تارا عماد: أنا مؤمنة بأنّ قراراتنا تساهم في تحديد مصيرنا
جمالها ناعم وهادئ وموهبتها حاضرة ومميّزة. إنّها شابّة، لكنّ نضوجها يبرز من خلال أعمالها وخياراتها وإطلالاتها فهي لم تعرف خطوة ناقصة في مسيرتها حتّى الآن. النجاح حليفها ولعلّ الفضل يعود إلى خياراتها الصائبة طبعاً، وانتقائها الملفت في أدوارها والمسلسلات التي تتواجد فيها، إنّما موهبتها تأتي حتماً في الطليعة لتكون أكثر ما يجعلها ممثّلة ناجحة نراها سنة تلو الأخرى تبرز أكثر وتنافس نجمات مخضرمات. ها هي اليوم تستعدّ للإطلالة في عمل رمضانيّ رائع إلى جانب النجم محمد رمضان، حيث ستخوض السباق الرمضاني مؤكّدة أنّها باتت نجمة من الصفّ الأوّل، نجمة ننتظرها دائماً وتحبّها الشاشة. إنّنا نتكلّم عن تارا عماد، الشابّة الجميلة الموهوبة التي اختارت أن تحقّق حلم صغرها ألا وهو التمثيل، فمشت بخطى ثابتة نحو النجاح وغدت اليوم ممثّلة بارعة يُحسب لها ألف حساب.
إنّها النجمة تارا عماد التي تلعب في شهر رمضان المقبل دور الصعيديّة إلى جانب محمد رمضان والتي تكلّمنا معها عن هذا العمل وعملها إلى جانب الممثّلة نيللي كريم وأيضاً عن طموحها وأحلامها...
حوار: طونينا فرنجيّة، تصوير:Jeremy Zaessinger لدى MMG Artists، إدارة فنيّة وتنسيق: Sima Maalouf، مساعدة منسّقة: Dina Sherif، شعر ومكياج: Amanda Kay لدى Bareface، إنتاج: Kristine Dolor، موقع التصوير: Al Barari, Nature Escapes، الأزياء كلّها من Gucci
لا بدّ من أن تكون البداية مع أجدد الأعمال حالياً "مسلسل موسى" الذي ننتظره في رمضان 2021 والذي تلعبين بطولته إلى جانب محمد رمضان... أخبرينا قليلاً عن دور نجاة، لا سيّما أنّنا رأيناك بلوك صعيديّ، ما الذي سنراه؟ وكيف يختلف عن أدوارك السابقة؟ وما الذي شدّك إليه؟ وكيف هي التجربة إلى جانب النجم محمد رمضان؟
أكثر ما شدّني للمسلسل أنّه عن الصعيد، فأنا كنت أتمنّى دائماً أن أقوم بدور صعيديّة وأتعلّم اللهجة الصعيديّة، وهو ما حدث بالفعل بمساعدة المصحّح اللّغوي حسن قناوي الذي أحضره لي المخرج محمد سلامة. بعد عدّة جلسات من تعلّم اللهجة وقواعدها، اكتشفت أنّها أسهل مما كنت أتوقع، إنّما هذا لا ينفي أنّ تعلّمها تطلّب الكثير من المذاكرة والدراسة.
كذلك، أعجبني النص كونه مكتوباً بشكل جيّد جدّاً ما يجعل المشاهد يتفاعل مع كلّ شخصيّة على حدى بنفس القدر من الاهتمام، سواء عنى ذلك التعاطف أو الحبّ أو حتّى النفور. بالنسبة إلى دور نجاة الذي ألعبه، فما أحببته هو شخصيّتها القويّة الصادقة والمحبّة لكلّ الناس، لذا فإنّ كلمتها مسموعة إذ إنّها تعني ما تقوله ولا تتلاعب بأحد.
بما أنّنا نتكلّم عن موسم رمضان، هل ترين أهميّة للممثّل أو الممثّلة في التواجد ضمن السباق الرمضاني وعلى الساحة الرمضانيّة؟ وما الذي يجعل الحضور في المسلسلات الرمضانيّة هو الأهمّ؟
تواجد الممثّل أو الممثلة في الموسم الرمضاني مهمّ فعلاً لأنّه أصبح جزءاً من ثقافتنا وعاداتنا، حيث تصبح نسبة المشاهدة أعلى من المعتاد. لكنّني مع ذلك أرى أنّه ليس العنصر الوحيد الذي يجب على الممثل الاعتماد عليه في نجاحه ووصوله إلى الناس، لأنّ التجربة أثبتت أنّ الكثير من المسلسلات قد حقّقت نجاحاً كبيراً خارج الموسم الرمضاني.
