ساشا حداد تتعاون مع مجلة هيا فتترجم ثقافة لبنان من خلال رسوماتها

 

برزت الرسومات والصور التعبيرية التي تقدمها الفنانة اللبنانية ساشا حداد في هذه الفترة، لأنها تعكس ما يحصل في بلدها لبنان، فهي أجادت عكس مشاعر الملايين من أبناء بلدها الذين يشعرون بالحزن والألم لما يحصل لمدنهم وأحيائهم وأهلهم، وقد التقينا بساشا التي حدثتنا عن أبرز ما عبرت عنه في هذه الفترة، كما كان لنا معها تعاون في هذا العدد المخصص للموسيقى، وذلك كي تعكس بطريقتها الخاصة رؤيتها لما تعنيه الموسيقى وكيفية تفاعلها مع باقي الفنون.

تروين اليوم بأسلوبك الخاص عبر صفحتك على إنستغرام، قصصاً كثيرة تختصر ما يحصل في بلدك لبنان، ما الذي تقولينه للعالم من خلالها؟

لغتي بصرية، وأعتقد أنها عالمية. من خلال رسوماتي التوضيحية، أحتفل في أغلب الأحيان بثقافتي. والآن، مع ما يحدث في بلدي، أحاول أن أجعل الناس يتحدثون عن لبنان وأن ينشروا ما يشهد عليه، من خلال مشاركة هذه الأعمال.

كيف ترجمت حزنك وغضبك على ما يحصل في بلدك من خلال صور ورسوم معبرة وهادفة؟

أعتقد أن الأمر يتجلى بشكل طبيعي بالنسبة لي، فلو كانت وسائل التواصل الاجتماعي غير موجودة اليوم، لكانت هذه الرسومات متوفرة في مذكراتي، أو في كراسة الرسم الخاصة بي، أو على بعض الأوراق على مكتبي.

اثنين من الرسوم التوضيحية الأكثر تعبيراً التي قمت بها كانت تلك التي تصوّر القلب. أصيب أحدهما بصاروخ والآخر مكسور مع خريطة لبنان وهي ناقصة النصف.

أشعر حرفيًا أن قلبي يُصاب بكل صاروخ يستهدف شعبي، ومثل كل لبناني في العالم، يتحطم قلبي كل يوم أكثر قليلاً منذ بدء تلك الحرب.

لقد تلقيت العديد من التعليقات حول كيفية وصف رسوماتي بدقة كيف يشعر الناس، وبالنسبة إليّ، يعني ذلك أني تمكنت من إيجاد شعور بالتوحّد حول قضية ما، وهو ما نحتاجه بالضبط في عالمنا.

برأيك ما هو دور الفن والفنانين في رفع الصوت عالياً في وجه الظلم الذي يحدث في لبنان؟

في رأيي، لا يجب على الفن أن يرفع الصوت عالياً دائمًا، وأعتقد أنه من غير العدل أن نعطي هذه المسؤولية للفنانين بشكل عام. في بعض الأحيان قد يكون العمل الفني مجرد وسيلة للتعبير عما يعيشه الفنان، ولكي يخفف عن نفسه عبء ما يتعرض له. ولكنني أعتقد أيضًا أنه إذا أراد المرء استخدام موهبته لرفع مستوى الوعي ضد الظلم، فإن الفن هو الشكل المناسب للقيام بذلك. الرسوم والموسيقى والصور هي لغات عالمية لا تحتاج إلى أي ترجمة، وفي رأيي يمكن للرسالة أن تصل وتنتشر بسهولة من خلالها.

أخرينا المزيد عن تعاونك مع مجلة هيا في عدد شهر أكتوبر الذي يحتفي بالموسيقى؟

كان من دواعي سروري أن أتلقى طلب التعاون من مجلة هيا في موضوع مميز وجميل هو الموسيقى، والتي أعتبرها جزءاً كبيراً جدًا من حياتي اليومية. إنها تلهمني في جميع جوانبها: اللحن، الكلمات، الآلات، الفنانون، وتشابكات الكثير من القصص ببعضها.

كيف اخترت الأفكار التي ستعكسين من خلالها روح الموسيقى؟ وما الذي تعنيه لك الموسيقى كوسيلة للتعبير والتلاقي والوصول إلى الآخر؟

الرسوم التوضيحية التي سأقدمها فيها الكثير من الورود والنبات وأشكال الحياة في الطبيعة. لقد اخترت هذا الموضوع وهو أيضًا موضوع متكرر في عملي لتمثيل الحياة التي تبثها الموسيقى في المساحات وفي الأشخاص وفي اللحظات التي نعيشها، فالموسيقى هي شكل آخر من أشكال الفن وهي بالتأكيد لغة تجمع الناس معًا.

حدثينا عن الرسوم التي اخترتها للـCD الذي تقدمينه بالتعاون مع مجلة هيا لتوجيه تحية محبة وإحترام وتضامن مع بلدك لبنان؟

اخترت أن أمثل الثقافة اللبنانية برقصتها الفلكلورية (الدبكة) وزهرة الياسمين المتفتحة التي تنبض بالحياة عند تشغيل الموسيقى (والأسطوانة قيد التشغيل). الرسم التوضيحي لهذا الـCD هو احتفال بشعب مفعم بالحياة وقصيدة لثقافة غنية بالتراث.

اقرئي المزيد: نهى بحر: أفكاري في ابتكار الرسوم المتحركة تعكس مواقف حياتية أشهدها

 
شارك