سارة أبو غيدا مؤسِّسة MOODAHUB :التميّز يتحقق عندما تتبلور الرؤية لتلتقي مع الهدف المنشود
لطالما كان التمرد والطموح من صفات الشابة سارة أبو غيدا، ولأنّ هاتين الصفتين أساسيتين لريادة الأعمال، فقد كان من الطبيعي أن تتجه نحو هذا المجال الحيوي، ليجمع مشروعها MOODAHUB بين الموضة والتكنولوجيا بطريقة جديدة وثورية.
أخبرينا المزيد عن نفسكِ وكيف بدأ اهتمامكِ بالموضة؟
كنت دوماً متمردة وطموحة، وهدفي كان دائماً الوصول إلى القمة. بدأت رحلتي من خلال دراستي إدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية الأميركية، وبقيت مستمرة في التعلم إلى أن حصلت على درجة الماجستير في إدارة الأعمال، ما دفعني إلى شقّ مسيرتي المهنية في مجال الاستشارات.
منذ وقت طويل، اكتشفت ميولي نحو الموضة، وأدركت بشكل كامل تأثيرها على علم النفس البشري. بدأ شغفي الحقيقي تجاه الموضة يتكون ويتطوّر عندما أدركت المشاكل العديدة التي يعاني منها عالم الأزياء. خلال رحلتي في مجال الاستشارات، تعاملت مع الأضرار البيئية والاجتماعية التي تنجم عن قطاع الأزياء، بحيث احتلت المرتبة الثانية في قائمة الملوثات بعد قطاع النفط والغاز.
وهنا أتت فكرة MOODAHUB حيث تجلّى شغفي الحقيقي تجاه الموضة. أدركت أنّه بإمكاني أن أُحدث فرقاً وأجعل العالم مكاناً أفضل من خلال تغيير صناعة الموضة. MOODAHUB هو المفهوم الذي نشأ لتحقيق هذه الغاية. أعلم الآن أنه بإمكاني أن أُحدث تغييراً إيجابياً وأن أساهم في جعل العالم مكاناً أفضل وأكثر استدامة. من خلال MOODAHUB أسعى لتعزيز الاستدامة والمبادئ في صناعة الموضة، وللتوعية بأهمية اتخاذ خيارات مستدامة.
هل واجهتِ صعوبات؟ من دعمك؟ وكيف تغلّبتِ على العراقيل وأوصلت فكرتكِ إلى النجاح؟
أنا أعتبر نفسي محظوظةً حقاً ومباركةً لأنني محاطة بأسرة وقفت إلى جانبي منذ البداية . أولاً وقبل كل شيء، كان زوجي أحد أعمدة الدعم المستمرة لأنّه كان يؤمن برؤيتي وإمكانياتي. لقد دفعني إيمانه الراسخ بي باستمرار للوصول إلى ما أنا عليه، وتمكنت بثقة من اجتياز عقبات ريادة الأعمال.
بالإضافة إلى زوجي، كانت والدتي وأختي جزءاً لا يتجزأ من نجاحي. لقد كان التزامهما الثابت بمساعدتي وتحفيزي مصدر إلهام دائم. إنّ وجود عائلة داعمة هو أحد الأسس التي لا تقدّر بثمن لأي رائد أعمال.
إيمانهم وتشجيعهم ودوافعهم بمثابة وقود للتغلب على الصعوبات والسعي وراء أحلامنا بلا هوادة.
ما هي الخيارات التي تقدّمونها للنساء من خلال MOODAHUB ؟
بصفتي مؤسِّسة MOODAHUB، تتمثل مهمتي الأساسية في تمكين النساء من الوصول إلى إمكانياتهن الكاملة واحتضان ذواتهن الحقيقية. في إطار MOODAHUB، نقدم منصة ديناميكية تندمج بسلاسة في حياتهنّ اليومية لمساعدتهنّ في التعامل مع تحديات حياتهنّ العصرية بطريقة ذكية، وتوجيههنّ حول كيفية توفير الوقت والمال، واتخاذ قرارات التسوق بوعي وانتقائية.
من خلال MOODAHUB، تتعلم المرأة كيفية بناء خزانة ملابس صحية من دون التسبب بتأثير سلبي على البيئة. هدفنا ليس فقط تعزيز رفاهية المرأة، بل أيضاً زرع الشعور بالفخر من خلال اتخاذ قرارات مسؤولة وممارسة أسلوب حياة مستدام، من دون المساس بما اعتادت عليه.