في جعبتك أيضاً، مسلسل "ضدّ الكسر" الذي تواصلين تصويره والذي سيجمعك بالممثّلة نيللي كريم وغيرها من الممثّلين والممثّلات، هل من ممثّل أو ممثّلة معيّن(ة) تحبّين العمل معه(ا) ولم تتسنّى لكِ الفرصة بعد؟ وكيف تقيّم تارا الممثّلة نفسها اليوم مقارنة بـ تارا عندما بدأت في عالم التمثيل؟ ما الذي تغيّر وما الذي تعلّمته؟ وما الذي اكتسبته؟
نيللي كريم من الممثلات المفضلات بالنسبة إليّ. أحبّ أدوارها، سواء في المسلسلات أو الأفلام، ودائماً ما تمنّيت العمل معها. هناك الكثير من الممثلّين والممثّلات الذين أتمنى العمل معهم أيضاً، على رأسهم النجمة يسرا التي أكنّ لها كلّ الحبّ والتقدير، وكذلك منى زكي وأحمد السقا، وغيرهم الكثيرون.
أمّا عن تارا اليوم مقارنة بـ تارا التي بدأت في عالم التمثيل، فأرى أنّ التمثيل قد جعل لكلّ شيء في حياتي مذاقاً مختلفاً، خاصةً وأنّه كان الحلم الذي طالما تطلّعت إليه. كذلك، أكسبني الثقة بالنفس وجعلني أقدّر نفسي إذ جعلني على يقين من أنّني قادرة على العمل والنجاح في المجال الذي أحبّه. بالنسبة إليّ، أرى أنّ الإنسان في حاجة دائمة للتطوّر والتعلّم، وليس هناك من مرحلة يمكننا أن نصف وصولنا إليها بالاكتمال، فالطموح والأحلام لا تقف عند مرحلة معيّنة.
هل من عمل أو مسلسل معيّن تعتبرينه قد شكّل نقلة نوعيّة في مسيرتك المهنيّة؟ وما كان السبب؟
مسلسل صاحب السعادة، أعتبره النقلة النوعية في حياتي. إنّه العمل الذي وضعني على خريطة التمثيل وفي المجال الفنّي عموماً، ويعود ذلك لأسباب عدّة أهمّها أنّه بطولة الزعيم عادل إمام، كما أنّه مسلسل لايت/دراما /كوميدي، ويصلح لكلّ أفراد الأسرة، وهو ما ساعد على نجاحه.
أين ترى تارا نفسها بعد خمس سنوات من اليوم؟ وهل من مشروع دراميّ أو تمثيليّ بمثابة حلم بالنسبة إليك وتتمنّين تحقيقه؟ قد تكون قصّة معيّنة أو دور ما؟
أحلم بالتمثيل في هوليوود. أتمنّى أن تصل الممثّلات المصريّات إلى العالميّة. لقد حقّق الكثير من الممثلين المصريّين ذلك أمّا نحن النساء فلم نحقّقه بعد. كذلك، أتمنّى أن أشارك في بطولة عمل أكشن، سواء فيلم أو مسلسل، وقد سبق وأن فعلتها في فيلم الفيل الأزرق 2، ولكنّني أحلم بأن يُكتب نص كامل من ذات طابع الأكشن وتكون البطولة فيه نسائيّة.
ممّا لا شكّ فيه أنّ للجمال اليوم أهميّة في الحضور وعلى الشاشة بشكل عام، ولكن برأيك متى يكون الجمال نقمة ومتى يكون نعمة؟ وهل هو وسيلة للنجاح؟ أو مجرّد صفة إضافيّة تدعم النجاح إنّما ليست ركيزته الأساسيّة؟
لا أظنّ أنّ الجمال يمكن أن يكون نقمة بأيّ شكل من الأشكال، وأرى أنّه لا يمكن حصره أو تحديده بجمال واحد في المطلق. فمعايير الجمال تختلف من شخص إلى آخر ومن بلد إلى آخر، ولا توجد معايير ثابتة لقياس الجمال أو حتّى القبح، ولكلّ إنسان جماله الخاصّ.
هناك الكثير من الشابّات اليوم يحلمن بالشهرة، ما الذي تقولينه لهنّ؟ لا سيّما من منطلق أنّك شابّة جميلة استطاعت النجاح وتحقيق الشهرة؟
لا أرى في الشهرة هدفاً في حدّ ذاته يجب السعي وراءه. بالنسبة إليّ، أعتبرها شيئاً زائلاً لذلك من الأفضل أن يكون لدينا أهداف حقيقيّة في مجال معيّن، والتركيز يجب أن يكون في البحث عن الطريق الأنسب لتحقيق هذه الأهداف. إنّ ذلك طبعاً يتطلّب بذل المزيد من الجهد والبحث والدراسة والتعب، حينها نحقّق أهدافنا ونشعر بمعنى الإنجاز.
هل من قيود معيّنة تفرضها الشهرة على الفنّان؟ ومتى تقولين لربّما أعتزل؟ وما الذي يدفعك دائماً ويشجّعك؟ أين ترين مصدر قوّتك؟ وما هو مفتاح النجاح برأيك؟
برأيي، إنّ الشهرة لا تفرض قيوداً على صاحبها بقدر ما تحمّله من مسؤولية لكونه يمتلك صوتاً مسموعاً يمكن أن يصل إلى عدد كبير من الناس خاصّة في ما يتعلّق بالأعمال الخيريّة والأعمال الداعمة للمستضعفين والمحتاجين وكلّ من لا صوت لهم.
