميّة أن يحب المرء ما يفعله، فعندما نحب عملنا ونكون شغوفين به، من المحتّم أن ننجح فيه. وأعتقد أيضاً أنّه على كلّ منّا أن يتحدّى ذاته وينافسها، وأن يسعى دائماً إلى جعل كلّ مشروع أفضل من السابق. إذاً أشجّع الجميع على أن يكونوا دائماً مصدر إلهام للغير، وأنصح بألّا ينظروا إلى ما يفعله الآخرون ولا أن يقلّدوهم أبداً. فمن أجل أن يبقى المرء دائماً متقدماً بخطوة، عليه أن يركّز على نفسه.
حقّقت المرأة السعودية الكثير من الإنجازات لها وللوطن كيف تجدين هذه النقلة النوعية التي قامت بها؟
لطالما أظهرت النساء السعوديّات إبداعاً وعزماً واجتهاداً. وبفضل قادتنا وحكومتنا، حصلت المرأة على دعم هائل وفُتحت أمامها أبواب وفرص جديدة في العامين الماضيين. وبالفعل، تنجح النساء في الكثير من المجالات المختلفة الآن بعد أن أتيحت لهنّ الفرصة لإثبات أنفسهنّ. وأشعر بفخر كبير لرؤية نساء بلادي يزدهرن وينجحن في مختلف المجالات.
كيف تحتفلين باليوم الوطني وما الذي تعنيه لك هذه المناسبة؟
إنّنا نحتفي يوميّاً ببلدنا ونحبّه، غير أنّ اليوم الوطني يعطينا سبباً إضافيّاً للتعبير أكثر عن حبّنا لوطننا وولائنا له وللحكومة التي تضعنا دائماً في المرتبة الأولى وتمنحنا الكثير بالفعل.
ما أكثر إنجاز تفخرين به لقيادة المملكة؟
ثمّة الكثير من الإنجازات الرائعة التي لا تحصى! لكن بما أنّنا نتحدث عن النساء، فأودّ أن أقول كم أنّني فخورة وسعيدة برؤية الدعم المستمر والفرص المقدمة لنساء بلادي. وعلى رأس هذه القصص الناجحة أود ذكر رفع الحظر المفروض على قيادة النساء، حيث أنّه يعني الكثير بالنسبة إليّ ولا يقتصر على الجلوس خلف عجلة القيادة فحسب، لا بل إنّه بيان ونقطة تحوّل في تاريخ المملكة.
ما الذي اختلف هذا العام في الاحتفال باليوم الوطني؟
نشعر بالامتنان تجاه بلدنا في كلّ عام، إنّما نحن فخورون وممتنون جداً لوطننا هذه السنة على وجه الخصوص، بالنظر إلى الظروف التي يعيشها العالم كلّه في ظل هذا الوباء العالمي. حيث أنّ المملكة العربيّة السعوديّة تضع مواطنيها في المقام الأول وتبذل كلّ ما في وسعها لضمان سلامتنا ورفاهنا قبل كلّ شيء.
ما الذي قمت به في الفترة التي تلت انتشار فيروس كورونا وكيف تغيّرت حياتك ونمط عملك؟
على الرغم من صعوبة الحياة وتغيّرها وتحدّياتها الكثيرة، أعتقد أنّ الجميع يوافقني الرأي عندما أقول إنّ المواقف السيئة تأتي دائماً بأمور جيّدة، وأقلّها أنّه تعلّمنا درساً هامّاً. وبالفعل، لقد تعلمت الكثير عن قوّة البشر ومدى قدرتنا على الصمود والتكيّف مع المواقف. وبالطبع في البداية، وجدت صعوبة في استيعاب حقيقة أنّني لا أعمل، خصوصاً عندما كان الوضع لا يزال جديداً علينا وغير معروف تماماً. إنّما بعد ذلك، قرّرت أن أحاول النظر إلى الجانب المشرق، وبالنسبة إليّ تمثّل ذلك في قضاء وقت حقيقي وممتع مع والديّ، وإنجاز المهام التي لم أملك الوقت الكافي للقيام بها من قبل في المنزل. وضعت الكثير من الخطط المستقبليّة، وتسنّى لي التفكير في طرق للحفاظ على إلهامي واندفاعي.
هل سعيت للإستفادة من فترة الحجر لتطوير أدواتك والقيام بأبحاث أكثر في مجالك؟
لا جدال في أنّنا حظينا بالكثير من الوقت في خلال الحجر الصحي، لا بل أفضّل أن أقول إنّنا امتلكنا نعمة الوقت. وأعتقد أنّني استطعت الاستفادة منه، إذ كتبت كثيراً واسترسلت في التفكير ووضعت خططاً مستقبليّة لعملي. كذلك، حرصت على الحفاظ على عنصر المفاجئة والتجديد في حياتي والقيام بروتين ممتع لعائلتي. فقد تولّيت إعداد طاولة العشاء كلّ يوم جمعة باستخدام ما وجدته في المنزل فحسب، وشاركت صور تلك العمليّة على إنستغرام، على أمل إلهام متابعيني على فعل الأمر نفسه والاستمتاع بعشاء فاخر في المنزل مرّة واحدة في الأسبوع. فالحقيقة أنّنا نحتاج دائماً إلى أمر نتطلّع إليه، خصوصاً في الأوقات الصعبة.
شهدت المملكة الكثير من التغييرات الإيجابية من انفتاح ثقافي وتطوّر السياحة وغيرها فكيف استفدت منها في عملك؟
كان من المدهش أن نشهد كلّ التغييرات الإيجابيّة وأن نكون جزءاً من التاريخ. حيث أنّ السياحة جلبت معها الكثير من الحفلات والمعارض والمهرجانات الدوليّة، وكلّها تتطلب تنظيم الأحداث واستضافتها. وقد كان من دواعي سروري أن أكون جزءاً من هذا الكمّ الهائل من الفرص المهمّة والكبيرة.