كيف تسعين من خلال MOODAHUB إلى معالجة التحديات البيئية التي تواجه صناعة الأزياء؟
ندرك تماماً أهمية الخطوات الصغيرة كمقدمة للتغيير الكبير، وخاصةً فيما يتعلق بتحسين البيئة. نقدّم منصة لعملاء الموضة تشجّع على التحول التدريجي الملموس في السلوك. عندما يتم تنظيم خزانة كل فرد منّا وتحويلها بدعم من MOODAHUB، فإن ذلك يعني توفير الوقت والمال، وهما موردان أساسيان في حياتنا اليومية. وبالتالي، لن تكون المساهمة الإيجابية في البيئة عبئاً على أحد.
كيف يساعد MOODAHUB مستهلكي الموضة على فهم احتياجاتهم وتلبيتها بوعي؟
ولادة MOODAHUB جاءت نتيجة لاكتشاف مشكلة مهمة في حياتي الشخصية المرتبطة بالموضة: الفوضى. على الرغم من أنّني أعتبر نفسي شخصاً منظماً، إلا أننا جميعاً نميل إلى نسيان الأشياء. ننسى الأغراض المختبئة في أعماق خزائننا،
وتفاصيل القطع التي ارتديناها بتصاميمها الفريدة، وكيفية تنسيق إكسسواراتنا الرائعة. ولكن وجدنا الحل مع MOODAHUB، لتصبح هذه المشكلة جزءاً من الماضي! من خلال فهم خزانة ملابسنا بشكل شامل، نكتسب وضوحاً حول ما نحتاجه حقاً. وعندما نعرف ذلك بالضبط، يمكننا الاستفادة مما لدينا وإعطاءه روحاً جديدة.
كيف سيعمل MOODAHUB في مساعدة العلامات التجارية على فهم عملائها بشكل أفضل؟
الهدف الأساسي لـ MOODAHUB هو بناء مجتمع ينمو ويزدهر من خلال الفوائد التي نقدّمها له. سيكون أفراد MOODAHUB هم القوة التي تحدث تغييراً في عالم الموضة، وهم القادة الذين يوجّهون العلامات التجارية حول ما يحتاجونه ويرغبون فيه حقاً. أنا متحمسة جداً لتغيير القواعد والسماح لكل فرد في مجتمعنا بأن يشعر بأنّ خزانة ملابسه ليست أقل أهمية من تلك الموجودة في أفضل العلامات التجارية الفاخرة.
كيف يمكن الاستفادة من التكنولوجيا لتحسين مختلف جوانب صناعة الأزياء؟
التكنولوجيا أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ومع ذلك، لا أعتقد أنه يجب أن نسمح لها بتغيير الطريقة التي نقوم بها بالأشياء تماماً. فالتكنولوجيا هي وسيلة للتقدم والتحسين، وليست بديلاً كاملاً. ومع ذلك، يمكن للتكنولوجيا أن تحسن العديد من العمليات وكيفية تنفيذها في روتين حياتنا، مثل توفير تجربة الشراء عبر الإنترنت أو تجربة الملابس الافتراضية، على سبيل المثال. في MOODAHUB، نستخدم التكنولوجيا لنسهّل على مستهلكي الموضة فهم حاجاتهم ولنوجههم لتوفير الوقت والمال.
تقدّمون منظوراً جديداً للأزياء المستدامة. حدّثينا عنه. وكيف يمكن تعريف النساء وتشجيعهم على اعتماد مبادئ الموضة المستدامة؟
مع الحياة اليومية المزدحمة وتعدد مسؤولياتنا، قد نغفل أحياناً عمّا هو حقاً مهم. عادةً ما نشهد حملات كثيرة حول كيفية استخدام الناس للموارد مثل الكهرباء والماء وتأثير تبذيرها. ومع ذلك، نادراً ما نفكر في خزانة ملابسنا بهذه الطريقة، على الرغم من أنّها تشكل جزءاً من حياتنا. غالباً ما نفتقر إلى الوعي بكيفية التعامل مع خزانات الملابس الخاصة بنا. في MOODAHUB، نتبع نهجاً مختلفاً، إذ لا ندفع الناس لتغيير ما اعتادوا عليه، بل على العكس، نقدم لهم حلاً يعزز تجربتهم من دون أن يشعروا بأي تغيير جذري في حياتهم، هو ببساطة تغيير يخدم مصالحهم.
