الممثلة السعودية سمر ششة: مسلسل "جايبة العيد" يروي قصة عن الحب والعائلة وتقبل الآخر

تؤدي الممثلة والكاتبة السعودية سمر ششة دور البطولة في مسلسل "جايبة العيد" الكوميدي الذي يعرض على منصة "نتفلكس" وتدور أحداثه حول قصة سيدة سعودية مطلقة تريد الزواج من شاب من أصول باكستانية لكنهما يواجهان بموقف الأهل. وقد التقينا سمر التي حدثتنا عن العمل وتطرقت إلى مسيرتها الفنية ومشاريعها المقبلة.

تخوضين تجربة جديدة في مسلسل "جايبة العيد" الكوميدي مع نتفليكس، كيف جرى هذا التعاون؟ وما هي العناصر التي جعلتك توافقين على الدور؟

تم الإتصال بي من قبل وكالة "تمثيل" الذين قاموا بتعيين الكثير من الممثلين لمسلسل جايبة العيد، لعمل تجربة آداء ومن هناك كانت الانطلاقة. أول ما جذبني للدور هو جودة النص، كنت مستمتعة جدا وأنا أقرأ، وضحكت كثيرا، و بكيت في أكثر من موضع عند أول قراءة، ,وأنا أحب الدراما العائلية – على الشاشة بالطبع وليس على أرض الواقع - كما أنها تجربة جديدة علي، حيث لم أمثل في شيئ مشابه من قبل، وأنا أحب أن أشاهد هذا النوع من الأعمال القصيرة والعائلية، كما أنني لم أمثل شخصية تشبه رزان من قبل، شخصية حديثة وفريدة العناصر، أكملت دراستها في الخارج وتأثرت بالعديد من الثقافات، أحببت الشخصية بكل تعقيداتها، وتهورها، وبالرغم من أنها دكتورة علم نفس الا أن كل العلم يتلاشى أمام الحب والعائلة. ارتبطت بها وأحسست أنني سأتعلم منها أشياء جديدة وسأتمكن من خلالها أن أروي قصة عن الحب والعائلة وتقبل الآخر المختلف.

 

كيف قمت بالاستعداد للدور؟ هل تشبهك شخصية رزان؟ كيف عشت مشاعر الأم العازبة واستطعت تقديمها بصدق وشفافية؟

استعددت للدور بقراءة النص أكثر من مرة و تحليله و تحليل مشاعر رزان ودوافعها لكل مشهد. قضينا ما يقارب الشهر قبل التصوير في التدرب على المشاهد مع المخرجين سعيد وعلي ومدربة التمثيل لنا قمصاني. بالنسبة لي، كان من أكثر العناصر أهمية هو الانسجام بين أفراد العائلة وأن تظهر على الشاشة و كأننا فعلا خضنا الكثير في الحياة معا، و هذا ما كنت أركز عليه في التدريب مع بتيل نبيل و التي تقوم بدور لمار ابنتي في المسلسل. بكل صراحة لا أستطيع أن أقول أنني أعلم ما هي مشاعر الأم العازبة جيدا، سألت صديقاتي الأمهات العازبات الكثير من الأسئلة، ولكن أكثر شكل أستهواني لعلاقة رزان ولمار هو أن يكون بينهما صداقة متينة خاصة أن فارق العمر بينهما ليس كبيرا.

كيف كانت أجواء التصوير؟ إلى أي مدى يؤثر الانسجام بين طاقم العمل والممثلين على أداء الممثل؟

كانت أجواء التصوير صحية وجيدة وواعية حيث أن نتفليكس حرصت على توعية جميع الطاقم بكيفية الحفاظ على أجواء صحية و آمنة للجميع، لا مهرب من وجود بعض وجهات النظر المختلفة في مواقع التصوير التي تحصل حتى في أكثرها احترافية وكفاءة وأخلاقية. أما بالنسبة لتأثير الإنسجام على أداء الممثل، أن الممثل إنسان، وقد يكون أكثر حساسية من الآخرين، خاصة وقت التمثيل، بالطبع قد يؤثر وجود الخلافات على الآداء، ولكن قاعدتي في التعامل في هذه الحالة هي أن أفصل نفسي عن هذه المواقف واحجز نفسي في مكان بعيد وهادئ وأركز على أدائك مهما كانت الظروف. في آخر المطاف لن يرى الجمهور الا وجهي وأدائي، ولن يرى أحد قلة الانسجام في الموقع.

ما هي العوامل الموجودة في المسلسل والتي ستجعله يدخل قلوب وعقول الجمهور السعودي؟

شخصيا أعتقد أن ديناميكية العائلة هي أكثر عامل يسهل الارتباط به، لكن حقيقة لا أستطيع تحديد إجابة هذا السؤال، و أتمنى أن أسمع جواب هذا السؤال من الجمهور، خاصة أن رزان وعائلتها لا يمثلون جميع المجتمع السعودي، بل هي قصة خيالية خاصة بعائلة معينة.

