أريام الكعبي: وصولي إلى أي قمة لا يتم إلا بنجاح مشاريعي في الوصول للفئات الشابة التي أستهدفها

جميلة هي المنافسة والسعي لأن نكون الرقم واحد في مجالنا، ولكن الانسياق وراء الرغبة بالتميّز يمكن أن يحرمنا من الاستمتاع بالكثير من اللحظات الحياتية البسيطة، كما يمكنه أن يشغلنا عن حب ما نقوم به، لأننا لم نعد نركز عليه بل على رغبة جامحة بالتفوق. فيما يلي نستعرض قصص 4 شابات عربيات، أدركن أن الرحلة ومن نقابلهم خلالها والنجاحات التي نحققها على الطريق، يكون في أحيان كثيرة أجمل من بلوغ القمم. تعرفي عليهن واستفيدي من تجربتهن المثرية.

في أريام الكعبي من صفات القيادة ما جعلها تلفت الأنظار إلى حماسها وإنجازاتها ومهاراتها وهي لا تزال في سن 21 عاماً، فهي حصلت على جائزة سفيرة الشباب لفئة الشخصية القيادية على مستوى دولة الامارات من الشيخ خالد بن حميد القاسمي، كما نالت جائزة رواد المستقبل من غرفة ابوظبي، وهي عضو مجلس شباب مؤسسات الشيخ محمد بن خالد ال نهيان، ولديها الكثير من المشاريع الريادية التي تسعى لتمكين الشباب الإماراتي في مختلف المجالات، فماذا تقول طالبة إدارة الابتكار في كليات التقنية العليا عن طموحاتها المستقبلية؟

حدثينا عن كيفية تبلور شخصيتك لتملكي من سن صغيرة صفات الريادة والقيادة؟

صحيح أن سني صغير فأنا لم أتخطى الـ21 سنة، ولكن بنظري العمر مجرد رقم والمطلوب للنجاح في أي مجال هو الشغف وهو موجود لديّ ويدفعني نحو المجالات القيادية، وقد بدأت مسيرة إدارة مشاريعي التطوعية منذ عمر 15، حينها لم أكن أعرف ما معنى إدارة المشاريع ولكن تعلمت من الكتب والمطالعة ومن تجارب أناس حولي، وتثقفت من قصص الناجحين، لأكمل اليوم طريقي الذي يقودني نحول الاستثمار في عقول الشباب، وبفضل مجهودي أصبح لديّ أكثر من مشروع أستثمر به قدرات الشباب بأفكار جديدة ومتنوعة.

كيف نميت فيك الحس الريادي، وما هي أدوات النجاح في ريادة الأعمال؟

كنت على ثقه بأن من يعطي من وقته لقضية أو أشخاص سوف يحصل في المستقبل على أضعاف هذا العطاء وأنا أحصد اليوم جهوداً بذلتها على مدار ست سنوات لأني أرصد ازدياد وتوسف مهاراتي، فالريادة نوعاً ما هي استثمار مواهب الشباب ومهاراتهم في مشاريع يمكن من خلالها الحرص على تمكين الجيل الجديد بأدوات القوة والمنافسة المطلوبة للنجاح في أي مجال.

ما هي ابرز المبادرات والمنصات التي أطلقتها، وماذا حققت من خلالها؟

أبرز المبادرات التي أطلقتها طالت ثلاث فئات عمرية: كبار السن والأطفال والشباب فقد عملت على أكثر من 7 مبادرات تطوعية، أهمها مبادرة ملتقى الفن الشبابي الذي جمع أكثر من 31 مشارك من جميع انحاء الدول العربية، والتي كانت تهدف إلى معرفة آراء الشباب حول مستقبل الفن. المبادرة الثانية هي "حوارات شبابية رمضانية" وكانت بالتعاون مع وزارة تنمية المجتمع، والمبادرة الثالثة هي مشروع "فولو شباب" حيث تم العمل على ملتقى شبابي لرؤية توجهات الشباب حول مستقبل التعليم والفضاء والمدن الذكية والوظائف المستقبلية. بشكل عام استفاد الكثير من المشاركين من كم المعلومات المتبادلة حول مواضيع آنية مهمة، كما أني أثبت للمجتمع المحلي بأننا نستطيع تنظيم ملتقيات ومؤتمرات بمجهود شبابي بحت وبدون أي تكلفة مادية كبيرة، فقد كلفتني جميع المبادرات صفر ميزانية، وما احتجته ببساطة هو شغف كبير للعطاء لأثبت لجيلي وللأصغر سناً أن الركيزة الأساسية للتقدم هي السعي والرغبة الجادة بالعمل، لذا أفخر لكوني أول إماراتية تبادر إلى مثل هذه المشاريع التي تستغرق أشهر للدراسة والتخطيط والتنفيذ ولكنها في المقابل تكسبنا الكثير من المعارف وتعود بالفائدة على مجتمعنا.

