
متى يكون ألم الرقبة خطير؟

متى يكون ألم الرقبة خطير؟ سؤال لا يمكن تجاهله في حال التعرض لوجع ما في الرقبة. هذا الألم مشكلة شائعة تصيب الملايين حول العالم، وغالبًا ما تكون نتيجة عادات يومية خاطئة مثل الجلوس الطويل أمام الكمبيوتر أو استخدام الهاتف المحمول بطريقة غير صحيحة. وفي كثير من الأحيان، لا يُعد ألم الرقبة مدعاةً للقلق ويزول من تلقاء نفسه أو مع بعض الراحة والعلاج البسيط. لكن في بعض الحالات، يمكن أن يكون هذا الألم مؤشرًا على مشكلة صحية خطيرة تتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا.
في هذا المقال، نُسلّط الضوء على الحالات التي يُصبح فيها ألم الرقبة خطيرًا، ونتناول الأسباب المحتملة، الأعراض المصاحبة، ومتى يجب زيارة الطبيب.
أولًا: ما هو ألم الرقبة؟
ألم الرقبة هو شعور بعدم الراحة أو التصلب في منطقة الرقبة، وقد يمتد إلى الكتفين، الظهر العلوي، أو الذراعين. تختلف شدة الألم من حالة لأخرى، فقد يكون خفيفًا ويظهر عند الحركة فقط، أو يكون حادًا ومستمرًا ويعيق الحياة اليومية.
ثانيًا: الأسباب الشائعة وغير الخطيرة لألم الرقبة
غالبًا ما ينتج ألم الرقبة عن عوامل بسيطة تشمل:
• الجلوس لفترات طويلة بوضعية خاطئة (أثناء العمل أو استخدام الهاتف)
• الإجهاد العضلي نتيجة حمل أوزان أو حركة مفاجئة
• النوم بوضعية غير صحية أو استخدام وسادة غير مناسبة
• التوتر والقلق النفسي، حيث ينعكس على عضلات الرقبة
• الإصابات الطفيفة أو الالتواءات
هذه الحالات تُعد مؤقتة ويمكن علاجها بالراحة، كمادات دافئة، أو تمارين تمدد خفيفة.
ثالثًا: متى يكون ألم الرقبة خطيرًا؟
هناك حالات معينة يجب أن تُؤخذ على محمل الجد، حيث يكون الألم مؤشرًا لحالة مرضية أو إصابة خطيرة. وتشمل العلامات التالية:
1. الألم المصحوب بخدر أو ضعف في الذراعين أو اليدين
إذا صاحب ألم الرقبة شعور بالخدر، التنميل، أو ضعف في الأطراف العلوية، فقد يكون السبب ضغطًا على الأعصاب أو الحبل الشوكي. وهذا يتطلب فحصًا عصبيًا وتصويرًا بالرنين المغناطيسي.
2. ألم لا يتحسن مع الراحة أو يزداد سوءًا مع الوقت
الألم المستمر الذي لا يستجيب للعلاجات المنزلية، أو يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، قد يكون مرتبطًا بأمراض مزمنة مثل الانزلاق الغضروفي أو الالتهابات العظمية.
3. تصلب شديد في الرقبة مع ارتفاع درجة الحرارة
إذا شعرت بألم في الرقبة مصحوبًا بحمى، صداع، وغثيان، فقد تكون مصابًا بـالتهاب السحايا، وهو حالة طبية طارئة تستدعي العلاج الفوري.
4. تاريخ إصابة في الرأس أو الرقبة
إذا كنت قد تعرضت مؤخرًا لحادث سير أو سقوط، وشعرت بألم في الرقبة، فقد تكون مصابًا بـإصابة في العمود الفقري العنقي. لا يجب تحريك الرقبة في هذه الحالة دون استشارة طبية.
5. صعوبة في البلع أو التنفس
ألم الرقبة المصحوب بصعوبة في التنفس أو البلع قد يكون مؤشرًا على مشاكل في الغدة الدرقية أو وجود تورمات في الحلق أو الرقبة.
6. تورم أو كتل في الرقبة
ظهور كتل أو تورم غير مبرر في الرقبة مع الألم قد يشير إلى عدوى غدد لمفاوية أو مشاكل أخرى أكثر خطورة مثل الأورام.
رابعًا: الحالات المرضية التي قد تسبب ألم الرقبة
1. الانزلاق الغضروفي العنقي:
يحدث عند خروج أحد الأقراص بين الفقرات من مكانه، ما يسبب ضغطًا على الأعصاب. يؤدي ذلك لألم في الرقبة ينتشر إلى الذراع، مع خدر أو ضعف.
2. تضيق القناة الشوكية:
ضيق في القناة التي يمر بها الحبل الشوكي، مما قد يؤدي إلى ضغط عصبي وألم مزمن.
3. التهاب المفاصل:
مثل الفصال العظمي (Osteoarthritis) أو الروماتويد، حيث يحدث تآكل في المفاصل العنقية، ويسبب تيبسًا وألمًا مزمنًا.
4. الأورام:
نادرًا ما تكون الأورام (سواء حميدة أو خبيثة) سببًا لألم الرقبة، لكنها تظل ضمن الاحتمالات إذا كان الألم مستمرًا وغير مفسر.
خامسًا: متى تزور الطبيب فورًا؟
راجع الطبيب أو الطوارئ فورًا إذا كان ألم الرقبة مصحوبًا بأي مما يلي:
• فقدان القدرة على تحريك الرقبة أو الرأس
• تغيرات مفاجئة في الرؤية أو السمع
• مشاكل في التوازن أو المشي
• ألم ينتشر بسرعة في أحد الذراعين
• ارتفاع شديد في الحرارة مع تصلب الرقبة
• خدر مفاجئ في الوجه أو الأطراف
سادسًا: الوقاية والعناية
• اجلس بوضعية صحيحة أثناء العمل أو الدراسة
• استخدم وسادة تدعم الرقبة بشكل جيد
• خصص وقتًا يوميًا لتمارين التمدد الخفيفة
• ابتعد عن حمل أوزان ثقيلة بطريقة خاطئة
• احرص على التغذية الصحية ونمط حياة نشط
ألم الرقبة ليس دائمًا أمرًا خطيرًا، لكنه قد يكون علامة تحذيرية لحالة تستدعي تدخلًا طبيًا عاجلًا. إذا لاحظت أعراضًا غير معتادة أو كان الألم يؤثر على نمط حياتك، لا تتردد في استشارة الطبيب المختص. صحتك تبدأ من الإصغاء لجسدك.
إقرأي أيضاً: علاج آلام الرقبة بسبب النوم الخاطئ في المنزل