ريهام أفندي: القوة تأتي عندما نقرر إظهارها لكن مرورنا بمواقف مؤلمة يجعل ظهورها أسرع
أشكال القوة متعدّدة، يمكن أن تظهر لدى شابة واجهت السرطان وانتصرت عليه بضحكتها وحيويتها ونشاطها، فلم تسمح له بأن يسلبها إيمانها وعزمها، بل سعت لتنجح في الرياضة وهي المجال الذي أحبّته، وتحاول إبراز أهميتها في مجتمعها السعودي.
تتجلّى القوة أيضاً بأبهى أشكالها لدى امرأة واجهت في طفولتها التنمر بسبب معاناتها من مشكلة التلعثم، فلم تنطوي على ذاتها بل العكس، سعت لإطلاق مبادرة تساعد من يواجه نفس حالتها، وتسمح لهم بزيادة ثقتهم بأنفسهم، فكُرّمت في بلدها الإمارات وباتت اسماً لامعاً في مجالها.
ونرى القوة لدى شابة محجّبة عشقت الرياضة منذ طفولتها، فلم تبالي بقيود مجتمعها المصري المحافظ، بل باتت من أهم الأسماء الرياضية المعروفة لتلهم آلاف الشابات العربيات وتحقق النجاح على الصعيد المحلي والعالمي.
قصص مؤثّرة عن الأمل والقوة والتمكين مع 3 بطلات اختبرن الصعوبات ليعرفن المعنى الحقيقي للقوة ويشاركنه معنا.
البداية مع ريهام أفندي وهي من الأسماء النسائية التي كان لها دور إيجابي في نشر الوعي حول مرض سرطان الثدي في المجتمع السعودي، فريهام أفندي الشابة الجميلة التي أصابها الداء في سن صغيرة، تمكّنت من الشفاء والمحافظة على الأمل والمعنويات العالية، لتكون مثالاً للقوة والإرادة، وقد استفادت من حبها الكبير للرياضة حتى تتخطى لحظات الضعف حين امتحنتها الحياة بهذا المرض، وهي اليوم مستمرة بعملها الرياضي وبمساعدة غيرها في اكتشاف أهمية الحركة لعيش حياة أكثر سعادة وصحة وعافية.
انتصرتِ على مرض السرطان ونجحت في تحقيق طموحاتكِ على الصعيد الرياضي، فهل تعتبرين نفسكِ امرأة قوية؟
نعم أعتبر نفسي امرأة قوية بفضل الله، فالتجارب التي نمرّ بها تساعد في إظهار قوتنا وتختبر صبرنا وإرادتنا ورغبتنا بالمقاومة، وقد كنت قوية وراغبة بالشفاء وتمكّنت من التغلب على المرض.
هل صحيحٌ أنّ القوة تأتي بعد حدث حياتي مؤلم نمرّ به؟ كيف غيّرتكِ الإصابة بمرض السرطان؟
القوة تأتي عندما نقرر ظهورها، لكن مرورنا بمواقف مؤلمة تجعل ظهورها أسرع. تجربة السرطان ساعدتني على اكتشاف ذاتي الحقيقية، بالتالي فإن ما نمرّ به يكون بمثابة بوابة عبور نحو داخلنا لكي نعرف قوتنا وقدرتنا على التحمل وتخطي الصعاب.
كيف تغلّبتِ على لحظات الضعف، وما هي الأفكار أو الممارسات التي أبعدتكِ عن اليأس والاحباط؟
الرضا والإيمان بقضاء الله وتقبّل الواقع هي أول مراحل العلاج، وهذه الحالة يجب الوصول إليها لتحصيل نوع من السلام الداخلي الضروري من أجل تخطي المراحل الصعبة. يأتي ثانياً حب الحياة والتفاؤل والايجابية ومخاطبة العقل بأن الأمر سينتهي، فهي مجرد فترة زمنية ستمرّ وسيأتي بعدها وقت أجمل. كما أن ممارسة الرياضة ساعدتني كثيراً، فأنا كنت أعيش بشكل طبيعي مع الناس وأمارس حياتي التي اعتدتها مع بعض الاختلافات في خلال أيام العلاج، وبهذه الطريقة تمكّنت من استرجاع حياتي الطبيعية والإبقاء على معنويات مرتفعة ونفسية مرتاحة طوال معظم فترة المرض. فكان شعاري ولا يزال:
# خليها_حكاية
هل استمدّيتِ القوة من محيطك؟ كيف ساعدكِ أهلكِ واقاربكِ وأصدقاءكِ لمكافحة الأفكار السلبية والتغلب على لحظات الوجع؟
كما ذكرت سابقا، فإن الخطوة الأولى تبدأ من داخلنا عندما نقرّر ذلك، فنحن نعكس رغباتنا وحتى قوتّنا على من حولنا. وبالطبع تشجيع أهلي وأولادي وصديقاتي كان له أثر كبير في دعمي على تخطّي المشوار بعد الله، وطلبي منهم بأن لا يعاملوني معاملة مريضة أو بطريقة خاصّة وكأن هناك شفقة، فأنا كنت في خلال مرضي كما كنت سابقاً ولم يختلف شيء فيّ.