كيف ترين الجيل الجديد من شباب الامارات وما هي المجالات الحيوية التي يجب ان يتجهوا نحوها؟

أرى جيل واع ومثقف وقادر على إيصال افكاره بشكل أفضل وهو يسعى للتميز والبروز في أهم المجالات الحيوية، فنحن نتخيل المستقبل أمام أعيننا ونراه مشرقاً ومليئاً بالفرص. ونصيحتي الدائمة لكل من يرغب بالنجاح أن لا يخشى التحديات بل يسعى للتغلب عليها فلا يسمح لأحد أن يشكك بقدراته بل يثق بنفسه لكي ينقل هذه الثقة لمن حوله، ويكون التمكين على رأس أولوياته.

ما هي أهم المشاكل التي تواجه جيل الشابات وكيف تسعين لمساعدتهن؟

تكمن الصعوبات في تحديد نقطة البداية ومواجهة التحديات والعثرات والخوف من الفشل، وأنا أسعى جاهدة من خلال محادثاتي مع الشباب الذين ألتقي بهم في مختلف أنشطتي أن أحثهم على إنشاء حسابات رسمية تتحدث عن شخصياتهم أو حتى المشاركة معي في مبادرات ومشاريع لها قيمة وطنية. برأيي نحن جميعا مسؤولين عن كيفية استثمار أوقات الشباب لنوجّه مهاراتهم ونشاطاتهم في الاتجاه الصحيح الذي يعود بالمنفعة على دولهم ومستقبلهم.

ما هي أهم المشاريع التي يمكن ان تساعد في تمكين الشباب ومساعدتهم لإظهار قدراتهم الكامنة؟

أرى أن مشروع "فولو شباب" والذي يسعى لتمكين أفكار الشباب في مجال ريادة المؤتمرات كان له تأثير إيجابي كبير، كما عملت في الشهر الفائت على مبادرة "برواز الشباب" بمناسبة اليوم العالمي للشباب الذي يصادف الـ 12 أغسطس حيث هدفنا لإبراز شخصيات شبابية مؤثرة وناجحة في المجتمع حققت إنجازات كثيرة، من خلال تجميع 100 برواز لصور الشباب لتسليط الضوء على مبادراتهم وإسهاماتهم وتعريف الجمهور بها وقد سعيت إلى تحفيز الشباب على التميز والعمل بروح الفريق الواحد. وقد كسرنا به الرقم القياسي بوضع 100 برواز كنماذج ناجحة، بهدف تمكين شباب المستقبل من شتى الدول العربية على بذل المزيد من الجهود للارتقاء بالمستقبل.

كيف تستفيدين من وسائل التواصل لابراز رسائلك المجتمعية المختلفة؟

ساعدتني وسائل التواصل ولا سيما صفحتي عبر إنستغرام: official.aryamalkaabi في التعريف بنفسي وتقديم رسائلي المختلفة للمجتمع، كما ساعدتي في الإعلان عن إنجازاتي ومشاريعي وفي تكوين مجتمعي الخاص وتوسيع نطاق معرفتي بالشخصيات المعروفة التي يمكن أن تتعاون معي في أهدافي المستقبلية ومشاريعي التي أطمح للعمل عليها مستقبلاً.

هل يعنيك تحقيق النجاح والتفوق وان تكوني في المقدمة، ام تهتمين اكثر بالرحلة وبالتجارب والأشخاص الذين تقابلينهم خلالها؟

أريام شخصية تتمنى أن تبقى دائما وأبدا على تماس مع الطاقات الشابة لكي تمكن أكبر قدر ممكن منهم فيستفيدوا ويتطوروا، أنا حريصة كشابة إماراتية أن أرى أجيال المستقبل يحققون أحلامهم وطموحاتهم، وأرى أن هذه هي خطتي وهدفي بطبع التي لا يمكنني النجاح فيها إلا من خلال التعاون أخواني وأخواتي من الشباب والشابات، فوصولي إلى أي قمة ونجاحي في أي طريق أختاره، لا يتم إلا بنجاح شامل يطال مشاريعي والفئات المجتمعية التي أستهدفها.

ما هي أجدد مشاريعك للفترة المقبلة؟

أنوي دخول مجال الإنتاج وأطور مبادرات كثيرة لدعم الشباب أن يكون لهم وجود أكبر فيه، لكي نصل للشركات العالمية فنشجعها على الاستثمار بمواهبنا، فنحن لدينا الكثير من المبدعين الذين يحتاجون للدعم وللثقة بقدراتهم، وأنوي أن أكون صوتهم ووسيلة فاعلة في طريق نجاحهم.

اقرئي المزيد: فرح خالد: مهمتي تحفيز الشابات ليغيرن من خلال الرياضة الحياة للأفضل

 
العلامات: رائدات أعمال
شارك