مكوّنات غير اعتياديّة تفاجئك في منتجات العناية بالبشرة

لم يخطئ من قال إنّ عالم الجمال لا يخلو يوماً من المفاجآت! ولا يقتصر هذا على الصيحات ومختلف الأساليب التي نراها تبرز يوماً بعد يوم سواء على منصّات العروض أو على مواقع التواصل الاجتماعي، بل يشمل أيضاً الابتكارات التي تعمل عليها العلامات التجاريّة سواء للمكياج أو للعناية بالبشرة. وبعد أن لاحظنا أنّ تركيبات مستحضرات العناية بالبشرة لم تعد تركّز فقط على أسماء وعناصر اعتدنا السماع بها، اخترنا أن نسلّط الضوء على أبرز المكوّنات غير الاعتياديّة التي دخلت مؤخّراً عالم العناية بالبشرة وازدادت الأحاديث عنها بشكل خاص.

حين نفكّر في المنتجات والتركيبات المخصّصة للعناية بالبشرة، تتبادر إلى أذهاننا مباشرةً المكوّنات الأكثر شيوعاً مثل الزيوت أي زيت الجوجوبا وزيت جوز الهند وزيت الزيتون وغيرها من العناصر مثل الألوفيرا وزبدة الشيا وما إلى ذلك. ولكن، في المقابل، تسعى علامات تجارية كثيرة إلى البحث بعيداً عن المألوف وإلى الاعتماد في مستحضراتها على مكوّنات لم نعتد السماع بها. واليوم، نتعرّف معاً على عدد من هذه المكوّنات غير الاعتيادية.

الكانابيديول أو CBD

يُعتبر الكانابيديول أو ما يُعرف باللغة الإنكليزية باسم CBD من المكوّنات التي اكتسبت مؤخراً زخماً في عالم العناية بالبشرة. وللتعرّف أكثر على هذا المكوّن، كانت لنا مقابلة موجزة مع Juana Martini، المؤسسة الشريكة لـJuana Skin وهي أوّل علامة تجارية في الإمارات تحتوي على الكانابيديول في منتجاتها للعناية بالبشرة.

وتقول لنا Martini إنّ الكانابيديول هو مكوّن نشط يتواجد في زهرة القنب، وهو أحد مركّبات النبتة البالغ عددها 113 ويمثّل ما يصل إلى 40% من المستخرج منها. وتجدر الإشارة إلى أنّ الجسم ينتج الكانابينويد الخاص به من أجل تنظيم عمليات كثيرة في داخله مثل النوم والمزاج والشهية والطاقة، ما ينعكس بالتالي على حياتنا اليومية. وبالعودة إلى الكانابيديول، وعلماً أنّه آمن وطبيعي تماماً، يُستخدم في منتجات العناية بالبشرة لما يحمل من فوائد علاجية ومهدّئة. أمّا هذه المنافع المحدّدة للبشرة، فهي مقاومة للأكسدة والالتهابات بفعالية كبيرة وعلاج البثور وحب الشباب والإكزيما وترطيب البشرة بعمق وتغذيتها.

وقد كانت Juana Skin إحدى العلامات التي سعت جاهدة إلى تغيير النظرة إلى الكانابيديول، بخاصّة أنّ مفاهيم خاطئة كثيرة انتشرت بشأنه. فبعد سنوات من المعلومات الضئيلة بشأن هذا المكوّن الطبيعي، اتّخذت العلامة على عاتقها مهمّة تثقيف المستهلك بشأن فوائده ومنافعه الأساسية. ويعني هذا أنّك تستطيعين التماس منافع الكانابيديول لتجربة منتجاتها النباتية وغير السامة التي تتناسب مع ظروف منطقتنا أي الحرارة المرتفعة والتعرّض المباشر لأشعة الشمس والغبار، وهي جميعها عوامل تؤثر على صحة البشرة ومظهرها.

ولو رغبت في تجربة الكانابيديول بشكل عام، تنصحك Martini بالتأكّد أوّلاً من أنّ التركيبة تحتوي تحديداً على الكانابيديول وليس على زيت بذور القنب الذي لا يأتي بالفوائد ذاتها. كما وعليك الانتباه من نسبة تركيز هذا المكوّن في المنتج، إذ كلّما ارتفعت هذه النسبة كلّما ازدادت فعاليته على البشرة. بالإضافة إلى ذلك، تأكّدي من اختيار علامة تجارية تستخرج الكانابيديول من نبات يُزرع في تربة جيدة وصحية لأنّ نبتة القنب تعيش في الأرض وبالتالي تمتصّ جميع العناصر، الجيد منها والسيء.

