4 مكوّنات أيقونية تسلّط عليها الدور العالمية الضوء منذ سنوات

في كثير من الأحيان، نشعر بأنّ اسم علامة تجارية شهيرة أو دار عالمية يصبح مرتبطاً بمكوّن واحد من دون سواه، فلا يُذكر أي منهما من دون الثاني. فهل يمكن الحديث عن لا بريري La Prairie من دون التفكير في الكافيار أو عن شانيل Chanel من دون التطرّق إلى زهرة الكاميليا؟! وماذا عن قصة ديور Dior والورد أو حتّى غيرلان Guerlain والعسل الملكي؟! لنجُل معاً اليوم على الحكايات الأيقونية التي جمعت هذه الدور العالمية بأبرز المكوّنات سواء في عالم العناية بالبشرة أو في عالم العطور.

حكاية الورد في Dior

ترك السيد Christian Dior للدار العالمية إرثاً قيماً وشخصياً، حبّه للوردة الزهرية! فلو كانت بالنسبة إلى كثيرين مجرّد نبتة تُزرع في الحدائق، يجدها المؤسس "الملكة" في حديقته وهي الدليل على شغفه بالاعتناء بالحدائق، ذلك الشغف الذي اكتشفه في طفولته وتحديداً في حديقة منزله العائلي في غرانفيل في فرنسا. والحكاية الرومانسية بين السيد Dior والورد طبعت ابتكارات المؤسس سواء في عالم الموضة أو المجوهرات أو العطور، إذ شكّلت مصدر وحي أساسياً له. ولا بدّ من القول إنّ Christian Dior عبّر رسمياً وللمرة الأولى عن حبّه للوردة خلال أوّل عرض أزياء للدار في العام 1947. وطوال السنوات اللاحقة، لم يتردّد في إدخالها لا بل في جعلها جوهر عطور متعدّدة تحمل توقيع Dior وأبرزها Miss Dior. وتجدر الإشارة في هذا الإطار أيضاً إلى أنّ Christian Dior أحبّ الوردة من مختلف جوانبها، أي أحبّ لونها أيضاً إذ كان يذكّره بمنزله وبحديقة والدته Madeleine حيث كان يستمتع بتنشّق أجمل الروائح.

حكاية الكاميليا في Chanel

ليست الكاميليا مجرّد زهرة بالنسبة إلى Chanel، هي مصدر وحي... هي رمز أيقوني... هي الأحبّ إلى قلب Mademoiselle Chanel. فما سرّ هذا الحبّ الذي جعل مؤسسة أشهر الدور العالمية تدخلها إلى مختلف ابتكاراتها، سواء المجوهرات أو الأزياء أو الإكسسوارات أو الحقائب أو حتّى منتجات العناية بالبشرة! في الواقع، يُقال إنّ Coco Chanel وقعت في حب زهرة الكاميليا للمرة الأولى حين قرأت قصة La Dame aux Camélias للكاتب Alexandre Dumas، حيث كانت البطلة تعبّر عن نقاوة قلبها من خلال التألّق بزهرة الكاميليا البيضاء على الدوام. وتحمل الكاميليا الكثير من الرموز والقيم. ففي كوريا على سبيل المثال، تُعتبر دلالةً على النقاء وطول العمر والإخلاص. والملفت أنّ Coco Chanel أحبّت زهرةً بسيطة بالفعل، زهرة لا يفوح منها أي أريج. وقد أعلنت عن حبّها هذا للمرة الأولى عند افتتاح أوّل بوتيك للأزياء لها في شارع Gontaut-Biron في Deauville في العام 1913، حيث قدّمتها رسمياً عبر تصاميمها. وحتّى في عالم الجمال، نقلت Chanel هذا الحب إلى منتجات العناية بالبشرة ولجأت إلى خلاصة الكاميليا الحمراء كي تقدّم مجموعة من التركيبات المخصّصة للعناية بالبشرة وتجهيز إطلالة المكياج. وتضمّ مجموعة المنتجات على سبيل المثال اللوشن المُجدّد للحيوية بالكاميليا الحمراء Essence Lotion Revitalisante Au Camélia Rouge والسيروم المجدّد للحيوية وكريم العيون المجدّد للحيوية وغيرها. وتجدر الإشارة إلى أنّ خلاصة الكاميليا تأتي بفوائد متعدّدة من ضمنها تجديد حيوية البشرة وإنعاشها وتعزيز ترطيبها والحماية من الشيخوخة وتقوية حاجز الجلد.

