ريم سامي: لا أسمح لأحد أو لشيء أن يؤثّر عليّ

 

لم تتوقّف الممثّلة المصريّة ريم سامي عن إحراز النجاح تلو الآخر. لا سيّما أنّ أداءها المميّز يتطوّر عاماً تلو العام. علماً أنّ آخر أعمالها كان من خلال مشاركتها في مسلسل "نسل الأغراب" بدور "فاطمة" التي تعتبره الأغلى على قلبها. وتقول ريم إنّها تدرس جميع الشخصيّات التي تقوم بأدائها جيّداً. وتمسك بخيوط الشخصيّة أثناء قراءة السيناريو. ومن ثمّ تجري أبحاثاً معمّقة حولها حتّى تندمج معها. وفي سياق آخر، تشعر ريم بأنّها امرأة ناضجة وفي الوقت نفسه طفلة، خصوصاً حين تكون بقرب عائلتها. وكانت ريم احتفلت أخيراً بخطوبتها، فما هي نظرتها إلى الزواج؟

تصوير: Amina Zaher،تنسيق: Nada khedr، مكياج: Diana Harby، شعر: Agnieszka Hoscilo، إدارة إبداعيّة: Temple Artists، إنتاج: Bassem Eldabour، حوار: Nicolas Azar

 

احتفلت أخيراً بخطوبتك من رجل الأعمال المصريّ طارق هيمن. ألف مبروك! كيف تنظرين إلى الزواج؟

يُعدّ الزواج قراراً هامّاً في حياة المرء. فهو استقرار وشراكة في جميع الأمور الحياتيّة. جميلٌ أن تحبّ وتخلص لشخص ما والأجمل عندما تجد هذا الشخص يبادلك المثل.

ما هي ميزات الزواج الناجح بنظرك؟

يحتاج كلا الزوجين إلى الشعور بحبّ الطرف الآخر واهتمامه، ما يُمكن التعبير عنه بمختلف الطرق. كما تشارك المسؤوليّة وتجديد الالتزام والاحترام والتفاهم.

نعيش في عصر من الضوضاء القصوى. كيف نجد الصمت في عالم مليء بالضجيج؟

يتولّد الصمت من الحكمة، وهو يكون أحياناً خيراً من الكلام.

نحن نتصرّف وفقاً لما نشعر به ونفكّر فيه، ولسوء الحظّ غالباً ما نمنح الأفكار السلبيّة الكثير من التأثير. هل تشعرين بأنّك متحكّمة بمشاعرك أو العكس صحيح؟

من الطبيعيّ أن يكون لديك تقلّبات مزاجيّة. فتجد نفسك في بعض الأيّام تشعر بالحزن وأيّاماً أخرى تشعر بسعادة غامرة. ولا أسمح لأحد أو لشيء أن يؤثّر عليّ. وأشعر بأنّني أعيش في فقاعتي، لكنّني في الوقت نفسه أتقبّل جميع الملاحظات، وخاصّةً البنّاءة منها. فهي تدفعني إلى أن أتحدّى ذاتي وأقدّم الأفضلوأطوّر أدواتي.

عندما تزول الأفكار السلبيّة يذهب الحزن ونحيا حياة بلا دراما. كيف تصفين حياتك في الآونة الأخيرة؟

أمارس الرياضة بانتظام، وأحيط نفسي بأشياء تعزّز الطاقة الإيجابيّة. كما أنّني مقرّبة من عائلتي وأصدقائي، فنمضي معاً وقتاً ممتعاً. وأشعر معهم بأنّني في نطاق الراحة الخاصّ بي، وأبتعد عن الأمور التي تقلق راحتي.

مشاركتك الأولى في عالم التمثيل كانت من خلال "للحب فرصة أخيرة" لكنّها كانت فرصتك الأولى لتحقيق النجاح. كيف فعلتها؟

سمعت خبر إجراء تجارب أداء خاصّة بالمسلسل. فشاركت فيها وفزت بدوري الأوّل تحت إدارة المخرجة منال الصيفي، التي تعلّمت منها الكثير. كان هذا الدور بمثابة إثبات الذات في هذا المجال، والحمدالله توالت الأدوار، عمل بعد عمل.

صحيح إذ شاركت في ثلاثة أعمال ضخمة: "ولد الغلابة" عام 2019، و"البرنس" عام 2020، وأخيراً في مسلسل "نسل الاغراب". إلى أيّ مدى أنت راضية عن المكانة التي أنت فيها اليوم؟

الحمدلله على كلّ شيء. أنا راضية تماماً عن المكانة التي وصلت إليها. علماً أنّني استمتعت كثيراً بأدواري الثلاثة. لكن أشعر بأنّني لا أزال في بداية المشوار، وهناك الكثير لأقدّمه.