ما هي برأيك أهم القضايا الاجتماعية التي يعالجها هذا المسلسل؟ تلك التي يعاني منها المجتمع السعودي كالتمييز مثلا على أساس الجنسية في بعض الأوساط؟

أحب أن أوضح أولا أن الهدف من صنع هذا المسلسل والتمثيل فيه هو خلق محتوى درامي مسلي، وليس التعليق على المجتمع أو معالجة القضايا او توجيه أي تهم ورسائل للمجتمع. وإن فاق العمل حدود تسلية المشاهدين وخلق لهم نقاشات حول بعض القضايا فإن هذا شيئ سامي وجميل ويرتقي بقيمة العمل الفني.

ما رأيك بالمسلسلات الدرامية القصيرة؟ ولماذا نلاحظ ازدياد الميل نحوها لدى الجمهور العربي؟

أحب المسلسلات القصيرة ودائما ما أبحث عنها، لا أعلم لماذا ازداد الميل نحوها عند الجمهور العربي، ولكن ما أعلمه أن الإنسان بالعموم أصبح أقل صبرا، وأقل اهتماما بالالتزامات الطويلة المدى.

كيف ترين التجارب السعودية في مجال صناعة الدراما؟ هل باتت المملكة منافسة عربيا؟ وما الذي تحتاج إليه هذه الصناعة للوصول إلى أبعد من الحدود المحلية؟

أعتقد أن المملكة أضحت على الخارطة في المنافسة العربية، وأن جودة الإنتاج السعودي في إرتفاع مستمر من أوجه مختلفة كالنص، والتمثيل والقيمة الإنتاجية وهذا بسبب الشغف والتعطش الكبيرين لدى صناع الدراما واهتمام المملكة ودعمها المتعدد الأشكال لهذه الصناعة والصناع.

نحتاج الى المزيد والمزيد من الخيال والأحلام والتجارب والعلم والاستفادة مما توصل إليه الغير والنقد البنّاء،كما نحتاج الى شجاعة كبيرة، و كما نحصل على الدعم من المملكة، لا غنى لنا عن دعم الجمهور الذي أن عليه أن يفعّل خياله ويؤمن بالاختلاف والقصص الخاصة.

لماذا اتخذت مؤخرا قرار التخلي عن الوظيفة والتفرغ للفن؟ هل تجدين اليوم ما يرضي طموحك للوصول بأفكارك الفنية بشكل حقيقي أكثر من قبل؟

اتخذت هذا القرار لأني شعرت أنني لن أستطيع الموازنة بين المهنتين، وعندما أجبرت نفسي على الإختيار وجدتني أختار الفن بلا تردد مع إدراكي لحجم المخاطرة. أنا أشعر بسعادة بالغة انني اتخذت هذه الخطوة، وأحمد الله كل يوم على أنني وجدت شغفي و أعمل وأعيش به،حتى وإن لم أصل الى مرحلة الرضى الكامل، اللتي لا أؤمن بوجودها أصلا، الطموح هو وليد الشغف والتجربة والاكتشاف والتعلم عن النفس، ولا أعتقد أن هذه الرحلة لها نهاية أو حدود.

بصفتك شابة سعودية، ما هي الأفكار أو المواضيع التي تخص المرأة والتي تسعين لطرحها مستقبلا سواء من خلال الكتابة أو التمثيل؟

عندما أفكر في قصص أود روايتها أو المواضيع التي تستهويني وأتابعها بشكل عام لا أفكر أنها تخص المرأة أو الرجل، أفكر بمدى تأثيرها على مشاعري وارتباطي بها أو خوضي لتجارب مشابهة سواء في الواقع أو في الخيال أو في الأحلام أو من خلال قراءة الروايات أو الإستماع لقصص الآخرين، كوني شخص ذو خيال واسع جدا، أسعى لعكس خيالي على أعمالي التي أكتبها وأنوي أن أمثل في بعضها. أما بالنسبة للتمثيل، فلا تحكم لي في الأدوار التي تطرح علي، وأتعامل مع كل دور في آنه، وأتمنى أن أمثل دور في فيلم فانتازيا أو واقع سحري قريبا.

كيف ترين دور المرأة في المجالات الإبداعية بعد التغييرات التي تحصل اليوم في السعودية؟

المرأة السعودية ذكية ومثابرة وطموحة ومتعلمة، بالتالي لا تستطيع إلا أن تقوم بدور إيجابي وفعال ومتنوع الأثر ويخلق بيئة إبداعية خاصة وفريدة لا تشبه شيئا آخر في العالم، وهذا يدعو للاعتزاز.

ما هي مشاريعك المقبلة على مستوى التمثيل والكتابة؟

بالنسبة للتمثيل، أنتظر صدور العديد من الأعمال، مسلسل آخر غير جايبة العيد على منصة أخرى، كما أنني انتهيت من تصوير 3 أفلام، اثنين منها مستقلة و الثالث بمشاركة الفنان المحبوب ظافرالعابدين والذي سيتم عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي.

أما بالنسبة للكتابة، الأمور ليست واضحة بعد ولكنني مازلت أطور مسلسل قصير وفيلم قصير و سأشارك جميع المستجدات مع هيا التي رافقتني في رحلتي السعيدة في عالم الفن.

اقرئي المزيد: سارة الهاشمي: قوّتي في مجال الإخراج تأتي من محيط داعم وإيجابي يمدّني بالشغف

 
العلامات: ممثلة سعودية
شارك