حكاية العسل الملكي في Guerlain

أمضت الدار العالمية Guerlain أكثر من 10 سنوات وهي تقوم بأبحاث ودراسات توصلها إلى اكتشاف أقوى أنواع العسل والهلام الملكي وإلى التعرّف على أبرز الفوائد للبشرة. وبما أنّها تلتزم بالاستدامة والحفاظ على البيئة، وقع اختيارها على عسل النحل الأسود من جزيرة ويسان في فرنسا، بخاصّة أنّه يجمع 3 معايير أساسية هي عدم تلوّث البيئة ووفرة التنوّع البيولوجي وملف النحل الوراثي. وهكذا، أصبح هذا المكوّن أيقونياً لدى Guerlain وجوهر إحدى أشهر مجموعاتها للعناية بالبشرة والشعر Abeille Royale. وتتميّز هذه المجموعة بقدرتها على إصلاح البشرة وتجديدها من الداخل والخارج، إذ تساعد في الترطيب وتعزّز قدرة الخلايا على إصلاح ذاتها وتقوّي نسيج الجلد... وتصف Guerlain عملها في هذا الإطار بأنّه "الإصلاح الذي جاء وليد العلم والنحل". حتّى أنّها طوّرت اهتمامها بالنحل والعسل، وهي تقدّم بشكل متواصل مبادرات وبرامج ذات صلة مثل برنامج ريادة الأعمال في تربية النحل للسيدات Women for Bees بالشراكة مع اليونسكو والمرصد الفرنسي للحفاظ على النحل.

حكاية الكافيار في La Prairie

اختارت La Prairie ألّا يرتبط اسمها سوى بالمكوّنات الثمينة الفاخرة، وأبرزها الكافيار. وقد بدأت حكايتها مع الكافيار في العام 1987، حين قدّمت حبيبات الكافيار Skin Caviar Dermo Caviar وأتاحت للنساء فرصة تجديد بشراتهنّ وتنعيم ملمسها وشدّ مظهرها وتعزيز الحيوية فيها، وذلك كلّه بفضل فوائد الكافيار البحري. وحينها، قلبت La Prairie المقاييس في عالم العناية بالبشرة! وفي وقت لاحق، طوّرت الدار العالمية هذا المنتج الأيقوني وقدّمت نسخة أحدث منه Skin Caviar Luxe Cream. وعلى مدى أكثر من 3 عقود، حوّلت La Prairie إلى مكوّن أساسي لمجموعة من مستحضرات العناية بالبشرة والمكياج حتّى. وضمن مجموعة الكافيار، نجد الزيت الليلي وكريم العيون وكريم شدّ البشرة والكونسيلر وكريم الأساس وغيرها. ومن أبرز أقوال Dr. Paul Niehans: "ليس من المهمّ إضافة سنوات إلى الحياة، بل حياة إلى السنوات التي نعيشها". وحتّى في استخراج الكافيار، تحافظ La Prairie على هويتها السويسرية. فلاستقدام الكافيار السويسري الفاخر، يتعاون علماء الدار مع مزارع سويسري لحصاده في جبال الألب السويسرية حيث يُربّى عدد محدود من أجود أنواع سمك الحفش في مياه الينابيع.

اقرئي أيضاً: تعرّفي على ماركة أغلى عطر في العالم بحسب موسوعة غينيس  

 
شارك