يحتاج الممثّل إلى إتقان اللحظة التي يسجّل فيها حضوره وتوقيعه أمام عدسة المخرج، لأنّ هذه اللحظة هي التي ستربط شخصيّته بالعمل. كيف تستعدّين للدور؟

أدرس جميع الشخصيّات التي أقوم بأدائها جيّداً، وأمسك بخيوط الشخصيّة أثناء قراءة السيناريو. ومن ثمّ أجري أبحاثاً معمّقة حولها كي أندمج معها. فأحدّد كلّ تفاصيلها، وطريقة كلامها، ولباسها وأسلوب شخصيّتها، مثل حال "فاطمة" التي أدّيتها في "نسل الأغراب". إذ شعرت حينها بكيانها وطيفها يرافقانني، وكأنّها تتنفّس من خلالي. كذلك قد أنزل أحياناً إلى الشارع وألتقط حركة من هنا وكلمة من هناك، وأضمّها إلى شخصيّة الدور الذي أؤدّيه.

لكلّ ممثّل كاريزما خاصّة به تسمح له بالتألّق وحجز مكانة له في قلوب المشاهدين. ما هي الصورة التي تريدين إيصالها إلى المشاهد؟

أتمنّى أن أكون عند حسن ظنّ الجمهور في كلّ ما أقدّمه وأن أرتقي دوماً إلى مستوى توقّعات المشاهد.

على الممثّل أن يقدّم دوره على أكمل وجه. فهل تنبع هذه المسؤوليّة من الممثّل بشكل خاصّ أم أنّها تتبلور تحت إدارة مخرج جيّد؟

تنبع هذه المسؤوليّة أوّلاً من الممثّل ومن ثمّ تتبلور تحت إدارة مخرج جيّد. كلاهما يكمّلان بعضهما البعض. وأشعر بأنّني محظوظة، إذ شاء القدر أن أصقل موهبتي تحت إدارة المخرج محمد سامي، الذي آمن بقدراتي التمثيليّة وأوصلني إلى ما أنا عليه اليوم.

الحياة في مجال التمثيل ليست ورديّة، إذ غالباً ما يجد الممثّل نفسه أمام مطبّات هو بغنى عنها. كيف تواجهين التحدّيات والصعوبات؟

جلّ ما يهمّني هو التركيز على عملي وتطوير أدواتي التمثيليّة. علماً أنّني أتحدّى ذاتي لتقديم الأفضل عاماً بعد عام. الحمدلله لم أواجه تحدّيات صعبة حتّى الآن.

شكّلت مشاركتك في "نسل الأغراب" مادّة دسمة خلال رمضان الفائت، إلى جانب أحمد السقا وأمير كرارة ومي عمر. هل شعرت حينها باكتفاء ذاتيّ؟

دوري في "نسل الأغراب" هو الأغلى على قلبي! تحدّيت ذاتي في "فاطمة"، لا سيّما أنّني أشارك إلى جانب أسماء كبيرة في عالم التمثيل مثل أحمد السقا وأمير كرارة ومي عمر وغيرهم. وسعدت كثيراً بهذه المشاركة تحت إدارة المخرج محمد سامي.

أنت شقيقة المخرج محمد سامي. هل هي نعمة أم نقمة؟ خصوصاً أنّك دائماً ما تُسألين عمّا إذا كان شقيقك هو سبب نجاحك، لا سيّما أنّ الأعمال الثلاثة الأخيرة هي من توقيعه؟

ممّا لا شكّ فيه أنّ البعض ينتقدني كوني شقيقة محمد سامي، وأنّني أمثّل بالواسطة. لكن شاء الله أن يكون شقيقي مخرجاً متميّزاً... هذا نصيبي. لقد آمن شقيقي بموهبتي، وأشكره على ذلك من صميم قلبي، علماً أنّني أتعلّم منه الكثير.

تجمعك علاقة جميلة مع زوجة شقيقك، الممثّلة المصريّة مي عمر. كيف تنظرين إليها؟

مي مثل شقيقتي وهي مقرّبة منّي كثيراً. وتشجّعني على الدوام. وهي سند كبير لي، وهي نجمة كبيرة في عالم التمثيل. مجتهدة جدّاً، وتطمح للوصول إلى الأفضل دائماً. أنا فخورة بما حقّقته.

تتمتّعين بإطلالة ساحرة. كيف تصفين أسلوبك؟

أهوى الموضة، وأطمح إلى رسم أسلوبي الخاصّ في هذا المجال، ويتمثّل في التعبير عن حبّي للحياة بهدوئها وصخبها، علماً أنّني رومانسيّة بعض الشيء.

من هي ريم المرأة؟

أشعر بأنّني امرأة ناضجة وفي الوقت نفسه طفلة خصوصاً حين أكون بقرب عائلتي.

ما هي مشاريعك المستقبليّة؟

أتمنّى المشاركة في عمل سينمائيّ، وأنا بصدد قراءة أكثر من عمل. وأتمنّى أن أحقّق هذه الأمنية في القريب العاجل، لأنّ العمل في السينما له نكهة خاصّة.

 
شارك