داليا عمران: حين نحب ذاتنا نكون في وضع أفضل للتأثير بشكل إيجابي على من حولنا
كيف يمكن أن تعبري عن حبّ الذات؟ سؤال طرحناه على أربع فنانات ومصممات عربيات شابات موهوبات، وتركن لهن الحرية لإبداع ما يعكس هذا المفهوم، من خلال كلمات، صور، تعابير، رسومات، أفكار، أفلام، أغاني.. وكل ما يخطر في بالهن.
اتبعت المصممة والفنانة الشابة داليا عمران طموحها الذي قادها من مصر إلى دبي لكي تبرز بشكل أكبر تحت الأضواء وتشارك في الفعاليات الثقافية والفنية التي تسمح لها بالوصول بفنها وأفكارها الإبداعية والتصميمية إلى أعداد أكبر وأوسع من الجماهير. صاحبة موهبة كبيرة، تشارك الجمهور بعضاً من أفكارها ومشاريعها من خلال صفحتها عبر إنستغرام: dal0ra، فاكتشفي المزيد عن رؤيتها لحب الذات من خلال هذا اللقاء.
ما الذي يعنيه لك حب الذات؟
حب الذات يعادل رعايتها والاهتمام بها بالنسبة لي، إنه فعل من أفعال اللطف والعطاء. عندما نعتني بأنفسنا، فنحن لا نستفيد على الصعيد الجسدي والنفسي فقط، بل نكون أيضًا في وضع أفضل للتأثير بشكل إيجابي على من حولنا.
هل يمكنك مشاركتنا بكتب أو أغان أو لوحات أو غيرها من التأثيرات التي ساعدتك في رحلتك نحو حب الذات؟
لقد نشأت وأنا أستمع إلى كولد بلاي مع أخي الأكبر. بالنسبة لي، فإن حب الذات ونشر الإيجابية هما من أكثر الجوانب المميزة لموسيقاهم. عند رؤيتهم يؤدون على الهواء مباشرة، أشعر بالحب والطاقة يملآن المكان، مما يخلق مساحة حيث يشارك الجميع في تلك الأجواء الإيجابية.
مع مرور الوقت، تعلمت أن العالم هو انعكاس لما يكمن بداخلنا: إن إيجاد السعادة داخل أنفسنا يسمح لنا برؤية العالم بشكل أفضل.
يوجد اقتباس واحد يتردد صداه عميقاً في نفسي: "اجعل شخصيتك جيدة لدرجة أن الأعمى يستطيع أن يرى لطفك والأصم يستطيع أن يسمع كلماتك الطيبة". لقد بقيت هذه الرسالة معي، فذكرتني بأن حب الذات الحقيقي يمتد إلى ما هو أبعد من النفس: فهو يؤثر على كيفية تعاملنا مع الآخرين أيضًا.
ما هي الممارسات التي تجعلك سعيدة؟ وكيف تكافئين نفسك بعد النجاح لتستمري في السعي نحو تقديم المزيد؟
لطالما كان الرسم ممارسة تهدئني وتجعلني أشعر بالراحة.. تمنحني العملية نفسها السلام بمجرد اتخاذ الخطوة الأولى، ولحين إكمال القطعة حيث ينتابني شعور عميق بالإنجاز.
أما بالنسبة لمكافأة نفسي، فأنا أستمتع بالانضمام إلى فصول التمارين الجماعية مع الأصدقاء، أو مجرد الاستمتاع بالحلوى التي أحبها من حين لآخر. تذكّرني هذه الأفعال الصغيرة ولكن ذات المغزى، بتقدير جهودي والاعتراف بتقدمي، حتى لو كان بسيطاً.
متى اكتشفت أن حب الذات ضروري وليس فعلاً أنانيًا كما كان يقال في الموروث الشعبي سابقاً؟
لقد أدركت هذا عندما فهمت أنه من أجل تقديم الحب والتشجيع لمن حولي، عليّ أولاً أن أغذي الطاقة ذاتها في داخلي. في النهاية لا يمكنك أن تسكب من كوب فارغ. لقد أدى الاهتمام بنفسي جسديًا وعقليًا وعاطفيًا إلى عيشي أسلوب حياة أكثر صحة وتوازنًا.
حب الذات ليس أنانية حين نعترف بالاحتياجات الشخصية ونؤمنها لأنفسنا مع مراعاة الآخرين وإحساسهم ورغباتهم. إنه يتعلق بالتوازن أي التأكد من تجديد الطاقة التي تقدمها للآخرين داخل نفسك أيضًا.
كيف يمكننا التوقف عن مقارنة أنفسنا بالآخرين؟ في محاولة لعدم إحباط أنفسنا أو التأثر سلبًا بالعيوب التي نراها في الذات بعد المقارنة؟
إن إدراك أن لكل شخص طريقه الخاص، وأنه لا يوجد جدول زمني ثابت للنجاح، أمر بالغ الأهمية. لم يفت الأوان أبدًا لبدء شيء جديد ما لم نسمح للشك الذاتي بمنعنا.
كما أن الطريقة التي نتحدث بها مع أنفسنا مهمة؛ إن تغيير تفكيرنا لرؤية المشاكل والأزمات كعقبات مؤقتة بدلاً من اعتبارها فشل دائم ومحبط، يساعد في الحفاظ على نظرة إيجابية في الحياة. بالإضافة إلى ذلك، كلما ركزنا أكثر على نمونا وتطلعاتنا، قل الوقت الذي نقضيه في مراقبة الآخرين أو في الحكم عليهم. إن إعادة توجيه هذه الطاقة إلى الداخل يعزز قبول الذات والتقدم الشخصي.
كيف يمكننا وضع أطر وحدود صحيحة للعلاقات التي نعيشها؟ وكيف تمكننا العلاقات غير السامة والصحية من اكتشاف حقيقتنا وإيلاءها الاهتمام الذي تحتاجه لتنمو وتتطور؟
إن وضع حدود صحية في العلاقات أمر ضروري لاحترام وحب الذات والفهم الواضح لقيمنا. إن التواصل المفتوح والصادق - دون الشعور بالذنب أو الخوف - هو أساس غير قابل للتفاوض لأي علاقة هادفة.
أعبر عن احتياجاتي دون التفكير كثيرًا في التأثير العاطفي الذي قد يخلفه ذلك على الآخرين. ومع ذلك، فقد تعلمت أن العلاقة الصحية حقًا تسمح بمساحة للنمو الفردي مع ضمان بقاء الحدود والقيم واحترام الذات كأولويات أساسية.
توفر العلاقات الصحيحة وغير السامة الأمان العاطفي والتفاعلات ذات المغزى والفرص للتعرف على جوانب معينة من أنفسنا وتحسينها دون خجل أو أحكام مسبقة. الأشخاص الداعمين والإيجابيين يرافقوننا في رحلتنا نحو حب الذات من خلال منحنا الاحترام والرعاية والفهم الذي نستحقه.
اقرئي المزيد: رنا سليم: في تعاوني مع هيا أسمح للقصة بالتدفق لتتخذ كل لوحة حياة خاصة بها