المؤثرة زهرة خليل في حديث عن الجمال وحب الذات والصحة النفسية

فيما نكوّن صورةً عن مختلف الجوانب المحيطة بحياتنا، ومنها الجمال مثلاً، من الضروري أن نختار بحكمة الحسابات والصفحات التي نتابعها على مواقع التواصل الاجتماعي. ومن الضروري أن نتابع شخصيات تبعد عن عقلية «المثالية» وتعكس لنا مشاهد ولحظات واقعية تشبه حياتنا. ولذلك، وبما أنّنا نتحدّث في هذا العدد عن الهوية، أي عن الشفافية والصدق والذات الحقيقة، كانت لنا هذه المقابلة الشيّقة مع المؤثّرة زهرة خليل التي تُعتبر من أشدّ مناصري الصحة النفسية وحب الذات.

1. في ظل الضجيج الذي نعيشه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نشعر أحياناً أنّنا نفقد هويتنا الحقيقية. فما هي برأيكِ الأمور الأساسية التي يجب أن نفكّر فيها ونحن نتصفّح الحسابات عبر المنصات المختلفة؟

من الضروري أن نتذكّر دائماً أنّ ما نراه على مواقع التواصل الاجتماعي ليس سوى أبرز أو أجمل المحطّات في حياة الآخرين. فتماماً كما نتجنّب بأنفسنا نشر أي شيء عن الأيام السيئة التي نعيشها أحياناً، يقوم الآخرون بذلك أيضاً. لذلك، لا يجب أن نقارن حياتنا أو جسمنا أو بشرتنا أو شعرنا أو غير ذلك بأي أحد آخر.

 

2. لا نختلف على أنّ كل امرأة منّا مميّزة وفريدة. فماذا عنك، كيف تحافظين على أصالتكِ في حياتكِ اليومية سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو خارجها؟

دائماً ما أحاول الحفاظ على أصالتي، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو في حياتي اليومية. فأنا لا أُظهر على صفحتي اللحظات الجميلة فحسب، بل أحرص أيضاً على أن أتشارك مع المتابعين الأيام التي أكون فيها بحالة نفسية أو جسدية سيئة، لأنّ الحياة مليئة بالتقلّبات. ولذلك، يشعر المتابعون برابط معي، وكأنّهم يعتبرون حسابي ملجأً آمناً يأتون إليه حين لا يكونون بخير. وبالفعل، من الممتع أن نرى أنّه ما من أحد مثالي، وفي ذلك تحديداً الكثير من الجمال.

 

3. هل واجهتِ صعوبةً قبل التوصّل إلى هذه المرحلة من حب الذات؟ وكيف نجحتِ في تخطّيها؟

لا شكّ في أنّني عشت قدراً محدوداً من حب الذات في سنوات نشأتي. ولكن، كلّما تقدّمت في العمر، كلّما شعرت براحة أكبر تجاه ذاتي. وقد تعلّمت أن أقدّر ما أنا عليه وأن أدعم أو أقف إلى جانب نفسي بدلاً من أن أتواجه معها. ولكن، على الرغم من كل هذا، أقارن نفسي أحياناً مع الآخرين عبر الإنترنت، فأنا لست استثناءً في نهاية المطاف! غير أنّني أذكّر نفسي بسرعة أنّ كل واحد منّا جميل بحد ذاته، وأنّني ممتنة لصحتي الجيدة ولكل الحب الذي يحيط بي في حياتي.

 

4. ما هي الرسالة التي تحاولين دائماً إيصالها وأنتِ تؤثرين في الآخرين عبر حساباتكِ على مواقع التواصل الاجتماعي؟

أشدّد دائماً على أنّ كل شخص منّا فريد وجميل على طريقته الخاصة. ودائماً ما أحرص على أن يغادر الأفراد صفحاتي وهم يشعرون بتأثير إيجابي أو وقد تعلّموا أمراً واحداً قيّماً في مجال الجمال أو الموضة. فقد بات عدد المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي كبيراً بالفعل، فلذلك، من المميّز أن أبقى كما أنا وأن أرفع صوتي وأكون مختلفة عن غيري.

 

5. ما هي العلاقة بين الجمال والصحة النفسية برأيك؟

انطلاقاً من تجربتي الشخصية، يمكنني أن أقول إنّني لا أكون بحالة نفسية سيئة حين لا أشعر أنّني جميلة. وعلى الرغم من أنّني قد أبدو سطحية، إلّا أنّني أتأثر بذلك نظراً إلى عملي وإلى ضرورة تواجدي أمام الكاميرا في معظم الأوقات. ولذلك، أحاول اتّباع الروتين المناسب للعناية ببشرتي والحفاظ على إطلالة وجهي، وأن أمارس الرياضة وأتبع النظام الغذائي المناسب.

 

6. كيف تنصحين النساء بأن يحافظن على هويّاتهنّ الخاصة؟

من الضروري أن تحبّي نفسكِ وهويّتك، لأنّك فريدة وما من أحد آخر يشبهكِ في هذا العالم. لذلك، حافظي على هويتكِ كي يقوم الآخرون بالمثل. فكلّما كنتِ واثقة أكثر بنفسكِ وبحياتك، كلّما استطعت إطلاق طاقة إيجابية أكثر لتكون يومياتكِ جذّابة ورائعة. في الواقع، عشت فترة صعبة وداكنة للغاية منذ سنوات قليلة، وقد فقدت في خلالها حبّي لذاتي وهويتي. ولذلك، خضعت إلى علاج نفسي وعملت جاهدة لإيجاد هويتي ونفسي من جديد، فتعلّمت أن أحبّ ذاتي، وحينها فقط بدأت حياتي تعود إلى مسارها الصحيح. لذلك، حين تكونين سعيدة بنفسكِ وبحياتك، سيكون كل شيء من حولكِ على ما يرام! ​​​​

اقرئي أيضاً: لوجينا صلاح في حديث عن الجمال والنظرة الإيجابية إلى الذات

 
شارك