ليست لديّ أيّ نية للاعتزال، ولا أعتقد أنّه سيكون هدفاً لي في يوم من الأيّام، فأنا أحبّ عملي وأستمتع به ولن أتركه إلّا عندما أرى نفسي غير قادرة على العطاء فيه.
وما يدفعني دائماً ويشجّعني، طموحي وأحلامي التي بدأت تراودني منذ أن كان عمري 4 سنوات. فكلّما شعرت باليأس والإحباط، أتذكّر حلمي في أن أصبح ممثّلة وأن أكون في هذا المكان الذي أنا فيه الآن. بالنسبة إليّ، مصدر قوّتي والدتي التي أعتبرها العمود الفقري الذي أستند عليه وبدونها لم أكن لأصل إلى ما وصلت إليه الآن، وما سأحقّقه فيما بعد. إنّها الداعم الدائم لي، ودائماً ما تنصحني قائلة "لا تيأسي ولا تتوقّفي عن التعلّم، لأنّ التعلّم ليس له سقف".
لا شكّ أنّ مواقع التواصل الاجتماعي اليوم أصبحت أداة أساسيّة للترويج لأيّ عمل وأيضاً للتواصل مع المتابعين. في المقابل، قد ينتج عنها مساوئ معيّنة أو سلبيّات ما، كيف هي علاقتك بها؟ وما أكثر ما يزعجك فيها؟
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة لتقريب المشاهير والجمهور المتابع لهم، وهذا شيء جيّد جدّاً، لأنّ الناس بدأت تدرك أنّ هؤلاء المشاهير أناس عاديّون مثلهم، لديهم العادات ذاتها تقريباً والاهتمامات نفسها. كذلك، باتت إمكانيّة التواصل بينهما موجودة وهو تطوّر كبير لم يكن له وجود قبل عشر سنوات.
بالإضافة إلى ذلك، أصبحت هذه المواقع وسيلة سهلة للدعاية، فمن خلالها يمكن للممثّل أن يعلن عن نفسه وأعماله وينشر أحدث الأخبار الخاصّة به، وهذا ينطبق على أيّ شخص يعمل في أيّ مجال ويريد التسويق له. علاقتي بمواقع التواصل الاجتماعي مثل الكثيرين، أحياناً أكون متواجدة عليها طوال الوقت فيما أفضّل أحياناً أخرى الابتعاد والاختفاء وأعتقد أنّ هذه هي حال معظم الناس.
تبرز اليوم منصّات الأونلاين كنتفلكس وشاهد ونرى وفرة في الأعمال والإنتاجات الخاصّة بها، كيف تقيّمينها؟ وهل ترين أنّ الأعمال التي تعرض عليها تلاقي النجاح والانتشار ذاته الذي تحقّقه المسلسلات التلفزيونيّة؟
أرى أنّ لهذه المنصّات تطوّراً كبيراً في عالم الفنّ والترفيه بشكل عام، كونها جعلت الأعمال، سواء السينمائيّة أو التلفزيونيّة أو حتّى المسرحيّة، متاحة للناس ولم يعد يقتصر عرضها على الوسائل التقليديّة. كذلك، لا بدّ من القول أنّ هذه المنصّات لعبت دوراً فعالاً في الموجة الأولى من وباء كورونا، حيث خفّفت شعور العزلة عن الناس.
بالانتقال إلى تارا الشابّة والمرأة، إن أردت كتابة رسالة لنفسك تقرئينها لاحقاً أو تعبّرين فيها عن شيء ما، ما قد يكون محتواها؟ وهل تؤمن تارا بأنّ الإنسان يكتب مصيره بنفسه وأنّه هو صاحب قرار مسيرته وهو من يرسم قصّته؟
أهمّ رسالة أحبّ أن أوجّهها لنفسي هي ذاتها التي اعتدت أن أردّدها منذ الصغر وهي رسالة والدتي الدائمة لي: "لا تيأسي، وأنتِ كفاية، بشرط ألّا تتوقّفي عن تطوير ذاتك والاستمرار دائماً في وضع أهداف لنفسك والعمل الجادّ على تحقيقها".
أنا مؤمنة بأنّ كلّ شيء مكتوب، ومؤمنة أيضاً أنّ القرارات التي نتّخذها بكامل إرادتنا تساهم هي الأخرى في تحديد مصيرنا.
من هي المرأة التي تلهمك؟
والدتي هي أكثر امرأة ملهمة لي. تعلّمت منها كيف أفكّر في الآخرين وكيف أفضّلهم على نفسي وأقدّم لهم يد العون، وأتقاسم معهم الخير ولا أنفرد به. كما تعلّمت منها الجدّية والاجتهاد في العمل، وغيرها الكثير من الأمور التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من شخصيّتي وحياتي.