شهادة حيّة من بيروت: مبادرة زوروني تعيد إلى المنكوبين ثقتهم بذاتهم وحياتهم
مضى أكثر من شهر على انفجار مرفأ بيروت الذي دمّر العاصمة اللبنانية وسكّانها لا بل المواطنين اللبنانين برمّتهم وكامل بلدان العالم. فبعد الكارثة التي حلّت بالبلاد، اجتمعت الأطراف الوطنية والإقليمية والعالمية جميعها لتقديم المساعدة والدعم اللازمين سواء من خلال تبرّعات مالية أو مادية أو مبادرات تحثّ المتطوّعين على النزول على الأرض.
فعلى سبيل المثال، صمّم زهير مراد مجموعة من القمصان تعبّر عن النهوض من تحت الركام وقد خُصّصت الأرباح من عمليات البيع لدعم بيروت وسكانها. بالإضافة إلى ذلك، نُظّم حقل "صوت بيروت" الافتراضي وقد جمع عدداً من النجوم العربي والعالميين بهدف تحصيل تبرّعات للضحايا.
ومن أبرز المبادرات التي لا بدّ من تسليط الضوء عليها، مبادرة "زوروني" التي أطلقتها كل من نور العلي وبولين بريس ولور شيفالييه. وتعمل هؤلاء النساء الثلاث في مجال المعالجة النفسية الحركية، وقد نزلن إلى الأرض للملمة ما خلّفه الانفجار من دمار سواء في المباني والزجاج أو في نفوس الضحايا والمتضرّرين.
وتقول بولين في هذا الإطار: "بعد الانفجار، وحين سارعنا إلى مساعدة الناس في تنظيف الزجاج المكسور والأبواب المحطّمة، صدمنا لرؤية المسنّين بمفردهم وهم محاطين بالدمار الهائل. وأدركنا حينها أنّهم يحتاجون إلى مساعدة ودعم مستمرّين، أوّلاً من خلال تأمين حاجاتهم الأساسية من مسكن ومأكل ودواء وثانياً من خلال دعمهم على الصعيد المعنوي والعاطفي لأنّ تخطّي المرحلة هذه ليس بالأمر السهل".
ومن هنا، ولهذه الغاية تحديداً، أطلقت النساء الثلاث مبادرة "زوروني" التي دعت المتطوّعين الآخرين لتشكيل فريق دعم والقيام بزيارات أسبوعية منتظمة وقضاء وقت ممتع مع المسنّين. فبعد توفير الحاجات الأساسية، هنّ يسعين إلى اقتراح أنشطة تمكينية لإعادة بناء ثقة المسنّين بأنفسهم ومساعدتهم على استعادة قيمتهم لذاتهم، وهنّ يدركن في المقابل أنّ المسنّين يعلّمون الكثير بفضل حكمتهم وخبرتهم وقدرتهم على الصمود والمضي قدماً".
اقرئي أيضاً: إنفجار مرفأ بيروت يهزّ أوساط الجمال اللبنانيّة أيضاً