تقرير عن ماركات الجمال وأثرها في المجتمعات

صحيح أنّ الماركات والعلامات التجارية تؤدّي دوراً رئيسياً في ابتكار منتجات ومستحضرات تلبّي احتياجاتنا الجمالية وتعالج مشكلاتنا وتضمن لنا التألّق بالإطلالات التي تعجبنا وتشعرنا بالثقة بأنفسنا. ولكن نتّفق جميعنا على أنّ دورها لا يتوقّف عند هذا الحد، بل يتوسّع أيضاً ليشمل مسؤوليتها تجاه المجتمعات وتجاه إحداث أثر إيجابي من خلال جميع الأنشطة التي تقوم بها والخطوات التي تتّخذها. ولذلك، أعددنا تقريراً خاصاً يوضح كيف تترك ماركات الجمال أثراً في مجتمعاتها.

كيف يمكن تمييز ماركات الجمال المؤثرة؟

يمكن التعريف بمستحضرات التجميل على أنّها مستحضرات عناية، سواء كانت للمكياج أو للبشرة أو للشعر أو غيرها. وحين تسعى العلامة التجارية إلى إحداث أثر له معنى، تركّز على العناية بعملائها وأيضاً بالمجتمعات ومشكلاتها. وبالتالي، وفيما تخلق الماركات أحياناً حساً من المسؤولية والتوعية تجاه الكثير من القضايا والمشكلات، تشجّع على دعمها بمختلف الأساليب. أمّا نحن من جهتنا، فنساهم أحياناً في توسيع نطاق هذا التأثير بمجرّد شراء المنتجات، ونظهر بذلك اهتماماً بالتغيّرات الاجتماعية الإيجابية.

ابتكار منتجات قيّمة

يمكن القول إنّ العلامات التجارية تحدث أثراً حين تقدّم منتجات ذات قيمة وجدوى لقاعدة عملائها. فحين تركّز الماركات على حلّ المشكلات الجمالية التي يعاني منها الأفراد وعلى تقديم حلول تسهّل اتّباع الخطوات الجمالية الأساسية، تغيّر النظرة إلى المكياج والعناية بالبشرة وتخلق تداعيات إيجابية. لنعتبر مثلاً أنّكِ تعانين من مشكلة حب الشباب، ووجدت لدى إحدى العلامات منتجاً للعناية بالبشرة ساعدكِ بشكل كبير في التحكّم بالزهم وظهور البثور. ألن يؤثر ذلك عليكِ إيجابياً، ويعيد إليكِ حبكِ لذاتكِ ولإطلالاتكِ؟

الشمولية وإشراك العملاء

لاحظنا في خلال السنوات الأخيرة الماضية أنّ العلامات تركّز بشكل كبير على مبدأ الشمولية، أي تقدّم منتجات تناسب، بتركيباتها وألوانها، جميع الشرائح والفئات. فعلى سبيل المثال، نلاحظ حالياً العدد الكبير من تدرّجات كريم الأساس والتي تناسب جميع ألوان البشرة، سواء لدى Dior أو Fenty Beauty أو غيرهما. ويحدث ذلك بدون شك أثراً إيجابياً على صعيد المجتمعات كافة.

من جهة أخرى، تحرص العلامات في أيامنا هذه على إشراك العملاء في أعمالها. ولذلك، تقدّم الفرصة للمشاركة في اختبارات وتجارب المنتجات الجديدة، كما وتجمع باستمرار آراء العملاء وتعليقاتهم على منتجاتها سعياً إلى تحسينها وتقديم تركيبات أفضل.

دعم القضايا الاجتماعية والبيئية وغيرها

تختلف العلاقة بين الماركات والعملاء في أيامنا هذه عمّا كانت عليه في الماضي. فطوال السنوات الماضية، بنينا مع العلامات التجارية علاقات ثقة وشفافية حتّى أنّنا لم نعد نهتمّ فقط بالابتكارات التي تعمل عليها وتقدّمها، بل نركّز أيضاً على المساعي والجهود الاجتماعية التي تقوم بها. فعلى سبيل المثال، ومع كل التغيّرات في العالم من حولنا، أصحبت الاستدامة وممارسات الحفاظ على البيئة مثل إعادة التدوير والتقليل من النفايات وغيرها من الأمور التي تهمّنا، ولذلك نحبّ اختيار الماركات التي تهتمّ بهذه الجوانب. ومن الأمثلة على هذه العلامات، Guerlain التي تشتهر بحمايتها لمجتمع النحل وبمساعي الاستدامة التي تبذلها. كذلك، نميل إلى اختيار الماركات التي تدعم أي من القضايا الاجتماعية الهامة، سواء تعليم الأطفال أو تمكين النساء من متابعة مسيراتهنّ المهنية وطموحاتهنّ أو غيرها.

أكاديميات التعليم والتدريب

تتميّز بعض العلامات التجارية بالأكاديميات التي تؤسسها وتطلقها في عدد من المجتمعات، حيث تسعى من خلالها إلى تدريب المهتمّين والمهتمّات بالمجال التجميلي وتعليمهم الكثير من المهارات، سواء في ما يخصّ المكياج أو تصفيف الشعر أو غير ذلك. فعلى سبيل المثال، تدير L’Oréal Professional أكاديمية مهنية متخصّصة في مجال الشعر، ومهمتها تمكين المرأة السعودية في هذا المجال، وذلك في إطار برنامج تدريجي يغطّي صبغ الشعر وقصه وتصفيفه. ولا شكّ في أنّ هذا الدعم الذي توفّره الماركات يحدث أثراً في المجتمع ويساهم في تطويره، ويساعد حتّى في بناء مستقبل أفضل.

بناء مجتمع خاص بالعلامة التجارية

تحاول كل علامة تجارية أن تستفيد من منصات التواصل الاجتماعي لتتواصل مع قاعدة عملائها ومتابعيها وتبني مجتمعاً خاصاً بها. وبهذه الطريقة، تعزّز العلامة العلاقات والروابط وتظهر اهتمامها بمجتمعها وتحاول تلبية احتياجاته ومواكبة التغيّرات فيه، وهذا ما يزيد من الأثر الذي تحدثه. ففكّري مثلاً كيف تتفاعلين مع المنشورات التي تظهر أمامك من هذه الماركة أو تلك، حتّى ولو لم تكن ذات صلة بالمنتجات والمستحضرات التي تقدّمها. 

اقرئي أيضاً: تقرير يلقي الضوء على مواهب نسائية عربية في عالم الجمال

 
شارك