
سارة سعود من تصميم الأزياء إلى تدوين السفر.. رحلة مليئة بالمشاعر والرقي والإبداع

بعد أن حققت نجاحاً كبيراً في عالم تصميم الأزياء خلال السنوات الفائتة، وصل صداه إلى نجمات عالميات شهيرات، هي اليوم تخوض تجربة جديدة عبر مشاركة محتوى السفر من خلال صفحتها على إنستغرام: theroyalsarahh، فتقدم النصائح والإلهام لكل الشابات الراغبات باستكشاف جمال العالم. اليوم تخبرنا سارة سعود عن وجهاتها المفضلة وعن المدن التي أسرت قلبها، وتعطينا أفكاراً مميزة لقضاء عيد لا ينسى.
كيف بدأ اهتمامك بالموضة، ولماذا قررت أن تكوني مصممة أزياء؟
بدايتي مع الموضة كانت نتيجة شغف قديم بالفن والتصميم. كنت دائمًا أحب متابعة التفاصيل الصغيرة في الملابس وأتخيل كيف يمكن أن أعدلها أو أضيف إليها لمسات جديدة. الفكرة بدأت تتطور حين لاحظت إن الأزياء ليست مجرد ملابس، بل هي روسيلة للتعبير عن الشخصية والمشاعر.
قراري أن أصير مصممة أزياء جاء من حبي للإبداع ورغبتي في تقديم شيء مختلف يعكس هوية الناس وثقافتهم. فقد شعرت أن لدي أنّ رؤية خاصة وأستطيع أن أضيف شيئاً جديداً في هذا المجال، وأكون جزءًا من صناعة الجمال والصيحات الجديدة.
بمن تأثرت في هذا المجال الحيوي، وكيف تصفين أسلوبك الخاص بالتصميم؟
تأثرت بعدة شخصيات بارزة في عالم الأزياء، مثل كوكو شانيل التي علمتنا أن البساطة هي قمة الأناقة، وألكسندر ماكوين الذي ألهمني بشجاعته لكسر القواعد التقليدية وتقديم تصاميم تحمل قصة ورسالة. لكن أكثر من ألهمني هم المصممين الذين يحوّلون التراث والثقافة إلى قطع معاصرة تعكس هويتنا بشكل فني.
أما بالنسبة لأسلوبي الخاص في التصميم، فأحب أن أصفه بأنه مزيج بين الأناقة الكلاسيكية واللمسات العصرية الجريئة. أعتمد على التفاصيل الدقيقة، مثل التطريز أو القصات المميزة، وأحب أدمج الألوان بطريقة تخلق توازنًا بين الجمال والتميز. هدفي دائمًا أن تكون القطعة عملية، لكن في نفس الوقت تحمل طابعًا فريدًا لا يُنسى.
جذبت العلامة التي أطلقتها أسماء شهيرة، فما الذي عناه لك أن تصلي بتصاميمك إلى العالمية؟
العالمية تعني تحقيق حلم أن تمثلي ثقافتك وهويتك أمام جمهور مختلفوكبير، وهي تعني الحفاظ على مستواك مع كل خطوة جديدة. هي حافز للاستمرار في تقديم الأفضل وتطوير نفسي كمصممة تحمل بصمة مميزة، وانا فخورة بكل الفنانات الشهيرات اللواتي اخترن أزياءي وطريقتي في التعبير من خلالها.
كيف ترين اليوم أسلوب الشابات السعوديات؟ وكيف ساهم الانفتاح الحاصل في المملكة في جعلهن صانعات لصيحات وليسِ فقط متلقيات لها؟
أسلوب الشابات السعوديات اليوم أصبح أكثر تنوعًا وجرأة، يعكس شخصيتهن وثقافتهن بطريقة عصرية ومبتكرة. أصبح لديهن وعي أكبر بالموضة كوسيلة للتعبير عن الذات.
التطور الحاصل في المملكة ساهم بشكل كبير في تمكين الشابات من استكشاف مجالات جديدة، بما في ذلك تصميم الأزياء وصناعة الصيحات. اليوم نرى شابات سعوديات لا يكتفين باتباع الموضة، بل يقدمن أفكارًا فريدة ويبتكرن قطعًا تجمع بين الأصالة والحداثة. أصبحت الأزياء منصة لهن ليبرزن للعالم كيف يمكن للتقاليد أن تكون مصدر إلهام للإبداع، مما وضعهن في موقع الريادة كمبدعات ومؤثرات في عالم الموضة.
