The Turk Twins هدفنا خلق موسيقى ترفع وعي الناس ليستمتعوا بفن مختلف وجديد

في مجتمع لا زال يضع الحدود للنساء خوفاً عليهنّ ربما أو حفاظاً على تقاليد مترسّخة في الممارسات الحياتية اليومية، نلتقي 4 شابات سعوديات اخترن الإختلاف والتحرر من كل القيود المعيقة للتقدّم، مع الحفاظ في الوقت نفسه على هويتهنّ وخصوصيتهنّ. من عازفة العود إلى المنسّقة الموسيقية، ومدربة اليوغا والرابر، غوصي في حياة 4 نساء تجرّأن أن يكنّ هنّ على الحقيقة.

اجتمعت شقيقتان توأم سعوديتان على تقديم فن جديد، فاختارت واحدة أن تكون عازفة عود والثانية أن تتجه نحو التنسيق الموسيقي، لتكون النتيجة أعمال مبهرة مليئة بالأحاسيس، توصّل رسائل تحاكي الشباب وتعكس واقعهم اليومي. تعرّفي معنا على Al turk twins أو دعاء ونداء، واكتشفي كيف تمكنتا من كسر الكثير من الصور النمطية عن الشابة السعودية، والتحرّذر من القيود التي لطالما منعت الشابات من تحقيق أحلامهنّ.

أن تجتمع شقيقتان شابتان على حب الفن وتنطلقان في مشروع جديد من نوعه في المملكة لهو أمر واعد ومبشر. كيف بدأت القصّة؟ كيف اكتشفتما الموهبة الفنيّة؟ هل حصلتما على دعم من الأهل والمحيط؟ هل واجهتما صعوبات في الإنطلاق؟

نداء: في الأساس، نحن ممرضات وكنّا نعمل في مستشفى، واخترنا التوجّه نحو موهبة أو نشاط نمارسه في أوقات فراغنا يكون بمثابة المتنفس لنا ونحب القيام به، فاتجهت أنا نحو تعلّم العزف على العود بينما أختي دعاء اختارت تعلّم تقنيات التنسيق الموسيقي أو دي جي. مع الوقت وازدياد معرفتنا الموسيقيّة، بدأنا بممارسة هاتين الهوايتين، لنجتمع بعدها معاً ونبدأ بإنتاج أعمال خاصة بنا.

نحن ومنذ صغرنا كنّا نستمع للأغاني ونحب الموسيقى بكل أنواعها، ولكن حين كبرنا وأدركنا أن هذا هو شغفنا الحقيقي، بدأنا بوضع مجهودنا الكامل في مشروعنا الفني، وقد حصلنا على الدعم الكبير من والدتي وإخوتي وصديقاتي، فهم جميعاً آمنوا بنا وكانوا أوّل من يسمع أغانينا الجديدة ويشاركوننا آرائهم وتوجيهاتهم لكي يخرج العمل للنور بأفضل صورة ممكنة.

ما الذي يميّز شخصيّة كل واحدة منكما وكيف تتكاملان؟ هل تحصل خلافات بينكما وكيف تصلان إلى حلول مرضية لكما معاً؟ هل من شخصيّة تمتلك الحس الإداري وأخرى تركيزها على الأمور الفنية أم تديران كافة شؤونكما معاً؟

نداء: نوزّع المهام فيما بيننا بشكل متساو تقريباً ولكنّني أعنى بتنظيم الأمور الإدارية وأترك لدعاء الأمور الفنية والإبداعية، وربما هذا سبب تكاملنا، فنحن نثق إحدانا بالأخرى، ونعرف أين تكمن قوة كل واحدة منّا وضعفها.

دعاء: تحصل الخلافات أحياناً ولكننا دائماً نجلس معاً ونتحدث ونجد هدفاً موحّداً يساعدنا لتحليل أسباب الخلاف وإنهاءه بشكل يخدم مشروعنا ورؤيتنا.

كيف تريان التغيير الحاصل في المجتمع السعودي؟ هل ساعدكما هذا التغيير في الإنطلاق في مجالين جديدين على الشابات السعوديات؟

نداء: ما يحصل في المملكة واعد جداً ولا سيما في المجال الفنّي، فقد كانت الساحة شبه معدومة خاصةً للنساء، ولكن الانفتاح الذي الثقافي والفنيّ الذي نراه فتح أمامنا مجالات كثيرة لنعبّر من خلالها عن أنفسنا ونجد طريقنا الخاص الذي يشبهنا ويشبه آلاف الشابات والشبان السعوديين.

تقدّمان صورة جميلة وعصريّة عن الصبية الخليجية، حدّثانا أكثر عن أسلوبكما في الموضة؟

دعاء: نحب الموضة كثيراً فهي تمثّل الجمال بالنسبة لنا والقدرة على التعبير عن ذواتنا الحقيقية، بعد أن كان من الصعب علينا في السنوات الماضية أن نعكس شخصياتنا من خلال أزياءنا، إذ كان لزاماً علينا ارتداء العباءة والطرحة. نحن اليوم نكتشف هويتنا ونعبّر عن ذوقنا الخاص. نختار ما يريحنا فعلاً ويعجبنا ويلائم نمط حياتنا، وأتمنّى أن تتمكّن كل الشابات من معرفة أسلوبهنّ الخاص في الموضة فلا يتهن في عالمها الواسع، كما نتمنّى بالتأكيد أن نكون مصدر إلهام لهنّ.