الإرثرولوز النباتي أو البديل الطبيعي عن DHA

من المكوّنات التي دخلت أيضاً حديثاً عالم العناية بالبشرة والتي لا تتردّد على مسامعنا كثيراً، الإرثرولوز النباتي وهو البديل الطبيعي عن المكوّن الشائع في منتجات البشرة ثنائي هيدروكسي الأسيتون أو ما يُشار إليه بـDHA. وبعد أن أدخلت علامة Whind الإرثرولوز في مستحضر التسمير Ourika Sun، أجرينا مقابلة صغيرة معها لنتعرّف أكثر على هذا المكوّن.

بحسب Whind، الإرثرولوز هو بديل طبيعي أساسه سكّري عن ثنائي هيدروكسي الأسيتون أي مكوّن التسمير الرئيسي والمستخدم في معظم المنتجات. ويتفاعل الإرثرولوز مع البروتينات على سطح البشرة من أجل تعزيز لونها تدريجياً وبالتالي منحها اسمراراً طبيعياً ولمسة برونزية. وبفضل اللون التدريجي الذي يمنحه للبشرة، نشعر وكأنّ الاسمرار تم بشكل طبيعي أي بعيداً عن اللون البرتقالي أو البقع.

ومن الأسئلة التي تتبادر إلى أذهاننا والتي طرحناها على Whind، “لماذا تسعى العلامات التجارية إلى اكتشاف مكوّنات جديدة وغير اعتيادية لاستعمالها في منتجات العناية بالبشرة؟”، فجاءت الإجابة: “على الرغم من التقيّد ببعض المعايير السائدة واستخدام مكوّنات مثبتة فعاليتها، تستمرّ العلامات التجارية في الابتكار وتسعى إلى البحث عن مكوّنات جديدة كي تحسّن طريقة تلبية الاحتياجات. فعلى سبيل المثال، البحث عن بدائل جديدة ومشوّقة عن الريتينول من دون أن تتسبّب بتهيّج البشرة أو مكوّنات طبيعية تضمن للبشرة فوائد متعدّدة ضمن تركيبة واحدة أو حتّى ابتكار منتجات أسهل من حيث الاستخدام إنّما أكثر متعة من حيث التطبيق”. أمّا بالنسبة إلى أهمية استخدام مكوّنات طبيعية والابتعاد عن المواد الكيميائية قدر الإمكان، فأكّدت العلامة أنّ المنافع المترتّبة كثيرة وتستمرّ على المدى الطويل. وفي Whind مثلاً، لا تُستخدم الكبريتات القاسية والزيوت المعدنية والبارابين، بل يتم التركيز في المقابل على المكوّنات الطبيعية مثل زيت الأرغان وزيت التين الشوكي وزيت اللوز الحلو الغني بمضادات الأكسدة الواقية التي تساعد على حماية البشرة من البهتان نتيجة
الجذور الحرّة.

مكوّنات غابات باتاغونيا المطيرة

بعيداً عن العناصر التقليدية كالزيوت الطبيعية والأحماض كحمض الهيالورونيك وحمض الساليسيليك وغيرها من المكوّنات مثل البابايا وزبدة الشيا، اختارت علامة Codex Beauty Labs أن تستخدم مكوّنات من غابات باتاغونيا المطيرة كي تبتكر مجموعة Antü للعناية بالبشرة. وقد استخرجت هذه المكوّنات تحديداً من 3 نباتات تعيش في هذه الغابات وهي الماتيكو والماكي والمورتييا، وذلك للحصول على مركّب AntüComplex الخاص والحصري بالعلامة. وكانت هذه النباتات تُستخدم في القدم لعلاج الالتهابات وتهدئتها مع تقوية حاجز الجلد. فنبتة الماتيكو مثلاً تحتوي على مضادات أكسدة فعّالة تساعد على تهدئة البشرة المتهيّجة. وفيما تساعد نبتة الماكي في علاج الالتهاب وتعزيز الحماية من أشعّة الشمس بفضل الحدّ من تضرّر الخلايا، تُعتبر نبتة المورتتيا مصدراً غنياً بمضادات الأكسدة وتتميّز أيضاً بقدرتها على مكافحة الالتهابات.

