عبير سندر تكشف كيف تحرّرت من الانتقادات وفرضت تأثيرها في المجتمع

لا يمكن التحدّث عن الشابات المؤثرات في السعودية بدون ذكر اسم عبير سندر. فالشابة التي واجهت الكثير من التحديات بسبب لون بشرتها الداكن، استطاعت أن تتحرّر بالفعل من انتقادات المجتمع وأصبحت من الشخصيات المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي. ولأنّ الجمال يعني أيضاً الحرية، ولأنّ Abeer تؤثر فيّ شخصياً وفي كثيرات منّا، اخترنا أن نجري معها مقابلة في هذا العدد الذي نفتتح به العام الجديد.

إنّكِ من الشابات الأكثر تأثيراً في منطقتنا، وقد عكستِ صورة «جميلة» جديدة عن المرأة العربية والسعودية. فما هو التعريف المفضّل بالنسبة إليكِ؟

لا أشعر أنّني محصورة بتعريف واحد، فأنا أمّ وصانعة محتوى ورائدة أعمال وزوجة ومؤثرة وصاحبة عمل، والأهمّ من هذه التعريفات كلّها، أنا امرأة سعودية طموحة وفخورة بما أنا عليه.

لطالما تتحدّين الصورة النمطية للجمال وتسلّطين الضوء على الفرادة. أخبرينا أكثر عن التحديات والصعوبات التي واجهتها بسبب لون بشرتكِ الداكن؟

لم يكن من السهل أن أكون أوّل صوت نسائي سعودي يتحدّث عن التحديات التي تواجهها المرأة الداكنة بشرتها، وقد بذلت أكبر الجهود لتثقيف الناس وتحدّي الصور النمطية. لكنّني أيضاً ممتنة لأنّني استطعت رفع الصور والتعبير من خلال حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي، وأفتخر فعلاً بالتغيير الذي ساهمت في إحداثه.

في أي مرحلة من حياتكِ بدأتِ تتقبّلين النقد وشعرتِ بأنّكِ متحرّرة من السلبية، لا سيّما على مواقع التواصل الاجتماعي؟

خضت معركتي مع نفسي أوّلاً، قبل أن أنضم إلى مواقع التواصل الاجتماعي، فأطلقت قناتي كنسخة أقوى عن ذاتي وأردت فعلاً أن أساعد الفتيات والشابات والنساء الأخريات اللواتي يواجهن تحدّيات مثلي، وأؤكّد أنّ الرحلة لم تكن سهلة أو سلسة دائماً! ولذلك، لم أتأثّر يوماً بالسلبية والانتقادات عبر الإنترنت، لأنّني قرّرت ألّا أستمع إلى الضجيج بل أن أركّز على تطوير نفسي كل يوم وأن أكرّس نفسي لمساعدة الآخرين وتحدّي معايير الجمال. ولا بد أن أقول في هذا الإطار إنّني أمتلك قاعدة رائعة من المتابعين الداعمين.

بالنسبة إلينا، يأتي الجمال مع الحرية والتعبير عن الذات. كيف تصفين الرابط بين الثلاثة؟

حين تشعرين بأنّكِ جميلة كما أنتِ، تشعرين بثقة، وهذه الثقة تسمح لكِ بالتعبير عن نفسكِ بدون تردّد. وبالنسبة إليّ، أحب المكياج وأعتقد أنّه طريقة للتعبير عن الذات، فكنساء، نحبّ أن نكون جميلات، لكن في الحالات جميعها، أعتقد أنّ الجمال ينبع من الداخل وأنّ المكياج يعزّز الجمال الفريد الذي يكون في داخل المرأة.

كيف تعرّفين الحرية؟

الحرية هي أن تكوني نفسكِ بدون أي أعذار.

أجريتِ مؤخراً عملية شد الجسم وتحدّثتِ عن ذلك بصراحة وشفافية على مواقع التواصل الاجتماعي. وقد ألهمتِني شخصياً كأم وألهمتِ الكثيرين أيضاً. كيف لم تتردّدي مشاركة تجربتكِ، وما الذي دفعكِ إلى إجراء العملية؟

أعتبر، وبكلّ صراحة، أنّ ذلك هو حب الذات، فأنا أحب أن أعتني بنفسي وبصحتي وبمظهري طبعاً. كأمهات، تتغيّر أجسامنا كثيراً، ونكاد نشعر أحياناً بأنّنا لا نعرف أنفسنا حين ننظر إلى المرآة، وهذا ما يؤثّر على صحتنا النفسية وثقتنا بأنفسنا. فحب الذات يعني أن تشعري بالسعادة والجمال. ولذلك، لا عيب في التغيير إن كنتِ تريدينه فعلاً بعيداً عن أي ضغوطات. وبالنسبة إليّ، اتّخذت القرار الصحيح وأنا سعيدة بالعملية التي أجريتها.

ألم تخشي المجتمع أو الأحكام؟

قطّ! ففقد أجريت العملية من أجل نفسي، نفسي التي أعتبرها دائماً الأولوية. كذلك، أعتقد أنّ ولدّي يستحقّان أماً سعيدة وقوية وواثقة من نفسها.

كم يُعتبر مهماً دعم الأسرة لكل امرأة منّا؟

الحصول على حب أفراد العائلة والأصدقاء ودعمهم نعمة بالفعل، وأنا محظوظة بأنّني أمتلكها حيث أشعر بالأمان والحب. لكن من الضروري ألا نعتمد عليه بشكل تام، فالدافع أو الحافز لإنجاز أي شيء يجب أن يأتي من داخلنا.

اقرئي أيضاً: خلود حسني: أؤمن بأنني كامرأة عربية تحررت من اللجام

 
شارك