جميلة عوض: السعادة اختيار والرضا لا يعارض الطموح

يعيش الإنسان حياة سعيدة عندما يرضى بذاته ويتقبلها كما هي، فيرتقي بها بجميع صفاته الإيجابية إلى أعلى المستويات، محاولاً في الوقت نفسه التخلي عن السلبية، إذ يمكن فعلاً أن يكون كل يوم هو بداية جديدة لإضفاء مزيد من السعادة لحياته. فأن تكون سعيداً ليس المغزى النهائي للحياة، إنّما المغزى الأساسي لها. وتقوم الممثلة المصرية جميلة عوض بالأشياء التي لا تعارض ضميرها، فلا يهمها إرضاء الناس بقدر ما يهمها إرضاء ذاتها، ولا تبالي لكلام الآخرين ما دامت على حق وثقة. وقد يكون من الصعب أحياناً تقبل الواقع الذي نعيش فيه، لكن نجمة غلافنا تؤمن بأنّ كلاً من السعادة والرضا يتماشيان في الحياة جنباً إلى جنب، لذا عادة ما تسعى إلى تحقيق الرضا، علماً أنّ القناعة لا تُعارض الطموح، إذ تشارك حالياً إلى جانب النجم الكندي من أصول مصرية مينا مسعود في فيلم سينمائيّ تقوم بتصويره حالياً.

حوار: Nicolas Azar، تصوير: Danniel Rojas، إدارة فنية: Rana Kandil، تنسيق: Raquel Trejo، رئيسة قسم الموضة: Sima Maalouf، شعر ومكياج: Manuel Losada من Dior Beauty، إنتاج: Ajour Consultancy

كيف الحال؟

كل شيء على ما يرام. الحمد لله، أنا سعيدة وراضية تماماً.

أين أنت في العالم الآن؟

أتواجد حالياً في مدينة مدريد الجميلة.

كل يوم يحمل مفاجأة، فما هي أفضل مفاجأة تلقيتها مؤخراً؟

حصلت أخيراً على رحلة سفر، ولم أكن أتوقع هذه المفاجأة إلى جانب هدية أخرى جميلة.

الفستان من Loewe
المجوهرات من Sandra Gargour Jewellery

أجرينا مقابلات قليلة معاً، وأجدك سعيدة في حياتك. كيف يعيش المرء حياة سعيدة خالية تماماً من أحكام الآخرين؟

أقوم بالأشياء التي لا تعارض ضميري. لا يهمني إرضاء الناس بقدر ما يهمني إرضاء ذاتي، ولا أبالي لكلام الآخرين ما دمت على حق وثقة، علماً أنني بطبعي لا أحكم على أحد، حتى لا يُحكم عليّ.

هناك بعض الأشياء التي يمكننا تغييرها في حياتنا، وبعض الجوانب التي يمكننا التأثير فيها، لكن هناك الكثير من الأمور التي يجب أن نعتاد عليها ونتماشى معها. هذا هو التحدي الأكبر. فما هي الأمور التي يجب أن نتقبلها في حياتنا؟

يجب أن نتقبل كل الأشخاص الذين نحبهم بكل ما تنطوي عليهم من عيوب وطاقات، علماً أنّ التأثير على الآخرين يبدأ مع التفكير الإيجابي وبالحديث مع النفس أولاً وتحديد ما نريد تغييره فينا.

يكون من الصعب أحياناً تقبل الواقع الذي نعيش فيه. هل أنت راضية عن مكانتك الحالية؟

يتماشى كل من السعادة والرضا في الحياة جنباً إلى جنب، لذا عادة ما أسعى إلى تحقيق الرضا، علماً أنّ القناعة لا تُعارض الطموح، فأنا في بحث دائم عن كيفية استثمار كل الفرص المتاحة من أجل تطوير ذاتي.

لا يهمّني إرضاء الناس بقدر ما يهمّني إرضاء ذاتي ولا أبالي لكلام الآخرين ما دمت على حقّ وثق

هل تعتقدين أنّ السعادة اختيار؟

نعم، أعتقد ذلك، فلا شيء يجعلك سعيداً حتى تختار أن تكون سعيداً، علماً أنّ السعي إلى تحقيق السعادة ينبع من الداخل.

المعطف من Giodoro
المجوهرات من Noora Shamsi Jewellery

لا يهم عدد الأشخاص الذين نقابلهم في حياتنا، فنحن فقط بحاجة إلى الأشخاص الحقيقيين الذين يتقبلون ما نحن عليه ويساعدونا في أن نصبح ما يجب أن نكون عليه. من هم الأشخاص الذين تركوا أثراً في حياتك؟

والداي طبعاً، وأصدقائي الحقيقيون الذين يدعمونني ويشجعونني، وأصدقاء آخرون زائفون، إذ تعلمت منهم دروساً مختلفة جعلتني أنظر إلى الحيا بطريقة مغايرة.