وفي هذا الإطار، طرحنا على مؤسسة العلامة د. Barbaba Paldus عن الدافع الذي يحفّز العلامات التجارية على البحث عن مكوّنات جديدة لم نسمع بها حتّى، فقالت: «إنّ المكوّنات التي اعتدنا عليها مثل الفيتامين C وحمض الهيالورونيك والسيراميدات الصناعية والريتينول ليست كافية لمعالجة بنية البشرة المعقّدة وما يرافقها من مشكلات واحتياجات. ولذلك، تسعى الماركات دائماً إلى إيجاد مكوّنات جديدة تلبّي هذه المتطلبات بمختلف الطرق. وفي Codex Beauty Labs، نبحث عن عناصر فريدة مرتكزين إلى علم النباتات الشعبي أي أنّنا ننظر في الماضي لنفهم كيف تعاملت الحضارات السابقة مع النباتات ونحاول إيجاد طرق جديدة لاستخدام النباتات إنّما مع الحفاظ على تنوّعها».

أمّا في ما يتعلّق بخوف المستهلكين من تجربة مكوّنات لم يسمعوا بها، فتقول Paldus: «بالنسبة إليّ، في حال ثقّفت العلامة المستهلك وقدّمت له البيانات الكافية والتجارب السريرية المكثفة التي قامت بها، تضمن عدم خوفه من تجربة مكوّنات جديدة. وفي Codex Beauty Labs على سبيل المثال، متعدّدة هي المكوّنات التي نستخرجها والتي تكون الحضارات السابقة قد استخدمها منذ آلاف السنين في الأدوية والعلاجات.

الخلايا الجذعية النباتية

من المكوّنات التي لم نعتد السماع عنها في عالم العناية بالبشرة، الخلايا الجذعية النباتية التي استخدمتها مؤخراً علامة Indie Lee في تركيبة السيروم الجديد الذي كشفت عنه Stem Cell Serum. فبعد أن تم تشخيص إصابة المؤسسة Indie Lee في العام 2008 بورم دماغي نادر ولم يمنحها الأطباء سوى 6 أشهر لتعيش، وبعد أن بدأت رحلة البحث للتعلّم أكثر عن العناية بالبشرة وعن المكوّنات المستخدمة في التركيبة بخاصّة بعد أن سألها طبيبها “ماذا تضعين على بشرتك؟”، قطعت على نفسها وعداً بالحرص على إدخال مكوّنات آمنة وغير سامّة إلى منتجات علامتها. وتقول في هذا الإطار: “بالطبع ما حدث معي هو ما يدفعني إلى البحث عن مكوّنات فريدة وغير اعتيادية! فعند تشخيصي بالورم، لم أعلم ما كانت تحتويه المنتجات التي استعملتها حينها على بشرتي، فبدأت التدقيق في أكثر العناصر شيوعاً في المنتجات التقليدية. وكانت الفترة هذه قبل ثورة الجمال النظيف. وكلّما تعلّمت أكثر، كلّما أدركت أهمية مهمّتي في التغيير”.

ومن أبرز العناصر التي لجأت إليها Indie Lee، الخلايا الجذعية النباتية وتحديداً الجلايا الجذعية لعشبة القنفذية. أمّا بالنسبة إلى فوائد هذه الخلايا على البشرة، فتتمثّل بتحسين مظهر البشرة وتعزيز امتلائها واشتداد ملمسها. وقد أضيفت إلى التركيبة زهرة الألب التي تُعتبر مضادة للأكسدة وتحارب بهتان البشرة كما مستخلصات الخيزران المغذية وحمض الهيالورونيك لبشرة مرطّبة ونضرة. وفي ما يتعلّق بالمستهلك، تقول Lee: “تثقيف المستهلك هو الطريقة الأفضل لتشجيعه على تجربة مكوّنات جديدة، وهذه هي مهمّتي... أم أثقّف الآخرين وأمكّنهم ليعيشوا حياة صحية سواء من حيث الجسم أو العقل أو الروح. ولو استطعنا تثقيف المستهلكين عن المكوّنات التي نستعملها، أعتقد أنّهم سيشعرون براحة أكبر حيال القيام بخيارات صحّية لهم ولأجسامهم.

اقرئي أيضاً: تعرّفي على 10 مكوّنات تحارب الشيخوخة المبكرة للبشرة

 

 
شارك