هل يتم تسليط الضوء بشكل كافٍ على المواهب النسائية العربية في مجالي الموضة والتكنولوجيا، أم يوجد حاجة للمزيد من الدعم الرسمي؟
تتزايد الآن أهمية إبراز المواهب النسائية العربية في مجالات الموضة والتكنولوجيا، ويتم التعرف على إنجازاتهنّ وإشراكهنّ بشكل أكبر. يتم تسليط الضوء على وجودهن ّمن خلال عروض الأزياء والمجلات والمنصات الإلكترونية والأحداث التي تحتفي بالتنوع والابتكار. في مجال التكنولوجيا، يتم تمثيل المرأة العربية في المؤتمرات ووسائل الإعلام، بالإضافة إلى المبادرات المختلفة التي تعمل على تعزيز إنجازاتهنّ وتعزيز تواجدهن.
بالرغم من أنّني أعتقد أنّ النساء ليس لديهنّ حاجة للتنافس مع الرجال، إلا أنّ تواجدهنّ في المواقع المناسبة يلعب دوراً حاسماً في تعزيز قدراتهنّ وتحقيق التوجه الذي يصبون إليه. تجربتي مع MOODAHUB هي مثال رائع على ذلك، وفي دبي تحديداً، تم تحقيق نتائج ملموسة وملهمة من خلال ترجمة مردودات القوة النسائية إلى إنجازات على أرض الواقع.
ما هي الصفات المطلوبة للنجاح في ريادة الأعمال؟
غالبًا ما يُعزى النجاح لرواد الأعمال إلى توافر مجموعة فريدة من الصفات والمهارات الأساسية. ومن أهم هذه الصفات الشغف الشديد والرؤية الواضحة والمرونة العالية والقدرة على التكيف والقيادة الفعّالة وبالطبع القدرة على حلّ المشكلات المستجدّة. على الرغم من تباين هذه الصفات بين الأفراد، إلا أنها تعمل بشكل تكاملي لتحقيق النجاح في ريادة الأعمال. ريادة الأعمال، على غرار الفن، لا تتبع قواعد صارمة، ومع ذلك، فإن ما يظل ثابتاً في المؤسسات المزدهرة هو إنشاء نموذج أعمال يترك أثراً عميقاً في نفوس العملاء ويتكيف مع التغيّرات الثقافية ويندمج بسلاسة في الحياة اليومية. تتجاوز هذه الأعمال المزدهرة الحدود الجغرافية، وتنطق بلغة عالمية تتردد أصداؤها في التجربة الإنسانية بشكل عام.
ما هي أعمالكِ وخططكِ للمستقبل؟
الهدف الأساسي الذي يحرّكني في كل يوم هو أن أكون نموذجاً يحتذى به لابنتي فيكتوريا. بالإضافة إلى ذلك، لدي طموح كبير في دعم النساء الطموحات لتحقيق ذواتهن. واستناداً إلى التحديات التي واجهتها شخصياً، يكمن هدفي في مساعدة هؤلاء النساء للتغلّب على الصعاب وتزويدهنّ بأي قيمة يمكنني تقديمها لإثراء حياتهنّ.
تتمحور رؤيتي الشخصية في تحدّي النمطيات السائدة التي تحصر دور المرأة إما في تربية الأسرة أو في تأسيس الأعمال. أنا أؤمن بقوة بأنّ المرأة تمتلك القدرة على التفوق في كل المجالات، وأسعى بكل جهدي لأكون نموذجاً مشرقاً يعكس هذا الاعتقاد. من خلال أفعالي وإنجازاتي، أهدف إلى كسر الحواجز وتسليط الضوء على التكامل المتناغم بين الحياة الأسرية والمبادرات الريادية.
أنا ملتزمة بتحقيق النجاح لـMOODAHUB ولنفسي ولباقي السيّدات في مجتمعنا. كما أنّني على قناعة تامّة بأن التميّز يتحقق عندما تتبلور الرؤية لتلتقي مع الهدف المنشود .
اقرئي المزيد: دانا العلي: تسلّق القمم غيّر نظرتي للعالم ودفعني لفتح يدي لمساعدة كل من يحتاج إلى الإلهام