كسرتما الكثير من الصور النمطية عن الشابّة السعودية. كيف تمكّنتما من التحرّر من الكثير من القيود التي لطالما منعت الشابات من تحقيق أحلامهنّ؟

دعاء: نحن كنّا ننتظر الفرصة المناسبة للتغيير ورأينا أنّ المجتمع بأكمله متّجه نحوه، فتكاملت رؤيتنا الخاصة مع رؤية الدولة والمحيط. في خلال رحلتنا اكتشفنا أن القيود التي كنّا نخشاها معظمها وهمي، فهي موجودة في أذهاننا أكثر من على أرض الواقع. لقد سعينا لكي نتخلّص من التمييز ونستمر بالسعي نحو تحقيق أهدافنا وطموحاتنا.

نداء: بصراحة لم يكن من السهل جداً الإنطلاق، فكل شيء كان محسوباً وتصرفاتنا كانت تحت مجهر مجتمع متشدد، ولكن إصرارنا وإيماننا بقوة موهبتنا كانا الدافع لكي نستمر ونواجه الصعوبات بشجاعة وإصرار، لنظهر حقيقتنا.

هل تحظى الفنانات السعوديات الشابات بالدّعم اللّازم من الجهات الرسمية؟ وكيف تريان قطاع الفن والإبداع في المملكة؟

نداء: يوجد دعم كبير للمواهب الشابة والفرص كثيرة ومتاحة لأي أحد يرغب بالظهور لدرجة أنّ هناك دروس أونلاين مجانيّة لتعلّم التقنيات الموسيقية المختلفة. ومن هنا يجب أن نستغل الفرصة ونسعى أكثر نحو طموحاتنا ولا نبحث عن العراقيل والعوائق، بل نسعى نحو الفرص ونستفيد من موجة التغيير التي تطال مختلف نواحي الحياة في المملكة.

حدّثانا عن الشعور الذي يعتريكما قبل أي حفل أو عمل موسيقي جديد؟

دعاء: يسبق أي حفل لنا أيام طويلة من الاستعداد والتمرين لأنّنا نرغب أن تكون رحلة أي شخص سيستمع إلينا ممتعة، فيعيش تجربة موسيقية جديدة ومرضية ولا تشبه غيرها. نفكّر بشكل كبير بالمتلقي ونقدّم له أفضل ما لدينا، أمّا الحماس، فيكون كبير جداً وسعادتنا لا توصف، خاصةً حين نرصد التفاعل الإيجابي والانسجام من قبل الجمهور، أو حين يبدأ التصفيق مع انتهاء العرض. إنّها لحظات لا تتكرر وهي ما يدفعنا نحو تقديم المزيد والاستمرار في مشروعنا.

كيف تريان تفاعل الجمهور مع الفن الذي تقدمانه؟ وتعليقات المتابعين عبر وسائل التواصل؟

نداء: أكثر ما يسعدنا هو نظرة الدهشة، وكأنّ العيون الشاخصة إلينا تقول: Wow. فما يستمعون إليه هو فن جديد ولكنّه ممتع وهم يقضون أوقاتاً جميلة، ونحن نرصد هذا الأمر بأنفسنا. وبرأيي أكثر ما يميّزنا هو أنّنا طوّرنا العود من آلة تقليدية إلى آلة عصريّة وعالمية نوعاً ما، مع ألحان ونغمات جديدة ولم يعتد عليها الجمهور من قبل. نحن لا ننكر أهمية الماضي والتراث ولا نقلل من قيمته وجماله، ولكنّنا نقدم فناً يعكس واقعنا ومشاعرنا وحياتنا اليومية، لذا يتماهى معنا الشباب لأنهم يشعرون أننا نشبههم ونمثلهم.

حدّثانا عن المحتوى الذي تقدّمانه والرسائل التي تحبّان إيصالها أو المواضيع التي تنويان نشر التوعية عنها من خلال الفن؟

نداء: كل الأغاني التي قدّمناها ونسعى إلى تقديمها هي عبارة عن رسائل لنشر الوعي في المجتمع، وهي عبارة عن واقع عشناه وجرّبناه ونقلناه. من يستمع إلى الأغاني ستصله هذه الرسائل ونتمنى أن يتأثّر بها ويحاول تغيير شيء ما يزعجه في نفسه.

هل يمكن أن تنفصلا مستقبلاً، وما هي المشاريع التي تحلمان بتحقيقها أو التغيير الذي تنشدان رؤيته من خلال ما تقدّمانه؟

دعاء: بدأنا مشروع فني واعد معاً وسنستمر بتقديم الأعمال التي تعبّر عنّا، فأجدد عمل لنا هي أغنية Oud Clarity وعنوانها يعكس ما مررنا به قبل فترة من حيرة يليها وضوح تام، حيث تأكّدنا من قرار التفرّغ للفن بشكل نهائي. وحالياً نتحضّر للمشاركة في العديد من الحفلات والعروض الحيّة.

نداء: هدفنا خلق موسيقى ترفع وعي الناس وتخدمهم وتساعدهم فيعيشوا تجربة جميلة ويستمتعوا بفن مختلف وجديد. اليوم تركيزنا منصبّ على الفن ولكن لا نعلم ما يخفيه المستقبل، فنحن مهتمتان كثيراً بالموضة وربما تكون خطوتنا المقبلة في هذا العالم.

اقرئي المزيد: سارية ناصيف: فخورة بنجاح وقوّة السعوديات في مختلف المجالات الرياضية

 
العلامات: فنانة سعودية
شارك