
رنا علم الدين عن حملة "أسامح نفسي" في اليوم العالمي للمرأة: لكي نكتشف حقيقتنا ونعيش من دون ذنوب

أطلقت رنا علم الدين الفنانة اللبنانية العالمية ومقدمة البرامج والمؤثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وصاحبة فكرة وصفحة "بيني وبينك" مطلع الشهر الحالي حملة "أسامح نفسي" لمناسبة اليوم العالمي للمرأة، بمشاركة عدد كبير من الشابات المؤثرات والناجحات اللواتي تحدين التقاليد السائدة بأفكارهن المميزة. وقد التقينا رنا التي حدثتنا عن الحملة.
كيف فكرت في حملة "أسامح نفسي" ولماذا يجب أن ننطلق من المسامحة لكي نعيش براحة؟
المرأة في العالم العربي تنشأ وتتربى مع برمجة معينة بمعنى أن الأهل والمحيط الاجتماعي، يحددون لها كيف يجب أن تكون أنثى وكيف ينبغي عليها أن تتصرف وما هو الصح والخطأ، حيث نشعر أنه يوجد سكة محددة لها سابقاً وعليها السير أو العيش ضمنها. هذا التوجيه ينسينا حقيقتنا ويتوّهنا عن صوتنا الداخلي فنصير مبرمجين بحسب توقعات الآخرين، فلا نثق بأحلامنا أو حدسنا. هذا الأمر دفعني إلى تطوير نفسي كإنسانة وامرأة وحضور ورش عمل وجلسات تأمل لاكتشاف مكامن ذاتي، وكنت ألتقي بأكبر مدربي اليوغا وأعمل معهم وأحاول جاهدة لكي أصل إلى حقيقتي ولكني أحسست على الدوام أن هناك شيء ناقص، لم أستطع الوصول إليه.
مع الوقت اكتشفت أن ما ينقصني هو التخلص من الشعور بالذنب، فحتى لو وصلت إلى أعلى المراتب هذا الشعور الذي تبرمجت على حمله، سيبقيني عالقة في أفكاري السلبية، لذلك يتوجب عليّ التخلص من هذا العائق ومسامحة الذات لكي أنطلق. قلت في نفسي: يجب التخلص من هذه العقدة كي أتحرر، في النهاية المجتمع يعي جيداً أننا طالما نفكر بذنبنا هذا فإننا سنظل تحت سطوته وننفذ المطلوب منا بحرفيته. فكرت بشيء جديد للتخلص من هذه الذنوب وقررت قبل 3 سنوات أي منذ بدء الحملة أن أكتب على جسمي عبارة هي: "أسامح نفسي لأني لست زوجة تقليدية"، ونشرتها عبر وسائل التواصل، وطلبت من الشابات اللواتي يتابعنني أن يقمن بالمثل، وتفاجأت بعدها بعدد الصور الهائل الذي تلقيته.. نساء من مختلف الدول العربية يتحدثن عن عدم مسامحة الذات لأن واحدة لم تتزوج وأخرى لم تنجب وثالثة بقيت في علاقة سامة أضرت بها، وواحدة تتحدث عن علاقتها مع الحجاب وغيرها تتحدث عن تعرضها للأذى النفسي والجسدي. كانت التجربة قوية جداً وحررتنا من قيود كثيرة كانت تكبلنا، فهي ببساطة سمحت لنا بالتعبير عما يختلجنا من مشاعر والتخلص من الإحساس بالخجل أو الخوف أو الذنب. هذا العام ولمناسبة يوم المرأة العالمي قررت توسيع الحملة فأطلقت هاشتاج أسامح_نفسي أو Iforgivemyself ودعوت نساء ملهمات للمشاركة كي يلهموا مجتمعهم لكي يحرروا ذاتهم ويتجرأوا على التحدث عما يكبلهم.
كيف انطلقت الحملة وما الذي تهدف إليه؟
الحملة ستكون عبر صفحة منصتي على إنستغرام وهي baynehwbaynek وسيشارك فيها عدد كبير من النساء العربيات المؤثرات والمعروفات بطرح قضايا مهمة تخدم المجتمع ونساءه وسأذكر منهن المخرجة نادين لبكي والمؤثرة تريسي هرموش والناشطة النسوية زينب فاسيكي والرياضية اللبنانية دارين بربر التي خسرت رجلها ولكن هذه الخسارة لم تحدها عن تحقيق طموحها الرياضي لتكون ناجحة كبطلة رياضية وكزوجة وأم، بالإضافة إلى وجود الشابة تريسي مسعود التي خسرت شعرها كاملاً منذ مراهقتها وقررت لفترة أن تضع الباروكات ولكنها اختارت لاحقاً أن تكون صادقة مع نفسها وتظهر على حقيقتها، لتكسر العديد من القيود والأحكام المسبقة عن الشكل التقليدي والفكر النمطي عن الأنوثة والجمال، بالإضافة إلى صديقتي المنتجة المنفذة ميادة الحراكي.
كيف تشجعين الشابات على المشاركة في الحملة ما هي رسالتك لهن؟
أدعو الشابات من مختلف الدول العربية للانضمام إلى الحملة ونشر صورهن مع الهاشتاغ فيكتبن على أي مكان من الجسم أو الوجه عبارة يسامحن أنفسهن عليها ويدعون مجتمعهن للقيام بالمثل، فتكون هذه طريقتهن للتحرر مما يعيقهن، ويصرن أيضاً وسيلة للتوعية بالكثير من القضايا التي تزعج المرأة وتحد من إبداعها وانطلاقتها الحقيقية في الحياة.
اقرئي المزيد: ميادة الحراكي: التجدّد الدائم هو سبب شغفي بمجال الإنتاج