يمكن أن تكون الحياة مضطربة للغاية في بعض الأحيان. ما هو مكانك الآمن؟

مكاني الأمن هو منزلي بجانب والدتي.

لكل منا هدف معين، ولا يمكن أن يكون هو نفسه للجميع. كيف تحددين هدفك؟

هناك شيء غامض حول هذا السؤال، ومع ذلك، هناك بعض الأشياء التي تظل جميلة عندما تبقى غير مروية، وأحدها هو الإجابة على هذا السؤال.

أتضايق حين لا أجد الادوار المناسبة إذ إن التمثيل هو شغفي وهدفي في الحياة

عندما تصلين إلى مستوى معين من النجاح، غالباً ما تأتي أسئلة في ذهنك حول ما إذا كان بإمكانك أن ترتقي إلى مستوى توقعات الناس الجديدة لك. كيف يمكن أن تؤثر عليك توقعات الآخرين؟

سأكذب إذا أخبرتك أن هذا لا يؤثر عليّ لأنني أهتم بالأشخاص الذين أحبهم، كما أنني أحب إدارة توقعات جميع الناس، على الرغم من أنّ هذا الأمر صعب جداً. وقد تملكني الشعور بالذنب عندما بدأت أمتلك هذه الحياة التي أعيشها الآن، لذا ما أفعله هو أنني أتغاضى أحياناً عن التفكير بالموضوع كي لا أتأثر كثيراً، ومع ذلك أشعر بالذنب في أعماقي تجاه عدد من الأشخاص.

الفستان والحقيبة من Versace
المجوهرات من Noora Shamsi Jewellery

يقول النجم العالمي توم كروز إنه شعر بأن الناس الذين رفضوه في البداية كانوا هناك لمساعدته على المدى الطويل. ففي بعض الأحيان يكون الأمر مؤلماً، لكنه يعتقد حقاً أن هناك أدواراً من المفترض أن يحصل عليها وأخرى لا يفترض أن يحصل عليها وشيء آخر سيأتي مكانها. كيف تتعاملين مع الرفض؟

لا أعلم، لكن كل ما في الأمر أنني في سعي دائم إلى تطوير ذاتي وأدواتي.

كيف تتمنين استخدام صوتك لتمكين الفتيات والنساء؟

أحاول أن أفعل ما أعتقد أنه صواب، وأحاول أن أكون قدوة لذاتي أولاً، قبل أن أكون قدوة يحتذى بها. لذا أختار أدواري بعناية كما أسعى دائماً إلى أن أكون صوتاً للكثير من النساء اللواتي لا صوت لهن وذلك من خلال منصتي وموقعي كممثلة.

كيف هو واقع الممثلة في السينما حالياً وكيف يتجسد حضورها؟

إنه يتغير فعلاً وهناك الكثير من التغييرات، ومع ذلك، ما زلت آمل في المزيد. فالسينما ومنذ نشأتها اعتمدت المرأة لتكون العنصر الأبرز الذي لازم كافة القصص السينمائية. ويعتقد بعض الناس أنه ليس لديّ الحق في التفكير في ذلك لأنني شاركت في أفلامي الخاصة، كما كان لدي للتو فيلم يُعرض على شبكة "نتفليكس". فإن مثل هذه الأمور ليست شائعة أو متاحة لدى الكثي من الممثلات!

تستمتعين بتأدية الأدوار الصعبة والمقنعة. ما مدى صعوبة تمثيل هذه الشخصيات في مسلسل أو فيلم؟

التمثيل هو شغفي، وأستمتع كثيراً في تأدية هذه الشخصيات، علماً أنني أتضايق حين لا أجد الأدوار المناسبة، إذ إن التمثيل هو أيضاً هدفي في الحياة.


الإطلالة كاملة من Fendi

يُعرض لك على "نتفليكس" فيلم "عروستي"، من إخراج محمد بكير ويشاركك البطولة الممثل المصري أحمد حاتم، منذ شهر فبراير، الذي سرعان ما أصبح في قائمة الأكثر مشاهدة على هذه المنصة العالمية. كممثلة، ما مدى أهمية أن تكوني جزءاً من عائلة "نتفليكس" في الوقت الحاضر؟

أنا فعلاً محظوطة، إذ يُعرض لي أكثر من 5 أفلام على هذه المنصة، مثل فيلم "الضيف" (إخراج هادي الباجوري)، و"بنات ثانوي" (إخراج محمود كامل)، و"سبع البرمبة" (إخراج محمود كريم) وغيرها.

ما هو جديدك؟

أصوّر حالياً فيلماً سينمائياً جديداً إلى جانب الممثل الكندي مينا مسعود.

الجمبسوت من Hermès
المجوهرات من Noora Shamsi Jewellery

 

 
العلامات: جميلة عوض
شارك