تنشرين صورًا عن إطلالاتك عبر إنستغرام، هل تسعين لإلهام الشابات من خلالهان أو فقط مشاركة لحظات حياتية مهمة وجميلة تعِيشينها؟
نشرُ الإطلالات عبر إنستغرام هو بالنسبة لي جسرٌ بين الإلهام والمشاركة الصادقة. فمن جهة، أحبُّ أن أشارك اللحظات الجميلة والبسيطة في حياتي التي تعكس شخصيتي وتجربتي. ومن جهة أخرى، أسعى إن تكون إطلالاتي مصدر إلهام للشابات، سواء من خلال اختياراتي للأزياء أو طريقة دمجي بين القطع بأسلوب يعبّر عن هويتي.
أؤمن أن الموضة ليست فقط عن الملابس، بل عن الثقة بالنفس وكيف تعكسين شخصيتك من خلال ما ترتدين. لذلك، أحاول أن أظهر التنوع والجرأة في اختياراتي، وأشجع كل فتاة على أن تكون جريئة في التعبير عن نفسها بطريقتها الخاصة. إنستغرام بالنسبة لي منصة للتواصل والإلهام أكثر من مجرد مشاركة للصور.
تقدمين نموذجاً مميزاً عن المرأة السعودية العصرية الناجحة في دورها كسيدة منزل، والتي تحقق النجاح مهنيا أيضا، كيف تقسمين وقتك، وما الذي غيرته فيك مسؤوليات الأمومة؟
تقسيم الوقت هو التحدي الأكبر، لكن مع التخطيط والتنظيم يصبح كل شيء ممكنًا. أحرص دائمًا على وضع أولوياتي بوضوح. كوني سيدة منزل وأم يعني أن عائلتي تأتي أولًا، لذلك أخصص وقتًا لهم في بداية يومي ونهايته، وأحرص على أن أكون حاضرة معهم بكل تفاصيلهم. أما الوقت المهني، فأجعله مركّزًا ومنظمًا حتى أحقق أقصى إنتاجية خلال ساعات العمل.
مسؤوليات الأمومة غيرتني كثيرًا. أصبحت أكثر صبرًا وحكمة، وتعلمت كيف أتعامل مع التحديات بشكل هادئ ومتزن. الأمومة منحتني شعورًا عميقًا بالحب غير المشروط، وعلّمتني أن النجاح الحقيقي ليس فقط في الإنجازات المهنية، بل أيضًا في بناء أسرة سعيدة ومتوازنة. هذا التوازن هو مصدر قوتي ودافعي للاستمرار في تحقيق المزيد في حياتي المهنية.
حبك للسفر واضح وكبير، فما الذي يعنيه لك اكتشاف دول جديدة؟
السفر بالنسبة لي أكثر من مجرد تغيير مكان أو رؤية مناظر جديدة، هو تجربة متكاملة توسّع الأفق وتغني الروح. اكتشاف دول جديدة يعني التعرف على ثقافات مختلفة، أساليب حياة متنوعة، وقصص تحملها الأماكن وأهلها. كل رحلة بالنسبة لي تضيف لي منظورًا جديدًا للحياة، وتذكرني بمدى تنوع وجمال العالم.
السفر يعطيني فرصة للابتعاد عن الروتين واستلهام الأفكار، سواء في التصميم أو حتى في جوانب حياتي الأخرى. كل مكان أزوره يحمل تفاصيل تلهمني، من الألوان والأنماط المعمارية إلى المأكولات والتقاليد. هو بالنسبة لي مغامرة مستمرة تمنحني طاقة وتجدد شغفي بكل شيء.
صناعة محتوى سفر أمر جديد على الشابة السعودية، كيف فكرت بمشاركة لحظاتك خلال الرحلات مع الجمهور؟
فكرة مشاركة لحظاتي خلال السفر جاءت بشكل طبيعي من حبي للتواصل مع الناس ورغبتي في إلهام الآخرين لاستكشاف العالم من منظور مختلف. السفر بالنسبة لي تجربة مليئة باللحظات المميزة، ووجدت أن توثيق هذه اللحظات ومشاركتها يعكس جمال الرحلة ويوصل للناس رسالة عن متعة اكتشاف ثقافات جديدة.
كمواطنة سعودية، شعرت أنه من الجميل أن أظهر للعالم جانبًا جديدًا من المرأة السعودية العصرية التي تعيش تجارب السفر بشغف، مع الحفاظ على هويتها. أردت أيضًا أن أشارك نصائح وأفكار تساعد الآخرين على التخطيط لرحلاتهم، سواء كانوا يبحثون عن أماكن مميزة أو تجارب جديدة.