حدّثينا عن عملكِ كمدربة رياضية، ما هو أكثر ما تحبينه فيه وإلى أي مدى يسعدكِ تعريف الشابات على أهمية الرياضة وقدرتها على تغيير الحياة نحو الأفضل؟
الرياضة من أجمل الأمور التي حدثت في حياتي وغيرتها وأثّرت عليها بشكلٍ جميل، فالنشاط والحركة ساهم في مضاعفة مشاعري الإيجابية وتقليص التشاؤم والقلق والتوتر، كما أنها أرشدتني إلى مكامن القوة داخلي، واكتسبتُ صفات مهمة جداً من خلالها، كالصبر والعطاء والوصول إلى السعادة. إنها أسلوب حياة يناسب جميع الفئات والأعمار، فالكل يستطيع أن يبدأ بخطوة أولى، والتأثير الإيجابي سيكون مرصوداً على المدى القريب وسيحسّن الحياة بالتأكيد.
إلى أي مدى ساعدكِ اكتشاف قوتكِ الجسديّة في أن تكوني أكثر ثقة بنفسكِ وتصالحاً مع ذاتك ومع شكلك الخارجي؟
من الجميل أن يكون هناك توازن بين قوة الجسد وقوة النفس ليحدث الإستقرار الذي ننشده جميعاً في حياتنا. فنحن نبحث عن الثقة بأشكالنا وكذلك بدواخلنا بما تحمله من أفكار ومعتقدات وقناعات، وهذه الثقة ستمنحنا الراحة والثبات.
كيف ترين اهتمام المرأة السعودية بمختلف أنواع الرياضات؟ وهل ساعدكِ وجودكِ في المملكة في تحقيق أهدافكِ الرياضية، لا سيما في ظل التغييرات السريعة الحاصلة فيها؟
المرأة السعودية اليوم مبدعة في جميع أنواع الرياضات وقد وصلت إلى العالمية بإظهار تمكّنها وقوتها وبالتأكيد دعم حكومتنا، فتشجيع الدولة ومؤسساتها للرياضيين ودعمها لمختلف الرياضات ونشرها الوعي بأهمية النشاط الجسدي ينعكس بشكل كبير على مجتمع الرياضيين من مختلف الخلفيات، وهو بالتأكيد يشجّعني ويعطيني رغبة أكبر بالاستمرار في السعي لحثّ الجميع على الحركة والاستفادة من مزايا ممارسة الرياضة. أما التغييرات السريعة الحاصلة في جميع نواحي الحياة من حولي، فهي مبهجة ومشجّعة وتسمح لنا بمواكبة كل ما يحصل عالميا.
ما هي مشاريعكِ المقبلة وما هي رسالتكِ لكل شابة سعودية طموحة تنظر إليكِ كمثال أعلى للإرادة والنجاح؟
مشروعي هو التدريب وممارسة الرياضة بشكل بسيط ومرح ومحاولة تغيير الصورة المأخوذة عن الرياضة بأنها صعبة أو قاسية، فهي على العكس تماماً تسمح لك بأن تقضي وقتاً مسلياً وممتعاً وهي مناسبة وضرورية لكل الأعمار حتى تصير أسلوب حياة يساعدنا لنبقى أصحاء وأقوياء وإن كبرنا في العمر أو واجهنا مشاكل صحية.
اقرئي المزيد: حلا الترك: المرأة القوية كنز لنفسها ولمجتمعها