ما هي العلاقة التي تجمع بين عالمي الموضة والتكنولوجيا؟
في السابق، كان عالما الموضة والتكنولوجيا عالمين متباعدين جداً ولا يربطهما ببعض أي شيء مشترك، وكان محبو الموضة منفصلين تماماً عن محبي التكنولوجيا، إلا أن تطور العصر ودخول التكنولوجيا إلى مختلف تفاصيل حياتنا جعلاها اليوم عنصراً أساسياً من عالم الموضة وباتا عالمين مرتبطين ببعضهما بشكل كبير. وعلى الإثر، دخلنا مرحلة جديدة مختلفة تماماً عن سابقاتها.
VALENTINO…مبدع أثرى عالم الموضة
دخول مرحلة التسوق الإلكتروني
أصبح التسوق عبر الإنترنت موضة العصر مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي والإعلانات التي تملؤها. ويجده البعض مريحاً وعصرياً وعملياً، إذ يوفر عليهم عناء الذهاب إلى المتجر، فبكبسة زر يجدون ما يبحثون عنه. وقد واكبت الدول العربية هذا التقدم التكنولوجي والتطور الطبيعي لسلوك المستهلك وأنشأت مواقعها الخاصة بالتسوق. وثمة الكثير من الشركات الناشئة التي توفر فرصة التسوق الإلكتروني وتتنافس لتقديم الخدمات والسلع وتسهيل الشراء. وتحاكي هذه المواقع الشركات العالمية في تقديم التسهيلات والبضائع، ولكن بحجم أقل.
مواقع دور الأزياء العالمية
بالإضافة إلى ذلك، طورت معظم دور الأزياء العالمية مواقعها الإلكترونية لتناسب المتسوق العربي واحتياجاته. فقد أطلقت دار Gucci حديثاً موقعها الجديد كلياً بخدمات كالتوصيل المجاني إلى الإمارات، أما موقعAlexander McQueen ، فأصبح يوفر خدمات الشحن إلى السعودية وبلدان عربية أخرى. حتى أن دور أزياء شهيرة مثل Burberry و Tom Ford قررت طرح قطعها للبيع فور عرضها خلال فعاليات أسبوع الموضة، من دون انتظار الموسم المناسب لها.
ويمكن للمتسوق العربي اختيار ما يريد من قطع جاهزة لدور الأزياء العالمية من آخر المجموعات وطلب القياس المناسب لتصله إلى باب منزله، كما يمكنه إرجاع البضاعة في حال لم تعجبه وحجز موعد لتفصيل القطع التي يريدها من الدار العالمية كتصميم فستان الزفاف.
أما بعض المواقع الأخرى، فتوفر بضائع لآخر صيحات الموضة من ماركات وبيوت أزياء عالمية، كموقع Net aPorter و.mytheresa.com للألبسة النسائية وMrPorter للألبسة والأكسسوارات الرجالية، وهو أيضاً يوصل بضائعه إلى العالم العربي. هذا فضلاً عن مواقع عربية أخرى كـNamshi وMarkaVIP وغيرهما...
عرض فالنتينو للأزياء الراقية يحاكي المرأة الجريئة
وجهة نظر معمقة ودقيقة
وللوقوف أكثر عند هذا الاندماج الحاصل بين هذين العالمين، كان لنا هذا اللقاء الخاص مع محررة ومنسقة الموضة التي تعنى بالعالم الالكتروني، ميرا العرّ والتي أكدت أنه " بات واضحا أن عالم الموضة مرتبط بشكل وثيق بالتكنولوجيا، لا سيما عالم التواصل الاجتماعي الذي بات أشبه بمنصة عرض أزياء لجميع الفتيات وليس فقط للعارضات. وهذا بالتحديد ما أنبت ظاهرة الفاشينيستاز ومدونات الموضة اللواتي بتن مصدر وحي لنا جميعاً وسنح لهن فرصة استعراض مهاراتهن المختلفة في هذا العالم. في السياق نفسه، للتكنولوجيا تأثير إيجابي على عالم الموضة بحيث لم نعد بحاجة للسفر لمشاهدة عروض الأزياء العالمية، بل باتت تصل إلينا بشكل فوري عبر الهواتف الذكية من خلال اليوتيوب وتقنية البث المباشر وحتى العروض مثل دولتشي أند غابانا التي تقوم أحيانا بعروض سرية لا تبثها فورياً، فيتم تسريب صور منها عبر الإنستغرام من خلال الحضور". هذا وأضافت : "من ناحية أخرى، هذه السرعة والآنية في عالم الموضة والتي سببها التكنولوجيا لها جانب سلبي أيضاً. فهي أفقدت هذا العالم المفعم بالإبداع والسحر جزءاً من لمعانه وإبهاره من خلال كثرة الصور والانتشار، فلم نعد نرى القطع بتمعن وننظر إلى كل صورة ونسهم بتفاصيل الفساتين، بل بتنا نمرر أصابعنا على شاشة الهاتف بسرعة لنرى القطعة التي تليها من مختلف الدور والمصممين. أما اذا أردنا التطرق إلى الجانب التصنيعي للموضة، فقد استبدلت الكثير من الصناعات اليدوية بالآلات التكنولوجية المتطورة، ما جعل بعض التصاميم صناعية تجارية أكثر من إبداعية".
اكتشفي الوجه الآخر لمصممة الأزياء الشهيرة توري بورش
سيطرة التكنولوجيا على الأزياء
ولم تقتصر التكنولوجيا على عملية التسوق إلكترونياً أو انتشار الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي فحسب، بل دخلت إلى تصاميم الأزياء والأكسسوارات بشكل غريب وفريد إذ ابتكرت بعض العلامات تصاميم مدمجة تكنولوجياً لأهداف متنوعة مثل نظارات Google وساعة Apple. من هنا، كوّن المصمّمون فريقاً واحداً مع مطوّري الأجهزة التكنولوجيّة للإتيان بأجهزة أكثر ذكاء.