من يساعدك في التصوير وإعداد البوستات؟
زوجي، هو جزء مهم في كل هذا، كما أن وجود عائلتي سبب كبير في نجاحي. وجوده في هذه التجربة يجعلها أكثر متعة ويضيف لمسة شخصية، لأنه دائمًا ما يقدم لي الدعم والمشورة التي أحتاجها. العمل معًا في هذا المجال يعزز علاقتنا ويجعل كل لحظة ممتعة ومميزة.
كيف تختارين وجهات سفرك؟ واي بلد زرتها ووقعت في غرامها؟
اختياري لوجهات السفر يعتمد على المناسبه والاهتمامات الشخصية، مثل الثقافة، المناظر الطبيعية، والأماكن التاريخية. أحب أن أزور أماكن تجمع بين الأصالة والتطور، بحيث أتمكن من استكشاف تاريخ وثقافة المكان، وفي نفس الوقت الاستمتاع بالحداثة والفخامة والتجارب الجديدة. أيضًا، أحب أن تكون الوجهات متنوعة، بحيث أستمتع بالهدوء في الطبيعة وأيضًا بحيوية المدن.
أما بالنسبة للبلد الذي وقعت في غرامه، فهو إيطاليا. كانت زياراتي لمدن مثل جبال الدولوميت، روما وميلانو مليئة بالدهشة، فسواء من حيث التاريخ العريق، العمار الرائع، أو حتى الطعام الذي لا يقاوم. الجو في إيطاليا مليء بالحياة والدفء، وتلك التفاصيل الصغيرة التي تشعرني وكأنني جزء من مشهد سينمائي. منذ زرتها، أصبحت إيطاليا واحدة من وجهاتي المفضلة التي أعود إليها كلما سنحت الفرصة.
ما هي وجهتك المفضلة في الأعياد والإجازات؟
جزر المالديڤ، أحب دائمًا أن تكون وجهتي فهي مليئة بالأجواء العائلية والفرح، ولذلك غالبًا ما أختار أماكن قريبة حيث يمكنني الاستمتاع بالوقت مع العائلة والأصدقاء. الجزر، هي مكان مثالي بالنسبة لي في العيد. الجو المعتدل والأنشطة المائية تجعل العيد أكثر فرادة وراحة خصوصية.
ما هو أكثر فندق أحببته وشعرت فيه بالراحة وعشت الرفاهية التي تبحثين عنها؟
من بين العديد من الفنادق التي زرتها، الفندق الذي شعرت فيه بالراحة التامة وعشت فيه تجربة فاخرة هو فندق برج العرب في دبي. عندما زرت هذا الفندق، كانت التجربة بمثابة حلم تحقق. من لحظة الوصول، يلفك مستوى الخدمة الاستثنائي والاهتمام بكل التفاصيل الصغيرة التي تجعل إقامتك لا تُنسى. تصميم الفندق الفاخر، الإطلالات المدهشة، والغرف التي تحتوي على كل ما يمكن أن تتخيليه من رفاهية، كلها عوامل جعلتني أشعر وكأنني في مكان جديد كلياً بكل نواحيه.
أي وجهة تنصحين محموعة من الشابات بزيارتها؟
أنصح بزيارة اليونان للشباب والشابات، وبالتحديد جزيرة ميكونوس. هذه الوجهة تجمع بين جمال الطبيعة، الثقافة الغنية، والأنشطة الممتعة التي تناسب كل الأذواق. الشواطئ الساحرة والمباني البيضاء التقليدية التي تلامس السماء الزرقاء، توفر أجواء مثالية للاسترخاء والاستمتاع بكل لحظة، بالإضافة إلى المأكولات البحرية الطازجة والمميزة في المطاعم المحلية.
ما هي مشاريعك للعام الحالي وهل هناك توسع تسعين إليه في مجال الموضة؟
أطمح لأن أكون أكثر تأثيرًا في مجالاتي المفضلة، خاصة في عالم الموضة والسفر. أحد المشاريع الرئيسية التي أعمل عليها هو إطلاق مجموعة أزياء جديدة مستوحاة من رحلاتي وتجارب السفر التي قمت بها. أريد أن أدمج في التصاميم بعض العناصر الثقافية التي اكتسبتها من مختلف الأماكن التي زرتها، بحيث تكون كل قطعة تحمل قصة من مكان معين.
أيضًا، أفكر في تطوير محتوى سفري من خلال منصاتي على وسائل التواصل الاجتماعي. أريد أن أشارك تجاربي في استكشاف البلدان المختلفة، مع تقديم نصائح عملية للشباب والشابات السعوديات اللواتي يرغبن في السفر والتعرف على ثقافات جديدة.
اقرئي المزيد: أماكن سياحية مميزة في مدن قريبة من اسطنبول!